الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مملكة للصمت

عماد يوسف

2011 / 5 / 16
الادب والفن


"مملكة للصمت"
الصمتُ مملكتي؛
طقوسُ عبادتي الأولى؟
الصمتُ؛ نجمتي الخماسية..؟
عاريةُ، لا تاريخَ يغلّفها؟
ولا ساعةَ ميلادٍ أزلّية؟
وحيداً؛
أتعرّى،
بصمتِ العصور الوثنية!
الصمتُ مملكتي،
هو قصتي..
هو تاريخُ ميلادي،
هو ذاتي التائهةِ على تخوم ذاتي؟
هو حكايةُ؛
ليست معاصرة للحداثة!
ولا ما بعد حداثتي الثورية،
هو حكايةُ جرحِ دامِ،
وقصة أبدية!
***
الصمتُ ُأُتقنهُ،
هرطقةُ أصنامٍ،
لعبادات ٍ من مستطيلات ورقية؟
فيها فتحُ مبينُ،
ونصوص ُ خلاصٍ فردوسية؟
الصمتُ في أمتي،
يتقمّصُ هيئة الله ؟!
و ألآب، والروح القدس،
هارون وموسى،
إيزيس وآمور،
وقصّةُ الخلق ِ الخرافيّة؟
الصمتُ مملكةُ الصمتِ،
في زمنِ الصمت،
لروحِ الصمت،
وعصور الصمتِ..
بعد أبي جهلٍ،
وقرون الحكمةِ،
في عصور الجاهلية؟!
***
كؤوسُ مقّدّسةُ،
أنخابُ نبيذٍ أحمر،
ودماءُ..
وتراتيل،
لغفواتٍ أبدّية؟
ويبقى الصمتُ مملكةً،
وتبقى الرسالةُ شريعةَ المُلكِ!
على حدود الزمان،
وتخوم الروح المقتولةِ بسرّ العمَاء..
وغفوةُ عقلٍ،
ذبحتهُ تعاليم ُ سماوية؟
***
الصمتُ مئذنةُ،
وأديرةٍ عصماء عن خطيئة الخلق،
لاهوتُ مقدّسُ،
وناسوتُ يتلبّسُ وجهَ قذارةٍ ُسفلية؟
أين أنتَ يا الله؟؟
صمتي يتفتقُ صمتاً، بعدَ صراخٍ..
وآهاتِ أزلية؟
أينَ أنتَ يا الله؟؟
وصمتي يغفو على أعتابِ الحناجرِ!
وتذهبُ بابلُ، ويهوه،
وسامرّاء، وحكمةُ الأوليّنَ؟
ولغةُ السَريَانَ،
تنثرها رياحُ خيامِ بدوية؟!
***
الصمتُ، مملكتي
حكمةُ الصينيين، وطاغور..
وميزانه في الذهبِ أثقل،
وأجدى من موازين الفضّة الرشيدية،
الصمتُ، مَعرفةُ،
وقدّاساتُ كَنَسيّة؟
قد آثرت نائلةُ الصمتَ، وهُبَل،
واللاتُ والعزّة..!
وكذا فعلَ أبا جهل،
ويحيى بن زكريا!
وإذ قالَ الربُ لموسى؛
شقَّ البحر بعصاك؟
وكانَ البحرُ؛
درباً للخلاصِ، ولعنةَ أبدية؟
الصمتُ شعارُ أمتي،
وقالَ في سطورٍ مذهبة:
وأطيعوا أولي الأمرَ منكم،
وأصحابُ اللحى، والراشدين من القومِ..
"وما كان لنبي أن يكونَ له أسرى حتى يُثخَنَ في الأرضِ ". ( الأنفال آية 67)
وتهبُّ الريح،
تُغلقُ معها بوابات التاريخ
وتهربُ معها الأسماءُ،
وشياطينُ الحكمةِ،
وحروفُ الأبجدية..؟!
***
الصمتُ مملكتي،
لأمةٍ عربية؟
قدّسيةً الأقداسِ،
وبدء الزمان، وفُلكُ نوحٍ،
وهرطقات سلفية؟
الصمتُ أضحى صراخاً، في أٌقبية مخفيّة؟!
تحدّها من الأعلى توابيتُ،
وفتاوى دعاةُ السماواتِ في زمنِ السكر العربي
وصراعُ الضّادِ، بالناقوس، وترنيمات الأمّهات القومية
صمتي كفنُ يغتالني،
في مطلع كلّ فجرٍ..لأناشيد الحرّية؟
أمتي تتقنُ فنَّ الصمت،
تتقنُ فنَّ القتل،
تتقنُ فنَ الإقصاء، والإلغاء والقهر؟!
أمتي مملكة للصمت،
مملكةُ للسماء؟
أمتي، تتقنُ الحداثة،
بصفحاتٍ مذهبةٍ،
وأحاديثَ رواةٍ،
وفوهةَ بندقية؟!
***************
عماد يوسف
طرطوس 16/05/2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه


.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما




.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة


.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير




.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع