الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلام كاريكاتيري / كام ايجفص

سلمان عبد

2011 / 6 / 9
كتابات ساخرة


كانت المقاهي البغدادية القديمة ليست لشرب الشاي والحامض وتدخين ( الناركيلة ) فقط ، وانما صارت منتديات ادبية ولقاءات بين المثقفين مثل مقهى ( الشابندر ) و ( الزهاوي ) و (البرازيلية ) ، اما ( كهوة عزاوي ) و( كهوة البيروتي ) و ( كهوة الشط ) فكان البغداديون يقضون سهراتهم فيها ويستمتعون بسماع ( القصخون ) وهو يسرد على مسامعهم مغامرات ( عنتر) و ( ابو زيد الهلالي ) وقصة ( المياسة والمقداد ) اضافة الى استماعهم الى الاغاني والمقامات العراقية من قبل اشهر مطربين ذلك الزمان مثل ( احمد الزيدان ) و ( رشيد القندرجي ) و( خضوري شمة ) و( يوسف بتو ) و ( سيد جميل ) ، وكانت هذه المقاهي تقدم فعاليتها بما يشبه المدرسة للموسيقى والغناء العراقي واصول المقامات وطريقة غنائها كــ ( التحرير والميانة والتسليم ) بعيدا عن كامل الزيدي الذي لم يولد بعد ، حيث يرتادها اشهر المغنين واعلام الموسيقى وعشاق المقام ويتبارون بالاصوات والانغام والضرب على الالات الموسيقية مثل السنطور والجوزة والعود اضافة الى ( الجالغي البغدادي) . وكانت بعض هذه المقامات تتطلب تكرارا لبعض المقاطع او ترديد بعض الكلمات الخاصة والتي عرف كل مقام بها كهوية له ، مثل ( امان امان ) او ( أكي كوزم ) او ( دلم يالدم ) مما يتطلبه اصول وطريقة اداء المقام ، الا ان بعض المغنين كان يتمادى اكثر من اللازم بالتكرار والاعادة لمقطع معين الى درجة الملل والضجر والسأم ويتسلطن على طريقة ( اغني بفلوسي ) ، ويمكن ايراد نموذج مما كان يؤدى مثل هذا النوع :
فقد غنى احـد ( المقامجية ) مقاما معينا واخذ يكرر مقطع ( يا عيني جيف اصبحت ... الخ ) فيغني رافعا عقيرته ( يا عيني جيفص ... يا روحي جيفص ... يا كلبي جيفص...ولك جيفص...روحي جيفص ...جيفص... جيفص... ) من دون ان يكمل المقطع للزيادة في التطريب و ( السلطنة ) كما يظن ! ويكرر هذا المقطع مرات ومرات ويعيد ثم يعيد ولم تكن في نيته ان يضيف عليه او يخرج منه حتى اصاب الحضورالسأم وانتابهم الملل وهو غير عابيء بهم ممعنا بالتكرار الممل الرتيب ، وقد اتخذ البغداديون حكاية هذا المطرب مثلا يضرب ! فكلما تحدث احد من الناس واطال في الحديث واخذ يثرثر ويصدع الرؤوس من دون فائدة يقولون ( كام يجفص ) ، فكم من ( المجفصين ) هذه الايام ممن نراهم على الفضائيات والذين تنطبق عليهم مقولة البغادة ( كام يجفص ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه


.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما




.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة


.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير




.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع