الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما زلت أحلم برئيس وزراء كعصام شرف

هادي الخزاعي

2011 / 5 / 7
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ما زلت أحلم برئيس وزراء كعصام شرف

هادي الخزاعي

منذ فترة كتبت عن حلمي بان يكون لي رئيس وزراء أو أي مسؤول كبير يمكن أن يقود أحلام أبناء وطني الى بر الأمان مثل السيد عصام شرف الذي اختاره المصريون بعد ثورتهم الظافرة في 25 يناير كرئيس وزراء يمكن أن يجسر الهوة السحيقة التي صنعها نظام مبارك وقططه السمان مع مستقبل المصريون الفقراء . وهو سلوك كل الحكام العرب الذين خلا وجدانهم من فسحة حبٍ للبشر، بل تراهم يتسابقون بكل وجدانهم الى الحرام .
أدرك أن الرجل لا يملك العصا السحرية ليقوم بهذا العمل الجبار ، ولا هو القادر على مكافحة غول الفساد بقدرة قادر ، ولكن لأنه يملك أخلاقيات الوجدان الشعبي الذي تميز به كل من يعطون ولا ياخذون ، فلابد من أنه سيحقق أساسا لنجاح لاحق يقوم على مبدأ العدالة الأجتماعية وإنهاء عهود الذين يأخذون ولا يعطون التي أزدحمت بها الحياة المصرية المتناسلة منها حيوات شعوب عربية وغيرعربية كثيرة . وقد عبرت عنها اغنية خالد عجاج الرائعة بكل ما في الروح من حرقة والتي أدعوكم الى سماعها بكل ما في الوجدان من وجع : -

فيه ناس بتحب تاخذ كل حاجه مع إنها مش محتاجه
وناس ترضه بأي حاجه بعز ما هيه محتاجه
ناس تدي وتنسه وناس تاخذ وتنسه
وناس تدي وتندم ويا ريتهه تدي حاجه

أعود الى نموذج حلمي الدكتور عصام شرف ؛ فقد أصر وهو رئيس وزراء لمصر على دفع قيمة مخالفة مرورية أرتكبها نجله بعدما قام بإيقاف سيارته في منطقة ممنوعة . والحكاية كما روتها جريدة الجمهورية القاهرية تقول
( قال مسؤول بأدارة المرور بمحافظة الجيزة المصرية " أن شرف أصر على دفع الغرامة المقررة ، لوقف سيارة نجله في الممنوع بمنطقة المهندسين بجوار منزله بعد أن قام ضابط حملة مرورية بكلبشة السيارة ، لكنهم قاموا بفك هذه الكلبشه بعد قيام ضباط حراسة المنزل بتوضيح ملكية أبن رئيس الوزراء لهذه السيارة " وعندما عاد رئيس الوزراء لمنزله وعلم بالأمر أصر على دفع الغرامة المقررة ، وألا يحصل إبنه على أستثناء ) .
وتسربات الخبر تركت ارتياحا وفرح لدى ضباط المنطقة لهذا التصرف الأمر الذي شجعهم على عدم استثاء أي احد عند قيامه بمخالفة ما دام رئيس الوزراء يطبق القانون .

أليس من حقي أن أحلم بمسؤول عراقي ، أي مسؤول ، أن يسلك هذا السلوك الحضاري للدكتور عصام شرف رئيس وزراء مصر .

وما يغريني بالميل لهذا الرجل المتواضع سلوكه الشعبي غير المتعالي . ففي أحد الأيام وهو على سدة رئاسة الوزارة قيامه هو وعائلته بالذهاب الى احد المطاعم الشعبية في القاهرة لتناول الأفطارالشهي " فول وطميه "
الأمر الذي تفاجأ به رواد المطعم فالتفوا حوله لأخذ الصور وتحادثوا معه بشأن مشاكل البلد واستمع إليهم بكل ما يملك الصدر من رحابة .

وتزداد شعبية هذا الرجل بين المصريين لسلوكه الأنساني الأصيل الذي تتناقل عنه حكايات تشبه الخيال ، لم يسبقه فيها حتى الزعيم عبد الكريم قاسم او جمال عبد الناصر المعروفين ببساطتهم والذين حين انتقلوا الى السماء لم تكن ملكيتهم أكثر من دراهم معدودة .

تضيف الجمهورية القاهرية والعهدة عليها ـ رغم أني أتخوف من هذه البروبكاندات التي تزيف بها مثل هذه الصحف الحقائق أو تهولها عندما تريد أن تصنع دكتاتورا ـ فتقول
( قبل أيام اقدمت سيدة ريفية على خلع نعلها قبل دخول مكتب رئيس الوزراء لمناقشة مشكلتها ، فما كان من شرف إلا أن ذهب الى الباب وحمل الحذاء الى السيدة وقال لها " ألبسي حذاءك يا ست " وانهمرت دموع المرأة لهذا المشهد الأنساني الرهيف .
ويذكر إن شرف تدخل سابقا عندما كان وزيرا للنقل لأعادة بائع فول كان يقيم بجوار منزله بعد أن نقله الأمن . وعندما علم شرف بذلك بحث عن بائع الفول في كل مكان حتى تمكن من الوصول اليه وطلب منه العودة مرة اخرى ليبيع الفول في المكات نفسه ) .

أني أبشر بمثل هذا المسؤول لسلوكه الأنساني والوطني وميله للطبقات الفقيرة وعامة الشعب ، ولا يمكن أن ينسى موقفه الشجاع والجريء عندما أخذ شرعية تكليفه برئاسة الوزارة من ميدان التحرير في أوج تجمعات المصريين في الميادين العامة وهي تطالب بمحاسبة المفسدين والفاسدين .

أعرض هذا الميل لا لشرف المسؤول ، ولكن لشرف الإنسان والمسؤول الذي أفتقدُ نموذجه في وطني الطافح بخرابات الذمة والروح لأغلب المسؤولين ، وأتحدى أن يأتونا بسلوك لمسؤول عراقي فيه لمسة من سلوك شرف كنموذج لم نعتده إلا في حكايات ألف ليلة وليلة أو حكايات المنابر التي تجلد الفاسدين بسياط سلوك الحق والعدل . ولهذا سأظل أحلم ، على الأقل بمسؤول ، ولا أقول وزير أو رئيس وزراء ، يشبه في أنسانيته وسلوكه ووطنيته ، إنسانية وسلوك ووطنية الدكتور عصام شرف رئيس وزراء مصر .

لا يعني هذا التبشير ؛ إن العراق خلوا من هذه الطينة الأنسانية الرائعة ، فهم كثروا ، غير إن كل ما قيل ويقال عن مقولة (مطرب الحي لا يطرب) قد تجمع كل نسيجها فوق العراق ، فطفت على سطحه الأجتماعي والسياسي ومنذ عام 2003 نماذج الحواسم والعلاسة والميليشيات وغيرهم من الذين غيبوا عن المشهد ، كل من يمكن أن يطرب الحي ، فنجبر على التغني بالسلوك المستقيم للغير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا زادت الجزائر إنفاقها العسكري بأكثر من 76 في المئة؟


.. لماذا تراجع الإنفاق العسكري المغربي للعام الثاني على التوالي




.. تونس: هل استمرار احتجاز المتهمين بالتآمر على أمن الدولة قانو


.. ليبيا: بعد استقالة باتيلي.. من سيستفيد من الفراغ؟ • فرانس 24




.. بلينكن يبدأ زيارة للصين وملف الدعم العسكري الصيني لروسيا على