الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكومة تدعوا الرجال إلى نفسها .....

يحيى رمضان الحميداوي

2011 / 5 / 27
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


حكومة تدعوا الرجال إلى نفسها

قيل في الحكايات القديمة التي تحدث بها الأجداد في أحد القرى الجنوبية وكما روته جدتي التي أشك في عفتها وطهرها لكثرت حديثها عن الرجال وأحاديثهم الشيقة على الرغم من وفاة جدي وتركها وحيدة تنقل لنا ماكان يدور في قريتها التي تتفنن في وصفها ووصف رجالها .........قالت جدتي الشريفة أن هناك رجل في القرية تنظر أليه النساء بعين الإعجاب والتمنى كونهُ يمثل الرجولة بمعانيها مظهراً ولكنه لم يُختبر فعلا ....كان في قياسات ذلك الزمن الغابر مقياس الرجولة يعتمد على مواقف الرجل أمام الشدائد التي تلوح في سماء القبيلة وعلى سلاح المرء مسدسه وخنجره الذي يحمله ويتفاخر في إظهاره أمام الآخرين ليدافع به عن حقه وعن حمى القرية وحرمها .......ليس كما الآن تقاس الرجولة بالتبهرج الخارجي من ملبس والألوان براقة وأحدث قصات الشعر وما يحمل المرء من شهادة وعلمية ...هكذا تقارن جدتي العفيفة ......قالت الشريفة حد التخمة كان سعدون يمثل الرجل بكل ملامحه يحمل سلاحه ويجوب المزارع لمتابعة الفلاحين الذين يعملون في أرض الشيخ العاهر ويلهب ظهورهم بعصاه الغليظة في حالة تهاون أحدهم أو تباطئه في العمل .......كان سعدون في أحد الليالي الشتائية محتضن زوجته (المحفوظة ) يغط في نوم عميق عندما أحست زوجته بأن أحدهم في الدار حاولت أيقاضه توسلت به ...وغزته حركته قرصت ذكره المنتصب ألا أنه كالميت بلا حراك ......حينها سئمت رقوده فنادت بأعلى صوتها وكما روت جدتي (ها خوتي ها) وزغردت بأعلى صوتها ....سمع صوتها الفلاحون الذين يلتحفون الجوع وينامون فتجمهر الجميع أمام الدار وأمسكوا باللص الذي حاول سرقة الدار .....حينها أنتفض سعدون ماسكا مسدسه مناديا بلهجة الجنوب (وينه منعول الوالدين أيريد أيحوفني) ....ضحك رجال القرية فسأله أحدهم متندرا سعدون أسلاحك وينه وألمن ضامه .....فأجاب أحدهم (سعدون ضام أسلاحه للشده) ....حال سعدون كحال الحكومة العراقية .....منذ مايقارب السنة والكويت تخطط وتضع الصيغ النهائية لميناء مبارك الذي سوف يشل الملاحة العراقية ويضع العراق على شفا حفرة من الانهيار الاقتصادي ويترك ثغر العراق الباسم بلا ثغر ويقطع الحركة التجارية عن المدينة التي عاشت ومنذ نشأتها على الملاحة والتجارة والتلاقح من الاخرين من خلال أطلالتها البهية على الخليج العربي ...صعوبة الملاحة في الجانب العراقي وامتداد مراسي الميناء المبارك للكويت سوف يؤدي إلى عواقب وخيمة تتطلب من المعنيين وضع دراسة عملية علمية متكاملة على الرغم من الأمر لايحتاج ألا لبعض الغيرة على المصالح التي تهم الشعب ومصدر رزقه وانتعاش أوضاعه ...رغم كل ماتفعله الكويت من تجاوزات وتحديات إلا إن الحكومة العراقية تغض الطرف وتصمت وتدعو الشخصيات السياسية الكويتية إلى التفاهم والاتفاق على ترسيم الحدود ... ولم تصرح أو تحاول أن تنبه الحكومة الكويتية أي تنبيه وربما أنها ستصمت طويل لولا وسائل الإعلام التي فضحت النوايا الكويتية .......حينها ظهر السياسيون الفلتة (فلتت الزمان) بتصريحات نارية بعضهم يهدد والأخر يهادن ويستخدم أسلوب الدبلوماسية التي سئمنا منها ومن كذبها وعهرها وعهر مستخدميها ....ميزانية العراق لاتحتاج إلى تفكير طويل ميزانية انفجارية والعاطلين (على قفا من يشيل) والشركات الهندسية العراقية يشهد لها بالنجاح والإبداع لما لا تقوم الحكومة بعمل استباقي وتبدأ بإنشاء ميناء الفاو الذي كثر الحديث عنه .....أستغفر الله لقد كفرت هذا لايرضي الحكومة المؤمنة لأن سعادتها لاتريد أن تبنيها على جوع أبناء الكويت وهذا ما لاترتضيه على نفسها
ولأن فقراء العراق صمتوا عما فعله صدام المقبور بالكويت لذلك سيعاقب من قبل الحكومة التي تدعوا الرجال إلى أحضانها كي يعترفون برسميتها ...ويعاقب من قَبل الكويت الطفلة المشاكسة التي يزعجها أنها أبنة للعراق العظيم ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان: متى تنتهي الحرب المنسية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. الولايات المتحدة: ما الذي يجري في الجامعات الأمريكية؟ • فران




.. بلينكن في الصين: قائمة التوترات من تايوان إلى -تيك توك-


.. انسحاب إيراني من سوريا.. لعبة خيانة أم تمويه؟ | #التاسعة




.. هل تنجح أميركا بلجم التقارب الصيني الروسي؟ | #التاسعة