الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من ادب الطف !

امنة محمد باقر

2011 / 6 / 8
الادب والفن


من ادب الطف !
اقدار المصلحين !
وصال : انني لا اريد ان اجهدك بالتفكير معي ... في اقدارنا العجيبة ! ولكن ... القصيدة التي سمعتها مؤخرا ... اثارت شجوني .. واردت ان استنير بما لديك من حكمة يا افكار ! تحيرني مسألة بلادنا ... وطبيعة الاقدار التي ننالها على تلك الارض ..
افكار: قولي .. لعل الله يسددني ... لقول يرضيه ويريحك ! او ننال الاجر والثواب .. بقبول الامر الواقع !
وصال: كما قلت .. فأننا من جهة نفتخر بانتسابنا لهذه الارض .. مهبط الانبياء .. ومثوى الصالحين ..ومن جهة اخرى ... لم ينل الصالحون فيها خيرا .. وان كان تقديرنا للخير مختلف ... كل يراه ... من زاوية ...

افكار: اجل فلقد نال الحسين الشهادة ، وهذا خير الدنيا والاخرة ... نالها على ارضنا ... وزكت وطابت الارض التي طوته ..
وصال : نعم وطالما حيرتني مأساة الحسين صغيرة ... وفهمت قصده ونيته وعزمه كبيرة.. عندما دهتني الدواهي وشاهدت اعداءا كأعداء الحسين في ايامنا هذه ... كأنهم عادوا من جديد ... فلم اجد قرارا اسلم من قرار الحسين عليه السلام ... ولكن حيرتني مصائر النسوة .. حيرتني وقهرتني ...

افكار : نعم هذه القضية دارت .. حولها الكثير من الشبهات ووقفت لديها عقول ... ولكن ... ارى ان عقلك ارجح من هذا ويجب ان تفهمي القضية ... بمستوى اعلى من غيرك !
وصال: اجل ... لدي مبرر ... بالامكان ... ان اعطيك اجابة ... ولكن بعض الشعراء ... قد تكون الصور التي يعرضونها في قصائدهم ... بعيدة عن المكانة الشامخة للنساء اللواتي خرجن مع الحسين ... فهن ... ذوات حصافة ورأي وعقل .. زادنا الله من عقولهن وصبرهن ... هن ... قدر المسؤولية ... وقدر الوقوف بوجوه الاوباش ...

افكار: انا افهم ما تعنين من كلامك عن الشعر والشعراء ... هؤلاء خدموا القضية بشكل عام ... لكن ... بعض الناس البسطاء .. لا يستطيعون ان يفهموا سير الاحداث ... الا بذكر الامور البسيطة التي تمس ادراكهم ، حيث يأخذون الامور باسبابها وظواهرها السطحية ... وطالما كانت قضية الحسين ... ذات فلسفة اعمق ... حتى من تفكير الفلاسفة انفسهم... لهذا اخذ الامور على علاتها حين يصورها الشعراء ... " بعد غيبة هضم طالت ، رجعت انشد على ابن امي ... شفت طف كربلا بعيني .. وتهيج بالقلب همي .. ذكرت الخيل من غارت ....علية ... وحرقت اخيمي ... يتامى وعيلة مذعورة .. وعليل بيا وضع يمي ... يا خوية من سكن ونك ... وحقك ما سكن وني " ... فسرد الاحداث ... لتصوير واقع الاحداث ليس اكثر ، وتقريبها من اذهان البسطاء ... لكن واقع الحال يقول ، ان المرأة الشامخة التي تبنت قضية الحسين بعد مقتله ، في عهد الاوغاد وقطاع الطرق والطلقاء وابناء الطلقاء ... انما هي اخته العالمة .... بعلوم الباطن التي ورثتها عن اعمق مدارس العلم في دنيانا هذه... لا يفهم مدى القرار الذي اتخذته حتى حملة الشهادات العليا ... بروفسور او غيره .. قد يكون انسان هلوع ... اذا مسه الشر جزوعا ... وانت لست بحاجة كي اذكرك ... بنماذج واجهتك في واقع الحياة ...

وصال : اشكر لك ذلك يا وصال ...وانما اسفي على امر واحد .. ان تطال اقدار قذرة ... كهذه ... نساءنا الشامخات ...وانا الشاعر يصور الامور الظاهرية التي تهز امثالنا .... معشر من اسلم بلسانه " لون يحسين تنشدني ... يخوية وين ودوني ... وعلى مصاب الجرة اعلية ... تجاوب دمعة عيوني ... ! " فهذه ليست زينب ... لكن هول الموقف ... يحكيه لسان حالنا ... يصوره شعراءنا ... جزاهم الله خيرا ... والا لاندثرت القضية ... التي فهمناها صغارا ولازلنا نتحسسها كبارا من خلال هذه الابيات وغيرها ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وداعا صلاح السعدنى.. الفنانون فى صدمه وابنه يتلقى العزاء على


.. انهيار ودموع أحمد السعدني ومنى زكى ووفاء عامر فى جنازة الفنا




.. فوق السلطة 385 – ردّ إيران مسرحية أم بداية حرب؟


.. وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز




.. لحظة تشييع جنازة الفنان صلاح السعدني بحضور نجوم الفن