الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأقلام الرمادية و قطار الحرية

إيمان البغدادي

2011 / 5 / 5
المجتمع المدني


إلى أؤلئك الجالسين في ساحات الحرية تنتظرون أن يهتف أحدهم كي تصدح حناجركم حرية ..حرية

دعكم ممّن كنّا نسميهم مثقّفين... و ممّن كتبوا عن ثورات الغير كالثوّار و كسروا أقلامهم في ثورتنا... دعكم ممن غنّوا للحريّة حول العالم و أسقطوا مدينتهم من على الخارطة عندما زغردنا لحريتنا.. دعكم ممّن كان يؤمن بالحوار و كفر به عندما طالبنا بحقّنا المشروع.. دعكم ممّن كان يستنكر الفساد والعنف والقمع و أصبح يراه نعيماً ومكرُمات و إصلاحات .. دعكم ممن تشدّق برأيه وهو يلفّ الساق على الساق ويتحدّث بأريحيّة على فضائياتٍ ما كان يراها لا كاذبة ولا محرّضة ولا عميلة إلا عندما استضافته لتسأله عن وجعنا ..فطعننا بدمٍ بارد و داس علينا و على ألمنا.. دعكم ممّن يغيّر جلده في اليوم وكأنه يغيّر ربطة عنق ..دعكم ممّن أعلن علينا الحرب وبدأ بقصفنا بالكلمات...دعكم ممّن يتحدّث بلسانٍ مستعار ويخون أمّه وأباه أخته وصديقه وابنه و ذاته..دعكم ممن يدوس على دم السوريين الشجعان الذين خرجوا لساحات الحرية بصدور عارية و قلب أبيض وصوت رخيم

دعكم من هؤلاء ولا تنشغلوا بهم و بقوائم العار.. فالتاريخ لا ينسى شيء و الحياة لا تقف عند هؤلاء.. و سوريا الجميلة الحرة تنتظركم.. و ستحمل الساحات أسماء من ضحّوا بأرواحهم و دمائهم .. وسنسمي أولادنا بأسماء من لم يخشى جدران المعتقل و لم يخشى أن يخسر لقمة مغمّسة بالذل والعار
دعكم من هؤلاء المتلونين وماذا كتبوا و ماذا قالوا وماذا سيقولون .
فهذه الثورة.. ثورة شعب ولقد فاجأ الشعب السوري كل العالم بصموده و وعيه و رُقيّه و إرداته ...وسيفاجأهم أكثر بعد أيام عندما نرقص معاً في ساحات الحرية...دعكم منهم فهؤلاء ليسوا بمثقفين ...الشعب في الساحات هو المثقّف الحقيقي فالإنسان المثقّف هو الإنسان المخلّص لأفكاره.. لذاته.. وليس من قرأ مئات الكتب وكتبَ العشرات ولم يعش سطراً واحداً منها..ليس من استلم الجوائز لأدوارٍ جسّدها في مسلسلاتٍ وأفلامٍ قبضِ أجرها .. و صدّق أنه البطل.. و عندما أزفتْ ساعات البطولة الحقيقة نحر ضميره و كسر خشبة المسرح وحرّم الفن والحياة

انتفاضة الشعوب نفضتْ أولئك الرماديين وأسقطتْ أقنعتهم و ابتسامتهم المزيّفة فها هم اليوم عراةٌ وحدهم بدون صديق ...هم يدورون في مربعاتهم الأولى ونحن نرى سوريا الغد ...هم في أوهامهم وأمانهم المشروط الذي يتوسلوه.. ونحن نستنشق عبق الحرية..

قطار الحرية مرّ في ساحات سوريا ..وحين لحقنا بهِ ضحكوا علينا.. لكن القطار يسير.. ولن يتوقف قبل أن يصل محطتهُ الأخيرة.. حريّتنا.. التي تنتظرنا ونحن بتنا قاب خطوتين منها أو خطوة.. سوريا تنتظر سواعد أبناءها المخلصين لنبنيها ونعمّرها و لينقش التاريخ ثورة شعبٍ ليست كباقي الشعوب. ثورة شعب كسر جدران الخوف و هزّ عرش السلطان بكلمتين" حرية " .."سلمية " و حقّق ذاك الذي مازال البعض يسميه مُستحيل.

إيمان البغدادي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون


.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة




.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟


.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط




.. ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ا