الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آيار عيد العمال العالمي

زكي فرحان

2011 / 5 / 3
ملف 1 ايار 2011 - تأثير ثورات العالم العربي على تقوية الحركة العمالية والنقابية


الاول من آيار يوم عيد العمال العالمى ، ملايين من العاملات والعمال و فى جميع دول العالم يحتفلون في يوم ألأول من آيار، يجسد هذا اليوم نضال الطبقه العامله و معظم الشغيله في العالم للكفاح من اجل حقوقهم المشروعة ، والاول من آيار، عيد التضامن العالمي من اجل وحدة الطبقه العامله، ومن اجل توفير حياة حرة كريمة لهم، بعيدة عن الحروب والدمار، و تكافح الشغيلة وبدون هوادة من أجل توطيد السلام العالمي والعداله الأجتماعيه والنظم الديمقراطيه، ومن اجل مجتمع لا يعرف القهر و الجوع و الأستغلال و الأرهاب في العالم ،وأزالة التمييز العنصري، والهيمنه على و سائل الانتاج ، وسرقه جهد الشغيله ، و أفرزت هذة النضالات و الأحتجاجات العماليه أضرابات واسعه في معظم الدول الأوربيه الصناعيه، ففي فرنسا عام(1848) اسقطت الثورة العماليه عرش الملكيه ،وأنتفاضه العمال عام (1863 ) في( بولونيا ) كانت الشرارة الأولى التي ارعبت الرأسمالين و المستغلين( الكمبادورين ) وهزت كيانهم ، بعدها بسنه عام (1881 ) انتفض عمال المصانع الكبيرة في ( شيكاغو ) مطالبين،احترام حقوق العمال و الدفاع عن سلامه و كرامه عموم الشغيله ، و تحديد ساعات العمل – الضمان الاجتماعي-- التعويض عند الأصابه – تشكيل النقابات - رفع الاجور،وكانت مواجه عنيفه وصدامات بين العمال المضربين و بين طبقات رأس المال الاحتكاريه ( الكارتلات – التروستات )وفى اليوم ألأول من آيار عام(1881) أعدم قادة العمال في امريكا ،وفي أستراليا يشير المؤرخون ان العمال الاستراليون (1856) سبقوا الامريكان بمطالبه الحكومه الاسترالية ان تكون ساعات العمل ثماني ساعات ، وفي روسيا القييصريه (1905) فتحت النار على العمال المتظاهرين، وقتل منهم العديد ،مما حفزهم الى الوحدة، والتنظيم السري، والنضال الثوري المستمر والتظاهر والاحتجاج بدون كلل، ثم تطور الاضراب الى الكفاح المسلح ، بقيادة ( لنين )الى الثورة العماليه المسلحه فى عام (1917- أكتوبر)الثورة الاشتراكية التي هزت العالم الرأسمالي، وأيقضت مظاجعهم، وقدمت الثورة قراءآت ومبادىْ سياسيه جديدة عادله، توظف المساوات و ترفض التمايز والاستغلال و القهر و التجويع و توفير حياة حرة كريمه للانسان ،وفي الدول العربية في مصر أعدمت الحكومه المصريه عام(1932) في زمان (سعد زغلول) قادة العمال النقابين،عقب الانتفاضه العماليه مطالبين بحقوقهم المشروعه، و في العراق، في العهد الملكي البائد، كان العمال العراقين مضطهدين ومستغلين و مسحوقين، لا نقابه تدافع عنهم، ولا حكومه ترحمهم ، إلا انهم لم يستكينوا للظلم و الأستغلال و الأضطهاد والقهر والحرمان،فالطبقه العامله العراقيه المكافحه و طلائعها أخذت زمام المبادرة بتوجيه من الحزب الشيوعي العراقي، شكلوا نقابات تعمل سرا وأصدروا جريدة ( اتحاد العمال) توزع سراً بين العمال، بعد أن رفضت وزارة العمل والشئون الاجتماعية طلباتهم المتكررة ،بدلاً من أن تلبي طلبهم، اودعتهم السجن، وعلى ما أتذ كر، والذاكرة تأبى النسيان، بالرغم من مرور ستين سنه على هذا الحدث، حيث أني ذهبت مع الشهيد(سميع جاني سهر الناشىء) وعمري حينذاك ثمانيه عشرعاما، الى نقابه النجارة التي تقع في زقاق من محله المهديه في سنه (1948 ) القى فيها الشاعر (محمد صالح بحر العلوم ) قصيدته الشهيرة ( أين حقي ؟؟) أدخلته السجن، لنعود الآن الى نضال الطبقة العمالية العراقية وكفاحها في عام(1947) أضرب عمال شركه النفط في كركوك مطابين زيادة بسيطة في الاجور، قتلت الشرطه منهم العشرات في مذبحة( كاور باغي) و في العام ذاته، اضرب عمال النفط في حديثه ( H.3 ) بقيادة العامل الشيوعي الشهيد ( شنور عودة ) تضامنا مع رفاقهم العمال في كركوك ، تصدت لهم الشرطه و اطلقت الرصاص عليهم ،واشترك العمال في وثبه كانون الثاني (1948 ) مع مجموع الشعب العراقي حتى اسقاط معاهدة ( بورتسموث) الاستعماريه الجائرة ،وفي هذة الفترة إنضم الى صفوف الحزب الشيوعي مجموعة من العمال النشطين ( صادق الفلاحي و عبد القدر العياش و كاظم الدجيلي) و غيرهم من النقابين المعروفين وفي عام (1953) اضرب عمال النفط في البصرة مطالبين بزيادة الاجور ثلاثون فلساً بالشهر الواحد، رفضت الشركة هذه الزيادة، وأعتبرت هذه المطالبة أعمال (تخريب) ألقت القبض على قادتهم وحكموا بالاعدام واشرف على ألأعدامات (سعيد قزاز) وزيرالداخليه حينذاك في حكومة نوري السعيد، (أعدم على ذنبه بعد أدانته بهذه الجرائم )، أنتفض طلاب كليه الصيدله والكمياء في بغداد، و أعلنوا ألأضراب و معهم عمال المطابع في تشرين الاول(1952) انتهت بأعلان الاحكام العرفيه، وأمتلأت بهم السجون و المعتقلات ، ثم حصل العدوان الثلاثي على مصر(1956 ) بتأميم قناة السويس فانتفضت الطبقه العامله والشعب فى عموم العراق مؤآزرة لمصر، فتحت النار على المتظاهرين و نصبت لهم المشانق، وفي قضاء الحي أعدمت الحكومه عاملين شيوعين بتحريض من الأقطاعي بلاسم الياسين ،الحديثُ عن الوثبات و ألأنتفاضات يطولُ سرد تفاصيلها ، لقد جاءت ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة(1958) و أجازة العمال بتشكيل النقابات ،وفي ألأول من آيار(1959 ) احتفل العمال العراقيون بعيدهم العلني ، انطلقت مسيرة ضخمه في شارع الرشيد يتقدمها قادة النقابات العماليه واحتفلت معها جموع غفيرة من ابناء الشعب العراقي أنتهت في باب وزارة الدفاع ،وفي العام الثاني(1960) بدأت ألأحتفالات الحاشدة بأول آيار منذ الصباح الباكر من الباب الشرقي مرورا بشارع الرشيد وانتهت مساء في باب المعظم ، تخللتها اناشيد و اهازيج (أخي العامل الكادح هذا عيدك-- و انا الطالب أخيك أيدي بيدك) ويطل عبد الكريم قاسم من شرفته بوزارة الدفاع بين حين و حين يحيي الجماهيرالمحتفله بعيد العمال ،هذة المسيرة المليونيه أفزعت القوى الرجعيه و القوميه و شركات النفط و أذناب العهد الملكي المباد من اقطاعين وعملاء وجواسيس وسماسرة و أرعبت قاسم و البرجوازيه الوطنيه اللبراليه ،مما أوعز للجهات ألأمنيه بالحد من نشاطات المنظمات الوطنيه الديمقراطيه، وأحيل على التقاعد مجموعه خيرة من الضباط الوطنين الذين شاركوا فعليا في تنفيذ توجهات ثورة 14 تموز و حمايتها والدفاع عنها، ومن ثم أستنفرت دوائر الأمن بملاحقه الشيوعين و نقابات العمال، وفي سنه (1961 ) و نحن نتهيأ للأحتفال بآيار، أعتقلتُ مع رفاق ليً في شارع النهر، وأودعت في معتقل خلف السدة ، والغريب أن المعتقلين خليط من قادة حزب البعث ، ومن قادة الحزب الشيوعي (هادي هاشم) عضو الجنه المركزيه ، ورؤساء النقابات ،على شكر – صادق الفلاحي – عبدالله علك ، وطلاب وفلاحين و من جميع شرائح المجتمع العراقى، بعد مضي ستت اشهر اطلق سراحي، ثم جاء الأنقلاب البعثي الدموي الاسود في 8 شباط 1963 محمولا بقطار امريكي، وافرغ دولاراته في جيوب عصابات زمر حزب البعث الفاشي ، وفي غضون هذا الوقت قتل البعثيون عبد الكريم قاسم و قادة الحزب الشيوعي والوطنيين و العمال والفلاحين والضباط الاحرارو الطلبه و أعتدوا على شرف النساء و ملأوا السجون والمعتقلات بخيرة ابناء الوطن، والآن وبعد سقوط نظام صدام الدموي عام 2003 لا تزال أوضاع الطبقه العامله في العراق مهمشه و مغيبه وهي في تراجع نتيجه سياسه الحكومه الطائفيه العنصريه والمحاصصه والتوجه السياسي الديني غير الواضح وأنتشار العصابات و المليشيات المسلحه التي تقتل و تنهب و تختطف الناس الأبرياء، و من ثم التقاتل والتحاوش فيما بينهم على المال العام والمناصب،و رغم كل هذا التذرع التي تحجم فيها الحكومة عن أجازة النقابات العمالية ، تبقى الطبقه العامله العراقية تحتفل كل عام بألأول من آيار يوم عيدها المجيد، رافعهً شعارها الاممي (يا عمال العالم أتحدوا) ، وفي اليوم الخامس من آيار من كل عام يحتفل العمال ألأستراليون بعيدهم الميمون ،
زكي فرحان
سدني / استراليا
ا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئاسيات موريتانيا: ما هي حظوظ الرئيس في الفوز بولاية ثانية؟


.. ليبيا: خطوة إلى الوراء بعد اجتماع تونس الثلاثي المغاربي؟




.. تونس: ما دواعي قرار منع تغطية قضية أمن الدولة؟


.. بيرام الداه اعبيد: ترشّح الغزواني لرئاسيات موريتانيا -ترشّح




.. بعد هدوء استمر لأيام.. الحوثيون يعودون لاستهداف خطوط الملاحة