الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة ساخرة : انقلاب في منزل السيد شهلوب الفتاح عضو القبة الذهبية ذات الاجنحة الامريكية المثقوبة

رغد علي

2011 / 5 / 29
الادب والفن


- أنا الرئيس صاحب اكبر الصلاحيات فنحن قوم كنا مهمشين محرومين جائعين
- كلا أنا الرئيس الأول فنحن أصحاب الشهداء والنضال
- كلا ربع الصلاحيات لي لأني أعتنق الديانة البوذية وأملك حقوق الأقلية
- كلكم لا تقهمون بادارة الرسوم المتحركة ،وحدي أملك الكفاءة ، اذن أنا أولي بكم بكل الصلاحيات


أصوات وضجيج وصياح ، تعلو العصى وتتكسرعلى بعضها ، وبالونات تنفجر بالهواء تعبيرا عن الانفجار القادم من حيث لا ندرى، احذية تتطاير لا يعرف احد فوق رأس من تقع ؟؟ ايادي وأرجل باللوحة تغطى على الروؤس المتواجدة ، يضرب بعضهم بعضا احتجاجا وغضبا على اغتصاب الحقوق الرئاسية ..
حدث هذا بين أفراد حماية عضو القبة الذهبية الطائرة فوق النخل على جناح الدبابة الامريكية المثقوبة السيد (شهلوب الفتاح ) العربي الهوية ، حتى سمع ضجيجهم ، فاتصل بالاعلام ليحضر خطبته العصماء قبل أن يخرج اليهم ، وحين ظهر حمل ميكروفونا ليسمعه القاصي والداني بحضور وكالات الانباء العالمية التى هبت لتسجيل الحدث المهم في داره الواقعه في شرق دولة اليوتوبيا العظمى بعد التحرير من قبظة الطغاة فقال لهم :

- يا رجال حمايتي في دولة اليوتوبيا العظمى ، لقد حرت معكم وسئمتكم ، بلغ السيل الزبي ، انا الذي اخترتكم بمساواة وعدالة بالغة ، راعيت فسيفساؤكم المخملي فاخترت من كل محافظة عددا يتناسب مع اعداد سكان تلك المحافظة ماذا أفعل لكم أكثر من هذا ؟، هل هناك عدالة أكبر؟ ألم أمنح نسبة ال 25% للنساء للعمل داخل بيتي، انظروا انهم هادئون جدا فما بالكم لا تقتدون بهن، فرغم اننا لم نمنحهن اي صلاحيات رئاسية لكنهن جدا واعيات ومثقفات وعلى مستوى الحدث جدا ,لا تخرج أصواتهن البته ، أما أنتم رغم انني قد وضعت لكم رئيسا كرديا واخرعربيا ،وبالاحتياط اخترت رئيسا من الأقليات كي لا تختلفوا ،لكنكم تتصارعون دوما بينكم ، ما هو الحل معكم يا أحبائي ؟؟؟
يهرع نحوه عضو الحماية هافال الجميل قائلا :
- سيدى انهم يغتصبون صلاحياتنا ، بل أكثر لقد سرقوا فردة حذائي ،لا أعرف أين طارت بهذه المعارك الضارية !!!
من مكانه يرد عليه عضو الحماية الأخر المسمى بخائف العدالة : يا سيدى انهم يتجاوزون على صلاحياتنا ، لقد قاموا بتفجير كل بالوناتنا التى جلبناها احتفالا بعيد الحب ...

يفرك السيد شهلوب شاربيه الكثيفين وهما يشبهان سمكتان متعفنتان مشويتان معلقتان على قضيب نحاسي مصبوغ بالسواد، يتحرك عمدا نحو شاشات الفضائيات فيبتسم ليظهر بالصورة اللائقة :
-
- حسنا حسنا لا تقلقوا ، سوف اشتري لكل منكم حذاء جديدا وامنحكم درزنا من البالونات ، لتقيموا احتفالاتكم بعيد الحب ، انه الحب يا اخوان دونه لا يمكن ان تستقر دولتنا الرائعة اليوتوبيا العظمى ، علينا أن نحتفل به جميعا فأحبوا بعضكم ، وحفاظا على هذا الحب ودعما ومساندة لكم سوف أحدد صلاحيات كل رئيس منكم ، سأجعلكم جميعا رؤساء حمايتي ، وسوف اقترح على برلماننا الذهبي صلاحياتكم لمناقشتها ونقوم بتثبيتها بقانون داخل قبتنا الذهبية ، المصونة حفظها الله ورعاها
يبتسم امام الشاشة ويشير للمصور اشارة بيديه ليكف عن التصوير ، وماأن أغلق المصور كاميرته وتحرك ليغادر حتى صرخ باعلى صوته على رجال حمايته :

- أيها الغوغاء الرعاء المشاغبون البعثييون تبا لك ، سوف تعيدوننا الى المربع الأول ، سوف أفضحكم .انكم تتامرون ضد النظام والحرية !!

