الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف ينظر بعض العراقيين إلى ثورة الشعب السوري ؟!

حسين محيي الدين

2011 / 6 / 22
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


النظام السوري اليوم يمر في أزمة تجاوزت بكثير تلك الأزمة التي مر فيها في ثمانينيات القرن الماضي . والتي ذهب ضحيتها ما يقارب الثلاثة والثلاثين ألف ضحية أو شهيد . السيناريو هو هو . الشعب السوري يريد التغيير , ورأس النظام متمسك بالسلطة . الحاكم يختبئ وراء أخيه شاهرا كل أسلحته بوجه الشعب السوري . إن فشلت الثورة فسوف يضحي رأس النظام بأخيه مدعيا إن الجلاد ليس رأس النظام بل إن أخيه هو من قمع الثورة . كما انه سيكافئ أخيه بمنحه كل ما تمتلكه سوريا من عملات صعبة مع جواز سفر دبلوماسي له ولزبانيته من المجرمين ومن ثم لجوء سياسي في دولة أوربية . نحن عايشنا ذلك الحدث عن قرب يوم كنا نعمل في صفوف المعارضة العراقية وباركته قيادات المعارضة العراقية آنذاك .

حافظ الأسد وبشار الأسد كانا بالتأكيد أكثر دموية من بشار وماهر الأسد . مدن بأكملها أزيلت وبنيت على أنقاضها مدن أخرى . وأعني بذلك مدينة حماة بالذات وحمص , وأسر بكل أفرادها هدت منازلهم فوق رؤوسهم . صديقي حسن رمضان فحلة هو الناجي الوحيد من أسرته التي يتجاوز عددها الثلاثة عشر فردا , وذلك بسبب غيابه عن أرض الوطن مدرسا في المعهد الإسلامي في مدينة سيدي عقبة في ولاية بسكرة الجزائرية . زوجته بقرت بطنها في حربة بندقية النظام وذبح الباقي من أسرته بالسكين . المعارضة العراقية آنذاك اصطفت بكل رموزها إلى جانب النظام الدكتاتوري . بل تجاوزت ذلك الاصطفاف بان قدمت المنافسين من رفاقها إلى آتون حرب النظام على أنهم معادين للنظام السوري ولحافظ الأسد بالذات حيث لاقى رفاق الدرب نفس مصير إخوانهم السوريين من تعذيب وتصفيات . الشواهد كثيرة ولا أريد أن أثير حفيظة أحد . كان الشعب السوري يئن من سطوة النظام الدكتاتوري وشعراء ومثقفي وساسة المعارضة العراقية يطبلون ويتغنون بوطنية حافظ الأسد وتقدميته . ما قاله خيرة شعراء العراق بحافظ الأسد ما لم يقله (( دعبل الخزاعي بأهل بيت النبي )) مع فارق بأن دعبل كان يحمل مشنقته على كتفيه وشعرائنا يتبادلون نخب الانتصار في قصور الروضة في دمشق . من اجل هذا كان الشعب السوري لا يطمئن للعراقيين ويعتبرهم ضيف ثقيل عليه . ولا يتعامل معهم إلا على أنهم عملاء للنظام الحاكم في دمشق . الإخوة الكرد في سوريا لا قو الأمرين من إخوانهم كرد العراق , مع أن أكراد العراق قد حققوا الكثير من الانجازات في سبعينيات القرن الماضي وأن الكرد السوريون كانوا يعيشون0( أسرى في وطنهم )

ألم يكن من واجب الحكومة العراقية الحالية دعم ثورة الشعب السوري حتى تمحي العار الذي لحق بها جراء دعمها لحكومة الدكتاتور حافظ الأسد يوم كانت تنعم في خيرات دمشق على حساب دماء وشقاء الشعب السوري .

أم إنها تترقب فشل ثورة الشعب السوري لا سامح الله لتعود ثانية إلى أحضان العقيد صلاح صغيبي والعميد أبو عمر وعلي دوبا وغيرهم من العتاة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذ حسين محى الدين المحترم
علي عجيل منهل ( 2011 / 6 / 22 - 11:33 )
موقف الحكومة غريب -سكت عن الدعم للثورة السورية رغم ان النظام السورى اخد اهم الانظمة الداعم للارهاب والعنف فى العراق- من اجل محاربة وتدمير التجربة العراقية من اجل الديمقراطية والحرية -- ولكن الامر الاغرب منه- لانجد دعم من الشعب والاحزاب السياسية ساكته لاتتحرك لدعم المتظاهرين فى سوريا تحياتى لك واحترامى


2 - لو عرف السبب بطل العجب
حسين محيي الدين ( 2011 / 6 / 22 - 16:17 )
شكرا للكاتب الصديق علي عجيل منهل على مروره الكريم . تأكد أن أي حزب أو شخصية سياسيه تقف الى جانب الثوار السورين سوف تكشف المخابرات السورية ملفه وتعريه وهم فيما بينهم وبين انفسهم يتمنون الفشل لا سامح الله للثورة السورية


3 - لسببين
علي الشمري ( 2011 / 6 / 22 - 22:53 )
الاخ حسين محي الدين المحترم
أن منظور الحكومة العراقية للثورة السورية منظور طائفي ,واليوم اعترف وزير خارجية سوريا (وليد المعلم)في مؤتمره الصحفي بأن أيران وحزب الله هم من وقفوا الى جانب الحكومة السورية لقمع المتظاهرين,فهل يعقل أن يخالف الصانع أستاده؟الجماعه صناع عند أيران ,أيران تدعم الحكومة السورية بحجة أنها حكومة علوية متعاطفة مع الشيعة,فكيف لا تدعمها الحكومة العراقية؟والثاني هو الخوف من كشف ملفاتهم السرية من جانب المخابرات السورية ,حيث أن قادة اليوم كانوا مجندين للمخابرات السورية أيام المعارضة ويأتمرون بأوامرها,,,,,,,,,,,,سبحان مقلب الاحوال ؟؟؟؟؟؟؟؟
تقبل تحياتي


4 - لعن الله الطائفية والطائفيين
حسين محيي الدين ( 2011 / 6 / 23 - 03:58 )
شكرا عزيزي علي الشمري على مرورك الكريم . كثيرة هي الاسباب التي تدعوا الحكومة العراقية الحالية تقف موقفا متشنجا من ثورة الشعب السوري . لكني الوم شعبنا الذي لم يتعاطف مع هذه الثورة ولم يخرج يوما للشارع لتأيدها . أقترح على اخواننا في الحوار المتمدن على القيام بحملة لنصرة الشعب السوري الشجاع . وهم المبادرون دائما لنصرة الشعوب

اخر الافلام

.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر




.. -يجب عليكم أن تخجلوا من أنفسكم- #حماس تنشر فيديو لرهينة ينتق


.. أنصار الله: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أمريكية




.. ??حديث إسرائيلي عن قرب تنفيذ عملية في رفح