الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من عرقنا........يتمتعون فى جنيف

ايمن عبد العزيز البيلى

2011 / 6 / 1
ملف 1 ايار 2011 - تأثير ثورات العالم العربي على تقوية الحركة العمالية والنقابية


بينما العمال المصريون يكافحون صعوبات الحياة المتزايدة فى ظل الارتفاع المتواتر للأسعار .. بينما لم يزل غالبيتهم يعانون تدنى الأجور والكثيرون منهم يعملون بعقود مؤقتة ويفتقدون الاستقرار والأمان الوظيفى... يسافر إلى جنيف الأسبوع القادم وفدٌ مما يسمى "الاتحاد العام لنقابات مصر" لحضور اجتماعات الجمعية العمومية لمنظمة العمل الدولية- حيث يتكون هذا الوفد من عشرين (20) فرداً من قيادات الاتحاد فضلاً عن حوالى عشرة صحفيين لم تُعلن قائمة نهائية بأسمائهم حتى الآن... رغم أن عدد الأعضاء فى الوفود العمالية- كما هو متعارف عليه لا يزيد على ستة أو سبعة أعضاء.. بل أن الوفد الذى يمثل جانب رجال الأعمال المصريين فى المؤتمر لا يضم سوى أربعة أعضاء فقط!!

وكان وزير القوى العاملة والهجرة قد رفض أن تتحمل الوزارة تكاليف سفر وإقامة أىٍ من وفود العمال أو رجال الأعمال- على خلاف ما جرت عليه العادة فى ظل النظام السابق!!- "عندما كانت الأموال العامة سداح.. مداح"- غير أن ذلك لم يحمل مجلس إدارة الاتحاد العام للنقابات "الذى لم يُغير شيئاً من أساليبه وعاداته" على التراجع عن تشكيل هذا الوفد الجرار وتحمل نفقات سفر وإقامة هذا العدد من قيادات الاتحاد بل والصحفيين المرافقين.. أى أن تكلفة سفر هؤلاء جميعاً سوف يتم تمويلها من أموال العمال .. من حصيلة اشتراكاتهم التى تحصل منهم جبراً – سواء باستقطاعها مباشرة من أجورهم أو بإكراههم على دفعها عند استخراج رخص القيادة وكعوب العمل.

إن العمال المصريين الذين حُرموا من حقهم فى تكوين نقاباتهم بحرية على امتداد السنوات الطويلة الماضية، وأكرهوا على الانضواء تحت سلطات ذلك الاتحاد الذى ظل مفروضاً عليهم بقوة القانون وجبروت الاستبداد يتحدث باسمهم، ويتنكر لحقوقهم، ويحتكر تمثيلهم داخل البلاد وخارجها.. لم يعد ممكناً لهم الآن- بينما المصريون جميعاً يتطلعون إلى الحرية والانعتاق- أن يقبلوا التصرف فى أموالهم على هذا النحو- مثلما كان يحدث من قبل- دون رقيب أو حسيب!!.. من حق عمال مصر مسددى الاشتراكات وأصحاب الأموال أن يسألوا .. لماذا يتم الإنفاق على سفر هؤلاء جميعاً هذه المرة، بل وفى كل المرات السابقة؟.. فلا زلنا نذكر جميعاً أن رئيس الاتحاد حسين مجاور-المحبوس حالياً على ذمة قضية الاعتداء على أبناء الشعب المصرى فى التحرير- كان قد شكل وقاد وفداً جراراً كهذا يتكون من اثنين وثلاثين فرداً للتوجه إلى جنيف عام 2008، وكيف كان أداؤهم نموذجاً للسوء والضعف وموضوعاً للتندر فى هذا العام الذى أدرجت فيه الحكومة المصرية على قائمة الحالات الفردية (القائمة السوداء) لمخالفتها معايير العمل الأساسية بفرض هذه المؤسسة النقابية (الاتحاد العام على العمال المصريين).. حيث كان الإنجاز الوحيد لهذا الوفد هو إنفاق ما يزيد على مليون جنيه.

واليوم يسافر القائم بأعمال رئيس الاتحاد "إسماعيل فهمى" على رأس وفد يضم عشرين (20) من قياداته وقرابة عشر صحفيين تُدفع تكلفة سفرهم جميعها هذه المرة من أموال العمال.. وهى التكلفة التى يمكن حسابها- ببساطة- كما يلى:
التذاكر

3980 سعر التذكرة للفرد × 30 فرداً

119400 جنيه مصرى

119400 جنيه

حجز الفندق

200 يورو للفرد × 14 ليلة× 30 فرد

84000 يورو × 8.48 جنيه

712320 جنيه

بدل الإقامة

200 يورو للفرد× 15 يوم× 30 فرد

90000 يورو × 8.48 جنيه

763200 جنيه

الإجمالى

مليون وخمسمائة أربعة وتسعون ألف وتسعمائة وعشرون جنيهاً مصرياً

1594920جنيه



حوالى مليون وستمائة ألف جنيه.. هل أصبح واضحاً الآن كيف يتم التصرف فى أموال العمال وحصيلة اشتراكاتهم الإجبارية؟.. هل أصبح واضحاً لماذا يتمسك قادة الاتحاد بمناصبهم ومواقعهم؟.. لماذا يتم تزوير الانتخابات النقابية والامتناع عن إعطاء شهادات العضوية لكل عامل يرغب فى ترشيح نفسه من خارج زمرتهم المسيطرة؟

ربما تصيب هذه الأرقام بعضنا بالصدمة، وربما يتعذر على البعض تصديقها.. لهذا.. ننشر أسماء أعضاء وفد "الاتحاد العام لنقابات مصر".. وهم:إسماعيل إبراهيم فهمي، عبد المنعم العزالي، أحمد عاطف حسن، زين العابدين أحمد، صفية السيد أحمد، عزت شوقي سعدان، محمد إبراهيم عبد ربه، حمدي مصيلحي، نصر إبراهيم أبو اليزيد، محمد السيد محمد صيام، حسني سعد، محمد عطية سليمان، حمدي طه، سامح فوزى أحمد مرسال، محمد السيد مرسي، عبد الحميد عبد الجواد، طلال محمد المنسي، السيد أبوالمجد حمزة، محمد هلال الشرقاوي، محمد عبد الحفيظ..

وبعد .. هل هؤلاء يمثلوننا؟.. هل يمكن أن يكونوا صوتاً للعمال المصريين؟.. هل نوافق على تحمل نفقات سفرهم.. لماذا؟ ماذا يفيدنا سفرهم هذا؟.. اسألوا أياً منهم لماذا يسافر؟.. ما هى الاتفاقيات والقضايا التى يذهب لمناقشتها؟ وهل سيتم تطبيقها فى مصر؟.. اسألوهم ما هو العمل اللائق والعدل الاجتماعى .. هذه العناوين التى تتم مناقشتها فى المؤتمر وما هى خطتهم لتحقيقها فى مصر؟

هل يمكن أن نظل على هذا الحال.. هل يمكن أن نبقى أسرى من فرضتهم علينا أجهزة النظام البائد ومؤسساته (أمن الدولة، الحزب الوطنى، والإدارات المتحالفة معهم) .. هل يمكن أن تظل أموالنا تحت تصرفهم؟

لقد فتحت الثورة أمامنا الطريق .. فلنحرر أنفسنا إذن من القيود

طريق الحرية، والكرامة، والعدل الاجتماعى يبدأ بتحرير إرادتنا ومنظماتنا.. يبدأ بإنشاء نقاباتنا المستقلة التى نبنيها بإرادتنا الحرة.. النقابات التى تعبر عنا، وتدافع عن مصالحنا، التى يكون لنا أن نحاسبها ونراقب أعمالها قبل أن نمنحها الحق فى تمثيلنا والتحدث بصوتنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن


.. الشرطة الفرنسية تعتقل شخصا اقتحم قنصلية إيران بباريس




.. جيش الاحتلال يقصف مربعا سكنيا في منطقة الدعوة شمال مخيم النص


.. مسعف يفاجأ باستشهاد طفله برصاص الاحتلال في طولكرم




.. قوات الاحتلال تعتقل شبانا من مخيم نور شمس شرق طولكرم