الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مقابر جماعية في درعا تدخل تاريخ سورية.
غسان المفلح
2011 / 5 / 18العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
15.05.2011يوم أسود في تاريخ سورية المعاصر، تم اكتشاف مقبرة جماعية، الدم فيها لايزال رطبا، والوجوه لاتزال تنظر إلى قاتلها، والأعضاء المتقطعة والمتهتكة تسأل عن بقية جسدها، والأراوح تحوم فوق تلك المقبرة الجماعية، متسائلة هل وصلت سورية إلى الحرية، حتى تذهب تلك الأوراح مبتعدة عن رائحة القتل الجماعي من أبناء الوطن نفسه، وهل هم أبناء سورية؟ سورية التي دخلت تاريخ المقابر الجماعية حيث القاتل لايريد شاهد، أو أنه كان متعجلا في تنظيف مكان جريمته، فهو يختفي خلف قناع قناص، القناص عادة لا يرتدي قناعا، لأنه يكمن للضحية في مكان لا تراه، إنه تعبير عن الغدر المطلق.
إن القنص هو تربص لقاتل يحترف القتل، ولا يسأل عن ضحيته، ولا يهتم بما يمكن أن يجمعه بها- أنهم أبناء وطن واحد وربما سيكون مستقبل مشترك بين أطفال القاتل وأطفال الضحية!!- أو بما هي عليه، أو بما تشعر، أو كيف تعيش، القناص هو قاتل مأجور..
يتفاخرون أنهم ابتدعوا شيئا جديدا في تاريخ سورية، فتح مدرسة لتعليم القنص، من خلف الجريمة، إنها ظاهرة لا تستخدمها دولة مطلق دولة بحق مواطنيها، القنص ظاهرة لا تستخدم إلا في حالة الحرب القصوى بين جيشين، كثيرة هي الأفلام التي انتجت وصورت عن ظاهرة القناصة في الحروب وفي الجريمة، في الحروب الطرفان مسلحان، أما في الجريمة طرف واحد مسلح والآخر بلا سلاح، عاري الصدر لا بل يحمل في يده غصن زيتون، ليستقبل من يعتقد أنهم مدافعين عنه وعن وطنه، أهل درعا وأهل حمص صدقوا كذبة أن كل جيش هو جيش وطني، أعتقدوا أن الجيش السوري هو كالجيش التونسي أو المصري، أو حتى اليمني، او الليبي في أسوا الأحوال...هكذا كان شباب الحرية يتوقعون من هذا الجيش، لم يكن يعتقدوا أبدا أن 41 عاما من عمر التصحيح هو لتصحيح أوضاع كانت خاطئة! وأولها يجب ألايكون في سورية جيش وطني، بل يجب ان يكون هنالك جيش مطيف ومزنر بأكاليل الهزيمة والعار، ومدرب كي لا يكون إلا جيش تلك الزمرة التي افتضح امرها بشكل مطلق أيضا، وهنالك الآن من يتساءل ويقوم بتكليف نفسه بالبحث عن سيناريوهات أن هذا الجيش يمكن أن ينشق ويخلص سورية من هذه الجريمة؟
أنا لم أعد أجد تعابيرا سياسية يمكن أن تجعل المرء يتحدث عن تلك البشاعة إنها البشاعة بكل صورها ومعانيها، إنها اكتمال للمطلق من البشاعة، حيث النظام- الزمرة لا تقبل حلولا وسطا، فإما بشاعة مطلقة وجريمة مطلقة أو تختبئ كما تفعل عندما كانت تحلق الطائرات الإسرائيلية فوق قصورهم..
فلتبق السلطة لهم، ومن هم، لم يعد لهم هوية، إنهم قناصة ملثمين هذه سلطة سورية اليوم، تتكثف في قناص يختبئ فوق خزان مياه، لير ويختار من يقتل، دون أن ينظر في عيون ضحيته..
عندما ترتدي السلطة قناعا، تنفي عنها صفة الدولتية وتنفي عنها بشكل مطلق أيضا أية مؤسسية من أي نوع كان فمع من يمكن أن تتحاور مع وجه يرتدي قناع القتل؟ وجه سلطة تحولت إلى قاتل من لحم ودم، قاتل لغته الوحيدة هي أن يشاهد بمنظار قناصته ضحيته، ويطلق عليها النار متلذذا بما يفعل...
إنها حوران..... إنها حمص....إنها تلكلخ....إنها دوما وتلبيسة ونوى والقائمة تطول....
سورية اليوم تتحول إلى مقبرة جماعية...مفتوحة على مزيد من الجثث والعار، ويتحدثون عن الحوار...ربما يتحدثون عن الحوار بعدما عمدوا دعوتهم بمقابر جماعية في درعا ولايزال سجلهم مفتوحا، من هم هؤلاء؟؟
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - هؤلاء يهيئون التربه لابادتهم
مازن العلى
(
2011 / 5 / 17 - 23:51
)
هؤلاء الوحوش يدفعو وبكل ثقلهم الى ان يفكر الشعب السورى كيف يعثر على طريقه وباى طريقه ليصد عن نفشه هذا التوحش ويدفعوا بالحقد فى صدور الناس لاقصى مدى الانسان البسيط الذى قتل اخيه او ابيه او امه او انتهك عرض اخته ماذا تنتظر منه واللغه السائده فى الشارع هى مختلفه عما نكتب العقل قد طار عند الكثيرين انتم بمواجهة 20 مليون انسان انتم امام 5 ملايين شاب احذرو ايها القتله لاتدفعوا جل عناصر جيشكم الى الفناء القهر الحقد الغل ممتلىء والعالم لم يعد يطيق قبحكم احسبو خط الرجعه
2 - غصن زيتون
حكيم علي
(
2011 / 5 / 18 - 09:02
)
تقول أن -الآخر بلا سلاح، عاري الصدر لا بل يحمل في يده غصن زيتون-. والدليل سقوط ضباط (عقيد في الأمن السياسي) وأربعة جنود قنصا في منطقة تلكخ البارحة هذا ناهيك عن أكثر من 1000 جريح من الجنود والضباط. ستقول أن من فعل هذا هم القوى الأمنية التي فتحت النار على اللذين يرفضون اطلاق النار على المتظاهرين . طيب المقتول لا يمكن أن نسأله من فتح النار عليه، ولكن ماذا عن الجرحى ؟ ولماذا يقوم المشفى العسكري بمعالحتهم ولا يقوم بتصفيتهم أسوة بزملائهم .
3 - إلى حكيم العلي
نوري
(
2011 / 5 / 18 - 18:06
)
طبعاً الآخر كان يحمل غصن الزيتون ، يريد حرية سلبت يريد كرامة هدرت ، يريد لقمة عيش شريفة ، يريد مستقبل أفضل لأولاده ، بعد أن أنتهكت الحرمات وذل الشعب ، وسرقت ثرواته ، ودمرت حضارته بسرقة آثاره ، ودمر أقتصاده بسرقة موارده ورصيده الذهبي ، عصابة طائفية ملء الحقد قلبها علمها مشايخ دين متخلف يصنغف الناس على مراتب بشرية من هم فيها وغير بشرية من هم دونها ، ربطوا الدين بالدولة دينهم هم لا دين الآخرين ، وعلموهم الحقد ، أخذا كل مناصب الدولة وقياداتها العسكرية والأمنية والمخابراتية والدبلوماسية والإدارية ، جهلوا الشعب ، ونشروا الرذيلة والفساد والرشوة ، ميعوا الديمقراطية حسب هواهم ،، أنهم نشروا حقدا لن ينته إلا بسقوطهم ومحاكماتهم ، يقتلون القتيل ويمشون في جنازته ، أما الجرحى فمسأله مسرحية تمثيلية ومن المعلوم أن أطباء السلطة معروفون ومتأمرون ، سنثبت لكم هذا في العهد الجديد لسوريا الجديدة
.. المحكمة الابتدائية في تونس تقضي بإعدام 4 أشخاص أدينوا باغتيا
.. حكم بإعدام 4 مدنيين والمؤبد لشخصين بقضية اغتيال شكري بلعيد ف
.. شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني
.. فرنسا تدرس إحياء ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين
.. حركة النهضة تعتبر الأحكام في قضية اغتيال شكري بلعيد دليلا عل