الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
حرية .. حرية ....
لؤي عجيب
2011 / 5 / 31حقوق الانسان
عندما تتناهى إلى سمعي كلمات مثل " ... حرية ... حرية ..." تسري بداخلي سعادة انسانية .. تخرج ابتسامة على وجهي .. ويغمرني الشعور بالرضى .. أتخيل نفسي أمشي في أحد شوارع سوريا وفي مدينة لا على التعيين .. فقط إنها سورية ... والناس من حولي يمارسون انسانيتهم من خلال تلك الكلمات الرائعه ... فالأطفال بحرية يلعبون .. ويعبرون عن طفولتهم بعيداً جداً عن تلقين الوالدين لتعاليم الحياة، بل بإسلوب الحرية المنشودة يعلموهم القراءة والكتابة وأبجدية الحوار الإنساني ليقرؤوا جيداً واقعهم ويعززوا شخصياتهم بالأفكار المرنة خارجاً عن طموحات الوالدين وأمالهم المفقودة .. وأولائك المراهقين من ،الجنسين طبعاً، يجربون أفكارهم بخطئها وصوابها دون خوف من عواقب كونهم .." إنسان " بل مدعومين بحضن دافئ يعودون إليه عند ارتكاب الأخطاء وتشجيع عند الصواب ... ولن تكون المراهقة سنين التجريب فقط بل العمر كله ، يعيشه الإنسان بالتجريب والتعلم من حرية التفكير والعيش مع الآخرين.
" تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين " عبارة أسمعها كثيراً من حولي حتى في الصحف والتلفزيون ... ومعناها أن للحرية حدود .. بداية ونهاية .. إن كنت أنت من تحدد بداية حريتك فمن يحدد نهايتها ..؟؟؟؟
هل الأعراف من تحدد نهاية حرية الآخرين أو حتى بدايتها ..؟؟ إن كانت الأعراف ، فلكل مجموعة من البشر أعراف تختلف عنها أعراف الآخرين .. فالأعراف ستفشل برسم حدود الحرية ...
من المسؤول اذاً عن حدود حريتي ... هل هو الدين ..؟؟؟ إن كان الدين ، فسوريا لوحة فنية مليئة بالألوان الدينية ومنها تنبثق المذاهب والعشائر .. حتماً الفشل نصيب تحديد الحريات من خلال الدين ..
إنه الوطن الأم .. إنها سوريا .. هي المسؤولة عن تحديد بدايات ونهايات حريات مواطنيها ومن يمثل المواطنين في هذا الوطن، هي حكومته بكافة وزاراتها وأهمها القضاء الذي بدأ ينتعش بعد التركيز على أهمية دوره في ممارسة الحياة و الحرية ضمن هذا البلد الجميل. فمن هذا المبدأ المتعدد الألوان .. الحرية في سوريا بالتأكيد ستختلف عنها في بلدان العرب والأجانب...
وذلك الذي يهلل كل جمعة بالحرية ويرفع صوته عالياً ... عليه أن يحترم الحرية التي يطالب بها... وأن يعرف ما هي وأن يقف تماما باحترام كامل عند حرية الآخرين لتصبح من حقوقه وحقوق الآخرين .... فالحرية مطلب ووعي واحترام ... فما رأي ذلك المتظاهر المطالب بالحرية .... بحرية مراهقين يتبادلان القبل أمام بيته ...
ما رأيه بحرية امرأة تعيش... بحرية ... في شقة مجاورة لشقته أو في حيِّه مع صديقها...
ما رأيه بحرية المرأة ... بشكل عام ... وهذا برأي الشخصي من أهم المطالب في الوقت الراهن لأنه بتحررها نكسب الكثير من العقول المُغتالة في المطابخ وغرف الغسيل أو غرف النوم ...
فالحرية أن تقابل إعتذار ابنتك .... وليكن فرضاً لثقتها بشخص .. لم يكن أهلاً لهذه الثقة .... بامتعاض أو مسامحة ومن بعده التفكير .. وليس بسكين للإبنتك وعناق لإبنك .... لأنه بفقدها للثقة بعشيق وحبيب و خيبة أملها من أب أو أخ ستسلم جسدها للسكين أو الخطيئة... دون مقاومة ....
الحرية أن تقابل خطأ امرأة .. كما تقابل خطأ رجل .... فكلاهما خطأ ولايزيد أحدهما عن الآخر بشيء....
فإن كانت التظاهرات لتكريس الذكورية في المجتمع من خلال تعاليم لا تمت للدين والإنسانية بصله .. ولتحجيم المرأة والآخر الذي لايوافقك الرأي وحشرهم في زوايا مظلمه ... ولحرية ممارساتك وقمع ممارسات الآخرين من دين وعلم وأدب وفن ... فأنا أراها تظاهرات لأجل الدكتاتورية الذكورية وفرض السيطرة على القلة المستضعفة والمرأة المسلوبة الإنسانية ..
فأنا مع تظاهرات لتفعيل دور القضاء .... لتحديد الحريات في سوريا ومعاقبة الخارجين عن قانون الحرية بانتهاك حريات الآخرين .. ومع وضع دستور تُسطّر به أشد العقوبات لأولائك المدعين الشرف بالذبح للنساء ... ولأولائك المطاردين لهن في الشوارع وأماكن العمل و للذين يقمعوهن ويعذبوهن في البيوت ... والذين يتبجحون بهتك برائة الأطفال ...
فأنا مع الحرية التي يجب أن تحددها الدولة بقوانين واضحة وعقوبات شديدة رادعة آخذين بعين الإعتبار التنوع في هذا البلد ... والتي يجب على الدولة نشرها من خلال مؤسسات تعني بشؤون الحريات .. وتدريسها في المدارس والجامعات .. وتدريب الجميع من النساء والرجال على ممارسة حرياتهم ضمن وطنهم الأم سوريا .....
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مطالب دولية بفتح المعابر البرية لدخول المساعدات إلى قطاع غزة
.. العالم.. بين إهدار الطعام والمجاعة| #الظهيرة
.. الأونروا تحذر من اجتياح رفح
.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. أكثر من مليون شخص في غزة يوا
.. قلق واستياء في غزة مع إعلان الأونروا عدم قدرتها على تشغيل عم