الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العنف ضد حرائر سوريا والعقلية الأمنية اللاانسانية

سعاد جبر

2011 / 5 / 13
حقوق الانسان



امتدت الوحشية الأمنية لدى النظام السوري إلى ممارسة العنف جهاراً وعلناً ؛ بأساليب لااخلاقية واستفزازية في الآن ذاته ، أمام مرآى العالم اجمع ، وقد نقلت ذلك شاشات التلفزة والانترنت ، عبر كاميرات المتظاهرين وشهود العيان للجرائم اليومية في درعا وبانياس وحمص ودوما والمعظمية وغيرها .

فحرائر سوريا يذبحن كالخراف ، بين تلك التي تسدل الستار على نافذة بيتها فتقتل بشكل هستيري من قبل القناصة ، وبين تلك التي ترى من خلف النافذة تحمل الهاتف تخاطب أهلها ، تقنص بوحشية بالغة ، وبين الطبيبة التي تسعف جريحا فتقتل على الفور ، وبين تلك العجوز التي تذهب في ساعات رفع حظر التجول في درعا لشراء الخبز فتقتل بلا رحمة ولا هوادة ، وبين خبر تلك الحرة التي عذبت وحرق شعرها بشكل تقرأ فيه تلذذ السادي القاتل الهمجي بتعذيب الضحية الحرة الأبية ، وبين خبر تلك التي كانت تحلم بالحرية في وطنها من خلال حرف وكلمة وصفحة على الانترنت ، فتعتقل في السجون السوداء ، الذي لا يعلم احد من ناشطي حقوق الإنسان ولا حتى المنظمات المحلية والدولية ، أحوال هؤلاء المعذبات وعددهن في سجون هذه الدكتاتوريات المتعفنة .

والأدهى والأمر في حال تلك النسوة اللاتي تذهب لنصرة رجالهن ، في بلدات وقرى اعتقل فيها الرجال ولم يبقى فيها إلا الأطفال والنساء ، فيسرن في مسيرة الحرية ، ويعتقلن ويقتلن بوحشية دموية ، ويبقى منهن بقية تصرخ وتستغيث ، بمشهد يقطر دماً ، لطلب النجدة والعون لحمل النسوة الشهيدات والجريحات ، ولا مجيب .
وبين تلك التي يقتل أبوها وأمها وأخوتها فرداً فرداً ، أمام عينيها لغاية التعذيب لهذه الضحية البريئة من قبل القتلة الساديون ، في منظر هستيري ، لا يمت إلى الإنسانية بصلة ، ولا تقره الشرائع الدينية كلها ، ولا يقبله عقل ، ولا تستسيغه الفطرة البشرية ، في صور متتابعة متلاحقة ، وحكايا لا تنتهي ، لا تستقرئ فيها ذرة إحساس او إنسانية او شئ من المشاعر ، كأنك في مسلخ بشري يومي ، خرج من الإنسانية والسلوك الحضاري ، في نهج تتاري وحشي مقيت .

وبين من يشتم الرجال في درعا ، من قبل العصابات الأمنية المحلية والمستوردة ، على إنجاب الأطفال الأحرار ، موجهين السلاح إليهم ، بأن ينجب رجال درعا غيرهم سخرية وتهكما ، وتهديدهم بإغتصاب نساء درعا في أكثر من موقف وحادثة رواها شهود عيان ثقات ، والإتيان بأطفال على نسق هوى هذا النظام البائس الهالك قريباً، وبين المعاملة الوحشية اللانسانية لحرائر سوريا سقط القناع ، وغدا من اللازم تعلية الصوت في محاسبة دولة العصابات هذه دوليا ، وان لا يسكت عن هذا البتة ، من خلال رصد جرائمهم البشعة وعنفهم المسلح الهمجي تجاه المرأة السورية ، والتشهير بذلك كله .

ترى عزيزي القارئ بأي لغة يمكن لنا وصف هذه الوحشية والعنف اللامحدود تجاه حرائر سوريا ، وبأي حروف تعبير يمكن أن تعطي لك الكلمات صورة كاشفة لمخازي هذا النظام البائس الهالك قريبا ، حيث لا سياسة ولا إصلاح ولا دولة ، إلا حفنة دنيئة من القتلة الساديون ، في كينونة عصابات تقتل وتدمر ، وتفتقد لكل معاني الإنسانية ، بل حتى تفتقد إلى بعض أدبيات العلاقة بين الحيوانات ، حيث يسود بين الحيوانات أدبيات معتبرة في التعامل فيما بينهم ، فهناك بين الحيوانات من الحنان والرحمة والشفقة على من مات منهم ، والتعاون واللحمة الواحدة ، ورفض الظلم والثأر للمظلوم ، بل بثت احد المحطات الفضائية في احد برامجها المتميزة مظاهرة احتجاجية لفيلة في اوغندا على حركة العنف التي قامت بها الدولة الرسمية هناك من خلال قصفهم بالطائرات لقتلهم وتحصيل أسنانهم ، لغايات تجارية فما كان من هؤلاء الفيلة بعد القتل الوحشي الذي حل بهم إلا أن قاموا بثورة لإسقاط النظام في الغابات التي هم فيها ، والثأر للفيلة المقتولين ، فكسروا السيارات واعتدوا على المزارعين ، وعبروا عن غضبتهم بطريقتهم ، ووعي أهل تلك الغابات لردات فعل تلك الفيلة على الظلم والقتل والوحشية ، فغيروا المعاملة إلى الحسنى والرعاية والحب ، وعادت العلاقة إلى الوئام والألفة فيما بينهم ، فتخيل عزيزي القارئ ؛ حيوانات في الغابة المتوحشة في إفريقيا ترفض الظلم والوحشية ، فكيف بألادمي الذي كله مشاعر ، وكيف بالمرأة عامة ، وكيف بالحرة خاصة ، هذه الكينونة من الوجدان الدافئ و النعومة الأخاذة والحنان المتدفق ، وكيف بهذه العصابات المجرمة التي فقدت حتى أدبيات متعارف عليها بين الحيوانات المتوحشة قبل الأليفة ، ترى هل تجد لهم الكلمات حروفا تناسبهم ، أم هم خارج اللغات جميعا ، لأنهم خارج الإنسانية كما ونوعا ، بصناعتهم المحلية والمستوردة معا .

