الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فكرة المجتمع عن ذاته

عبد العزيز الخاطر

2011 / 6 / 15
المجتمع المدني



لايخرج تطور أى مجتمع عن فكرته عن ذاته. التطور أصلا هو فكره إيجابيه عن الذات وقدرتها وإمكانيتها.كل شىء يستمد وجوده من تصورنا له. أسبا التغيير على مر التاريخ هى فى عدم رضا المجتمع عن ذاته. متى مارضى المجتمع عن ذاته إبتعد عن التغير سواء بالسلب أو بالايجاب. والمجتمع أساسا تصور ذهنى , لايحتاج الفرد للتدليل على ذلك سوى الشعور بأنه ينتمى إلى مجتمع. اليوم فى العالم المتقدم هناك عمليه مستمره ودائمه يُقيم من خلالها المجتمع وجوده ودرجه رضاه عن هذا الوجود ومدى قناعته بذاته. فهى فكره مستمره دائما فى ذهن المجتمع .مؤسسات قياس الرأى العام الكبرى فى العالم الغربى فى ديناميه مستمره لقياس شروط المجتمع ومدى توافرها ومواكبتها للعصر فى جميع المجالات . فالاشخاص هناك مدخلات ضمن هذه الشروط وضمن فكرة المجتمع عن ذاته وليس هم من يُكون أو يفرض تصورا معينا للمجتمع ذاته. وسائل الاعلام الكبرى كذلك مهمتها الاساسيه ليس الترفيه أو نقل الخبر أو تجاوز المجتمع من خلال الدعوى بأن لها وظيفة أخرى. وسائل الاعلام هناك مهمتها الاساسيه تحسين صورة المجتمع عن ذاته من خلال النقدالذاتى المستمر, هل سمعتم عن أناشيد تمجد الرئيس أو المستشار مثلا. كلما أطنبا فى المديح والشعارات وتأليهه الأفراد كلما إبتعدنا عن التوازن النفسى للشعب, وبالتالى عن تكوين صوره إيجابيه للمجتمع عن ذاته. إنماط التعبير عن رضا المجتمع عن ذاته كثيره وكذلك تلك التى عن عدم رضاه عنها أيضا. الخطوره فى حالة توطين فكره المجتمع عن ذاته سلبا كان أم إيجابا. كلاهما خطر على المجتمع, الاساس فى الأمر أنه تقييم مستمر كالخط البيانى للأداء, توطينه إيجابيا سيدخلنا فى التاريخ الماضوى كالذى نعايشه ونتغنى به بأستمرار دون إنجاز حضارى مشهود. كما أن توطينه سلبا سيدفع الى القنوط والتشاؤم واللامبالاه والاهمال ومن ثم الاغتراب عنه. لقد إنكسر الطوق اليوم فى بعض المجتمعات العربيه والدور على الاخرين مما يفتح المجال لإعادة التفكير فى منهجيه جديده حول تكوين المجتمع فكرته عن ذاته. يجب أن لا تصادر وتثبت من أى جهة كانت, يجب أن يُفتح المجال لعمليه سياسيه جديده بدون عوائق يعيد فيها المجتمع إعتباره لذاته. ما قامت به المجتمعات ليس سوى تصحيح لفكرتها عن ذاتها المطموسه طول هذه العهود والازمنه ,فكرة المجتمع عن ذاته محصله لتاريخه الذى يصنعه, شعوبنا اليوم تصنع تاريخا على أمل أن تتمكن من إعادة الشعور بذاتها المهدوره والمصادره, تحت مسميات وعناوين كبرى لم تحقق إلا سرابا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حريق يلتهم خياما للاجئين السوريين في لبنان


.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تجتاح الجامعات الأميركية في أ




.. السعودية تدين استمرار قوات الاحتلال في ارتكاب جرائم الحرب ال


.. ماذا ستجني روندا من صفقة استقبال المهاجرين غير الشرعيين في ب




.. سوري ينشئ منصة عربية لخدمة اللاجئين العرب