الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا الثورة - لماذا سيسقط النظام ولماذا ستنتصر الثورة

رائد شما

2011 / 5 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


حماقات تخدم الثورة
مقابلة مدير بيت مال عائلة الأسد "رامي مخلوف" مع صحيفة نيويورك تايمز مؤخراً وتأكيده على أهمية بقاء النظام من أجل حماية اسرائيل يدل على إفلاس وضعف نظام الأسد وسعيه لتسول دعم اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة للبقاء في السلطة. لا يسعنى هنا إلا أن أشكر "الاستاذ" أو المواطن السوري رامي مخلوف على هذه الخدمة العظيمة التي قدمها للثورة وعلى الضربة القاسية التى وجهها للنظام.
النظام السوري فقد أحد أهم أوراقه الإقليمية "حماس" عندما نجحت المصالحة الفلسطينية في مصر طبعاً نتيجة لارتباك الأسرة الحاكمة في سوريا في قمع شعبها. ومع تصريح رامي مخلوف فقد النظام ورقة الممانعة التي كانت تغطي عورته في الفترة الماضية. ومع إدراكه أن الإدارة الأميريكية لم تشتري عرضه بحماية إسرائيل، سمح النظام ولأول مرة للفلسطينيين بالتقدم في المنطقة الفاصلة مع إسرائيل لإثارة مشاكل مع قوات الاحتلال في محاولة يائسة لابتزاز دعم دولي أو للتلميح بفوضى محتملة على الحدود الإسرائيلية السورية "الأكثر" أمناً، في حال سقوط النظام السوري.

اقتراب السقوط
مع اتساع رقعة الاحتجاجات في الجمعة الأخيرة التي سميت بجمعة الحرائر فإن القسم الأكبر أي أكثر من نصف السكان مع أو متعاطف مع الثورة. لم تنفع أي من محاولات النظام في تشويه صورة الشباب السوري الثائر أو بقمعه وقتله وسجنه من إيقاف إرادة هذا الشعب العظيم. عزيمة الشعب السوري ومعنوياته المرتفعة هي العامل الأهم في الحسم والانتصار.
العامل الخارجي والعقوبات المعلنة من قبل الاتحاد الأوروبي التي شملت شخصيات من النظام والتي لم تطال بشار الأسد (ربما لطول رقبته) ولم تشمل زوج (الست) بشرى الأسد آصف شوكت، تشكل انتصاراً رمزياً للشعب الثائر وتزيد من عزلة النظام وضعفه و"توهن عزيمة" السفاحين القتلة بعض الشيء. من المؤكد أن هذه العقوبات وغيرها ستشمل رأس النظام قريباً مما سيزيد من ضعفه وعزلته ويمنعه من ارتكاب مجزرة كبيرة على طريقة حماه "المفضّلة لديه" وتربك خططه بتنفيذ ضربات أقسى للمناطق المضطربة. الدول العظمى وعلى رأسها الولايات المتحدة وبعد أن أعطت النظام فرصة لم تحظى بها أنظمة زين العابدين والقذافي ومبارك، بدأت بالضغط على النظام وإن كان لا يكفي لإسقاطه إلا أن هذا الضغط قابل للارتفاع والتصعيد في المستقبل القريب مما سيرفع بالتالي معنويات الشعب وسيدفع بالقسم الصامت إلى مراجعة حساباته ومصالحه وبالتالي الإنضمام للثورة.
تركيا أنهت شهر عسلها مع النظام السوري وبدأت تشدد لهجتها معه، لأنها تدرك أهمية موقع سوريا الحيوي بالنسبة لها ولأنها ستسعى للعب دور أكبر فيها وسحبها من مظلة إيران الخصم الرئيسي لتركيا في المنطقة.
الدول العظمى والإقليمية تتحرك وفقاَ لمصالحها وهذه المصالح تقتضي أن لا تراهن على جواد مريض كالنظام السوري وهي بذلك تستند على تقارير استخباراتية تؤكد أن هذا الجواد أصيب بمرض عضال لن ينجو منه وكلنا نعرف كيف يتم التعامل مع الجواد المريض.

انشقاق الأحبة
الجيش ينتظر الفرصة، والاعتماد على ولاء قسم منه (الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري وبعض الوحدات من القوات الخاصة) واستخدامه في قمع الناس لن ينجي النظام وإنما سيؤجل موته أي أنه سيموت ببطئ. مع اتساع رقعة الاحتجاجات سيجد النظام نفسه أمام خيارين خطيرين، إما تحريك جزء كبير من قوات النخبة الموالية للنظام لمناطق بعيدة نسبياً عن المركز (دمشق) مما سيضعف من موقعه قرب العاصمة ويعطي قرصة لقادة الجيش الأقل قوة على المباغتة وربما المغامرة. أما الخيار الثاني و هو الأصعب فهو تحريك وحدات الجيش النظامي (المشكوك في ولاء أفرادها) والتي من المستبعد أن تنفذ أوامر النظام بقتل وقمع المحتجين لسبب بسيط هو أن هذه الوحدات مكونة من جميع فئات ومناطق الشعب السوري مما سيرفع من احتمال التمرد أو الانشقاق بين أفرادها وضباطها.
الأمن السوري منهك مع استمرار الاستنفار والاعتقالات وهو أيضاً مفكك إلى أربعة أجهزة مستقلة تتلقى أوامرها من الرئيس مباشرة. هذا التفكك يضمن ولاء الأجهزة للنظام (في الأوقات الطبيعية) لكنه في ظرف صعب وعاصف فإن تنافس هذا الأجهزة يرفع التوتر والفوضى فيما بينها ويؤدي إلى انشقاق بعضها أو بعض أفرادها عند مجيء الفرصة المناسبة.
صور المقابر الجماعية التي ظهرت في درعا والتي ستظهر في المستقبل القريب تعكس مدى خطورة الوضع وحجم الإجرام الذي ارتكبه نظام الأسد ودولة الصمود والتصدي بحق الأطفال والنساء والمواطنين العزل. من المتوقع أن يصدر الرئيس الحكيم قراراً بوقف أعمال التنقيب عن الجثث لأنها توهن عزيمة الأمن والجيش في قتل الشعب السوري.
رأس النظام (بشار الأسد) ضعيف وفاقد للهيبة ولا يملك الشجاعة أو الكاريزما اللازمة ليقلب هزيمته إلى نصر، لم يفهم السياسة بعد ولا أعتقد أن لديه الوقت الكافي ليتعلمها، السياسة هي فن الممكن وليست فن القمع والقتل والكذب والتكذيب والتخوين وابتزاز وتوريط الآخرين.

الحوار "الوطني" مع القتلة
لم يجد النظام أنسب من المجرم العجوز وخبير التعذيب والقتل اللواء محمد ناصيف خير بيك "أبو وائل" لإدارة حوار وطني مع "المعارضين المعتدلين". يمكن وصف الحوار بأنه محاولة للمناورة وكسب مزيد من الوقت وإظهار بوادر انفتاح لتخفيف الضغط الدولي. حوار من أجل البقاء في السلطة وليس من أجل التغيير فطبيعة هذا النظام تجعله غير قابل للإصلاح أو التطوير، التغيير يتم فقط عند انهياره. المنطق الوحيد الذي يؤمن به النظام السوري هو منطق القوة وبذلك فإن الرد الأنسب عليه هو دفعه نحو الهاوية هو ومن يحاوره.

أهم ما يميز الأنظمة الديموقراطية عن الأنظمة القمعية الاستبدادية هو عامل الاستقرار،الأنظمة الديموقراطية هي الأكثر ثباتا ورسوخاً أما الأنظمة القمعية فهي عرضة عند لحظة تاريخية للسقوط مهما حاولت هذه الأنظمة التلاعب على عجلة التاريخ. أستطيع أن أجزم وأؤكد الآن أن هذه اللحظة أصبحت أقرب من أي وقت مضى ... لا نعول على تدخل عسكري دولي "مباشر" بل نعول على تضحيات الشعب السوري الصامد البطل. ولا بد للتتذكير هنا أن ثمن الحرية غالٍ مع ذلك فإن ثمن الخنوع والاستسلام مع نظام قمعي ومجرم أغلى وأكثر كلفة على المدى البعيد. المعركة محسومة وهزيمة النظام (ومن معه) مضمونة حتى ولو في سيناريو "لا نتمناه طبعاً" وهو حرب أهلية لأسباب ديمغرافية وإقليمية.
نظام عائلة الأسد ساقط لا محال وكل من يحاوره الآن هو خائن لدم الشهداء وشريك في القتل.هذا النظام كأي نظام قمعي له قدر واحد مكتوب منذ أول يوم اغتصب السلطة وهو السقوط. سوريا الآن هي سوريا الثورة ولم تعد سوريا الأسد، وثقتي بسقوط النظام الأسدي وانهياره ومحاكمة المجرمين لا تقل عن ثقة بشار الأسد (في لقائه مع وول ستريت جورنال قبل اندلاع الثورة) من أن سوريا ليست تونس أو مصر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سقوط النظام هي حتمية منطقية
تحسين خير بيك ( 2011 / 5 / 18 - 02:28 )
إن سقوط النظام هي حتمية منطقية لأن النظام في سوريا قد وقع في خمس اخطاء لا يمكن التراجع عنهم الخطأ الأول والفادح هو جريمة القتل العمد لأبناء الشعب السوري اللأعزل.
والخطأ الثاني هو محاولة الكذب الإعلامي على الشعب من الداخل والخارج ولقد برهن الشعب أنه ليس غبي ولن تنطلي عليه مثل هذه الأكاذيب.
والخطأ الثالث هو قتل النظام لأفراد الأمن والجيش الذين يصرون على رفض أوامر بإطلاق النار على أهلهم, وفضح هذه الجرائم اعلاميا.
والخطأ الرابع هو محاولة تذكير الدولة الإسرائيلية بضرورة دعم النظام من اللوبي الصهيوني العالمي من أجل استقرار اسرائيل وهذا ما كشف عورة النظام السوري عالميا.
والخطأ الخامس هو محاولة إيهام العالم داخليا وخارجيا بأن النظام يدخل في حوار مع المعارضة رغم زيادة اعداد المعتقلين السياسين وأدوات القمع والقتل العشوائية.
ولكن متى سيتم سقوط النظام والى الآن لم يحدد المتظاهرون اعلانهم بأنهم يرغبةن بإسقاط النظام طالما أن النظام يرفض الحوار ومازال مستمرا في عنجهيته وعجرفته وسفحه للدماء, يجب على الشعب أن يصرخ وبملئ صوته أنه لا حوار وأنه يريد اسقاط النظام وبأسرع وقت ممكن.


2 - الثورة السورية
ابن حمص ( 2011 / 5 / 20 - 23:04 )
انا لا ابحر بسفينة مخزوقة ولا اهاجم عدو بسيف خشب ولاكن اضع خطة لكي افيد واستفيد

اخر الافلام

.. اضطرابات في حركة الطيران بفرنسا مع إلغاء نحو 60 بالمئة من ال


.. -قصة غريبة-.. مدمن يشتكي للشرطة في الكويت، ما السبب؟




.. الذكرى 109 للإبادة الأرمينية: أرمن لبنان.. بين الحفاظ على ال


.. ماذا حدث مع طالبة لبنانية شاركت في مظاهرات بجامعة كولومبيا ا




.. الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق بشأن المقابر الجماعية في مستشف