الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تاريخ الاهواز –عربستان - منذ عصر الافشار حتى الوقت الراهن ، الفصل التاسع الحلقة الثالثة والاخيرة

جابر احمد

2011 / 4 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


تاليف: موسى سيادة
عرض وترجمة : جابر احمد
تداعيات ثورة الدستور :
نتيجة للضغوط والاحتجاجات و الاعتصمات التي قامت بها الجماهير التواقة للتغيير اعلن " عين الدولة" في 30 نيسان من عام 1906 استقالته من رئاسة الحكومة و كلف "مشير الدولة "وهو رجل ليبرالي معروف بتوجهاته القومية بتشكيل الوزارة الجديدة، وفي 30 ديسمبر من عام 1906 اصبح رسميا رئيسا لوزراء ايران .
وعلى اثر هذا التعين وافق مظفر الدين شاه على ديباجة الدستور الجديد و المتضمنة تحديد الحقوق الاساسية وواجبات المجلس ريثما يتم تديون ما تبقى من الدستور ، حيث اعلن الملك الجديد لايران محمد فتح علي شاه في اكتوبر من 1907 موافقته عليه .
رغم ان ثورة الدستور قد حدت من السلطة المطلقة و النفوذ الكامل للاقطاعيين و الشيوخ المحليين وارخت قليلا القيود التي كانت تقيد الجماهير المظلومة ، الا انها لم تتمكن وكما ينبغي من انجاز مهامها في الغاء الامتيازات التي يتمتع بها الظالمين والوصول الى اقامة النظام الديمقراطي المنشود . فقد قطف الرجعيين ثمار هذه الثورة ولبس اعدائها لباس الحرية وقد نجحوا في حرفها و بالتالي ايقاف العمل بالدستور ، وعليه يمكن القول ان الرجعية الداخلية و المستعمرين الاجانب استغلوا الجهل الذي كان يعم اوساط الجماهير و لم تستطيع هذه الثورة انجاز المهام الملقاة على عاتقها .
ان المستجدات السياسية التي شهدتها ايران دفعت الروس و البريطانيين الى الاستفادة من ضعف الدولة القاجارية لتحقيق مصالحهما . وقد بادروا الى عقد معاهدة عام 1907 م وتنص هذه المعاهدة عمليا الى تقسيم ايران منطقتي نفوذ واحدة تابعة لروسيا و الاخرى تابعة لبريطانية ، ورغم كون هذه المعاهدة تعتبر انتهاكا لسيادة ايران الا ان الملك محمد علي شاه القاجاري وافق عليها و اعترف بها رسميا ، الا ان المجلس الوطني الايراني رفضها بالاجماع ، الامر الذي دفع الشاه الى استخدام قوات " القوزاق " الروسي بقيادة " لياخوف " الى ضرب المجلس بالمدافع ولم يكتفي بذلك وحسب بل اصدر في حزيران من عام 1908 م امر بحل المجلس و اعتقال اعضاءه متجاهلا كليا بنود الدستور . الا ان هذا القرار قوبل بانتفاضة شعبية عارمة ، واثناءها تحركت قوة قوامها 5000 شخص يقودها " علي قلي خان البختياري " ( السردار اسعد ) باتجاه طهران ، وبعد ثلاثة ايام من المواجهات مع القوى المعارضة لثورة الدستور اضطر الشاه الفرار و اللجوء الى السفارة الروسية في طهران ثم ابعد في 16 من يوليو – حزيران عام 1909 الى روسيا القيصرية .
موقف الشيخ خزعل من ثورة الدستور .
رغم العلاقة الحميمة التي تربط شيخ خزعل بالملك " فتح علي شاه " القاجاري وحصوله منه على عدة اوسمة " همايونية " مزينة بالاسد والشمس الحمراء ، الا ان الشيخ لم يولي هذا الجانب اي اهتماما وقرر الاعلان عن تاييده لدعاة الدستوريين " المشروطة " في ايران ، و انضم الى الاصوات الشاجبة لأستبداد الملك ، لذلك قام واثناء هجوم البختياريين بقيادة " السردار اسعد " على طهران بتقديم مبلغ قدره 5000 ليرة عثمانية للاستعانة بها على قضاء احتاجاتهم ، من جهة اخرى ارسل برقية الى الملك محمد علي شاه يحذره فيها انه اذا ما استمد اكثر بغيه امام الثوار الدستوريين والبختياريين ، فان العرب في عربستان سوف يهاجمون طهران . وفي الوقت نفسه استغل الشيخ خزعل الظروف لصالحه وقام باخذ الرسوم الجمركية العائدة من جمارك المحمرة بشكل مباشر . وامتنع عن دفع الضرائب التي كان يدفعها منذ عام 1875 الى طهران .
تزايد النشاط الالماني اوائل القرن العشرين :
فيما يتعلق بالتناقض الروسي البريطاني في صراعهما للسيطرة على ايران ، فقد جمد هذا الناقض مؤقتا وذلك بسبب خوف الجانبين من نمو وعي القوى الثورية في ايران و كذلك خوفهما ان تؤثر هذه الحركة على التحركات الثورية في الهند ، كما ان هناك امور اخرى ساعدت على ذلك منها النفوذ الاقتصادي و السياسي الالماني التي تزايد منذ اوائل القرن التاسع عشر في ايران والشرق الادنى ،حيث كان مشروع بنا خطوط للسكك الحديدية في العراق يعد خطر بعيد المدى على المصالح الروسية والبريطانية في المنطقة ، من جهة أخرى بدأت شركة الملاحة البحرية الالمانية وضع برامج شهرية لحركة سفنها بين المانيا و الموانيء الخليجية واضعة تعرفة اجور قلية لنقل البضائع الى ايران . وعليه يمكن القول انها دخلت في رقابة ناجحة مع البواخر الملاحية التجارية البريطانية
وفي مطلع القرن العشرين سرعان ما ازدادت حدة النشاط الالماني في ايران ولكون طريق الترانزيت عبر روسيا مغلق بوجه تصدير بضائعها الى ايران ، لذلك رأت المانيا انه من الافضل لها تأسيس عدد من الشركات التجارية في ايران وذلك من اجل تقوية موقعها اسوة بباقي الدول، وقد اظهروا انهم يدعمون التحرك القومي الايراني و يؤيدون ثورة الدستور ويقفون الى جانب الاستقلال السياسي و الاقتصادي الايراني مقترحين على القومين العنصريين الفرس الاستفادة من الدعاية " الاصولية الاسلامية " ، ولم يكتفوا بذلك وحسب وانما اخذوا يزودونهم بالسلاح الذي كان يرسل اليهم عبر موانيء الخليج ، كما كان لبعض الشخصيات الايرانية المعروفة من امثال " صنيع الدولة " و" احتشام الدولة " رؤساء المجلس في الدورة الاولى ، وكذلك " علاء الملك " السفير الايراني في اصطنبول وآخرون توجهات قومية عنصرية تستمد روحها من النظرية الارية الالمانية الجرمانية ، وكانوا معجبين بالالمان و بافكارهم اعجابا شديدا
البختياريون يلتحقون بثورة الدستور :
في ابريل من عام 1908 التحق البختاريون بقيادة الاخوين " صمصام السلطنة " و " السردار اسعد " بالدستوريين وتحركوا من اصفهان باتجاه طهران ، اما السبب الرئيسي الذي جعل البختاريون ينتفضون ضد الشاه هي رغبتهم الملحة من اجل تطبيق الاصول العامة للديمقراطية الحقيقية ، كما عارضوا سياسة الشاه بتنصيب حكام لاصفهان و اعتبروها تهديدا لوجودهم ، حيث انهم كانو يتمتعون بحكم ذاتي وانهم يسعون من اجل الحفاظ عليه ، وكانوا يأملون من خلال الثورة ضد الشاه و تاييد ثورة الدستور تقوية مواقعم في مناطقهم ، خاصة فيما اذا نجحت الثورة واصبح لهم تواجد ومشاركة في الحكم سيدعمون حكمهم المحلي . كما ان الانجليز بدورهم يريدون تقليم اظافر الروس من اجل تقوية نفوذهم في ايران ، لذلك دعموا التحرك البختياري ضد المللك القاجاري " محمد علي شاه " ، هذا من جهة ومن جهة اخرى كان الانجليز قد اوكلوا حراسة مناطق استخراج النفط في شمال عربستان اليهم ، هذا وكان احد القادة البختيارين وهو " السردار سعد " قبل وقوع هذه الاحداث سافر الى اروبا و التقى اثناءها مع " مستر جرى " وزير الخارجية البريطاني وبعد عودته من سفره الى ايران تزعم الثوار البختياريين .
و في الوقت نفسه اعلن الشيخ خزعل امير عربستان دعمه الكامل لتحركات البختياريين والدستوريين ، وفي ظل تنامي الازمة التي كانت تشهدها الساحة الايرانية انذاك ، ارسل برقية اعلن فيها تأييد للثوريين الدستوريين ، وفيما يلي نص البرقية التي ارسلها منقولة عن صحيفة الكشكول ، العدد الثاني : صاحب السعادة السيد " صمصام السلطنة " دام عزه ، السلام عليكم ، اود ان احيطكم علما ، انه تم تشكيل مجلس ولاية المحمرة ، كما تمت السيطرة على جمارك عربستان ، لكي لا تصل اي من عوائدها الى طهران ، كما تم في المحمرة احتجاز اربعة بواخر عائدة للدولة ، ارى من الضروري ان تخبروا الاخوة الآذريين و الجيلانيين بهذه التطورات الخ ..
كما ارسل الشيخ خزعل برقية ثانية من مدينة المحمرة الى محمد علي شاه القاجار تضم اسمه و اسماء اثنين من الزعماء البختياريين البارزين هما سيف الدولة والسردار اسعد يطالبونه فيها الالتزام بالدستورالذي وقع عليه و الده و العمل على ابعاد البلاد عن الازمات والقلاقل عبر السماح بالتأم البرلمان والالتزام ببنود الدستور .
انتهى الفصل التاسع و يليه الفصل العاشر .
تمت الترجمة عن اللغة الفارسية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تظاهرات في جامعات أميركية على وقع الحرب في غزة | #مراسلو_سكا


.. طلبوا منه ماء فأحضر لهم طعاما.. غزي يقدم الطعام لصحفيين




.. اختتام اليوم الثاني من محاكمة ترمب بشأن قضية تزوير مستندات م


.. مجلس الشيوخ الأميركي يقر مساعدات بـ95 مليار دولار لإسرائيل و




.. شقيقة زعيم كوريا الشمالية: سنبني قوة عسكرية ساحقة