الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسيرة البحث عن الحياة

لقمان محمد

2011 / 5 / 16
القضية الكردية


هل يمكن للوطن أن يكون حراً إذا لم تكن المرأة حرة ؟!!!
في الواقع الكردستاني القضيتان متداخلاتان .هذا ما أثبته النظام العفلقي البعثي البائد في العراق البارحة ، عندما أقدم على إعدام رمز من رموز مقاومة المرأة الكردية( ليلى قاسم حسن) في بغداد بتاريخ( 13-05-1974) واليوم نظام الملالي المستبد في إيران عندما أقدم على إعدام المناضلة (شيرين علم هولي)في طهران بتاريخ (09-05-2010).النظامان الظالمان عندما أقدما على جريمتهم ضد الأنسانية هذه، كانا يهدفان إلى شل دينامية التحرر وإيقاف ديالكتيك الحياة لدى المجتمع الكردي،وفرض الحكم التسلطي القمعي الذكوري .ذلك في شخصية المقاومة لدى الملاكان ليلى وشيرين اللتان كانتا تبحثان عن الحرية في أوكار الذئاب ...

ليلى قاسم حسن؛شابة كردية،اقتلع النظام الديكتاتوري البعثي جذور عائلتها من أراضيها،بنفيهم من خانقين إلى بغداد وذلك ضمن اطار سياسة الأنفال والتعريب. مما جعل حياتها مليئة بالألم والبؤس والأسى،وتعرفت عن كثب على وحشية النظام الشوفيني،أي كانت حياتها ترجيدية. لكنها لم تستسلم لهذا الواقع المفروض،بل ناضلت وحافظت على ذاتها. حيث كانت مفعمة بحب الكردية وتحلم دائماً بكردستان حرة،وآمنت بأن هذا لن يتحقق إلا إذا أخذت المرأة دورها إلى جانب الرجل في النضال،وبالتالي تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة.

بهذه الفكرة وبعزيمة الإيمان انخرطت ليلى في صفوف النضال بين طلاب الجامعة الأكراد في بغدادعاصمة زناديق هولاكو،حتى تم إلقاء القبض عليها في(28-04-1974)ومن ثم إعدامها من قِبل الشوفينية العفلقية. وما اقدام هذا النظام البائد على تنفيذ حكم الإعدام بهذه السرعة بحقها، إلّا دليلاً على خوفه من دور المرأة وإرادتها في التحرر الوطني والديمقراطي الكردستاني.

ليلى قاسم ضحت بروحها من أجل حلمها بكردستان حرة وايمانها بالمساواة بين الرجل والمرأة،وبناء كردستان مستقلة ومجتمع ديقراطي.

شيرين علم هولي؛ شابة كردية تربت على عشقها بلغتها الأم ولاتجيد غيرها، تؤمن بأنه يجب أن تتحول المرأة من ضلع قاصر إلى شخصية قوية تفرض حضورها في المجتمع وتلعب دورها في تحرير و تغيير وتطوير المجتمع الكردستاني خاصةً والمجتمع الإيراني عامةً. تحلم أن تطير فرحاً في ربيع سهوب كردستان .ايمانها وحلمها دفعاها للانضمام لصفوف الأنصار ضد نظام العمائم،الذين يفرضون على الشعوب العبودية ويتبعون سياسة الأنكار وخاصة المرأة التي يجب ألّا ترى النور وتبقى في الظلام. لذلك عند محاكمتها في محكمة صورية طلبوا منها أن لاتتحدث باللغة الأم الكردية وتتخلى عن هويتها الوطنية وتتنكر لذاتها، وتتعاون معهم. وهذا يعني طمس هويتها الأنثوية،وضرب دور المرأة في التحرر والتحول الديمقراطي،ضد نظام الملالي الذكوري. لذا حُكم عليها بالإعدام.

طلبت فك وثاقها وبأنها ستضع حبل المشنقة بيديها حول رقبتها،لكن الجلادين رفضوا طلبها،فما كان منها إلا أن بدأت بترديد النشيد الوطني (أي رقيب)مع رفاقها الباقين. هذا ماأدخل الرهبة في قلوب كلاب نظام الموت. الذي يرى بأن حرية المرأة سببٌ في الكوارث الطبيعية.

النظام العفلقي والنظام الشيطاني أرادوا بتفيذ الإعدام أن يقتلوا الروح الكردية ويحطموا إرادة المقاومة لديه،خنق واطفاء شمعة الحياة الحرة في روح الشعب وزرع الخوف في قلوبهم.

لكن هيهات...! الكل انتفض...

ليلى وشيرين ؛دكوا حصون النظام التسلطي المتعجرف واسقطوا أنظمة الموت-البعثي والملالي- من أبراجهم العاجية...

ليلى وشيرين أصبحتم رمزاً لمعرفة معنى الحياة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن: طرفا الصراع في السودان ارتكبا جرائم حرب


.. عام على الحرب.. العربية ترصد أوضاع النازحين السودانيين في تش




.. برنامج الأغذية العالمي: السودان ربما يشهد -أكبر أزمة غذائية


.. تونس: أكثر من 100 جثة لمهاجرين غير نظاميين بمستشفى بورقيبة ب




.. عام على الحرب.. العربية ترصد أوضاع النازحين السودانيين في تش