الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عراق الانقلابات ..على كرسي الاعدام

زكي فرحان

2011 / 5 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


على كرسي الاعدام ..... الجزء الثالث والتسعون

جلس الزعيم عبد الكريم قاسم و رفاقه في قاعة الاستديو، جرى داخل الاستديو المليء بقاددة الانقلابين و مجموعة من الضباط المتصيدين المحابين بقيافتهم المهلهلة ورتبهم البراقة والنياشين الكبيرة وكل منهم ينتظر ان يستحوذ على منصب كبيرهو غير جدير به ولا يستحقه،جرى قبيل وصول عبد الكريم قاسم حديث في دار الاذاعة بين الانقلابين، منهم طالب شبيب وعلى صالح السعدي وعبد الستار الدوري واحمد حسن البكر وصالح مهدي عماش وعبد الستار عبد اللطيف وعبد السلام عارف وهاني الفكيكي حول الموقف من عبد الكريم قاسم و رفاقه وكان التوجه ميالا لإعدامهم، باسرع ما يمكن بسبب غموض الموقف في بغداد وخاصة في مدينة البصرة والديوانية وبعقوبة واستمرار المقاومة التي نظمها الشيوعيون في بعض مناطق بغداد، وكان هناك حرص واضح عند الجميع على ضرورة بعدم الاعتداء على عبد الكريم قاسم ورفاقه ومعاملتهم باحترام،، ثم ان قاسم خاض معركة شرف مما جعله أسير حرب، ومع هذا التشدق بالاحترام فإن الوقائع اثبتت عكس ذلك حيث اعتدوا على الشهيد الزعيم فاضل عباس المهداوي بوحشية بالغة وهمجية رعاعية تستنكرها الاخلاق العسكرية وسياقاتها النظامية المعروفة، كما ذكرت في العدد السابق، وأكد طالب شبيب في مذكراته وعلى اكثر من موقع اعلامي عندما قال،، ورغم أني كنت الداعي بألاسراع في تنفيذ أول اعدام رسمي باشرته سلطة الانقلابين للقادة الاربعة عبد الكريم قاسم وفاضل عباس المهداوي وطه الشيخ احمد وكنعان حداد، احتراما لهم وتقليلا من اعمال الاذلال ضدهم، خصوصاً وان قرار اعدامهم كان قد تقرر سلفاً قبل وصولهم الاذاعة، ولم يكن هنا داخل القيادة في تلك الايام الحاسمة التي نحن فيها أي ميل للأنسانية لتطبيق العدالة أوالقانون ان يأخذ مجراه ولا أعتبار مطلقاً لمثل هذه الاعمال غير القانونية أوالاجرامية، فقد كانت هناك فوضى عدوانية عارمة يسودها الحقد والضغائن وروح الانتقام والقتل تطغوعلى كل الاعتبارات فقد انعدمت القيم الاجتماعية والحضارية وتدهورت المقاييس ، ولم تكن لدينا قضية تسترعي الاهتمام سوى تصفية عبد الكريم قاسم و مؤيديه والقضاء على الحزب الشيوعي العراقي، وأننا لم نكن نختلف جميعنا إطلاقاً على مثل هذه الامور،، بدليل أن المقدم صالح مهدي عماش من (قادة الانقلابين) وبدون ان يعلم احد منا، ذهب الى معسكر الرشيد واخرج من المعتقل خمسة وعشرين ضابطا كبيراً اطلق عليهم الرصاص فقتلهم في الحال ومن ثم جاء إلينا يطلب منا ان نصدر بيان بانهم حوكموا واصدرت عليهم احكام واعدموا،لكي يسبغ على جريمته طابعاً قانونياً ويبرئ نفسه من هذه الجريمة الشنيعة ويخفي آثارها، وفعلاً أصدرنا بياناً بذلك مغاير للحقيقة باسم المجلس الوطني لقيادة الثورة جاء فيه أن هؤلاء الضباط الذين اعدموا هم من قاوم الانقلاب، عزيزي القارئ ان هذه الجريمة المستنكرة قد تكون ممارسة متواضعة يتسلى بها القادة البعثيون بالنسبة الى جرائمهم التي لا تعد ولا تحصى، وسنأتي على ذكرها في الاعداد القادمة على ما قام به حزب البعث والقوميون العملاء من جرائم بشعة تقشعر لها الابدان ولم تمارسها الفاشية النازية في اوج طغيانها ولا حتى السفاح فرانكو في أبناء جلدته ، لنعود الى الزعيم عبد الكريم قاسم ورفاقه، سئل المقدم قاسم الجنابي المرافق للزعيم عبد الكريم قاسم وقد اقتيد معه من وزارة الدفاع الى