وهكذا بين العنف السادي الممارس ضد حرائر سوريا ، وبين العنف اللامعقول الممارس ضد الطفل السوري البرئ ، يقف العالم صامتاً ، لمصالح وأجندة دولية ، بين حرية الكلمة للطفل ، وحقه في الحياة وبين ممارسات لا أخلاقية في الإساءة الجنسية للأطفال في درعا ، بحسب ما أوردته تقارير حقوقية سرية ، في فضائح متواكبة لهذا النظام السادي ، وعصاباته المجرمة ، ومن هنا خشي هذا النظام الهالك قريبا ، من أن تكشف تلك الحقائق اللاانسانية التي تصدم العالم جميعا ، من خلال دخول لجان حقوقية دولية للتحقيق في درعا ، لان هناك شهود عيان وأدلة موثقة على ذلك ، يمكن تحصيلها بسهولة ، فيما لو فسح المجال لتلك اللجان الدولية النزيهة بالتحقيق في درعا ، دونما تدخل من قبل هذا النظام الوحشي ، من خلال تحديده شهود العيان وفق تفصيلة النظام؛ ووفق ما يريده النظام أن يقال عن درعا ، لا أن تروى الحقيقة الصادمة في درعا ، التي غدت مدينة أشباح وقتل يومي وإساءات وعنف يومي للمرأة والطفل، الحجر والهواء ، الصغير والكبير ، الجندي والمدني ، البيت والشارع، دور العبادة وخزانات الماء ، الحليب والنافذة ، الهاتف والدواء ، وكل ما يخطر ببالك وما لايخطر على بالك من موجودات الحياة ، ومن باب شر البلية ما يضحك ، فقد ابتكرت عصابات ماهر الأسد نظاما امنيا جديدا ، إلا وهو عدم السماح بشراء الخبز إلا على الهوية .

فدماء حرائر سوريا تنزف ، والقتلى ملقون على الطرقات ، والجرحى والجريحات ينزفون في ميعاد مع الموت عاجلا أم أجلا ، لأنه لا دواء ولا مشافي تصون حرية هؤلاء ، وتضمن حق التطبيب والعلاج لهم ، لان الجرحى فور دخولهم المشافي يخرجون قتلى على الفور .

بعد تلك الماسي اللاانسانية ، والوحشية الأمنية لعصابات ماهر أسد وثلته الفاسدة سواء من الداخل او الخارج ، فقد فقد هذا النظام الهالك قريبا شرعيته ، وان لهم أن يرحلوا عن سوريا ، لأنهم سقطوا امنيا وعقليا وإنسانياً وأخلاقياً واعتباريا ، وسقط النسيح العنكبوتي الخادع معهم في الممانعة والمقاومة ، فسوريا لا يوجد فيها قيادة سياسية ولا قيادة اعتبارية واقعيا ، ولا يوجد نظام سياسي ولا إسراع ولا تسرع في الإصلاحات ، يوجد فقط الوحشية السادية والسلوك اللااخلاقي في التعامل مع الشعب السوري الحر وحرائر سوريا ، من قبل تلك العصابات الإرهابية ، حيث يقتل الجميع بدم بارد ، بل وردت أنباء وصور موثقة لاجتماعات منزلية لتدريب الشباب المغسول دماغيا من قبل عصابات ماهرة الأسد وثلته السادية المتوحشة لغايات قتل الشعب السوري الحر بمهارة عالية وسرعة جهنمية وفنية فائقة الجودة ،.

وبالمقابل ليس هناك لغة جدية لمواجهة هذه الدكتاتورية السادية الإرهابية من قبل دولة العصابات في سوريا إلا ثورة عارمة سلمية على قدم واحدة ، شرقا وغربا وشمالا وجنوبا في سوريا الحرة ، في صوت هادر واحد وشعار وطني واحد ونبض قلبي واحد وأمل ساطع واحد ، بأن يتحقق التحرر السوري قريباً، ويحفظ حق حرائر سوريا ، وتصان عفتهن وكرامتهن وحقهن في الحياة والحرية ، ويصان حق أمنهن الأسري ، وتحترم كلمة الطفل الرمز مؤجج الثورة وعنوانها الأول ، بأن لا بقاء لذلك النظام الأمني اللااخلاقي المنهار قريبا ، لأنه فقد شرعيته وإنسانيته ، وآن الأوان لميلاد سوريا الحرة والمدنية ، الحضارة والأصالة ، الإنسانية والعدالة ، النزاهة والتعايش ، هذه هي الكلمة الخالدة في عليين الكلمات ، ورحيق ورد الثورات العربية الحرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تجتاح الجامعات الأميركية في أ


.. السعودية تدين استمرار قوات الاحتلال في ارتكاب جرائم الحرب ال




.. ماذا ستجني روندا من صفقة استقبال المهاجرين غير الشرعيين في ب


.. سوري ينشئ منصة عربية لخدمة اللاجئين العرب




.. غارتان إسرائيليتان تستهدفان خيام النازحين في حي زعرب برفح