الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كفى عاراً أيها المثقفون

إيمان البغدادي

2011 / 5 / 12
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني



أنتم يا من كنّا نعتز بكم كمثقفين سوريّين ..يا من كنّا نلتهم كتبكم و إصداراتكم الجديدة و نفخر حين نحظى منكم بتوقيع..أنتم يا من أحببناكم وأنتم تُطلّون علينا من الشاشة تلمسونَ همومنا ..و تجسدونها بأجمل المسلسلات..أنتم يا مِنْ غنّيتم للحرية للغير واتهمتونا بالجنون لأننا فقط نقول" حرية حرية"..أنتم أيها الخائفون و الخائبون .. نعم أنتم ..
ماذا تفعلون الآن ؟؟ هل تشربون القهوة أم تتناولون العشاء ؟؟ هل تجلسون على أرائكم الوثيرة لتشاهدوا أخبار الأهل والأصدقاء و هُم يرتدون دمائهم؟؟ هل تقولون عندما تشاهدون صور القتلى والجرحى : " له ..له.. له ..يا حرام عن جد مساكين".. " الله يرحمهم".. " يلاّ راحوا شهدا" .. "الله يسترنا ".. الله يحمي ولادنا" .." الله يصبّرهن" ..هل تردّدون هذه العبارات الفارغة مع كل نشرة أخبار؟؟ أم تغيّرون المحطة و تدوسون على وجعنا بكبسة زر؟؟..أم أنكم تطفؤون التلفاز وتقولون "بلا أخبار بلا وجع قلب كل القنوات كاذبة و عميلة"
ماذا تقولون بالضبط؟؟ و بماذا تشعرون حين تنظرون في عيون الأطفال والنساء والرجال تحت القصف و الخوف في درعا و كلّ المدن المحاصرة؟؟

نعم أنتم..
كيف تتجرأون و تتّهمون خيرة شباب سوريا بالعمالة و الهمجية و الغباء؟؟
و كيف يتجرّأ من يدّعي العقلانية منكم ..فيطلب منّا إبداء حسن النيّة بقاتلنا الذي يتفنّن بقتلنا..
فتارةً يحرمنا الطعام..و تارةً الماء..و تارةً الدواء..و تارةً يكسر أقلامنا.. و تارةً يسرق أصواتنا.. و تارةً يدوس كرامتنا.. و تارةً يشرّدنا.. وتارةً يَغتصب أماننا و أحلامنا.. و تارةً يُطلق الرصاص و النار في وجوهنا دون أن يَرف له جفن

كيف نثق بكم بعد اليوم و أنتم تبررون هذه الأفعال اللإنسانية تحت مسميّات وأعذار وذرائع يكون سماعها أشد إيلاماً و قتلاً و وحشية؟؟

كيف نصدّق من يرتدي ذاك القناع و يمسك العصا من منتصفها و يقول: "صبراً أهل درعا فإن موعدكم الجنة " أقول لكم خذوا أدعيتكم معكم.. و خذوا خذلانكم و ذلّكم معكم و دعونا..فنحن لا نريدكم و لا نريد أن يموت أهلنا وشبابنا جوعاً و عطشاً وخوفاً وذلّاً كي نطمأن أنهم ذهبوا للجنة...فنحن من نستطيع أن نبني وطننا ليكون الجنّة و نعيش كلنا فيه بحرية و سلام .. وبئساً لكل من سينتظر منكم حتى تسيل المزيد من الدماء ..كي يتصدّق علينا بدقيقة صمت أو بقراءة الفاتحة

إيمان البغدادي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي


.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض




.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا


.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24




.. وضع كارثي في غزة ومناشدات دولية لثني إسرائيل عن اجتياح رفح