الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المبادره الخليجيه:حَل ممكن أم خروج على منطق الثوره؟

عبد العزيز الخاطر

2011 / 5 / 8
المجتمع المدني


يبدو أن وضعنا العربى من الكآبه والقنوط بحيث يمكن البحث عن حلول له حتى فى المستحيل منطقيا. المنطق يقول بمعاقبة المسىء, المنطق يفرض الإدانه لمن أدان , المنطق يشير الى أن لكل جريمة عقاب. تعودت شعوب هذه الأمه على الصبر والإحتساب, جُبلت هذه الأمه على الإيمان بان الطغاه حسابهم عند ربهم, لم تتعود هذه الأمه على محاسبة المستبدين والطغاه وهم أحياء, كان هذا هو سمتَها العام. طوال الأجيال التى خلت. كانت الجزاءات الدنيويه للطغاه تأتى من أمثالهم , وبالتالى تستبدل الأوطان طغاة بطغاه. ولكن و بعد مانشهده اليوم من ثورات شعبيه هائله, ومنظمه رأيناها فى تونس ومصر واليمن لم يسجل مثلها تاريخنا تنظيما وسلمية وسموا فى الشعار والمطلب, والثوره السوريه قادمه هى الأُخرى على نفس المنوال, بعد كل هذا لايمكن الإستمرار ضد منطق العداله التاريخى الذى شهدته جميع ثورات العالم قاطبه. اليوم بن على مطلوب للمحاكمه ومبارك على أبوابها رغم توسلاته, فى ظل هذا كله تأتى المبادره الخليجيه على أهميتها وبياض نيتها معاكسه تماما لمنطق الثوره ومنطقه العداله بعد قيامها. تأمين خروج الرئيس من السلطه وعدم ملاحقته قضائيا بعد حكم تعدى عامه الثانى والثلاثون ,يسأل فيها وأثناءها عن وقت شعبه ومصدر رزقه فيما أفناه , وعن ثروة بلده فيما أنفقها, وعن دماء شبابه فيما ولماذا أُزهقت. هل يعقل أن يكون هناك عمل دون حساب ؟ منطق الدنيا قبل الآخره لايجيز ذلك. نعم الكرب عظيم والثمن قد يكون باهظا وهو كذلك , ولكن المبادرة الخليجيه على حسن نيتها, تتعارض ومنطق الثوره, كان من الممكن النظر والاعتبار فى منطقها والأمور لم تصل بعد الى حد الثوره, منطق الثوره أيها الساده ينطلق أساسا من الإحساس بوقع الجريمه الشموليه وينطلق أساسا بإتجاه تحقيق العقاب. بمعنى أن الشعب اليمنى اليوم يهمه جدا أن تكتمل ثورتة بمحاكمة المسؤول عن وضعه البائس الذى دفعه للثوره وتقديم قرابينها من دماء أبناءه وشبابه. ضمان عدم ملاحقة المسؤول أو المسؤولين عن الثوره , يعنى عدم مشروعيتها ضمنيا. لنا أن نتصور أن هذا المنطق قابل للتطبيق فى عالمنا العربى من أقصاه إلى أقصاه وخروج كل هؤلاء الطغاه بعد كل ما خلفوه من دمار نفسى ومادى للشعوب خروجهم بضمان عدم الملاحقه فأين تأتى العداله إذن؟ هل يمكن للعداله أن تتجاور مع الإستبداد, وهل يمكن للثورات , أن تكتفى بإبعاد الاستبداد لاإستبعاده وإستئصاله؟ هذا الاستثناء العربى يؤكد إستثناء عربى آخر يأتى الكلام عنه عند الحديث عن الديمقراطيه. بهذه الاستثناءات , قد يقبلنا التاريخ كإستثناء على صيرورته ومنطقه. فيدفع بمصطلح الاستبداد الشرقى كإستثناء قال به ماركس وهيغل أورؤية البابا الحالى حول تخلف الاسلام والمجتمعات الاسلاميه وتفوق التراث المسيحى الذى أنشأ أوروبا وتقدمها وديمقراطيتها . المبادره الخليجيه إذا ما طُبقت وقُبلت وأنا أشك فى قبول المجتمع والثوره اليمنيه بها, ستكون إضافه جديده تؤكد الاستثناء السلبى العربى فيما يتعلق بمفهوم الثوره ذاته, حيث ستنزع عنه فكرة الخلاص من الظلم وتستبدلها بفكرة التعايش معه أوقبوله , الأمر الذى سينفى ويستبعد قيامها أصلا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال رئيسة وكالة مكافحة الفساد في الجبل الأسود بتهم تتعلق


.. لازاريني: المجاعة -تحكم قبضتها- على قطاع غزة • فرانس 24




.. مجازر وجرائم مستمرة وتفاقم الوضع الإنساني في غزة


.. «أكسيوس»: عباس يرفض التراجع عن التصويت على عضوية كاملة لفلسط




.. الأمم المتحدة: المجاعة التي يواجهها شمال غزة معقدة جدا