الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أين هو حزب البعث في سوريا؟

زهير قوطرش

2011 / 5 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


حزب البعث السوري هو التنظيم القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا والحزب الحاكم فيها منذ مارس 1963. أسس حزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا سنة 1947 وبذلك يعتبر التنظيم السوري الأقدم في العالم العربي. شهد فترة الستينات عدة صراعات وانقسامات بين القيادة القومية والقيادة القطرية, ثم بين تيار يساري وآخر يميني, قبل أن يتسلم حافظ الأسد قيادة الحزب والدولة في نوفمبر 1970 إثر ماسماها بالحركة التصحيحية. سنة 1972 شكل الحزب الجبهة الوطنية التقدمية مع أحزاب قومية وتقدمية, إلا أن الحزب بقي هو المهيمن إذ تقول المادة الثامنة من الدستور "إن حزب البعث العربي الاشتراكي هو الحزب القائد في الدولة والمجتمع ويقود جبهة وطنية تقدمية تعمل على توحيد طاقات جماهير الشعب ووضعها في خدمة اهداف الامة العربية". ينتمي إلى الحزب حوالي مليون ونصف شخص منهم نصف مليون عضو عامل.


حزب البعث العربي ( الاشتراكي ؟).في سوريا وحسب المادة 8 من الدستور السوري هو قائد للدولة والمجتمع.
هذه القيادة ,تلقي على أعضاء الحزب مسؤولية حقوقية وأدبية عما يجري الآن في سوريا .
فكيف يمكننا تفسير صمت أعضاء الحزب المخلصين لقضايا مجتمعهم وأمتهم من القيادة إلى أصغر الفرق الحزبية,في الوقت الذي يسقط فيه الشهداء دفاعاً عن كرامة الإنسان وحريته التي نادى بها الحزب في كل أدبياته الحزبية والتي تلخصت في شعار الوحدة والحرية والاشتراكية.
ألا تستحق هذه الأحداث الدامية على أرض الوطن ,من الحزب القائد ,ومن أعضائه الذين هم من نسيج هذا الوطن ,التنادي إلى دعوة صادقة لعقد مؤتمر استثنائي ,كما هي عادة الأحزاب القائدة ,لبحث موضوع الانتفاضة وموقف الحزب منها ,ووضع النقاط على الحروف المغيبة في أروقة الأجهزة الأمنية.
ألا تستحق هذه الأحداث الدامية ,من الحزب القائد للدولة والمجتمع ,من أن يرفع المخلصين أصواتهم في الحزب بالإدانة للقمع الوحشي الذي يتعرض له الشعب في سوريا ,والعمل على وضع آليات من الحزب في مؤتمره الاستثنائي الذي يجب عقده بأسرع ما يمكن للخروج من الأزمة ومحاسبة رؤوس المتسببين في معالجة ما يجري من خلال الحلول الأمنية.

أم أن دور الحزب قد تقلص ,وصار حزباً لا دور له في قيادة الدولة والمجتمع .وإذا كان الأمر على هذه الحال فليعلن الحزب من خلال مؤتمره الاستثنائي المفترض عقده البارحة وليس اليوم عدم تحمله مسؤولية ما يحدث ,وليصدر بياناً يوضح فيه موقف الحزب السياسي ,وأنه لم يعد قائداً للدولة والمجتمع ,وسيقف مع قضايا الجماهير في سبيل تحقيق مطالبها في الحرية والعدالة.وليتبرأ الحزب من كل الرموز التي ساهمت في قتل دوره الفعال في قيادة الدولة.

أيها الرفاق البعثيون ,أيها المخلصون لقضايا الوطن والأمة ,كيف لكم أن تقبلوا تحول كوادر الحزب وأعضائه إلى رديف للمؤسسات الأمنية ,في قمعها وقتلها ,وفي تفريقها لمكونات المجتمع السوري الموحدة إلى طوائف ومذاهب تتخوف من بعضها البعض ,تحت تأثير فبركة صراعات ,وإخراج تمثيليات ,لعب أدوارها رفاقاً منكم غُسلت أدمغتهم ,فالتبس عليهم الأمر ما بين دورهم كرفاق في حزب قيادي ,أو مجندين في إطار أجهزة الأمن ,التي لا هم لها سوى التجسس على المواطنين الأبرياء وعلى أفراد الحزب لترويع المجتمع وجعله قطيعاً ,لا يرعى إلا بموافقتها أو أوامرها.

أيها الرفاق البعثيون ,أيها المخلصون لقضايا الوطن والأمة ,هل يعقل أن مليون ونصف عضو في حزبكم القائد ,لا يستطيعون قول كلمة الحق في وجه الظلم ,في وجه الفساد . لا يستطيعون أن يقولوا كفى ....قولوها قبل أن يتجاوزكم قطار التغير ,
مازال دوركم في لعب دوركم الوطني والاجتماعي قائماً . يا شباب البعث ,كنت انتظر منكم دوراً شبابياً ,يماثل دور أخوانكم في مصر ....كنت أنتظر منكم دوراً رائداً ضاغطاً على قيادتكم ,مطالبين إياها بعدم الانتظار , فالذين يسقطون شهداء هم أخوانكم .هؤلاء الشهداء ما دفعهم إلى الشهادة والموت إلا صمتكم وعدم وقوفكم مع قضاياهم العادلة في الحرية والعدالة والديمقراطية .لا أعتقد أنكم مستفيدون من الفساد والفاسدين ,ولا أعتقد بأن قضايا الفقر والبطالة لا تطالكم وكل ذلك بسبب الفساد الذي استشرى بعهد قيادة حزبكم للمجتع والدولة ,وسوف تطال أبنائكم مستقبلاً .

الجميع بانتظار دوركم المغيب .فالأحداث أصبحت بحاجة إلى وقفة منكم ,تضع للقمع والاستبداد نهاية لا رجعة بعدها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحتمية التاريخية لحزب البعث
الحارث العبودي ( 2011 / 5 / 24 - 13:42 )
واليوم, ولم يبق من حزب البعث بعد أن سقطت سلطته الفكريّة وسلطته السياسيّة, إلا سلطته العسكريّة, أو بالأحرى إلا سلطة -الجمعيّة السريّة- من العسكريّين الطائفيّين وراء قلاعهم وحصونهم, فإنه ينتظر معركة تصفيته الماديّة الأخيرة مع الثورة الشعبيّة, التي سوف تندلع بين يوم وآخر. ومع ذلك, فإن البعث, الذي يطلق أنفاسه الأخيرة اليوم, يأبى ان يشيّع نفسه إلى لحده بسلام. فهو يحيط زواله بضجة مصطنعة جديدة- (مطاع الصفدي, حزب البعث: مأساة المولد, مأساة النهاية-, دار الآداب, 1964, ص. 425.) 0

اخر الافلام

.. توقيف مساعد نائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصال


.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تهز عددا متزايدا من الجامعات




.. مسلحون يستهدفون قواعد أميركية من داخل العراق وبغداد تصفهم با


.. الجيش الإسرائيلي يعلن حشد لواءين احتياطيين -للقيام بمهام دفا




.. مخاوف من تصعيد كبير في الجنوب اللبناني على وقع ارتفاع حدة ال