دار الاذاعة وقد نجى من الاعدام في الحظة الاخيرة، ويروي المقدم قاسم الجنابي ما حدث لهم في بناية الاذاعة والتلفزيون فيقول،،عندما وصلنا الى الاذاعة ساد الحاضرين من الجنود والضباط المحيطين بالبناية وجوم وخيم على الجو صمت الاموات فاذا كنت رميت أبرة تسمع صدى رنينها،أقتادونا الى داخل البناية التي كان يقف في داخلها عبد السلام عارف رئيس الجمهورية المعين، واحمد حسن البكر رئيس الوزراء وخالد مكي الهاشمي آمر كتيبة الدبابات وعلي صالح السعدي أمين سر حزب البعث ويقف الى جانبهم المقدم عرفان عبد القادر وجدي والعقيد عبد الغني الراوي وبعض الضباط القوميين ممن لا تحضرني اسمائهم، فوقفنا في وسطهم وهم يحيطون بنا انا والزعيم عبد الكريم قاسم والزعيم طه الشيخ احمد والزعيم فاضل عباس المهداوي والملازم كنعان حداد،فأنبرى علي صالح السعدي مخاطبا المهداوي قائلا( لك أشسويت) اي ماذا فعلت، فرد عليه المهداوي بكلمة أحتقار وأهانة ( لك أنجب انا اتكلم مع عبد السلام عارف) فرد عليه علي السعدي ( أنتظر سوف أقتلك) ثم وجه علي صالح السعدي سؤلاً الى عبد الكريم قاسم وقال له ، كانت عندنا حركة قبل اسبوعين واخبرك بها احد الاشخاص فمن هو هذا الشخص؟ وهل هو موجود الان بيننا نحن الحاضرين؟، أجابه عبد الكريم قاسم، لا، لايوجد الشخص الذي أخبرني بينكم بشرفي، فرد عليه السعدي من اين لك ان تفهم الشرف ؟ فأجابه عبد الكريم( ان لي شرفاً أعتز به) والح على السعدي ثانية وثالثة، وقال اخيراً، ماذا كان يعمل عندك المقدم خالد الهاشمي عندما قابلك في وزارة الدفاع قبل اسبوعين، فاجابه ارسلت في طلبه لأستفسر عن صحة والدته، ثم أخذ عبدالكريم قاسم يتحدث قائلاً، اني خدمت الشعب العراقي ونفذنا ثورة 14تموز انقذت العراق من الاستعمار وهيأنا له العيش الكريم وجئنا بهذا السلاح الذي تستعملونه ضدي لكي يشهر في وجه الاعداء، ويقول الجنابي كان احمد حسن البكر قلقاً وقال لي لماذا جئتهم بهذا الشخص؟ مشيراً الى عبد الكريم قاسم، فقلت له، انا لم اعمل سوى خدمة بلدي، فقال لي قف مع جماعتك حتى نرميك معهم، ثم توجه عبد السلام عارف يناقش عبد الكريم محاولاً ان ينتزع منه اعترافاً في ذلك الظرف الحرج في أنه هو الذي كتب البيان الاول لثورة 14تموز، وسأله من الذي كتب البان الاول للثورة؟ فأجابه عبد الكريم قاسم اجابة غامضة لم تنل رضا عبد السلام عارف الذي راح يعاتبه لتركه اياه واهماله وسجنه ، ثم دخل المقدم عرفان وجدي والمقدم وحردان التكريتي وسحباني من بين الجماعة، وانقذاني من الاعدام المحقق، ثم ادخلاني غرفة السيطرة، وجائني حازم جواد ليبلغني قرار المجلس الوطني لقيادة الانقلابين بأعفائي من الاعدام فشكرته على ذلك، ثم سألني علي صالح السعدي ما اذا كنت احتاج الى شيء، وقال لي حردان التكريتي ابو سمير من الممكن الذهاب الى البيت ولكن اخاف عليك، فالأفضل ان تذهب الى سجن الخيالة لبضعة ايام، فبقيت سجيناً،،( من لا يفكر بما هو بعيد، سيجد الحزن قريبا منه) كونفوشيوس،، يتبع

المصدر:-

1- اسماعيل العارف ،اسرار ثورة 14تموز، ص 418

2- عقيل الناصري،عبد الكريم في يومه الاخير، ص،426








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تحشد قواتها .. ومخاوف من اجتياح رفح |#غرفة_الأخبار


.. تساؤلات حول ما سيحمله الدور التركي كوسيط مستجد في مفاوضات وق




.. بعد تصعيد حزب الله غير المسبوق عبر الحدود.. هل يعمد الحزب لش


.. وزير المالية الإسرائيلي: أتمنى العمل على تعزيز المستوطنات في




.. سائح هولندي يرصد فرس نهر يتجول بأريحية في أحد شوارع جنوب أفر