الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جهوية سياسية ديمقراطية تستمد سلطتها وسيادتها من الشعب

منير الكرودي

2011 / 6 / 8
المجتمع المدني


تحت شعار "من أجل الجهوية الديمقراطية والمساواة بين النساء والرجال"، واستكمالا للمرحلة الأولى للقافلة نفسها التي توجهت يوم 15 ماي 2011 إلى مدينة القصر الكبير، انطلقت من مختلف مدن الشمال (القصر الكبير، العرائش، أصيلة، طنجة، تطوان، مرتيل، المضيق، الشاون، وزان، تازة، الناظور، الدريوش) في اتجاه الحسيمة.
وقد توج استقبال قافلة تحالف الشمال بمقر القيادة العسكرية العامة لمولاي موحند بأجدير (8كلم قبل الوصول إلى مدينة الحسيمة) بتنظيم مهرجان خطابي قام بتسيير فقراته الزميل نبيل بلحاج الذي ألقى كلمة ترحيبية قدم فيها الشكر والتحية للفعاليات المنظمة وكل المشاركين والمشاركات وكذا المدعوين والضيوف الحاضرين الذين ساهموا في إنجاح قافلة تحالف الشمال في مرحلتها الثانية.
بعد ذلك ألقى الأخ محمد المرابطي كلمة مستحضرا فيها رمزية المكان والدور التاريخي الذي لعبه كنقطة انطلاق أول شرارة الثورة الريفية التي قادها مولاي موحند، مشيرا أيضا إلى الدلالات التاريخية التي يتمثلها المكان من كونه عرف ولادة كل من الأب القاضي عبد الكريم الخطابي والإبن محمد بن عبد الكريم الخطابي/مولاي موحند، إضافة إلى ما يمثله مكان القيادة العسكرية العامة من رمزية سياسية كذلك وليس عسكرية وفقط، على حد قوله.
بعد هذه الكلمة قدمت فرقة الريف الأمازيغي، تحت عنوان "الزمان"، عرضا مسرحيا متميزا، تناول موضوع التقسيم الجهوي الأخير بسخرية شديدة، عبر مجموعة من التساؤلات تمحورت حول الجهوية الموسعة، تميزت بإشراك بعض الحاضرين في هذا العرض الساخر الذي تفاعل معه الجميع بعفوية.
بعد هذا العرض الساخر تناولت الكلمة الأخت هنية بوفارشن، أكدت من خلالها على كون أن المشروع الخطابي لم يمت و"تواجدنا اليوم هنا بمقر القيادة العسكرية العامة لمولاي موحند ينهض دليلا على ذلك، وأن كل المشاركين والمشاركات في قافلة تحالف الشمال شقوا طريقهم تلبية لنداء أجدير"، على حد قولها، كما شددت على أن "الريف الكبير نريده جهة واحدة في إطار جهوية سياسية مدسترة ومقننة مع رفضنا للتقطيع المقترح"، منتقدة النظام السياسي المغربي الذي يريدها جهوية مقاومة لكل تغيير حقيقي.
وفي كلمة الأخ محمد علي الطبجي، عن تحالف الشمال، فقد أسهب في شرح المرتكزات الأربع لمذكرة تحال الشمال التي اعتبرها لن تستقيم إلا بإعادة الإعتبار للهوية المغربية وفي مقدمتها الثقافة واللغة الأمازيغيتين، مشيرا إلى ضرورة دسترة اللغة الأمازيغية كلغة رسمية إلى جانب اللغة العربية، مؤكدا على أنه لا مجال لمسخ الهوية المغربية المتعددة في طبيعتها، وأن إعادة الإعتبار تبدأ من هنا، مقر القيادة العسكرية العامة لمولاي موحند، في إشارة إلى ما لحقه من تهميش مقصود، الغاية منه محو آثار لكل ما من شأنه أن يؤرخ للذاكرة، مصنفا إياه ضمن التراث العالمي المشترك، وواصفا المكان "بأرض الميعاد"، موجها رسالة لكل مسؤول وضمير حي لم يمتلك الجرأة الكاملة ليعيد الجميل لهذا المكان الجليل، مشددا على ضرورة إقامة دستور ديمقراطي يؤطر لدولة الجهات ويضمن الحرية والكرامة، مضيفا إلى أن "لا جهوية ديمقراطية بدون جهوية سياسية ببرلمانات وحكومات جهوية تؤمن لأهالي الريف الكبير تسيير شؤونهم بدون أية وصاية من أهل الرباط، وأن المغرب لن يدخل باب الحداثة بدون إعادة بناء الدولة المغربية على أساس الجهات"، على حد قوله.
أما الأخ الأحمدي، أحد المعتقلين في إطار حركة 20 فبراير المفرج عنه مؤخرا، فقد كشف عن أبشع أنواع التعذيب الذي تعرض له، من نفسي وبدني، في حين طالب الأخ عادل البوعزاوي، بإسم عائلات شهداء حركة 20 فبراير بالحسيمة، بضرورة الكشف عن الحقيقة الكاملة لشهداء الحسيمة وحقيقة كل الشهداء بالمغرب، كما ناشد الجميع لكي لا تكون قضية شهداء حركة 20 فبراير قضية منسية، إضافة إلى كلمة السكرتارية الإقليمية للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب والتي أكدت على مطالبها المشروعة في الشغل والكرامة.
انطقت بعد هذا المهرجان الخطابي، قافلة تحالف الشمال في اتجاه الحسيمة في أكبر قافلة يعرفها الريف الكبير، جابت القافلة معضم الشوارع الرئيسية للمدينة تفاعل معها ساكنة المدينة بعفوية بخلاف الجهات الرسمية والمخزنية التي ارتبكت ودخلت في حالة ذهول لما يقع دون أن تدري كيف ستتعامل مع هذه القافلة التي وكما يبدو قد فاجأتها ولم تكن في حسبانها.
في اليوم الموالي 05 يونيو 2011، انطلقت القافلة على الساعة 10 صباحا إلى آيث بوعياش، توجت بندوة فكرية حول موضوع "راهنية الجهوية بالريف" بقاعة محمد بن عبد الكريم الخطابي، من تنظيم الجمعيات المدنية (جمعية بويا، جمعية الإنطلاقة، جمعية الوعي) من تأطير الأخ محمد علي الطبجي، عوّض الباحث سمير المرابطي والذي تخلف لأسباب شخصية، وتسيير الزميل إبراهيم مومي الذي أشار في افتتاحية الندوة، بعد الكلمة الترحيبية بالحاضرين، إلى أن الجهوية الموسعة الأخيرة أثارت ردود فعل مختلفة، وأن هذه الندوة تندرج في إطار حلقة من حلقات الأنشطة التي تنظمها قافلة تحالف الشمال.
أما في محاضرة الأخ محمد علي الطبجي، فقد أكد على أن المنتدى كان سباقا إلى طرح الجهوية الموسعة منذ ما قبل الخطاب الملكي، كما يضيف إلى أن بعد الخطاب "إما أن نكون أو لا نكون.. إما أن تكون جهوية سياسية أو جهوية إدارية تبخس الجهات حقها"، مشددا على أن لا فرق بين الجهوية السياسية والحكم الذاتي إلا في التقدير، معتبرا أن الحكم الذاتي أرقى مرحلة من تطور الجهوية السياسية التي تثير نوعا من تقرير المصير بشكل منقوص، وأن الوصول إلى الحكم الذاتي حتمية تاريخية، وأن مقولة الإنفصال لا تتجاوز حدود الخطاب الإديولوجي، على حد قوله.
وفي معرض تناوله التقطيع الجهوي الأخير والذي عده يدخل في إطار إعادة النظر في ترتيب العلاقة مع المحيط، مشددا على أنه يجب إخراج الجهوية من الفكر الإديولوجي، كما أثار مجموعة من الإشكالات التي تحد دون الوصول إلى جهوية سياسية حقيقية تتيح للجهات تدبير شؤونها بمعزل عن الوصاية المركزية في ظل غياب الإرادة لدى الدولة اليعقوبية، معتبرا أن الخطاب الرسمي يعيق المشروع الذي يشتغل عليه تحالف الشمال، وأن اللجن المعينة من طرف الملك، لجنة محمد عزيمان مثلا، تشتغل وفق التعليمات مما يكرس تبعيتها وعدم استقلاليتها، فلجنة الجهوية الموسعة مثلا، فقد أعطتنا جهوية بخلفية سياسية ومصلحية، مؤكدا على أن الخطاب السياسي يؤمن مصالح طبقة معينة، بالإضافة إلى أن اللجنة لم تحترم المدة المخصصة لها وهذا يبين أن الجهة الرسمية لها سوء تقدير في ملف الجهوية الموسعة، على حد قوله.
