الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يحكم مصر؟

مصطفي النجار

2011 / 5 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


كثيراً ما يتردد سؤال على ذهني "من يحكم مصر؟"، ورغم أنه مكون من ثلاث كلمات فقط إلا أن الإجابة عليه ربما تستغرق أيامأ وشهوراً حتي يتم التوصل لأقرب خيط للإجابة، فالمجلس العسكري ضاق ذرعاً من الاحتجاجات الفئوية والعامة، وكثيرا ما ردد مقولة "نفاذ صبرنا"، وتساءل من حولي من أفراد أسرتي وزملائي في العمل عن معني هذا النفاذ، فالجميع اعتاد على نفاذ رصيد المكالمات في أقل من يوم أو ربما ساعة أو ساعتين على الأكثر لكن متي ينفذ صبر الحاكم العسكري الانتقالي؟.

من يحكم مصر سوف يستطيع أن يصل لآراء وسط حول معظم القضايا الجدالية بين فئات الشعب، وهنا أقصد فئات الشعب العاقلة المدركة لأهمية الفترة الراهنة التي تمر بها البلاد، مع غياب واضح وغير مبرر للتواجد الأمني في كافة أرجاء قري ومدن ومحافظات الجمهورية، والذي يبرره البعض بغياب اضطراري لرهبة أفراد الأمن من غضبة الناس، أو تبرير البعض الأخر بأن الشرطة تركت البلد وفر أفرادها إلى منازلهم، يأتي ذلك كله في لحظة طويلة جدا من عمر مصر قد تؤدي بنا إلى الصعود لسابع سماء أو الركود والاستكانة على سطح سابع أرض، ومع تقلب الليل والنهار نري حوادث جديدة واحتجاجات جديدة وتحذيرات جديدة واشتباكات سياسية جديدة، والنهاية لا تكون حميدة وسعيدة ومفرحة مثلما كنا نراها في أفلام الأبيض والأسود بل أصبحت قاتمة أوقاتاً ومحيرة أوقاتاً أخري كأفلام المخرج الراحل يوسف شاهين.

على تعدد الائتلافات والاتحادات والأحزاب والمسئولين الحكوميين والشعبيين، لم يقدر أحد على الجزم بإجابة قاطعة حول من يحكم مصر، فالجميع في حالة حيرة دائمة ولا يستطيع طرف أن يقول أنه يحكم مصر ليس تواضعاً منه بل لأنه هو الأخر لا يعرف من يحكم، ومن سيرد علي ويقول أن المجلس الأعلي للقوات المسلحة هو الوحيد الذي يحكم مصر فسوف يكون خاطئ، فالمجلس قرر منذ اللحظة الأولي أن يكون حيادياً ونحن لا نعرف في تاريخنا الطويل جدا معني الحياد بل تكاد كل دول العالم مثلنا لا تعرف. فقد عرفنا في الإعلام مثلاً أن الحياد هو أن تعلن إنحيازك بوضوح، وهو ما أعتقد أن المجلس فعله، فقد أعلن إنحيازه للشعب، وهنا يأتي السؤال الأهم والأبرز من هو هذا الشعب؟
الشعب المصري مر عليه حكام كثيرون منهم من سرقه ومنهم من ناضل به ومنهم من غيبه والقليل منهم نصره، لكنهم جميعاً لم يبنوا عقل مواطن قادر على إدارة شئونه، ودليلي أنه في الـ30 سنة الماضية وأثناء حكم نظام الرئيس السابق مبارك لمصر، كان قياداته أنفسهم وأتباعه يشكون من سوء الإدارة العامة لكل قطاعات البلاد، والحل للإجابة على سؤالي حول من يحكم مصر في الفترة الراهنة هو الإستعانة بشخص يعرف الإدارة لكن يجب ألا يخضع لتضارب الآراء بين مؤيد ومعارض مثلما يحدث على الساحة السياسة والاقتصادية ويؤسفني القول بأن أغلب الآراء التي أصبحت أسمعها سواء في جلسات الحوار الوطني أو النقاشات التليفزيونية المملة يغيب عنها "العقل" وسلب منها "الفعل"، فنريد أن نكون فاعلين وليس مفعول بنا لنقدر على إدارة شئون مصرنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن تعتزم فرض عقوبات على النظام المصرفي الصيني بدعوى دعمه


.. توقيف مسؤول في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس- لحساب الصين




.. حادثة «كالسو» الغامضة.. الانفجار في معسكر الحشد الشعبي نجم ع


.. الأوروبيون يستفزون بوتين.. فكيف سيرد وأين قد يدور النزال الق




.. الجيش الإسرائيلي ينشر تسجيلا يوثق عملية استهداف سيارة جنوب ل