الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضحكات الخالة ام محسن ..

امنة محمد باقر

2011 / 6 / 8
كتابات ساخرة


ان كنت اسخر ها هنا ... فأنما اسخر من اقدارنا ... المضحكة المبكية !

ضحكات الخالة ام محسن !

كم يحمل من الاسى قلب تلك المرأة التي تضحك وكأن الاذى لم يقربها يوما ... ولأنني حزينة بالطبع والسليقة .. وازدادت احزاني مؤخرا بفراق والدتي ... حيث ابعدها الدهر اللعين ... ولم اشاهد جمال خيالها ... فلقد وجدت في الخالة ام محسن مؤنسا يرد وحشة فراق امي ... وكنا نضحك كثيرا حين نلتقي في المناسبات الاجتماعية ... انها من اولئك النسوة الجنوبيات التي يقطر لسانها عسلا بكلمات .. بعد امج وبعد عيني ... وتلك الالفاظ المحببة ... التي دأبت والدتي على ترديدها .. فكأنني في لحظة من لحظات الجنان حين انظر الى وجه تلك المرأة او اتحدث اليها ... ولكن الاخبار المفزعة وصلتني اخيرا عن تدهور امورها الصحية ... ثم اصابة ابنتها بمرض خبيث ، فضلا عن مقتل ابنتها الكبرى ، وترمل اثنتين من بناتها ... الخ فأي ضحكة تضحكها تلك المرأة المسكينة ، يحسدونها لربما كأن شيئا لم يكن .. وعلى حد قول العمارتليات ... يشوفونة ترفرف عبينة ، مايدرون بضيم اللي علينة !

صفنت كثيرا امام احزاني ... فأن حزني لا يعدو ان يكون خمس حزن الخالة ، وانا دائما اندب الدهر وقسوته .. والحمد لله على كل حال .. ولكن كيف بأمرأة كهذه لا تعرف ان تخط كلماتها على ورق ، ولا ان تنشر احزانها على النت كما افعل ؟ لله درهن من نساء ... وهكذا هن نساء ايام زمان وليس كاتبات المدونات من نساء ايامنا هذه !
رفعت سماعة الهاتف استفسر عن حالها ... واجابتني بتلك الضحكة ... العجيبة .. وكأن شيئا لم يكن .. ولا انسى نكتتها المعهودة معي : يا حقيرة ، اين انت ... ولم تتخل عن طبعها رغم كل المآسي الجديدة ... التي طرقت باب قلبها .. ولكن الابو – اذية الاخيرة التي ذكرتها لي .... فأحدى صديقاتها من النساء كانت تريد ان تذهب الى " فاتحة " وليس عندها سوى بيت واحد اكملته لها ام محسن ........... ولا تعرف كيف تكمل بيت الشعر ....... فأكملته لها ام محسن ............ حبيايبنة مشن ماكو بعد ظنة .... وصلن باب المغيسل لو تعدنه .... بعد شاي العصر عدمن يشربنه !

وحكت لي تلك الابيات ............ عن كل ما يخفيه قلبها الحزين ... وهي تعد اللحظات لشفاء ابنتها من مرض خبيث اصابها مؤخرا ..... لكنها تسأل الله الشفاء .... وفي ذات الوقت قلبها يعد اللحظات .... فيتمتم بتلك الابيات ... عن " المغيسل " والموت ... وغيرها من امور ... كم حملت منها قلوب امهاتنا الزكية ! ولازلن ... كفص اللؤلؤ ... كأن شيئا لم يكن !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024


.. السجن 18 شهراً على مسؤولة الأسلحة في فيلم -راست-




.. وكالة مكافحة التجسس الصينية تكشف تفاصيل أبرز قضاياها في فيلم


.. فيلم شقو يحافظ على تصدره قائمة الإيراد اليومي ويحصد أمس 4.3




.. فيلم مصرى يشارك فى أسبوع نقاد كان السينمائى الدولى