الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مابعد الهشيم

عبدالكريم الكيلاني
شاعر وروائي

(Abdulkareem Al Gilany)

2004 / 11 / 6
الادب والفن


سرد
أجوب تلك العيون الحائمة في لحظات الرعشة التي تصيبني أحيانا بالعقم الروحي لأجد نفسي أدور في فلك الوقت هائما على وجهي ..
أجراس الحنين تقرع حين تلامس شفاهها مخيلتي .. لتنتفض نفسي معلنة بداية صراع جديد مع الذات المشحونة سلفاً بآلاء الحب وقطوف اللذة المفتعلة التي تشعرني بالدفء والارتياح والرغبة في الولوج لهذا العالم الساحر رغم مرارة الخذلان والانهزامات المتكررة التي صاحبتني طيلة حياتي المليئة بالاهوال والانكسارات حتى أصبح قلبي مرتعاً للخيبة ومستودعا ً للآنين وبقايا فلول المندحرين .. والعجيب في الامر إنني بت قادراً على تحمل الهزيمة في ساحات العشق .. سرعان مااجمع شتاتي بعد كل هزيمة للدخول في مغامرة أخرى غير محمودة العواقب ...
وقفت أمامها حين التقيتها في تلك الامسية الشعرية مشدوهاً هائماً في مفاتن الانثى التي تسكنها , حالماً بمقعد خاص جداً في حافلة أحاسيسها وتفكيرها , غابت عني أشياء كثيرة كانت تنقصني لأتمام الرحلة المرتقبة لمدنها السحرية ولياليها الحمراء التي افتقدتها منذ زمن بعيد , نفضت غبار السنين العالقة بمخيلتي محاولا إماطة اللثام عن أيامي المجنونة الطافحة بالنذور للمضي قدماً نحو مغامرة جديدة قد تكون محفوفة بالمتاهات كسابقاتها .. لكن لا .. فانا اشعر هذه المرة بازدياد ضربات القلب وخفة في الوزن .. ولعثمة في الكلام .. وهذه على مااعتقد مزايا فريدة تبشر بالخير .. وبأيام مقبلة ملتهبة .. وعشرات من القصائد التي سأكتبها ...
استجمعت اشلائي المبعثرة في اللامكان الرابض خلف سدم الخوف من الاتي وأدرت دفة المركب المطرز على جانبيه بنقوش وزخارف أندلسية مليئة بوجوه القيان والغيد الحسان الى جزيرة نائية من جزر عينيها المشبعتين بالسحر الموصلي الذي هز يوما ما مشاعر الملا عثمان ليصبح بعدها مهووسا بأوتار الرعشة والجمال والغنج الآشوري التي تميز فتيات الشرق عن وصيفاتها الغربيات ودون أن اعي لما أفعل إ فترشت الليل متوسداً إزار الخيال لأنطلق اليها دائما .. أستشعر نبضها وألمس شفاهها الرطب التي أظنها عذراء لم يمسسها بشر ولم يمر عليها شيطان الرغبة .. جسدها البض يمتثل لناظري .. يحيل مدائني المثقلة بالهموم والاحزان رياضاً ملأ ى بجيش من الفراشات كما تصفها زميلتي الروائية في إحدى قصصها ..
أنا على يقين بأن هنالك عشرات الوجوه الشاحبة ترمقها يومياً بنظرات شرهة جائعة مليئة بالسادية والشهوة .. وأيد ملطخة بالقبح والسواد تريد تدنيس بياضها وطهرها الطفولي ورقتها المكتسبة من زهرة النرجس وقامة الريحان .. إطلالتها المميزة تبيح للقاتل ارتكاب جريمته بحقها .. ياإلهي .. كيف أبوح لها بما يعتلجني ويجثم على صدري .. أحبك ...!! ما أسهل كتابتها على الورق .. أكتبها يومياً عشرات المرات ولكن حين أريد نطقها أمامها ينعقد لساني وتدب في أوصالي الرعشة وتغزوني جيوش من المخاوف فأهم بابتلاعها قبل أن تخرج ..
ما أشّد وقعها ...!!!!
هل حكم علي بالذوبان في بوتقة الوحدة والاحتراق بهجير الحب دون أن تبادلني تلك الاميرة الآشورية الخارجة من زمن آخر بما يزيح عني أدران الضياع والشرود والجفاف الذي لطالما أحالني هشيما في الرياح.....!!!
هل من المعقول أن لاتشعر بفيض الاهتمام الذي منحته أياها طيلة المدة الفائتة ؟؟ أم تراها تستلذ برؤيتي هائما فيها حتى النخاع لكي تشعر بأنوثتها ومدى وقع جمالها على من يعشقها بجنون ؟؟ أهو حظي الذي أوقعني في شباكها ؟؟
كلا .. ليس هذا وذاك .. أعترف بانه حب من طرف واحد لايقابله شعور متبادل .. ولاأحساس بالآخر الذي يحترق هياما ولوعة .. إذن هل أعود أدراجي وأتوقف عن الشعور بها ؟؟ ولكن .. كيف ؟؟ هل من الممكن أن يعود الزمن للخلف ؟؟ أعتقد بانني سابقى أمتطي صهوة الكلمات وأقتفي اثرها وأحرسها بأدعيتي وأمنياتي البيضاء ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا