الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة السورية أعظم الثورات العربية

محمد الحاج صالح

2011 / 5 / 31
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


الثورة السورية، أعظم الثورات العربية
هي الأعظم فعلاً. ليس فقط لأنها تقارع نظاماً دموياً لا يقارن إلا برديفه نظام القذافي، وإنما لأسباب عدة أخرى.
منها أنها تعمل ضد نظام تقوّى طويلاً بفيتامين القومية وقضية فلسطين. إذ مع الانهيارات المتوالية في المنطقة منذ 1967 تشبث النظام السوري بكنز فلسطين في الخطاب، حتى يمكن القول إنه وبعض الأصوليين الإسلاميين فقط مَنْ ظلوا دائبين على استثمار الحيازة الفلسطينية. لا يمكن الانكار أنّ عَقْد الاغتصاب هذا "لحيازة" فلسطين، كان وربما لا يزال من أنجح الاستثمارات السياسية في المنطقة. اسثمار لم يوازه أو يسبقْهُ أي استثمار يتعلق بالحريات أو تحسين مستوى المعيشة أوالتعليم أوبناء قضاء عادل ومستقل أو... أو.
لم يقتل الإسرائيليون فلسطينيين أكثر بكثير مما قتل النظام وحلفاؤه. فمن تل الزعتر إلى حرب المخيمات بين أمل والفلسطينيين، إلى حرب طرابلس، إلى معارك فلسطينية فلسطينية حرض عليها النظام ودعم أحد أطرافها عبر أبو نضال والقيادة العامة وفتح الانتفاضة، إلى تحريض حماس ضد فتح...
لم تنطل ديماغوجية النظام على الغالبية في الشعب السوري، إذ لطالما تبدتْ مظاهر التكذيب واضحة في مناسبات شعبية عدة. منها التدخل في لبنان، ومنها المشاركة في الحرب على العراق 1991 ثم دعم منظمات أصولية يفترض أنه ضدها في كل من العراق ولبنان، ومنها تحالفه المشبوه مع إيران. كان الشعب السوري يعي ويعرف أن ما يهم النظام هو البقاء في السلطة وليش شيء آخر، وكل الأمور الأخرى بما فيها "الحيازة الفلسطينية" والخطاب القومي ما هي إلا عدّة شغل.
لكن النظام السوري ومع الأسف استطاع بألاعيبه أن يكسب فئتين إحداهما خارجية والثانية داخلية. الفئة الخارجية تتنوع بين قوميين وإسلاميين مرضى بالعداء للغرب، لا يميزون بين غرب السياسة وغرب التكنوجيا والحريات والديمقراطية. أولاء كانوا وربما لا يزال البعض منهم ضيوفاً على فنادق "الخمس نجوم" السورية على حساب عذابات الشعب السوري، والأنكى أنهم لا يتورعون من كيل المديح على قدر مرضهم العدائي، وعلى قدر أيامهم في فنادقنا، وعلى قدر طعامنا وأموالنا التي تستقر في بطونهم وجيوبهم. مقدمين بذلك "شرعيةً" لنظام لا شرعي.
تتكون الفئة الداخلية مما هو أشد إثارة للأسف، أعني من السوريين الخائفين، ومن كل الطوائف، من أصولية قادمة لتحكم سورية. وعلى الرغم من أنْ لا حظَّ لأن تحكم الأصولية الإسلامية سورية، فإن الحيلة انطلتْ. وشرعت تكوينات سورية عديدة في التشكيك بكلّ شيء يضع النظامَ موضع المساءلة. مُعززةً بفعلها هذا دور الإعاقة والإحباط. وهي كانت وما تزال رديفاً للنظام تكاد قوتها الاجتماعية تطغى على قوة النظام المعزول. كثيراً ما نرى مثقفين أو وجهاء وازنين لا همّ لهم سوى التشكيك بأي اعتراض أو احتجاج، مستمدين شيئاً من المصداقية من كونهم ليسوا في السلطة السياسية، مُكرسين بذلك بقصد أو دون قصد ديمومة النظام، ومضعفين لأيّ حراك مؤسس.
إن ثورة تكسر هذه القشرة الصلبة المموِّهة، وتكشف عن لبّ النظام كنظام دموي قامع يستثمر القومية وفلسطين كورقتين للتسلط والقمع، لهي ثورة عظيمة.
محمد الحاج صالح





التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي


التعليقات

1 - امسيات التكبير
حكيم علي ( 2011 / 5 / 31 - 06:33 )
تقول ان هناك فئة داخلية خائفة من وصول السلفية. ويكفي ان تسمع امسيات التكبير ايام الاحد والثلاثاء والخميس بحسب وصفة العرعور لتعرف من هو محرك هذه الثورة العظيمة.

2 - إلى حكيم علي
نبيل السوري ( 2011 / 5 / 31 - 15:22 )
وبعد إذن الكاتب
من الذي شجع الانتماءات تحت الوطنية وشجع الإرهاب والتطرف الإسلامي واستعملها لصالحه إلا النظام الغاشم الفاشل بكل شيء ما عدا النهب والسحل والقمع والتدليس وكل الرذائل؟
أكررها للمرة الألف: ما بني من مساجد في عهد المقبور حافظ خلال 30 سنة، كان أكثر بكثير مما تم بناءه منذ الغزو الإسلامي لسوريا وحتى عام 1970!! ناهيك عن صرعة معاهد تحفيظ القرآن التي انتشرت كالفطر وأتت على عقول النشأ (وهذا هو الطلب) . هذه كانت علمانية الأسد، وزاد ابنه من بعده بانحراف إضافي ببناء الحسينيات فزاد في الطنبور نغماً، وكأن التخلف السني ليس كافياً فزينه بتخلف شيعي، يا سلام عالعلمانية

لم يكتف الأسدان بتدمير الاقتصاد والمواطنية، بل عملوا على خلق عاهات في نفوس الجيل الجديد ليهنؤوا وتهنأ حبيبتهم إسرائيل

ومثلك من يعيب على الاحتجاجات كونها تنطلق من المساجد، وهل هناك مكان آخر تركه الأسدين النذلين غير الجوامع ليجتمع فيها الناس؟

ما فعله الأسد يماثل تربية أميركا لإبن لادن حين انقلب عليها
يداه أوكدتا وفوه نفخ
المصيبة أن علينا أن نصلح كل هذا الخراب، الذي لم تكن إسرائيل لتحلم به لنا، ولربما تشفق علينا منه من هوله

3 - ارذال المتأسلمين
ماجدة منصور ( 2012 / 1 / 10 - 13:23 )
لا عجب من خوف الأقليات-أكره هذه التسمية- ولكن النظام الدموي قد لعب على هذا الوتر عقودا طويلة و لا يمكن أن تلفى الفوبيا الاسلامية من عقولهم هكذا ببساطة، وربما الذنب على أرذال المتأسلمين فنحن ما زلنا نرى سلوكهم المشين في مصر من تفجيرات لكنائس و زبالات أخرى . لك احترامي

اخر الافلام

.. المحكمة العليا تنظر في حصانة ترامب الرئاسية في مواجهة التهم


.. مطالب دولية لإسرائيل بتقديم توضيحات بشأن المقابر الجماعية ال



.. تصعيد كبير ونوعي في العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل|

.. الولايات المتحدة تدعو إسرائيل لتقديم معلومات بشأن المقابر ال



.. صحيفة الإندبندنت: تحذيرات من استخدام إسرائيل للرصيف العائم س