وفي إطار ما تزخر به الجهات من موارد طبيعية وبشرية، فقد اعتبر أن الجهات الغنية بالمغرب تقتات من ثروة الريف الذي عده مع هذا التقطيع الأخير ريفا صغيرا بدون تبرير مشبها إياه بما يسمى بالملاحات التي كانت لليهود بالمغرب، فالدار البيضاء مثلا وحدها تحتكر 70 في المئة من الإقتصلد الوطني، بالإضافة إلى أن مداخيل جميع الجهات الأخرى تصب إيراداتها في الرباط، مشيرا إلى أن الإستنزاف الحاصل بالجهات الأخرى أدى إلى نزوح جماعي لأهاليها بعد إفراغها من ثرواتها، كما استحضر أيضا الروابط الإجتماعية بين أهالي الشمال/الريف الكبير (80 في المئة من النشاطات لأهالي الشمال تدور حول محور العرائش والحسيمة)، بالإضافة إلى الروابط التاريخية، فمولاي موحند ربط علاقات متينة مع ما يسمى مجازا باجبالة، وكذلك الروابط الثقافية، فمدينة طنجة مثلا نصف ساكنتها تقريبا ريفيين، مستهجنا السياسة المركزية التي تنهج سياسة الإجهاز على كل ما تبقى من الذاكرة، منطقها في ذلك الربح ومنطق المافيا، مؤكدا على أن الذاكرة لا تدبر بالذاكرة، بل تدبر بالسياسة، مستدلا بمدينة طنجة التي لم يدر يوما شؤونها أهل المدينة، بل كانت دائما تحت رحمة الدخيل الذي لا يمكن أن يستوعب ما تشكله الأمكنة ذات الخصوصية التاريخية وما تمثله في وجدان أهل المنطقة، وهو ما فتح الباب أمام استغلالها بشكل مفرط دونما لأي مراعاة لخصوصياتها التاريخية والثقافية...، مستغلة في ذلك جهل أهل المنطقة بخصوصياتها، بعكس ما هو عليه الحال بالحسيمة، ملمحا لمشروع اسواني/اصفيحة، إذ تم بناء مشروع مشابه بطنجة على حضارة رومانية، على حد قوله.
وفي الأخير استعرض الأخ محمد علي الطبجي الملفات الحقوقية العالقة بالريف الكبير ، مؤكدا على وجوبية تطوير موقف سياسي صريح عوض الموقف الحقوقي مع ضرورة القطع مع البنية الثقافية الموجودة الآن عوض تطويرها، على حد قوله.
ختاما أشار الأخ محمد علي الطبجي إلى أن قافلة تحالف الشمال ما هي إلا خطوة أولى، وستعرف مدن الشمال في المستقبل القريب لقاءات تواصلية وأشكال نضالية أخرى لتقعيد الجهوية السياسية.
وقد تميزت الندوة بحضور المجاهد أحمد المرابط الذي اعتبر في كلمة مقتضبة أن التقسيم الجهوي الأخير محكوما بالهواجس الأمنية.
عند انتهاء الندوة أقفلت القافلة راجعة إلى نقط انطلاقها على أمل أن يلتقي المشاركين والمشاركات في هذه القافلة في شكل نضالي جديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيتو أميركي ضد مشروع قرار منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في


.. بن غفير: عقوبة الإعدام للمخربين هي الحل الأمثل لمشكلة اكتظاظ




.. تاريخ من المطالبات بالاعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية في ا


.. فيتو أمريكي ضد منح العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم الم




.. هاجمه كلب بوليسي.. اعتقال فلسطيني في الضفة الغربية