الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علامة استفهام

سعدون محسن ضمد

2011 / 6 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


في مدخل شارع السعدون وخلال عودتي من الاشتراك بثالث تظاهرت ساحة التحرير دعاني أحد الأصدقاء للركوب في باص قال بأن السلطة وفَّرته لنقل الإعلاميين. ترددت لاعتقادي أن الموضوع نكتة، لكن وجود بعض الزملاء في الباص شجعني على الصعود، لكن ما أن جلست على مقعد السيارة حتى توجه إلينا سائقها، العسكري، بلهجة تطفح بالتهكم والسخرية وكثير من الانزعاج والكره والاتهام، وهو يقول: لم تفعل تظاهراتكم شيئاً غير منعنا من التمتع بإجازاتنا الاعتيادية؟ وقبل أن ينهي جملته عبَّر لنا زميل له يقف بباب الباص، بغضب وحنق، عن رغبته الشديدة بقمعنا لو أن السلطة سمحت له بذلك، الإثنان خاطبانا بلغة لا يستخدمها إلا أكثر أبناء الشوارع انحطاطاً وضعة. فعلا ذلك وهما مكلَّفين بالحفاظ على أممنا، كإعلاميين، لا تهديدنا وترويعنا.
السؤال المحرج هو: كيف يمكن الاطمئنان لعملية بناء دولة تحفظ حقوق المواطن الدستورية من خلال استثمار شعب لعبت به عمليات التخريب لهذه الدرجة، أي لدرجة أن المواطن يغضب ويكره النشطاء الذين يخاطرون بحياتهم للدفاع عن حقوقه!!؟ هذا ما سألت نفسي به وأنا أراقب جديَّة تهديدات الجنديين!.
تذكرت هذا الموقف وأنا استمع لنائب رئيس الوزراء المختص بشؤون مجلس الشعب والشورى المصري، ضمن كلمة له في طاولة مستديرة دعا إليها معهد (إيبالمو) الإيطالي وضمَّت شخصيات سياسية عربية وإيطالية مهمة. الكلمة أحزنتني لأنها ذكَّرتني، بثلاث تعهدات كان الجيش المصري قطعها على نفسه أمام المتظاهرين المصريين:
الأول: أنه لن يطلق رصاصة واحدة ضد أي مدني مصري. والثاني: أنه لن يكون بديلاً عن الشرعية الشعبية. والثالث: أنه سيعود لثكناته بعد أن يتم انتخاب البرلمان الجديد نهاية 2011.
أنا بالتأكيد أعرف خصوصية الوضع العراقي، ولا أدعوا إلى قوات مسلحة لا تأتمر بأوامر القيادات العيا، ولا تضرب المسلحين المنتشرين في شوارع بغداد تحت ذريعة عدم توجيه السلاح لصدور الشعب. أبداً. لكنني بالتأكيد اشجب تحول الجندي المسؤول عن أمن المواطن إلى مصدر تهديد لهذا الأمن. وإذا كان تأهيل مراتب القوى المسلحة غير ممكن الآن فيجب أن يكون تأهيل قادة هؤلاء المراتب ممكناً بأسرع وقت؛ لأن السلاح والرعب بيدهم، ولو صار هذا الرعب رهنا بإرادة السياسي فهذا يعني الخراب الحتمي وعودتنا إلى المنافي من جديد!.
هناك الكثير من المواقف المشينة لبعض قادة القوات المسلحة مع متظاهرينا، تجعل شرفهم العسكري على المحك. على الأقل المواقف المتعلقة بقمع التظاهرات السلمية، أذكِّر مثلاً بعملية الاعتقال العشوائية التعسفية المهينة، التي طالت الإعلاميين الأربعة، هادي المهدي وعلي السومري وعلي عبد السادة وحسام السرّاي، إثر اشتراكهم بتظاهرات شباط. فخلف هذه العملية يقف قائد أو أكثر. أذكِّر أيضاً بالضرب الذي تعرض له إعلاميان، يغطيان حدث التظاهر، على يد قائد برتبة (عالية) أدت لأضرار جسدية بالغة لدى أحدهما. و أذكِّر بعملية اعتقال النشطاء الأربعة مؤيد فيصل، علي عبد الخالق، احمد علاء، وجهاد جليل إثر اشتراكهم بالاحتجاجات الأخيرة بساحة التحرير. فهذه العملية هي الأخرى تشير بأصابع الارتياب لقادة يقدمون على اختطاف مدنيين بسيارة إسعاف وبشكل مروع، المواقف كثيرة، ما يجعلني أرفع بوجه قادة القوى المسلحة، علامة استفهام غاضبة ومشككة بحقيقة ولائهم وانتمائهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكر
فؤاده ( 2011 / 6 / 11 - 12:33 )
كثرت هي علامات الاستفهام ولا من مجيب
لكن المهم ان لا نبقى صامتين عليهم عزيزي


2 - أشووا...
موسى فرج ( 2011 / 6 / 11 - 17:26 )
يعني هاي السياره ..الباص ..؟ ما اخذتكم لمطار المثنى ..ويعني هسا انت مو بمطار المثنى ..أشووا .....بعدين انت ما عندك شغل وعمل تروح تصعد باص بيه هذولا ..؟ خوب ادخل على احمد سمينه ومناك لوف ..بالله ما حسبت ايوديكم لسربيل زهاب ؟ لهندرين ..؟؟ استاذ سعدون : انت الله يحبك ويجوز شايل خرزة جمانه وخلصت ..بس ترا مره ثانيه ما يفيدك لا خرز ولا علامات استفهام ..وانا هساع لو مومشغول بخطاب علاوي اليفطر الكلب جان هسا كتبت لك برقية تهنئه بسلامة الوصول ...تحياتي ومبروك السلامه ..


3 - ثمن العيش في العراق
كمال سعد ( 2011 / 6 / 11 - 21:39 )
لاالومك في هذا الزمن السيئ الذي تعمل فيه الكواتم واللواصق....ولكي تحافظ على وظيفتك وحياتك.... لابد من عمل توازن _في مقالاتك_ ولا تستعدي الاخرين والوحوش التي تغتصب حياة من يعاديها...مع احترامي الشديد


4 - جهل القوى الامنية بحقوقها
قاسم خميس حميد ( 2011 / 6 / 13 - 18:09 )
استاذ سعدون انا احيي فيك التواصل المستمر في احتجاجات ساحة التحرير
وبودي ان اشير الى ان غالبية المنتسبين الى القوى الامنية لازالوا بعيدين
كل البعد عن معرفة حقوقهم وواجباتهم الدستورية - وايضا لازالوا يعملون
بعقلية النظام السابق التي تحتم عليهم تنفيذ الواجب اولاوبعدها ليسألوا انفسهم لماذا ؟؟
واذكر في تظاهرة ساحة التحرير يوم 2/25والتي تلتها
كانت القوى الامنية المواجهة لناعلى درجة عالية من الشد العضلي والذهني
بحيث اني سألت احدهم وكانت لي معرفة سابقة به فقلت له نحن لسنا نريد مواجهتكم
ولانريد قلب نظام الحكم بل كل مانريد هو تلبية حقوق الناس وانتم منهم ونحن مع الحكومة اذا كانت تريد القضاء على الارهاب والفساد.
فأجابني بأن قيادتهم اكدت لهم ان التظاهرة لآرهابيين يريدون عودة البعث للسلطة
وهم مستعدون لقتلنا بالاسلحة التي يحملها المتظاهرون
لذا اعتقد ان على منظمات المجتمع المدني والقوى السياسية والاجتماعية الاخرى ان تعمل على التثقيف بأهمية ان تكون للقوى الامنية نقابات خاصة بهم تدافع عنهم في حال طلب منهم القيام بواجبات لايقرها الدستور
ولك خالص تحياتي


5 - اعتذار
سعدون محسن ضمد ( 2011 / 6 / 16 - 12:48 )
اقدم كبير اعتذاري لجميع الاصدقاء (اياد، غزوان، سيد صباح، احمد الخفاف، كاظم عاشر،فؤاده، موسى فرج، كمال سعد، قاسم خميس..) على عدم التعليق على تعليقاتكم بشكل منفرد، هذه الأيام امر بظروف لا احسد عليها.. شكرا لكم على كرم المرور والتعليق ودمتم طيبين

اخر الافلام

.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط


.. جيش الاحتلال يعلن إصابة 4 جنود خلال اشتباكات مع مقاومين في ط




.. بيان للحشد الشعبي العراقي: انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو