الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس لكم إلا بقاء الأمريكان !

حسين محيي الدين

2011 / 5 / 22
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


كلما اقترب موعد خروج القوات الأمريكية من العراق ازداد قلق وتخوف قادة الكتل السياسية من ذلك . فلكل يعرف فيما بينه وبين نفسه كم هو مرفوضا من قبل الشارع العراقي . وان الوجود الأمريكي في العراق هو لحماية تلك الكتل من قبضة الشعب العراقي . وليس لحماية الشعب العراقي من اعتداءات خارجية أو حروب أهلية مزعومة أو إرهاب مفترض . فالاعتداءات الخارجية على العراق والحروب الأهلية والإرهاب بكل أشكاله تم بوجود القوات الأمريكية وتحت رعايتها ؟ كما إن احتلالات إقليمية أخرى نلمسها نحن عراقيو الداخل تمت تحت نظر وسمع الاحتلال الأمريكي.

الكتل السياسية بكل اتجاهاتها يسارية كانت أم يمينية علمانية أو دينية تبارك هذا الاحتلال وتروج له خصوصا تلك الكتل المشتركة في العملية السياسية . رصيدها السياسي الذي تراهن عليه هو مدى اقترابها من مصالح القوات الغازية وليس من مصلحة الشعب العراقي . ولكن يبقى هنالك من يدعي عدم رضاه عن وجود تلك القوات لأسباب دعائية وتنظيمية . الجانب الأمريكي من جانبه اشترط موافقة الحكومة العراقية أو ممثلي الشعب المفترضين طلب بقائه زيادة في إذلال المواطن العراقي بعد أن زرع الشك والفتنة بين مكونات الشعب العراقي . فالمكون الكردي يعتقد بأن ما حققه من انجازات يعود فيها الفضل للوجود الأمريكي وليس لعشرات الآلاف من الشهداء والمناضلين الذين قدمهم الشعب الكردي قرابين للتخلص من العبودية وانجاز التحرير . كما أن المكون السني العربي يخشى من تجاوزات كردية أو امتداد شيعي يلتهم ما تبقى من كبريائه . أما المكون السياسي الشيعي فيعتقد بأن وجوده في قمة هرم السلطة يعود فيها الفضل للتعاون مع قوات المحتل .

إن نجاح الأمريكان في إثارة النعرات الطائفية والقومية الشوفينية وزج المؤسسات الدينية في قرارات الحكم هو الذي أوصل البلد إلى هذا التدني في الاصطفاف المذهبي والقومي بعيدا عن روح المواطنة الحقيقية التي لا تقيم أدنى اهتمام لمثل ذلك الاصطفاف .

جوقة المبررين لبقاء الاحتلال أخذت على عاتقها التمهيد لقبول الرأي العام بوجوده .
فجماعة رئيس الجمهورية ومستشاريه وفي تصريحات لهم وبدون استحياء يطالبون ببقاء المحتل ويسوقون له . ورئيس الوزراء المتدين بالله نوري المالكي يدعو رؤساء الكتل السياسية لإبداء رأيها ببقاء الاحتلال أما قادة العراقية فهم يرون الأمر بشكل آخر حيث يقرون الموافقة ببقاء الاحتلال بعد استكمال الملاصصة الوطنية ,وهم يدركون بان الكل ليس لهم إلا بقاء الاحتلال . وهو بالتأكيد لا يعكس الإرادة الوطنية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قادة العراق ليس جحودين
علي الشمري ( 2011 / 5 / 22 - 20:21 )
الاخ الكاتب حسين محي الدين المحترم
ان الاحتلال هو متفضل على لصوص قادة العراق الجديد وهو من اوصلهم الى الاماكن التي لا يستحقونها,وغض الطرف عن سرقاتهم حتى امتلئت كروشهم,وهم شركاء له في كل جرائمه بحق الشعب العراقي ,وبعدين عن الوجدان الشعبي وتطلعات المجتمع العراقي للوصول الىدولة مدنية يسود فيها القانون والعدل والمساواة,
تقبل تحياتي

اخر الافلام

.. إنسحاب وحدات الجيش الإسرائيلي وقصف مكثف لشمال القطاع | الأخب


.. صنّاع الشهرة - تيك توكر تطلب يد عريس ??.. وكيف تجني الأموال




.. إيران تتوعد بمحو إسرائيل وتدرس بدقة سيناريوهات المواجهة


.. بآلاف الجنود.. روسيا تحاول اقتحام منطقة استراتيجية شرق أوكرا




.. «حزب الله» يشن أعمق هجوم داخل إسرائيل.. هل تتطورالاشتباكات إ