زوجة السيد شهلوب الفتاح كردية الهوية ،جميلة الروح ، تضع دائما سعفة صغيرة على رأسها علامة على ولاءها لوطن كثير السعف ، تصغي بانتباه تام وحذر لكل ذاك الضجيج ، وتفكر عميقا بنفس الوقت لحل هذا المأزق بين رجال الحماية ، أي تلك المعضلة المسماة بصلاحيات رئيس الحماية ، لمعت بذهنها فكرة جهنمية ارادت مشاركتها مع زوجها السيد شهلوب :

- يا شهلوب الحل الوحيد لهذه الخلافات المستمرة بين رجال حماياتنا أن نمنح الصلاحيات الكاملة 3 ايام للرئيس العربي ومثلها للرئيس الكردى ، ونعطى من هو من الاقليات يوما واحدا من الاسبوع كل الصلاحيات وبالتداول ..كما اقترح عليك باستحداث منصب رئيس المصالحات الفكرية للصلاحيات لمن يعترض على التوزيع ، يجب ان نلجأ لاستحداث المناصب ارضاء لهم ليكفوا عن الخلاف ، واحتياطا لغدر الزمن يا عزيزي ...


السيد شهلوب طويل القامة ،كعمود كهربائي بلا أنوار ليلية دائما مطفأ ، عريض المنكبين، بحجم اناء الطبخ الكبير الفارغ ، لون بشرته أبيض في الصباح ،ينقلب الى السواد ليلا، لذا يحقق دائما اعلى الاصوات بأي انتخابات ،لانه يمثل ألوان الفسيفساء الوطني المتغير حسب الحالة الأمنية المستقرة ، يفرح جدا لفكرة زوجته الذهبية ذات السعفة :
- نعم يا عزيزتى انك رائعة بظرف ثانية حللت لنا هذه المعضلة ..كيف يقولون ان جنس النساء لا يجيدون شيئا في السياسة ؟!، لقد.احسنت صنعا حتى أسافر لحضور مؤتمر أحدث الطرق بتناول طعام الاخرين المنعقد بولاية الواق واق، مرتاح البال والضمير

تفرح زوجته وتبتسم بطريقة السلحفاة البطئية السمينة الخبيثة ، ترفع جاجبيها ، وترسم ابتسامة ذات استرتيجية بعيدة المدى ،:
- حسنا حسنا سافر مطمئن البال على عشيرتك من الحمايات

سافر السيد شهلوب باليوم التالي ،وبقيت زوجته تصول وتجول بفناء ذاك الدار العظيم عظمة جدار الصين،واينما تحركت رقصت تلك السعفة بغبطة على رأسها مالت يمينا ويسارا وفي كل الاتجاهات ،دلالة على قوة الوحدة والتماسك الوطني في دارها ، وفجأة قررت أن تبدأ التنفيذ بخطتها فنادت بأعلي صوتها على رئيس الحماية الكردي قائلة :
- يا سيد ..هافال ابلغ كل الحماية العرب بفصلهم عن العمل ، لن يعمل بعد اليوم عربي هنا ، وعليك جلب حماية اخرى كردية لتكمل طاقم الحماية .!!

- نعم يا سيدتي ان قرارك هذا اثلج صدرى، انهم يضايقوننا بكثرة أحذيتهم ....لكننا نخاف عودة السيد شهلوب

- لا عليك سوف اسقيه من شراب ضيق الافق الذي يصيبه بفقدان الاستراتيجيات البعيدة المدى ،فلا يتذكرالتفاصيل الصغيرة

ما أن أبلغ رئيس الحماية الكردى الافراد العرب بفصلهم عن الخدمة حتى خرج هؤلاء العرب يتصايحون، وساروا بموكب منظم يبكون ويندبون سوء حظهم وقدرهم ارتدوا السواد.، ورفعوا هذه المرة بالونات سوداء علامة الحداد لحالهم ومأسوف شبابهم ،قطعوا الشوارع وتعطل المرور ، وباتوا ليلتهم تلك جائعين متعبين في ساحة التحرير ، حتى أشفق عليهم محافظ المدينة السيد عنترة العبسي وقام بتوزيع حبوب البندول المهدئة لانهم اصيبوا بالصداع في معدتهم !! ..

