الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علي السعدي والعراق النووي

محمد شفيق

2011 / 6 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


صدر مؤخرا عن دار العارف للطباعة والنشر في بيروت كتاب ( العراق والمصباح النووي - جدلية الممكنات المستحيلة ) للكاتب والباحث في علم الاجتماع السياسي العراقي الدكتور علي السعدي . يحتوي الكتاب على الكثير من المقالات والبحوث السياسية وقراءات وتحليلات للمشهد السياسي العراقي واغلب هذه المقالات نشرها الدكتور السعدي في صحيفتي المثقف الالكترونية , والمواطن في زوايته الاسبوعية ( خطوة نحو الحقيقة )


استعراض سريع لفصول الكتاب


يقع الكتاب في 6 فصول وهي الاتية :
الفصل الاول ( القوى الدينو- سياسية ومواقف الدفع نحو الهاوية ) تحدث فيه المؤلف عن القوى السياسية ذات الطابع الديني ومستقبلها في العملية السياسية العراقية
الفصل الثاني ( الاخلاق والسياسة في العراق الجديد ) تناول فيه الكاتب كثرة الكتاب السياسين في العراق والذي وصفهم بوفرة في الاسماء وسوء في الاداء وتناول الثقافة العراقية وماتمر به من ازمات ومشاكل , وهل يمكن للمثقف المساهمة في بلورة الهوية الهوية الوطنية ؟ ومن اهم التساؤلات التي طرحها الكاتب هل بأمكان الثقافة ان تساهم في بلورة الهوية الوطنية وماهي مقومات تلك الهوية ؟ ولماذا يكون المثقف فاعلا في الابداع ومبعدا في القرار . والمثقف والسلطات الثلاث ( المال , الدين , الدولة )
الفصل الثالث ( موت المدن حياة المدينة ) تحدث فيه الكاتب عن القضية الكردية وزيارته الاخيرة لكردستان العراق .
الفصل الرابع ( الدين والدولة : مأزق العلماني واشكاليات الديني ) والمتحول والتراكم في تاريخ العراق , وافرد نهاية الفصل للحديث عن محور الكتاب ( العراق والمصباح النووي - جدلة الممكنات المستحيلة )
الفصل الخامس ( الصوت والانتحار عند العرب ) فقد خصصه الكاتب للحديث عن الثورات العربية وانهيار نظرية القيادة الثورية , والحركات الاسلامية من الدور الى الاداء
الفصل السادس ( حديث الرياح الاربعة ) وهي نسخة منقحة ومزيدة عما نشر في كتابه ( صراع الامة والدولة ) وقد خصصه للحديث عن اعادة صياغة العالم , المصطلح الذي تناوله المخططون الاستراتجيون للسياسة الامريكية بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وقد سبق للبحث ان نشر في صحيفة السفير اللبنانية


هل يمكن للعراق ان يصبح دولة نووية ؟


وكأنه بهذا التساؤل يضع الحجر الاساس لمشروع نووي في العراق . قد يعتقد القارىء ان هذا البحث هو ضرب من الخيال فكيف لبلد مثل العراق ان يقيم مشروع نووي وهو يمر بهذه الصراعات السياسية والاقتصادية , والاقتتال على المناصب وولاء ساسته لدول الجوار الذين عجزوا عن تشكيل حكومة كاملة بعد مرور عام ونصف العام على اجراء ثالث انتخابات برلمانية , ولايزال يعاني من قصور في الفكر السياسي كما يقول الكاتب في مقدمة الكتاب . رغم ذلك كله يرشح السعدي العراق بقوة من بين ( مصر وسورية والسعودية وايران ) ليصبح دولة نووية . فعلى الرغم مما لدى الدول المذكورة من امكانيات مالية وخبرات علمية فأن حصولها على السلاح النووي ستكون قضية بذاتها يعترضها الكثير من العقبات ... يصل السعدي الى نتيجة وهي , ان هناك دولتين يبرزان في الافق يمتلكان من المزايا وان النسبية ما تجعلهما مرشحتان بقوة لاداء دور بهذا الحجم وهما ( تركيا والعراق ) لكن السعدي يستبعد تركيا لوجود جانب مقلق تتمثل في مكوناتها الاثنية والطائفية الكبرى التي مازلت تبحث عن فرصة للتعبير مما يجعل بناءات الداخل التركي غير مستقرة بل قد تكون قابلة لاهتزازات وتصدعات . اما مميزات العراق فهو لايظهر نزوعا امبراطوريا كجارتيه الشرقية والشمالية كما انه ليس موطنا للتشدد الديني او الشعارات القومية , وبما يخص مكوناته فقد استطاعت التعبير عن رأيها بكل الوسائل الممكنة بما في ذلك العنف . ومما يدعو للتفاؤل الدولي ان آليات اتخاذ القرار في العراق تبدو معقدة فلا الدستور ولا الواقع القائم يسمح لاي جهة عراقية بأعلان الحرب على دولة اخرى لانه يتطلب موافقة مجلس النواب وتوافقات سياسية , المحصلة من ذلك ان العراق ( النووي ) قد يكون حلا للمعضلة الايرانية فهو بلد يشعر بقوته وقد اثبتت تجربة انتخابات 2010 ان ارتهانه لاحدى الدول الاقليمية او السير في ركابها ليس دقيقا , وقد يكون بذلك ، الإختيار الأنسب كطرف إقليمي يعتمد دولياً ، ليس لمواجهة إيران بالضرورة ، بل لجعل سلاحها النووي محدود اً في الإستثمار السياسي ، أويتوقف عن جعله عامل ابتزاز وتفوق في المنطقة . السعدي يختتم قوله عن العراق والمصباح النووي قائلا " لايعني ذلك ان العراق سيصبح نووياً ، لكنه إحتمال ينبغي الّا يغيب عن راسمي الإستراتيجيات العراقية ، وان يإخذوا بعين الدقّة ، المغزى من السماح للعراق باستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية ، ألم تخرج حكاية علاء الدين ومصباحه السحري من العراق ؟ فلماذا لاتعود الحكاية بمصباحها ( النووي ) هذه المرّة ، مادام (علاء الدين) يتجّه للنهوض ؟ "

كلمة بحق السعدي

السعدي واحدا من الندرة في علم الاجتماع السياسي العراقي , والبارعين في رسم الاستراتجيات الناجحة , وما بحثه عن العراق النووي او واحدا من مئات البحوث والدراسات والمقالات التي اثرى بها السعدي المكتبات والصحف العراقية والعربية . وكتابه الذي نحن في رحابه الان ( العراق والمصباح النووي ) ذكر فيها حوادث قبل وقوعها وقد صدقت تلك الاستنتاجات . لقد قرأت مقالة للسعدي في صحيفة السفير اللبانية في ايلول 2001 يتنبأ فيه بسقوط نظام صدام حسين بل راح يرسم الستراتجية العراقية بعد صدام , وكان الكثير من المفكرين والكتاب يقللون من شأن هذا الكلام والبعض كان يقول ان الخيال الادبي لعلي السعدي أثر في فكره السياسي .

الاستاذ السعدي تعرض ويتعرض الى الكثير من المضايقات المباشرة والغير مباشرة من قبل قوى واحزاب وشخصيات بسب افكاره وما يطرحه من اراء . وهو يقيم اليوم في لبنان وقد يأس من العراق , واحسست بمرارة ذلك عندما قال لي في اتصال هاتفي مؤخرا بعد سؤالي عن عودته للعراق ( العراق للحرامية وليس لنا ) لقد احزنتني كلماته هذه كثيرا , فلايزال المفكر والعالم والمثقف لايناله في العراق سوى التشرد والظلم والهجرة .

ادعو جميع السياسين في العراق الى قراءة نتاج هذا العالم الفذ وبالاخص كتابه هذا ( العراق والمصباح النووي ) فأنه يحتوي على نفائس ثمينة من المقالات التي تهم واقعنا السياسي العراقي . لكنني هنا اصطدم بعقبة وهي ان العرب لايقرأون وان قرأوا لايفهمون وقبل التي واللتيا , لاحياة لمن تنادي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو العسكرية شمال محافظة بابل ج


.. وسائل إعلام عراقية: انفجار قوي يهزّ قاعدة كالسو في بابل وسط




.. رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بابل: قصف مواقع الحشد كان


.. انفجار ضخم بقاعدة عسكرية تابعة للحشد الشعبي في العراق




.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي