الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى أن نعترف

سعدون محسن ضمد

2011 / 6 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


نحن شعب ملوَّث مع الأسف الشديد، دمويون بامتياز، تمييزيون مع سبق الإصرار، حقدنا أعمى وثأرنا متوحش لا يعرف الرحمة، نحن شعب يتفنن بقتل الأطفال واغتصاب النساء، شعب يعرف كيف يُحوِّل الجريمة إلى حفلة استمتاع، نعرف كيف نربط ـ وعن طريق دجل منقطع النظير ـ بين اغتصاب جماعي لعروس ليلة عرسها، وبين الوطنية والتدين والمقاومة.
تثير جريمة موكب الزفاف التي اعترف بها إرهابي ينتمي لتنظيم القاعدة الأيام الماضية، الكثير من الأسئلة المحرجة لنا كمجتمع، فالموضوع لا يتعلق بالقاعدة، بل يتعلق بالناس، يجب علينا أن لا نحوِّل تنظيم القاعدة لستار بائس نخفي ورائه دمامل أمراضنا.. القاعدة لم تنزل علينا من السماء، القاعدة ـ وجميع الميليشات والجيوش والمجاميع التي تورطت بقتل الأبرياء ـ وجدت في بيوتنا ملاذاً لفلولها، وبين أبنائنا أنصاراً لوحوشها، وفي السموم التي تنز بها بعض معتقداتنا وقوداً لجحيمها. ومثل جريمة موكب الزفاف لا يمكن لها أن تحدث في فراغ الكوابيس، بل تحدث بيننا، بين البيوت ووسط الحارات.. بالتأكيد هناك من سمع صراخ العروس وهي تستغيث لحظة اغتصابها وسكت، وهناك من سمع بكاء الأطفال المرعوبين وهم على حافة النهر قبل إلقائهم فيه وطأطأ رأسه خوفاً أو هلعاً أو ربما ابتسم تشفياً!! من يدري فنحن شعب ملوث.
الكثير منّا شاهد جثث المغدورين تسحل أمام داره وسكت، الكثير منّا أطرق رأسه وهو يخشى أن يواجه حقيقة أن ابنه أو أخاه أو ابن عمه مجرم فاحش الجريمة، الكثير منّا يعرف تفاصيل جرائم لا تختلف كثيراً عن جريمة موكب الزفاف وهو يُحجم عن البوح بها.. نحن جميعاً نُحجم عن كشف المقابر الجماعية التي نعرف جيداً أماكنها، ونحن نفعل ذلك لأن تراب هذه المقابر ينام على رفاة مغدورين من طائفة أخرى، وربما أننا نعتقد بأنهم لا يستحقون حتى مراسيم الدفن اللائقة.
جريمة موكب الزفاف تكشف عرينا الأخلاقي، وبالمناسبة فإن هذه الجريمة لا توجِّه أصابع الإتهام لمكوِّن بعينه، هي ليست جريمة سنيَّة بحق الشيعة، بل هي جريمة شعب بحق نفسه، شعب يقف على هامش الأخلاق الإنسانية. صحيح أن هذه الجريمة قد حدثت في حي سُنّي وقام بها متطرفون سُنَّة بحق أبرياء شيعة، لكن أليست هناك جرائم مشابهة قام بها متطرفون شيعة بحق أبرياء سنة داخل أحياء شيعية؟ وبالتالي فجريمة السكوت عن تطرف المتطرفين يتقاسمها المكونان الأبرز في العراق مع سبق الإصرار.
لنعترف بأننا ملوثون لهذه الدرجة، على الأقل إلى أن نمتلك شجاعة الإعتراف ويسعى كل مكون لتطهير نفسه من متطرفيه، تسميتهم، إبعادهم، البراءة من جرائمهم.. ومتى ما سعت أحياء بغداد وضواحيها للكشف عن المقابر الجماعية للمغدورين منذ عام 2003 وإلى الآن وبغض النظر عن انتمائهم سنكون لحضتها قد باشرنا عملية التطهر من أدران جرائمنا البشعة. وسنكون عندها مؤهلين للدخول في حرم الأخلاق الإنسانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سياستي التجهيل والتخويف
غزوان الشباني ( 2011 / 6 / 2 - 21:31 )
هاتان السياستان لا تولدان الامجتمع متخاذل يطأطأ رأسه حين يرى منكراً أو فعلاً قبيحا ً يجري على مثيله الانسان الآخر....أما سياسة التجهيل من قبل النظامين الحالي والبائد فهي مازالت ومستمرة وممنهجة المسها لمس اليد من خلال تصرف بعض الوزارات التعليمية التي باتت مرتعاً للفساد والافساد بل وحتى منهج المعلومات المغلوطة التي يمارسها بعض المتنفذين في كتابة المناهج الدراسية هنا وهناك أما الخطاب الاعلامي التجهيلي فحدث ولا حرج .
أالسياسة الثانية وهي منهج التخويف الذي يأتي تارة على هيئة ابو طبر وأخرى على هيئة عصابة الكف الاسود وأخرى على شكل مدنيين يخطفون الشباب من البيوت وأخرى على شكل شرطة الزيتوني والجيش الشعبي وفدائيو صدام اللعناء ,اخيراًفي عصر الفيس بوك الكذبة المليشياويين ومستخدمي الاسعافات للنيل من الاصوات الحرة وتلفيق التهم الباطلة هي أمر ساهمت وتسهم في ازدواجية الشخص العراقي حتى بينه وبين نفسه .تحياتي.


2 - جريمة عروس التاجي تدعنا نفكر مليا
د. رياض الأسدي ( 2011 / 6 / 3 - 23:57 )
في جدوى عقدنا الاجتماعي في ان نكون شعبا واحدا.. لماذا لا نعرّ أنفسنا بالكامل ونتصارح بالكامل.. هذه الحادثة توجب علينا التفكير مليا بما حدث ولا تستغربوا ثمة حوادث مماثلة في الجانب الآخر.. العيب لا يكمن في انتشار منظمة القاعدة بيننا بل فينا نحن قبل أي شيء آخر


3 - حتملة تواقيع كبرى
موفق مجيد ( 2011 / 6 / 5 - 11:27 )
الزميل العزيز والجميل سعدون مقالك لا يحتاج الى تعليق بل الى وقف صادقة مع النفس. فالنعلن من الان برائتنا من كل مجرم صبغت يداه بدماء العراقيين ولنقوم الان بحملت تواقيع كبرى تضامن مع بعضنا ، يتعهد به كل شخص باحترام القانون والوقوف بوجه من يخالفه، والا التعليقات وحدها لا تكفي


4 - الله ياصبر السماء
احمد حسن ( 2011 / 6 / 8 - 21:55 )
اخي الحبيب سعدون
عندما سمعت بهذه المصيبة الانسانية تاثرت كثيرا ولم اتصور بان بشاعة الانسان في فعله يمكن ان تصل لهذا المستوى من الوحشية من الكم والنوع بهذا العدد من انواع القتل وبتلك الطرق المخترعة هذا انا الانسان البسيط المملوء بالظلم فكيف بمن سكن موطن الاحساس ولبس جلباب الشعور واقصد الاولياء الصالحين والملائكة ومنبع الاحساس وهو الله لقد نظروا الى هذه الجريمة بكافة تفاصليها بعيون مدمية وقلوب متفطرة فالاحداث دارت بين ابناء جنسهم وقد يكونوا هم المسؤلين بمعنى من المعاني عن هذاوألمهم لم يقف عند حد الضحايا فقط بل تجاوز الى المجرمين فان موقفهم اصعب يوم الحساب فهو يحتاج الى تفكير اكثر---ولكن يا اخي سعدون استغربت ايضا من مقالتك واقصد شقشقتك وانت الانسان الهادئ المتزن بان يخرج منك هذا الكلام على الشعب العراقي وما هكذا تورد الابل يا سعدفان هذه الجرائم تحصل يوميا عندجماعة من الشعوب وقد تكون ابشع فلاتشخصن المشكلة فهي دائرة بين قوى الشر وقوى الخير في كل بقاع الارض فعلينا نبذ العنف بكل اشكاله وهو يبدا من اللفظ الى القتل وارجوك ياحبيبي ان تنظر الى التعليقات وما بها من تشاؤم وتحامل على العراقين


5 - وللظالم انصار
احمد حسن ( 2011 / 6 / 9 - 07:01 )
اخي الحبيب سعدون
اود التنبيه على ملاحظة وهي الاترى بان هذا المجرم المسكين !!!!!!!!!! لم يجد من ينوح عليه من الاقطاب السياسية والا فلن ترى حالته هذه بل اصبح من المقاومين الافذاذ والمؤمنين الصالحين لانه طبق فتوى المرجع اللبيب لكن المسكين لم ينتمي الى احد من هذه الفئات
وبالتالي لو كان هو تابع الى الجماعة الفلانية ام التيار الفلاني سوف تراه يتمشى في شوارع بغداد في اليوم التالي تحميه عابءة الصفقات السياسيةعلما ان ما قام به هؤلاء الجماعة الفلانية او التيار الفلاني ابشع من هذا ولن تظهر جرائمه لكني اقول لهم مهما تسترتم او احتميتم بمن يحركونكم يمنة ويسرة داعميكم بالاموال والنفوذ فان للحق يوما لابد ان يظهرومصير المساكين الذين قتلتموهم ومثلتم بهم في الغرف المظلمةلابد ان يلاحقكم عندما تتتهرئ لحمتكم وتنهي عصارتكم عنها لااجد ما اقول لكم سوى ما قال الشاعر احمد مطر
سَوفَ لَن تَبقى لَكُم
فَوقَ شِفاهِ النّاسِ إلاّ جُملَةٌٌ مُنتَحَلَهْ
مِن مَواريثِ قَبيحٍ .. قُبحُكُمْ قَد جَمَّلَهْ :
(هِيَ هذي المَرْجلَهْ ؟) !


6 - الثأر
المحسن ( 2011 / 6 / 11 - 16:48 )
كلما يدور من الحقد والكراهيه فيما بيننا نحن العراقيين فهو ناتج من انتماءنا القبلي البدوي وان كنا نحاول تغطيته بالدين والسياسه فالاصل في هذه الاحداث هي اننا لم نتمكن لحد الان من تحقيق مجتمع مدني مبني على روح المحبه والتسامح والانسان اخو الانسان وقيمته الاساسيه هي المواطنه لاغيرها


7 - انقلاب على البداوة
احمد حسن ( 2011 / 6 / 12 - 20:41 )
الاخ المحسن ولوانني لدي تحفظ من كلمة المحسن لانها تثير حفيظة الشيعة ضد السنة لانه اسم السقط الذي وقع بحادثة الباب المزعومة فاصبح نقل للفظ لدى الشيعة لا يستعمله من يريد ان يخرج الناس من البداوة للمدنية , بالرغم من كل هذا الا ان تعليقك جميل جدا فلقد وضعت اصبعك على الجرح الذي ينزف فنحن بحاجة الى ثورة اصلاحية يتحمل مسؤليتها اصحاب الغيرة على الانسانية ان يكثفو من هذه الكلمات التي تصنع الانسان المتحضرويبتعدوا عن كل مايثير الاخر ويجعله متحاملا من قول او فعل فتكون الكلمة الشفافة والتصرفات الرحمانية الانسانية هي عنواننا وهذا لايمكن ان يتحقق فيما بيننا الا اذا طبقناه على اعدائنا اي تطبيق مبدا (الرحمة المطلقة ) فهو الذي يحررالانسان من عبودية الغضب والحقد والكراهية وغيرها ومن تأويلات النفس وتطبيق هذه الامراض على ما تريد وما تشتهي من الناس بحجج واهية فالحل هو ان تقتلع هذه الامراض من الجذر وعدم السماح لها ان تخرج حتى مع الاعداء ....تحياتي لك وللاخ سعدون الذي الى الان لم يرد على تعليقاتنا عساه خير ان شاء الله


8 - حقانية التعدديه
الاحسان ( 2011 / 7 / 20 - 22:26 )
ان منبع الاختلافات في المجنمع العراقي هو عدم ايمانه بالتعددبه وبعض الاحيان نجد البعض اكثر تحظرا من غيره فنراه يتسامح مع امن لم يتفق معه في الراي وقد يمن عليه بهذاالفضل في حين من الافظل ان نقر ونؤمن ان الحق والحقيقه متعدده وليست واحده مما بجعلنا ان ننظر الى المخالف بحقانيه اكثر من اننا متسامحبن معه والكل يدلو بدلوه والتنافس بشرف ونزاهه0


9 - من نحنوا
فؤاد ( 2011 / 12 / 30 - 05:32 )
السلام على الاخ العزيز محسن ضمد فلنتوقف للحظة تعريف لشعبنا ومع الاسف التعريف مجهول اولسنا مسلمين كما يقولون اولسنا شعب الحظارات كما يدعون والتعريف مجهول من نحنوا ومن نكون نحنوا مجهولون عن التعريف لمافعلناه في حق الانسانيةوان بحثت في كتب القواعد فلن تجد لنا تعريف لانك لن تجد لنا حروف في عالم الانسانية

اخر الافلام

.. في زلة لسان جديدة.. بايدن يطلب من إسرائيل ألا تقتحم حيفا


.. اعتصام أمام البرلمان في المغرب للمطالبة بإسقاط التطبيع مع إس




.. ما طبيعة الرد الإسرائيلي المرتقب على هجوم إيران؟


.. السلطات الإندونيسية تحذر من -تسونامي- بعد انفجار بركان على ج




.. خيمة تتحول لروضة تعليمية وترفيهية للأطفال في رفح بقطاع غزة