الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الانتحار السياسي
زيرفان سليمان البرواري
(Dr. Zeravan Barwari)
2011 / 4 / 24
السياسة والعلاقات الدولية
لاشك ان المؤسسة العسكرية تعد من المؤسسات المهمة والاستراتيجية في الدول الحديثة، وقد عملت هذه المؤسسة بدور نضالي في الكثير من البلدان في سبيل التحرر واستعادة الحقوق والحريات، وتمثل هذا الدور الايجابي للمؤسسة العسكرية عندما تمارس وظائفها بصورة مهنية بعيدة عن اثر الايدولوجيات الضيقة وكذلك الابتعاد عن التدخل السلبي في المؤسسة السياسية وفرض ارادتها على صناع القرار في البلاد.
ان دراسة الوضع في البلدان العربية خلال العقود الماضية تظهر بان هذه المؤسسة قد استخدمت في غير وظيفتها فبدلا من حماية الشعب والدفاع عن الاوطان بات مهمتها الدفاع عن القائد والحزب القائد والنخبة الفاسدة التي نشرت الفساد في اجساد بلدانهم، حاولت الانطمة الشمولية في منطقتنا من استخدام الجيش كقوة ردع ضد شعوبهم واثقلوا كاهل شعوبهم جراء سياسات العسكرة والصفقات المشبوه مع شركات الموت والترهيب والتعامل مع السوق السوداء في شراء الاسلحة الفاسدة على حساب خبز الشعب وحليب الاطفال، فالبطالة والجمود والتخلف وما الى ذلك من الامراض الاجتماعية والاقتصادية قد اصابت الشعوب جراء الانفاق غير المتوازن على العسكرة والفساد العسكري اذا صح التعبير. ولكن هنا لابد من القول بان العنصر البشري في داخل المؤسسة العسكرية عانى مثل غيرهم من بؤس الجوع وكوابيس المرض لان النخبة السياسية وبعض جنرالات الموت كانوا المستفيدين فقط من صفقات الاسلحة، وقد تجلت هذه الحقيقة في المشهد التونسي والمصري عندما رفض المؤسسة العسكرية الانصياع لاوامر الطغاة وقتل الشعوب.
ونظرا لخطورة استخدام المؤسسة العسكرية في الصراعات الحزبية والتصدي للمدنيين فلابد من ربط العسكرة بالانتحار السياسي وكيف ان العسكرة تفرز الانتحار السياسي. ويظهر مسالة الانتحار السياسي بعنصر الشرعية.
• الشرعية
ان القضية الرئيسية في مسالة استخدام العسكر تتجلى في مدى مشروعية ذلك وهل ان النظام السياسي تستمد ورقة استخدامها للجيش من الدستور وهل هناك شفافية في تلك المسالة، ومن خلال دراسة المشهد السياسي في البلدان العربية نرى بان استخدام الجيش لم تربط بعنصر الشرعية اي ان غياب الشرعية بذاتها تعد انتحارا للانظمة السياسية التي لا تسند على راي الشارع والسيادة الشعبية، وفي اغلب الاحيان تمارس الانظمة الشمولية سياساتها التعسفية من خلال استخدام العسكر وترهيب الشعب بالاسلحة والعنف الدموي، ولكن تظل مسالة انهيار تلك الانظمة مسالة وقت لا اكثر والدليل على ذلك النظام الليبي وهو في سكراته الاخيرة رغم استخدامه لابشع الجرائم بحق الشعب الليبي.فالشعب يصنع المعجزات السياسية والجيش قد يصنع المعجزات اذا استند على الشعب بخالف ذلك تكون مؤسسة فاقدة للشرعية. فالاستخدام الغير مسؤول للمؤسسة العسكرية تضع مستقبل وحاضر الامة في خطر الحروب الاهلية والازمات البنيوية وتعد عائقا رئيسيا امام التطور والنمو الاقتصادي من جهة وعاملا معرقلا للديمقراطية من جهة اخرى.
ان التطورات الاخيرة في المنطقة العربية تظهر بان المؤسسة العسكرية كغيرها من المؤسسات عانت من الفساد الاداري ولابد من اعادة صياغتها بالشكل التي تخدم الشعوب بعيدا عن رغبات الحكام وبذلك نضمن التحرر من الطغيان والطغاة الذين حموا كراسي حكمهم بالارهاب.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الشيف عمر يجهز أشهى برياني وكبسة ومندي شغل أبو راتب ????
.. الذيل أو الذنَب.. كيف فقده الإنسان والقردة قبل ملايين السنين
.. في تونس.. -الانجراف- الاستبدادي للسلطة يثير قلق المعارضين •
.. مسؤول أميركي: واشنطن تنسق مع الشركاء بشأن سيناريوهات حكم غزة
.. إسرائيل تعلن القضاء على نائب قائد وحدة الصواريخ في حزب الله