الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مئة يوم في انتظار الوازع الأخلاقي
محمد سعيد الصگار
2011 / 6 / 4مواضيع وابحاث سياسية
تعالوا استريحوا قليلا من زحمة الأخذ والرد والوعود الفارغة والمناطحات بين الكتل السياسية التي لم تنتبه إلى الآن يأنها لم تعد ذات قيمة، لا هي ولا برامجها السياسية، ولا وعودها الإصلاحية، لأن الخراب الحاصل في كل مجريات الأمور، لا يوحي بأن هناك نية صادقة في التأمل في حاجة الوطن والمواطنين، وأن السياق الواضح الذي لم يعد خافيا على أحد، لا علاقة له بحماية الوطن أرضا وشعبا وتاريخا وجغرافية وثقافة بقدر ما يحمي توجهات فئة لا تتحرج من العبث بتاربخ الشعب وحاجنه للإصلاح مما خلفته المحاصصة المقيتة التي يشكو منها الجميع، بمن فيهم من يدعي نفاقا بكونه ضدها،
الواضح، بلا التباس وبلا مراوغة، أن خنق الإحتجاجةات على ممارسات النظام والتعبير عن غضبة الجماهير لا يأخذ من اهتمام المسؤولين أية أهمية رغم الإنتهاكات المتواصلة على كل الأصعدة، ورغم الإحباط الذي يشل طاقة الناس على الأداء.
نعالوا نسترح قليلا وننقل همومنا إلى زاوية غير سياسية، ونناقش شأنا آخر لم نناقشه سابقا؛ وهو الجانب الأخلاقي لكل ما يجري، فكل ما جرى ويجري يفصح عن فجوة عميقة، وفراغ رهيب وخطير في هذا الجانب الذي يحتكم إليه في المحنة، ويعول عليه في النظر إلى الأمور وتقديرها.
فأن يأتي وزير فينفي نفيا قاطعا هروب مجموعة من السجناء، ويأتي الناطق باسم وزارته فيؤكد حصول الهروب ويعزوه لضعف الإستحكامات وما أشبه، فهذا ليس شأنا سياسيا وإنما هو إطفاء للحقيقة يفتقر إلى الأخلاق.
وقل مثل ذلك عن الرفض القاطع لقضية ما والعودة عنه بإضفاء شروط جديدة، والقبول يه بعد حين، وهكذا، وكأن أعصاب الناس ومصائرهم لعبة يتنافس عليها اللاعبون دونما وازع من أي نوع، ودون حماية حتى للكرامة الشخصية واحترام لقلق الناس وخوفهم وخسائرهم التي لا تعني شيئا عند اللاعبين، بل نعطل كل حاسة من حواس الكرامة، وتجعلهم يستثمرون غياب الوازع الأخلاقي في تحقيق مكاسب لا تبعث على الثقة والإعتزاز، ولا الحرج من كيل الوعود التي تكال مجانا وبلا خبرة ولا نتيجة، وكأن الناس صم بكم لا يفقهون.
ويبدو أن الإحباط وعدم الثقة بما يتشدق به المسؤولون صار مألوفا، وانطفاء التصديق في ما يقولون وما يتصرفون صار واقعا يحمل على التساؤل عن المستوى الأخلاقي لما يجري إليه ساسة العراق الجدد، وما الذي يدخرون لنا بعد المئة يوم الموعودة؟
إذ يبدو أنه بات من تحصيل الحاصل ضياع المقاييس، وضباب الرؤية، وانتقال الحالة من زاوية السياسة إلى زاوية اللعب السريالي الذي يجرب فيه كل حاذق اللعب كما يشاء، فيشهر كل مواهبه في اللعب على الحبال، واسنغفال الناس دونما أي رادع أخلاقي ومسؤولية إنسانية.
العجيب أن حالتنا العراقية لم تلتفت إلى غياب الأخلاق من ممارسات السياسيين، فلا هم معنيون بها ، ولا الأخلاق مهتمة بهم.
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ
.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد
.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ
.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا
.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد