الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
فراس قتل ابي!
علي الخياط
2011 / 6 / 7الارهاب, الحرب والسلام
نعلم أن السيد رئيس الجمهورية جلال طالباني يحتفظ بسجل حافل من الكفاح في مواجهة الأنظمة الشمولية التي حكمت العراق وكان من بينها أسوأ الأنظمة التي عرفها تاريخ هذا الشعب وهو نظام صدام حسين الدكتاتوري الذي لم يتأخر أبداً في قمع الحريات وكبتها في الزنازين والأقبية المظلمة عدا عن الاجساد والرؤوس التي كانت تفكر وكان نصيبها أن تعلق بحبال المشانق.
يدرك جيداً الرئيس طالباني أن العراق الذي عاش تجربة الظلم والجبروت البعثي لا يمكن له أن يستقيم ما لم يتم الضرب على أيدي المستهينين بالديمقراطية والحرية وكفاح الشعوب ونضالها وجهادها وهو يرأس العراق على مدى سنوات ليست بالقليلة وعاش التجربة المرة لشعب يصارع الإرهاب والقتلة من كل صنف ولون، وهؤلاء هم من قطعوا الرؤوس وحزوا الرقاب وهجروا الأبرياء من دورهم وملأوا الشوارع بالسيارات المفخخة وسرقوا أرواح الشبان العراقيين الذين كانوا يطمحون بالحياة ولا يطمعون بها.
الرئيس طالباني مع إدراكه لكل هذه المعطيات إلا أنه يلتزم بما وقع عليه من ميثاق الإشتراكية الدولية والذي يحظر عقوبة الإعدام ولم يلتفت إلى الآن الى طبيعة الجرائم المرتكبة في العراق والتي ذهب ضحيتها مئات الآلاف من المواطنين على مدى ثمان سنوات مرت من عمر الدولة الناشئة!! واذا كان ملتفتاً فانه يصر على تجاوز هذا الإلتفات ويغادر مساحة العراق ليفكر في مساحة من الترف الفكري الذي تعيشه الاشتراكية الدولية في بلاد أخرى بينما ينتظر القتلة والمجرمون الفرصة للافلات من العقاب بعد أن تيقنوا أن لا أحد في هيئة الرئاسة مستعد للتوقيع على أحكام الإعدام الصادرة بحق هؤلاء، مع تأكيدنا على أن الحكم على موقف السيد نائب رئيس الجمهورية الدكتور خضير الخزاعي بهذا الخصوص ليس محله اللحظة بل قد نحتاج الى الانتظار لبعض الوقت لأننا نعرف انه على قدر كبير من الوعي والادراك بما يدفعه لاتخاذ مواقف مختلفة تصب في مصلحة الشعب العراقي وهو ما يريده المواطنون من هيئة الرئاسة الموقرة والتي تحظى بالاحترام والتقدير من عموم المكونات المجتمعية العراقية.
تقودنا للحديث في هذا الموضوع الجريمة البشعة التي كشف عنها منذ مدة وأظهرتها شاشات التلفاز للإرهابي فراس الجبوري الذي كان يخادع الدولة الناشئة وأجهزتها التنفيذية وحتى التشريعية من خلال عمله الظاهر في مجال حقوق الانسان والدفاع عن الحريات، بينما يمارس في الحقيقة قتل الأبرياء والتنكيل بهم والتمثيل بأجسادهم وقبل ذلك تعذيبهم بينما ينظر وصحابته الى تلك الأجساد وهي تتلوى ألماً وهم يتلذذون!!
فراس الجبوري واحد من آلاف ممن آمتهنوا القتل وسيلة لتدمير البلاد وخرابها وإعادتها الى عهد كان الانسان العراقي فيه ضحية لجلادي السلطة الذين يعاودون ممارسة هواياتهم خارج السلطة ولكن بلبوس جديد وشعار جديد لا يعدو أن يكون صورة ظاهرة لسلوك باطن متوحش وموغل في تماهيه مع بدائية الانسان وصراعه مع حيوانات الغابة والمنافسين من البشر على أبواب الكهوف في العصور والحقب السحيقة.
نحترم ونجل السيد رئيس الجمهورية جلال طالباني ولكننا نطالبه بأن يتخذ موقفاً يتلاءم وطبيعة ما يرتكب من جرائم بحق الأبرياء وان لايبقى القتلة الذين ثبت عليهم الجرم بالدليل متنعمين في سجون ربما تشبه فنادق الدرجة الأولى بما يقدم فيها من خدمات للنزلاء بينما جثث الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ والعرائس مقطعات الأثداء تختلط دماؤها وتنزف في جوف الماء الذي شهد على أبشع الجرائم وأحطها وأخسها.
نطالبه بأن يوقع على الاحكام الصادرة بحق القتلة وأن يساقوا الى مصيرهم فهم ليسوا بأشرف منزلة من ضحاياهم! وأي عاقل يمكنه أن يقول، إن فراس الجبوري أعلى مرتبة عند الله والناس من تلك العروس الشابة التي اغتصبت وقطعت أثداؤها على شاطئ دجلة ونزفت دماً حتى ماتت ؟؟ بينما يبدو وجه فراس الجبوري ممتلئاً غير آبه بما حوله من كلمات ودموع وندوب وتوسلات ورغبات وحقوق.
ان هيئة رئاسة الجمهورية منتظر منها ان تبين موقفهاً الحقيقي من أحكام الاعدام الصادرة بحق المجرمين وان لاتبقيها حبراً على ورق لأن اشباح الضحايا تطوف في الأفق ولن تسامح أحداً تهاون مع القتلة والارهابيين.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. -نأكل مما رفضت الحيوانات أكله-.. شاهد المعاناة التي يعيشها ف
.. القيادة الوسطى تعلن تدمير 4 طائرات مسيرة للحوثيين كانت تستهد
.. ميليشيات إيران في سوريا.. قصة عقد وأكثر | #الظهيرة
.. السلطات الأردنية تؤكد أن التضامن مع غزة عبر مسيرات شعبية لا
.. السلطات الأوكرانية: ثلاث محطات طاقة أوكرانية استُهدفت بقصف ر