الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعوا السعدي يكمل خطوته نحو الحقيقة

محمد شفيق

2011 / 4 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


يحكي لنا التاريخ بأن حكام بني العباس وقبلهم حكام بني امية لم يقاتلوا الناس من اجل عقيدتهم او ايمانهم , انما قاتلوهم من اجل ديمومة بقائهم في الحكم حيث يقول احدهم ( لم اقاتلكم من اجل ان تصوموا او تصلو ... ) ويروى ان احدهم عندما بويع بالخلافة صعد المنبر فقال ( نحن بني فلان من قال لنا هكذا برأسه قلنا له هكذا بأسيافنا ) ويروى ايضا ان احدهم كان جالسا في مسجد رسول الله في المدينة المنورة فمر من امامه رجل كان معروفا بالزهد والتقوى ومعارضته لنظام الحكم آنذاك فقال الحاكم لمرافقيه هذا امامكم حقا فقال له احدهم ولماذا لم تسند اليه الخلافة فقال ( ويحك انه الملك لو نازعنا عليه صاحب هذا القبر لقتلناه ) واشار الى قبر الرسول محمد . اذن قد تصل الجرأة بالحكام ان يحاربو رسل السماء وانبياء الله من اجل الحفاظ على مناصبهم , ولاتختلف طبائع الحكام مع تغير الازمنة والامكنة , لذا هم يقفون بالضد من رجال الاصلاح , خصوصا من يريد الاصلاح السياسي وان اعترفوا بفضله وارجحية فكره وصوابية ارائه . لكن الاستماع اليهم والعمل بارائهم ومقترحاتهم تعني النهاية الحتمية وقد يصل بهم الامر الى التصفية الجسدية اذا استمر الفرد في عملية الاصلاح .
علي السعدي احد اهم الكتَاب والباحثين في علم الاجتماع السياسي العراقي وقد لا اكون مغاليا اذا قلت انه الاوحد ( حاليا ) في هذا المجال لما يتمتع به من رؤية عميقة في التحليل السياسي عبر مؤلفاته القيمة والتي اعتبرها من نفائس المؤلفات السياسية , و مقالاته التحليلية في صحف السفير والنهاراللبنانيتن والمثقف والمواطن العراقيتين . لقد تنبأ الدكتور السعدي بحدوث الثورات العربية التي نعيشيها الان في ( مانشيتات ) صحيفة " خطوة نحو الحقيقة " التي كان يرأس تحريرها في عام 2009 والتي توقفت عن الصدور بسب قلة الدعم المالي والتي كانت من الصحف العراقية الرصينة مهنيا .
استاذنا السعدي اختزل الصحيفة ليجعلها زاوية في صحيفة المواطن العراقية ليكتب مقالاته تحت اسم ( خطوة نحو الحقيقة ) كل ثلاثاء مقدما رؤية في المشهد السياسي العراقي والعربي وطرح الرؤى والافكار للنهوض بالواقع , ولفت انظار القراء والمعنيين الى مشاريع تغفل الجهات المعنية عنها , فمثلا كتب الاستاذ السعدي في يوم الثلاثاء 22 / 2 / 2011 في المواطن موضوعا تحت عنوان ( العراق و(المصباح) النووي - جدلية الممكنات المستحيلة ) حيث بين تميز العراق عن غيره من بلدان المنطقة لاقامة مشروع نووي .
السعدي سبب ازمة للسلطة بسب ارائه وافكاره الاصلاحية التي من شأنها تقويم العملية السياسية والكشف عن مثالبها التي تعني نهاية الكثير من هم في سدة الحكم فأخذوا يضايقونه محاولين الاجهازعلى قلمه , واجهاض افكاره وارائه , ووضع العراقيل امام اكمال خطوته نحو الحقيقة , وفي الحوار الاخير الذي جمعني به عبر الايميل كان السعدي متألما لتلك المضايقات التي تلاحقه بسب ما يكتب ويقول لانه لا يجامل ولايحابي ولا يتملق وذلك ما لايرضاه الساسة على مختلف مشاربهم ,
ان ما يتعرض له الاستاذ الدكتور علي السعدي ما هي الا محاولات يائسة للنيل من هذا العلم الوطني الكبير الذي ترك بصمات واضحة لايمكن ان تمحى . ولاستاذنا السعدي اقول ان الذبابة قد تزعجك احيانا لكنها لاتؤذيك فأبقى صامدا فالجبال لاتنالها المعاول وان علم الحسين الذي نصب في الطف مهما اجتهد الطغاة على ازالته يبقى متألقا . وقبل كل هذا وذاك ارجو ان تقبلو هذا السطور المتواضعة وان تعذورني ان اخفقت فالكتابة عنكم غيض من فيض ونزر من يسر خصوصا ان كان الكاتب شخص يجتهد في ان تقبلوه تلميذا لكم

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الهجوم الإيراني على إسرائيل.. هل يغير الشرق الأوسط؟| المسائي


.. وزارة الصحة في قطاع غزة تحصي 33797 قتيلا فلسطينيا منذ بدء ال




.. سلطنة عمان.. غرق طلاب بسبب السيول يثير موجة من الغضب


.. مقتل شابين فلسطينيين برصاص مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغر




.. أستراليا: صور من الاعتداء -الإرهابي- بسكين خلال قداس في كنيس