عاد السيد شهلوب من سفره، ويبدو أن شراب ضيق الافق لم يفلح معه وبقيت عيناه وذاكرته تعملان بنشاط نادر، لان في داره مولدات ضخمة حيث يعمل عقله دائما على شحنات الكهرباء فلا يعاني عقله من ضعف التجميع أو الاستيعاب ، لذا اكتشف المؤامرة الخبيثة التى قامت بها زوجته بكل سهولة ، فحدث نفسه :
-
- انها أمرأة معتوهه لا تعرف أن توازن الامور ، الحمد لله لم نضع بالوزارة نساء والا لأحترقت دولتنا العظمى .....لذا قرر ان لا يمنح الامر أي أهمية ويتعامل مع الأمر مثل الرجال العظماء المفكرين العباقرة ،واختار خطة افلاطون في بناء المدن الفاضلة ، لن يجعلها تشعر بما يخفيه من قرارات ، تعلمها من قراءاته العميقة لفكر ابن رشد ، حتى وهي تعترف له قائلة :

- فصلت تلك الحماية اللعينة لأنهم كانوا لا يقومون بواجبهم ،وكان علي تحويلهم الى لجنة النزاهه للبحث بأمرهم ،لأني شككت بأمانتهم ، وليس هذا فحسب فهم بعثيون لابد من اجتثاثهم، هل تصدق يا شهلوب كانوا بعثثيين لقد تفاجئت حين وصلني الخبر؟

- لا تهتمي يا عزيزتي حسنا فعلت، كلا للبعثيين لكني سأبلغ النزاهة بالامر، فمثلهم يسهل اصطيادهم ، هؤلاء الفقراء ديناصورات الفساد والخراب في البلاد ! بالمناسبة أطمنك فقد أشتريت تلك البناية في موناكو أخيرا !!

اطمئن السيد شهلوب لان زوجته صدقت كلامه فواصل حديثه :
- كما ارجو ان لا تنسي انك مدعوة لعرس الامير وليم في بريطانيا !
- رائع سنسافر لموناكو ونقضى الصيف هناك سأرتاح قليلا من أصوات هذه المولدات انها تجلب لي الأرق ، طبعا لم انس دعوة الملكة اليزابيث ، وسوف اصطحب لهم معي خرفان وبضعة جمال هدية لهما لهذه المناسبة ، لكن الن ترافقني انت ايضا ؟

يبتسم شهلوب بشعور النصر ، فهنا مربط الفرس وينظر لزوجته من أعلى حاجبيه قائلا بحذر شديد :
- لا ، اعتقد لانني غبت طويلا وعلي الاطلاع على أحوال الشعب عن طريق التلفاز، فأنت تعرفين بأن هذه أمانة باعناقنا أقسمنا عليها نحن اعضاء القبة الذهبية المصونة المنتخبين ديمقراطيا...ولا تنسي ان تحدثي الملكة اليزابيث عن بزوغ شمس الحرية بدولتنا فشمسنا هذه سوف تغطى عليهم ....ويضحك السيد شهلوب

سافرت السيدة زوجته ،وفعل السيد شهلوب نفس ما فعلته زوجته، لكن بأسلوب أخر حيث فرض على رجال حمايته أن يقصوا جميعهم شعورهم لدرجة الصفر لانه يفضل ان تكون حمايته صلعاء ومن يخالف يفصله ، وحين فعل بعض الرجال ذلك طالبهم بتطويل شعورهم ، الى الكتفين خلال يوم واحد والا فصلهم ، وهكذا تمت عملية فصل جميع رجال الحماية بعدالة وبسهولة ويسرونجاح ، ثم اتصل باقرباء له لجمع عدد من العرب من أقاربه ليكونوا بحمايته هو، وهكذا تعربت الحماية بالكامل .، حتى قال في داخل نفسه : لقد استرددنا حقوقنا بالكامل الان ...

وفي تلك الليلة امر السيد شهلوب باضاءة داره العظيم كله بمزيد من الطاقة الكهربائية ، وفتح المولدات كافة ، ليعلم القاصى والداني ان في داره كهرباء بسبب عودة الحق لأصحابه ،وبدأ ليلة من السهر احتفالا بالمناسبة السعيدة ، وقام بمنح كل فرد من أفراد حمايته الجدد زوجين من الاحذية مشاركة منه لأفراحهم بالنصر والبطولات ، واستتباب الأمن والاستقرار !!

أثارت كل هذه الاحتفالات غضب رجال الحماية المفصولين ، وقرروا الخروج بمظاهرات عارمة فأغلبهم لهم باع طويل بالممارسة الديمقراطية فالحقوق لا بد وان يكون لها ألسن تطالب بها ، وكانوا يقولون سوف نواصل اللعب بالمباراة حتى لو انتهت بركلات الجزاء !!

بدات المظاهرات للمطالبة باعادة الحماية، وأعدت اللافتات وسارت قوافل من الاخوة الاكراد الذين جاؤا من كردستان دعما لحقوق اهلهم ، وانقلبت ساحة التحرير ساحة للمطالبة بحقوق المغدور بهم ..وحين سمع افراد الحماية العرب بمظاهرات الاكراد ساروا ايضا بمظاهرات مضادة ، مطالبة بتثبت الحق العربي بالعمل بحماية السيد شهلوب الفتاح ،وساندتهم بهذا كل العشائر العربية، والقوى العمالية التى كانت تتظاهر من الساعة 9 صباحا الى 11 ظهرا مع الاكراد، ومن الساعة 11 ظهرا الى 3 بعد الظهر مع العرب تحقيقا لمبدأ المساواة والعدالة الاجتماعية لموازرة كافة القضايا الانسانية لان دولة اليوتوبيا العظمى اول دولة بالتاريخ توقع على معاهدة حقوق الانسان الدولية ، كما أنها أول دولة بالنزاهة حسب دراسات الامم المتحدة!!

شاركت بهذه المظاهرات السيدة الحسناء (ضائعة من أهلها )، ورفعت لافتة تقول فيها انها مطلقة وتريد بيتا لان زوجها لا يدفع لها النفقة !!، كما شارك السيد (ماشى عمره حافي) وطالب بقيمة الدواء لانه مريض وبلا عمل وحتى دون حذاء !! ، وطالب السيد (ذيل الحصان) بحق اختيار تسريحة الشعر دون تدخل رؤساء العمل !!!، وطالبت العجوز (حمدية المنكوبة ) باطلاق سراح ولدها المعتقل بحديقة الورود ، حتى الاطفال كان لهم دورهم فخرجت روضة العصافير المسحوقة بمظاهرة تطالب بحق منح الاجنحة الى الصغار !!

وفيما كانت المظاهرات تتعالى في ساحة التحريرفي كل يوم جمعة انهمر المطر بشدة غرقت المدينة بأكملها بالمياه ، واستغرب المتظاهرين على فعلة السماء ضدهم لانه مطر تموزالعجيب ، وصدفة سار أمام المتظاهرين موكب السيد أمين العاصمة الملقب بمضاد الامطارالزمهشري وهو ذو كرش ضخم كالبالون الذي اعده السيد شهلوب ايام انتخاباته وعلقه بالسماء ، يضع النظارة الجميلة على راسه التى بدت كمكنسة الساحرة الطائرة في الفضاء البنفسجي الشفاف ، قطع المتظاهرون عليه الدرب أوقفوه عنوة ليسمع مطالبهم ، فنزل من سيارته ، محاط برجال كخفافيش الليل بوضح النهار ، يضعون مراوحا هوائية تتحرك على ظهورهم ، يمينا ويسارا ، لتجلب تيارا هوائيا باردا للسيد أمين العاصمة اذا ما وقف هو بأي مكان ، لأنه يعاني من مرض خطيربسبب رقة روحه فهو كلما شعر بارتفاع درجة الحرارة أو تعرق بالصيف فانه يتعرض للموت ، بدأ السيد الامين خطبته العظيمة وهو يخفي رأسه تحت قبعة مطرية ، ويرتدى حذاءا يسمونه بالجزمة المائية :
- ايها المواطننون أبشركم باننى افتتحت معرض الزنابق توا ، لتتمتعوا برائحة الزنبق ،ما دمنا في موسم الامطار فاذا غرقت بيوتكم لا تخافوا من المطر انما عليكم بزيارة هذا المعرض ، وقمت ايضا بافتتاج مدينة للالعاب ووضعت لكم فيها أعلى ( دولاب هواء ) بالشرق الاوسط ....أهنيكم على مظاهراتكم هذه وما عليكم الا تحمل المطر لعشر سنوات أخرى حتى نتوافق سياسيا على النسبة التي نحصل عليها من الشركة التى ستصلح المجاري ...وها قد أحضرت لكم قواربا متينة الصنع لتساعدكم في التنقل لتواصلوا مظاهراتكم الرائعة هذه .!! لتحيا الديمقراطية بدولتنا دولة اليوتوبيا العظمى !! لقد أصبحنا مثلا لكل العالم على مدى التاريخ البشرى ، ووصلني توا خبر اختيارنا للدخول بموسوعة غينتس للأرقام القياسية بالانجازات التاريخية!!

صعد المتظاهرون في القوارب الصغيرة بدؤا بالتجديف ،وعلى شفاههم عبارة ( لا حول لا قوة الا بالله ) ، فغرق منهم من غرق ومات من مات ولكنهم لم يتراجعوا ، بل صعدوا من سقف المطالب بمطالبتهم تثبيت حقوق حمايات اعضاء القبة الذهبية بالدستور وتقسيم توزيع الصلاحيات بينهم بناء على قانون دولة لم تخلق بعد !!

استمرت المظاهرات لأيام وضج الاعلام بالاخبار بهذا الحدث الجبار، وجاءت الفضائيات من كافة دول العالم ووكالات الانباء تصور ممارسة شعب دولة اليوتوبيا العظمى للحرية ، بعد سنوات طويلة من الحكم الدكتاتوري ، وصرح المسؤول الامني ( العقيد أخر من يعلم ) بالمدينة تصريحا مهما للغاية ذو ابعاد خطيرة ونظرة ثاقبة بعد دراسة مستفيضة للوضع العام :

- ان هذه المظاهرات بعثية الفكر وطائفية المذهب تطمح لعودتنا الى المربع الاول !!

حاول السيد شهلوب في البداية التهرب من تحمل أي مسؤولية، لان حماياته هي من أشعل فتيل هذه المظاهرات ،لكنه خشى ان يحاسبه أعضاء القبة الذهبية المجدين جدا بأعمالهم، خصوصا وانهم جميعا يرتدون نظارت ممتازة الصنع تساعدهم على رؤية الاحداث البعيدة حتى لو اختفت في ثقب مفتاح الباب ، ن تمادى المتظاهرين وضع السيد شهلوب بزاوية حادة حرجة ،فخشى ان تصبح منفرجة ويفقد منصبه الرفيع وامتيازاته ، فقام بتوصيل التيار الكهربائي الى جمجمته لينير فكره ، وفكر بعمق بالحل،حتى قرر ان يحسم الامر و يخرج للحديث مع المتظاهرين من أعلى البناية الموجودة ، فتحدث وهو يوجه مسدسا نحو المتظاهرين :

- اخواني احبائي أحبكم جميعا ، لا فرق عندي بين عربي وكردى، وبذلنا جهدنا للعدالة والمساواة بينكم ونحن نؤيد حريتكم بالتعبير هذه، لكن احذروا المندسين من البعثيين ورجال القاعدة بينكم ، ومع هذا ابشركم بتحويل قضيتكم الى المحكمة الاتحادية العليا للبت فيها بكل عدالة!! ....
-
علا الضجيج بين المتظاهرين ودب الصخب وبدا الصياح بين موافق ورافض :
- نعم نعم للمحكمة الاتحادية ففيها أصدقاءنا من العرب
- كلا كلا للمحكمة الاتحادية ففيها أكراد سينحازون للاكراد
طالب فريق اخر بتحويل القضية الى الامم المتحدة فهي وحدها ستحل هذه المعضلة بكل نزاهة ودون اي تحيز لابد من التدخل الدولي لتحديد صلاحيات رجال الحماية !! ..
وتلبية لرغبات المتظاهرين قام السيد شهلوب بتحويل القضية الى الامم المتحدة التى اجابت على الفور : عليكم ايها السادة الانتظار حتى نتفرغ من حل قضية تسونامي اليابان ، لدينا نظام وأدوار بتناول الكوارث الدولية وحل القضايا العالقة ..فانتظروا دوركم .

وبعد رد الامم المتحدة بأيام قليلة ، وصل خبر هروب السيد شهلوب الفتاح خارج البلاد الى المتظاهرين من رجال حمايته ،وعلموا انه متهم بقضايا فساد كبرى في دولة اليوتوبيا العظمي فقاموا جميعا بالانتحار واحدا تلو الاخرفي قلب ساحة التحرير، لانهم لم يستلموا رواتبهم منذ ثمان سنوات مضت !!!!...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا