الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة لخطاب خالد مشعل في احتفالية المصالحة الفلسطينية

عليان الهندي

2011 / 5 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


شكل مكان جلوس السيد خالد مشعل، وهل سيلقي كلمة أم لا احد أهم فقرات الخطاب التي لم يذكرها في خطابه بمقر المخابرات المصرية في القاهرة،( محاولا بذلك مساواته بالرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" كرئيس لحركة فتح وليس كرئيس منتخب من قبل الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة). ولولا التدخل المصري وربما أطراف عربية وإسلامية أخرى شاركت في الاحتفال، والضغوط التي مورست على مشعل وحركة حماس لعاد الشعب الفلسطيني إلى ما قبل اتفاق المصالحة وإلى مزيد من الإحباط الذي يصل لدرجة "الاشمئزاز" من الحالة التي وصلنا إليها كشعب فلسطيني.

في الوقت الذي تطلع فيه الرئيس الفلسطيني إلى تحقيق المصالحة كي لا يسجل في تاريخية السياسي والنضالي انه كان أحد عوامل الانقسام، ورغبته بالتوجه للأمم المتحدة بوحدة فلسطينية للحصول على اعتراف أممي بالدولة الفلسطينية، جاء خطاب مشعل القصير ليعبر عن خيبة أمله غير المعلنة من مكان جلوسه ومحتجا على الطلب منه اختصار كلمته حين قال :"طلب مني أن أوجز والبلاغة في الإيجاز والحر تكفيه الإشارة".
ومع ذلك، وبعد شكر المنظمين والحضور، وجه السيد مشعل رسائل عدة ولأكثر من طرف منها المعلن وغير المعلن، سأحاول في هذه المقالة تلخيصها، على النحو التالي :

الرسالة الأولى، وهي رسالة علنية وجهت للشعب الفلسطيني معلنا فيها أن اتفاق المصالحة لا رجعة عنه وأن الانقسام أصبح خلف ظهرنا وتحت أقدامنا ، وان الشعب الفلسطيني سيتفرغ لمشروعه الوطني. واللافت للنظر في هذا الخطاب أنه لم يحمل أي اعتذار للشعب الفلسطيني عن مئات القتلى وآلاف الجرحى ومثلهم سجناء، وانقساما سياسيا واجتماعيا وثقافيا لم تشهده الساحة الفلسطينية منذ الانقسام الذي شهدته فلسطين في مطلع الثلث الأول من القرن الماضي وهو الانقسام المشهور بين عائلة الحسيني ومؤيديهم وعائلة النشاشيبي ومؤيدهم –لا داعي للتطرق لأسباب ذلك الخلاف. وبدا لي أن الخطاب عبارة عن بداية مبكرة للحملة الانتخابية التي تقوم بها حركة حماس في أماكن الوجود الفلسطيني.

الرسالة الثانية، وجهت لمصر خصوصا والعرب وللمسلمين عموما مانحا إياهم فرصة أخرى للبحث عن حل للقضية الفلسطينية بالطرق السلمية بعيدا عن الحرب مع التمسك بخيارات المقاومة بجميع أشكالها. وفي هذا السياق يبدو لي أن الرسالة لم توجه من حركة حماس لمصر، فمصالحها في قطاع غزة سوف تتأثر بشكل أو بأخر من هذه المصالحة، كما لم يكن الهدف الأساسي منها هو البحث عن حل كما قال، بل هي رسالة من الحركة الأم "الأخوان المسلمين" للمجلس العسكري الحاكم في مصر الذي مر بأزمة بخصوص السياسة الواجب اتباعها اتجاه قطاع غزة بين منطق الدولة المعترف بالاتفاقات الدولية والباحث عن المصالح المصرية في الوقت الحاضر، وبين منطق الثورة الذي يطالب بفك الحصار عن قطاع غزة، الذي يفترض بأن الحصار جزء كبير منه مصريا وليس إسرائيليا. ومن هنا جاءت رسالة "الأخوان المسلمين" بأنهم يمكن أن يشكلوا مساعدا وشريكا أمينا للحكم في مصر.

الرسالة الثالثة والأخيرة، واعتقد أنها الأهم في الخطاب، وهي الموجه للغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة أولا وإسرائيل ثانيا (وهي الأطرف التي لم تذكر في الخطاب). فقد أعلن مشعل في خطابه أنه يوافق على دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشريف من دون وجود أي مستوطن فيها، وان للشعب الفلسطيني الحق بالمقاومة بكافة أشكالها. وألحق هذا لخطاب بتصريح ذكر فيه أنه مستعد للبحث في الاعتراف بإسرائيل بعد الحصول على الحقوق الوطنية الفلسطينية. وبذلك أراد مشعل من هذه الرسالة أن يبلغ الأطراف المذكورة بأن حماس تأهلت لدرجة يمكن خوض حوار علني معها، وأنها مثل مثيلاتها في الوطن العربي (الأخوان في مصر وسوريا والأردن، وربما حتى العراق) لا تختلف في التوجه، وأن عليهم عدم التعاطي معهم من منظور إسرائيلي فقط، بل في الإطار العربي الجديد الذي يعطي دورا للتيارات الإسلامية المعتدلة فيه. كما ابلغهم بأن حركة حماس طرفا لا يمكن تجاهله –وهو محق بذلك- في المعادلة الفلسطينية، ويمكن الاعتماد عليها في أي اتفاق يتم التوصل إليه مستقبلا.

خلاصة القول، جاء توقيع اتفاق المصالحة نتيجة تغير الظروف في الوطن العربي وليس نتيجة مصالح لحماس إن كانت في المجال الحزبي أو الوطني، نظرا لتبنيها رؤية قائمة على إدارة الصراع وليس حله، على عكس ما يطالب به الرئيس الفلسطيني محمود عباس. ومع ذلك فتح الاتفاق بوابة أمل لعمل فلسطيني موحد في المرحلة القادمة للتصدي للمشروع الإسرائيلي الذي بنى استراتيجيته في العقدين الماضيين (وما يزال ) على فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة وتحويلها لدولة إذا وافق الفلسطينيين على ذلك، وإدارة الصراع مع الفلسطينيين في الضفة الغربية في العقد الحالي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما التصريحات الجديدة في إسرائيل على الانفجارات في إيران؟


.. رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني.. لحفظ ماء الوجه فقط؟




.. ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت فيه إسرائيل


.. بوتين يتحدى الناتو فوق سقف العالم | #وثائقيات_سكاي




.. بلينكن يؤكد أن الولايات المتحدة لم تشارك في أي عملية هجومية