الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
انقلاب الإخوان وعودة مبارك
أيمن بكر
2011 / 5 / 26المجتمع المدني
1- عودة حسني مبارك
حسني مبارك ليس شخصا، إنه حالة ثقافية نمت في التربة المصرية ومدت جذورها بعمق داخل الإنسان، حسني مبارك كما أفهم هو الرشوة، والانتهازية، والفن الرديء، والركاكة في الإنتاج، واليأس من التغيير، وفقدان الدافعية، ونقص الإبداع، هو التعدي على كرامة الإنسان والعدالة البطيئة التي تتساوى والظلم، حسني مبارك كذلك هو الوعي السطحي وسمك الجلد الشعوري والعقلي واستمراء الغباء وتحكيمه في مقدرات الناس. حسني مبارك هو صلف الشرطة ونسيان أفرادها أنهم مصريون هدفهم الوحيد هو حماية باقي أبناء جلدتهم، حسني مبارك هو ضعف مستوى أساتذة الجامعة مع تكبرهم الشديد وقبول عمداء الكليات أن يكونوا ذراعا للنظام يعينه وقت يشاء ويعزله وقت يشاء، وهو الإعلام التابع الذليل الساعي لتزييف العالم في أعين الفقراء والمستضعفين تحديدا. كل ما سبق وأكثر هو حسني مبارك والسؤال الآن، هل حقا سقط حسني مبارك؟
2- انقلاب الإخوان
لا يستطيع الإخوان المسلمون تفويت فرصة دون اغتنامها لصالح خططهم المقدسة في الاستيلاء على الحكم والمجتمع كما قال صبحي صالح عضو الإخوان (وعضو لجنة التعديلات الدستورية!!!)، حين أعلن في مؤتمر عام أن الإخوان في طريقهم ليضعوا أيديهم على المجتمع ثم الحكم وستكون إسلامية بحسب تعبيره. بعدها –وكما هي عادتهم- أعلن صبحي صالح أنه كان "بيهزر"، تماما كما كان رفع الإخوان لافتات تقول بأن التصويت على التعديلات الدستورية بـ "نعم" هو واجب شرعي، ثم تنصلوا مما قالوا.
لن يستطيع الإخوان تفويت الفرصة حتى إن حاولوا؛ فالانتهازية هي جزء من تكوينهم المأزوم الذي لا يتورع عن دهس أي شيء وأي شخص في سبيل تأمين وجودهم المهدد دائما. أعلن الإخوان بقوة أنهم ضد النزول إلى الشارع في يوم 25 يناير 2011، ثم لما وجدوا الثورة مبشرة بالنجاح نزلوا دون مراعاة للتناقض، ثم لما لمحوا شقا بين صفوف سلطة مبارك (تحت بند الحوار مع القوى السياسية) هرعوا للتسلل منه والجلوس على مائدة الحوار مع عمر سليمان منتهزين الفرصة لاكتساب مشروعية افتقدوها لعقود طويلة، ثم حين رأوا فرصة لاكتساح البرلمان على حساب ترتيب الأولويات الثورية دفعوا نحو تأجيل الدستور وتعريض الوطن كله لخطر عودة حسني مبارك بألف وجه آخر في برلمان يقوم على أرضية الفساد التي لم تأخذ الثورة فرصة تطهيرها، لا شيء يهم في سبيل مقاصد الإخوان السياسية العليا في الوصول للسلطة وتحويل مصر إلى مجتمع ديني مغلق. لقد انقلب الإخوان على الثورة واتهموا الثوار بالخيانة، كما قرروا إلقاء عصاهم في حضن السلطة الحاكمة رغم أخطاء المجلس العسكري السياسية، فهو بوابة تاريخية نادرة لتمرير أكبر قدر من المكاسب للجماعة المتعطشة للحكم والتي تعرف من أين تُنهش الكتف.
لقد أعلن الإخوان عدم تأييدهم لجمعة الغضب الثانية على حسني مبارك الذي لم يزل قائما وفي طريقه للعودة الكبرى، منقلبين على من سينزل إلى الشارع يوم الجمعة 27 مايو 2011. الأفظع من ذلك أنهم قاموا بتخوين من يختلف معهم، ولوحوا أخيرا بسلاح التكفير الذي صبروا على استخدامه لشهور طويلة منذ بداية الثورة. لقد بدأ الإخوان في ممارسة إقصاء المختلفين؛ تماما كما كان يفعل حسني مبارك، وتماما كما كان حسني مبارك يلعب الإخوان دور القوة الزئبقية التي تميل حيث تتطلب مصالحهم لا حيث تكمن مصالح الوطن.
وأحسب – كما ادعيت في مقالات سابقة- أن التيارات الدينية وعلى رأسهم الإخوان هم الوجه الآخر لحسني مبارك، وأن الوعي الثوري الذي أضاء مصر كلها قد تجاوز حسني مبارك كما تجاوز كل التيارات الدينية التقليدية، وهي التيارات التي ترعرعت بسبب جو القمع والإرهاب الفكري الذي سيطر على مصر على مدى عقود طويلة.
الفرصة الآن قائمة أمام المجلس العسكري لدفع التغيير الحقيقي في مصر نحو هدفه عبر أقصر الطرق وبأقل الخسائر، هناك أكثر من أسلوب يمكنه القضاء على الفساد بأسرع مما يحدث، وأكثر من خطة يمكنها إعادة الأمن إلى الشارع بأسرع وأوضح مما يحدث، فلا معنى للعب على عامل الوقت كمن ينتظر خمود شعلة الثورة أو تفتت القوى التي شاركت في صنعها.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - الاستاذ ايمن اتفق معك في اغلب المقال
محمد حسين يونس
(
2011 / 5 / 26 - 05:36
)
ما وصفتة عن حسني مبارك و نظامة علي درجة كبيرة من الدقة .. كذلك الاخوان و انتهازيتهم بل علينا ان نتوقع تجارب نهب يقودها هؤلاء الاخوان تتجاوز ما فعلة رواد الاقتصاد الاسلامي لصوص توظيف الاموال وما فعلة رجال مبارك لصوص الاراضي و المال العام ..ان القادم اكثر شراسة في النهب باسم الرب كما كان يفعل كهنة امون عندما حكموا امبراطورية تحتمس وكانوا السبب المباشر في سقوط مصر و استعمارها حتي يومنا هذا .. عموما هناك مناورة ما يقوم بها الامريكان لدعم تيارات دينية مروضة تخضع لتعليماتهم بدلا من القيادات القومية التي قامت بهذا الدور لمدة نصف قرن .. وبالتالي فلا توجد اى قوى يمكنها انقاذ مصر و المنطقة الا وعي شباب هذا الوطن بما يدور حولة وما قدمت و احدة من شموع الاضاءة لهم ..شكرا علي المقال
.. تقرير للأمم المتحدة: أكثر من 783 مليون شخص يعانون من الجوع ح
.. ثلثا مستشفيات غزة خارج نطاق الخدمة وفقا لتقرير الأمم المتحدة
.. ماذا تفعل سلطنة عمان لحماية عاملات المنازل الأجنبيات وضحايا
.. برنامج الأغذية العالمي: غزة بؤرة لمجاعة وشيكة هي الأخطر
.. بعد اتهامه بالتخلي عنهم.. أهالي الجنود الأسرى في قطاع غزة يل