الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المشكلات البيئية الساخنة والمهمات المؤجلة.. الى متى ؟!!( 3)

كاظم المقدادي
(Al-muqdadi Kadhim)

2011 / 6 / 25
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


السرطان أبرز التداعيات الصحية للتلوث في العراق

جرياً على أكاذيب كبار المسؤولين في حكومة المالكي بان العراقيين يعيشون حالياً ثمرة "أنجازات" الحكومة وما حققته من"أستقرار" و"تنمية" و"أزدهار" إقتصادي وإجتماعي وتربوي وعلمي وثقافي!!، جعلت من عراق اليوم أكثر "إستقراراً" و"تطوراً" من بين دول المنطقة "(كذا !!!)، تواصل أبواقهم، توافقاً مع المحتل ورضوخاً لأوامره، التقليل من حجم المشكلات البيئية الساخنة، وأخطرها التلوث الأشعاعي وتداعياته الصحية، التي نجمت عن إستخدام أسلحته الفتاكة، مرددة مزاعم البنتاغون النافية للعلاقة بين أسلحة اليورانيوم التي إستخدمت في حربين مدمرتين ضد العراق وتزايد الأصابات السرطانية والتشوهات الولادية بعد حربي 1991 و 2003.ليس هذا فحسب،وإنما تردد بلا خجل ولا حياء: " عدم حصول زيادة في الأصابات السرطانية" (في وقت لا توجد فيه عائلة تقريباً ، من غير الأسر التي لم تكن في العراق أبان إستخدام أسلحة اليورانيوم، قد نجا أفرادها من السرطان) وأن "الأصابات السرطانية في العراق ما زالت ضمن المستويات العالمية " ( يبدو ان عدد الآلاف من العراقيين الذين أصيبوا وماتوا بالسرطان" قليل" ويريدون ان يموت المزيد !!)، بل وزعم أحدهم بأن معدلات السرطان في العراق "توازي ما في الدول الأوربية " (كذا!!). ونجزم بان هؤلاء، وأغلبهم من مزوري الشهادات، لا يعرفون المستويات العالمية، ولا مستويات السرطان في الدول الأوربية..

قبل ثلاثة أعوام كتبنا عن أبواق مأجورة،قدموا أنفسهم لوكالة أنباء أجنبية بأنهم " أطباء مختصون في الامراض السرطانية، ويعملون في مستشفيات البصرة"،زاعمين بأن التقارير الإعلامية التي تركز على زيادة إنتشار الأمراض السرطانية جنوب العراق" تفتقر للدقة"، لأنه تبين لهم بان " الزيادة في معدلاتها الحالية طبيعية "!!، معلنين: " ثمة إشاعات وأقاويل كثيرة عن إنتشار أمراض سرطانية سببها الأسلحة، ولكن حقيقة لم نجد لها شيئا على أرض الواقع " وان " كل ما نشر في وسائل الأعلام عن زيادة إنتشار الأمراض السرطانية في العراق هو جزء من الحرب الأعلامية ضد العراق" ("شينخوا"، 12/7/2008)..وهكذا،فان " بيت القصيد" هو: "الأسلحة التي أستخدمت ضد العراق لا علاقة لها بإنتشارالأمراض السرطانية " !!!..وجاء هذا في الوقت أقر خبراء ومؤسسات بحثية دولية وجود مخاطر جدية، أكدتها حتى مراكز أبحاث تابعة للجيش الأمريكي نفسه،.. فألسنا محقين بوصفهم بالمأجورين..
يعتقد هؤلاء المسؤولون بأن أكاذيبهم ستمر يغطون على جريمة تسترهم على الكارثة البيئية والصحية، وتقصيرهم المخزي في التخفيف ولو قليلآ من وطأتها على العراقيين، ناهيكم عن معالجتها.. وأغلب الكذابين هم من حثالات النظام البعثي الفاشي،الذين يعشعشون في معظم مرافق الوزارات المعنية وأصبحوا بفضل المالكي من المتنفذين، وهم سماسرة الفساد الأداري والمالي المستمر فيها..

لم ينطلي على غالبية العراقيين تجاهل وتقصير الحكومة العراقية تجاه المشكلات البيئية الساخنة، ومنها إنتشار المخلفات الحربية المشعة في أرجاء العراق وعدم إتخاذ الإجراءات المطلوبة،التي أقرت وزيرة البيئة السابقة نرمين عثمان، في نيسان 2009، بوجود مخاطر كبيرة ستنجم عن اهمال تلك المخلفات، وطالبت بوقفة جادة للاهتمام بالواقع البيئي والصحي وتخليص العراق من مخاطر التلوث الإشعاعي. لكن خطوات اَنية، جدية، وفاعلة، لم تتخذ، وواصلت الحكومة تجاهلها وتسترها على ما تعانية البيئة العراقية من خراب وتلوث باصناف المخلفات والنفايات الخطرة. ولم تقم الحكومة، متذرعة بحجج واهية،سوى بإجراءات بسيطة، مثل عزل 10 % فقط من المناطق الملوثة- وفقاً لتصريح الوزيرة. ولم يتم مسح اكثر من 80 في المائة من العراق حتى الان- بحسب مديرة مركز الوقاية من الاشعاع بشرى علي. وقالت: ركزنا على المواقع التي اصيبت بالتلوث بسبب الحرب. والمشكلة الكبرى التي تواجهنا هي عند سحب الدبابة المدمرة نجد اثار اشعاع جلية. ويتطلب التخلص من التلوث في هذه المواقع وقتا غير قصير". وثمة قلق واسع بشأن مواقع الخردة، التي تكثر في بغداد ومدن اخرى بين العاصمة ومدينة البصرة (The Guardian, UK, 22 January 2010 ).
ومن نتائج هذا الإهمال والتفصير إصابة مئات الآلاف من العراقيين وخصوصآ من سكان المناطق التي توجد فيها تلك المخلفات بأمراض سرطانية فتاكة. وقد مات، خلال السنوات المنصرمة، عشرات الآلاف، وفي مقدمة الضحايا براعم حاضر ومستقبل العراق- أطفاله.ويتواصل تزايد الولادات المشوهة خلقياً وكذلك الاجهاضات المتكررة، والعقم، الذي أصاب حتى من أنجبوا قبل الحرب، وعلل مرضية أخرى غريبة وغير قابلة للعلاج، ستتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل.

تزايد الأصابات السرطانية في عموم العراق

ليس ثمة شك بان المشكلات البيئية الساخنة وتداعياتها الصحية الخطيرة ليست وليدة اليوم وإنما هي إمتداد لعقود منصرمة، وأن النظام البعثي المقبور يتحمل المسؤولية الأولى عنها، لكن السنوات الثماني المنصرمة شهدت تعمق المشكلات المذكورة وتداعياتها أكثر فأكثر بسبب أهمال وتقصير المسؤولين المتنفذين في (العراق الجديد) قدر إهتمامهم بالمحاصصة وتقاسم المغانم على حساب صحة وحياة المواطنين، والذين لم يكتفوا بإهمال المؤشرات الحياتية عموماً، بل ومنعوا نشر الأحصائيات والأرقام الحقيقية المتعلقة بها، لا سيما المتعلقة بالأمراض السرطانية، والتهديد بمعاقبة المخالفين.وهو ذات النهج الذي كان يمارسه النظام السابق.

على أن كل أساليب الترهيب والترغيب المتبعة، وإستمرار حملات التعتيم والتضليل، لم تقلح بحجب الحقائق طويلاً. وها ان الجميع يشهد إستمرار تعمق الكارثة البيئية والصحية،التي يعيشها ملايين العراقيين، وتؤكد التقارير الطبية، مقرونة بمعايشات ومشاهدات الأطباء المختصين وردهات المستشفيات والعيادات الخاصة،ومستشفيات دول الجوار، وسجلات المستشفيات، بما فيها مستشفى الأشعاع والطب الذري، بالأضافة الى الدراسات الطبية، إستمرار تزايد أعداد الأصابات السرطانية والوفيات الناجمة عنها يوماً بعد اَخر في ظل هيمنة مافيا وعصابات الجريمة المنظمة في الصحة، التي إفتعلت شحة أدوية السرطان وأغرقت السوق بالأدوية الفاسدة وتحويل المعدات الطبية للتشخيص وللعلاج التالفة الموجودة في المستشفيات الى "جديدة"، حتى أن وزارة الصحة إتهمت بإستعمال أجهزة محرمة دولياً لعلاج السرطان، فنفت ذلك، لكنها أكدت وجود نقص كبير في عدد هذه الاجهزة المعروفة بـ”المعجلات الخطية”،التي تمتلك منها 5 فقط بينما تحتاج الى نحو 60 جهازاً ("الصباح"، 5/5/2011).

لقد كتبنا ونشرنا خلال السنوات الثماني المنصرمة عشرات المقالات والتقارير العلمية عن إنتشار الأمراض السرطانية، وفضحنا وسائل وأهداف التعتيم والتضليل بشأن حجمها وأسبابها..ولذا سنكتفي هذه المرة بذكر المستجدات في هذا المضمار وما نشر من إحصائيات خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة:

بعد صمت طويل ومريب، إعترفت وزارة الصحة بتصاعد معدلات الاصابة بمرض السرطان في البلاد، حيث قال مدير الصحة العامة في وزارة الصحة الدكتور احسان جعفر ان مجلس الامراض السرطانية في الوزارة يتابع عن كثب الحالات المرضية بكل انواعها ودرجاتها. وأقر جعفر بان الخط البياني لحالات الاصابة بامراض السرطان في البلاد يشير الى زيادة ملحوظة، لكنه اوضح ان هذه الزيادة لا تنحصر في منطقة محددة بذاتها في اشارة الى الانباء التي تحدثت عن ازدياد حالات الاصابة بمرض السرطان في بعض المناطق (بغداد - "الرأي" الكويتية،22/3/2009).
وأعلنت وزارة الصحة في عام 2010، عن زيادة الإصابة بالأمراض السرطانية في البلاد بنسبة 10 بالمئة، وعزت الأسباب إلى الزيادة السكانية في المحافظات، والمواد المسرطنة وخاصة الإشعاعية والمواد الملوثة (وكالات:"طريق الشعب"،31/5/2011).
وإعترفت الوزارة بتقدم سرطان الدم خلال العقدين المنصرمين الى المرتبة الثالثة بين بقية السرطانت، بعد ان كان في المرتبة السابعة.وأرجعت الأسباب الى التلوث والتعرض للإشعاع وضعف المناعة ("الصباح"، 3/2/2011).
ويقول تقرير عالمي بان عدد المصابين بالسرطان في العراق 120 ألفاً، يموت منهم 15 ألف شخص سنوياً ( عامر القيسي،"المدى"،2/6/2011).
الى هذا،أكد تقارير طبي تزايد الأمراض السرطانية، حيث تم خلال 5 سنوات تسجيل 63 ألف و 923 إصابة بالسرطان، منها 32 ألف و 281 لذكور و 31 ألف و 553 لأناث، وشكل الأطفال والنساء النسبة الغالبة- بحسب الدكتور حيدر البنا- أحد أعضاء الفريق الطبي المشكل في وزارة الصحة للكشف عن الآثار الصحية السلبية للمعدات الملوثة ومدى خطورة تواجدها على التربة ("المدى"، 28/8/2010). وقد سجل عام 2009 وحده 15 ألف و342 إصابة سرطانية جديدة مسجلة- بحسب كاظم العبادي- مدير مركز التسجيل السرطاني في وزارة الصحة (" طريق الشعب"،22/2/2011).علماً بانه ثمة عشرات المئات من الأصابات السرطانية غير مسجلة رسمياً لأسباب عديدة لا مجال هنا للخوض فيها..
وتؤكد أحدث المعلومات إرتفاع عدد المصابين بالأمراض السرطانية في العراق إلى 640 ألف مصاب، والعدد يزداد- بحسب الدكتورة لقاء الياسين - رئيسة لجنة الصحة والبيئة في مجلس النواب ("المواطن"، 7/5/2011)..
رغم هذا، فان وزارة الصحة أثبتت، طيلة الأعوام الخمسة الأخيرة، عدم قلقها الجدي لارتفاع لتزايد الأصابات السرطانية في العراق، وعدم إهتمامها الجدي بمرضى السرطان، وهو نتيجة لعدم إهتمام الحكومة ومجلس النواب.
ولعل ما يؤكد إستمرار التجاهل والأهمال والتقصير الفج تجاه الضحايا هو ما كشف النقاب عنه قبل 8 أشهر نائب رئيس لجنة الصحة في مجلس محافظة ذي قار، الذي أعلن عن ارتفاع نسبة الامراض السرطانية في المحافظة وعدم اهتمام وزارة الصحة وسط غياب المؤسسات الصحية وقلة الاطباء.وقال هلال حسين السهلاني "ان الامراض السرطانية انتشرت في عموم المحافظات الجنوبية بما فيها ذي قار التي انتشر فيها السرطان بشكل متزايد"، مبينا بان مجلس المحافظة" خاطب وزارة الصحة مرات عديدة، لكن من دون جدوى، وحتى الآن لا يوجد مركز لعلاج الامراض السرطانية، وعدم توفر الادوية المطلوبة، والواقع الصحي في المحافظة متعب وحرج جدا". واوضح السهلاني بان المحافظة،التي يقطنها مليونا نسمة،لا يوجد فيها مركز لعلاج الأمراض السرطانية،فضلا عن شحة الاطباء الاختصاص الخفر للحالات الطارئة"("أور نيوز"،5/9/2010).
وهذا ما هو سائد في كافة المحافظات العراقية،عدا محافظة بغداد التي فيها مركز واحد يتيم وبائس.

على صعيد المحافظات:
أشار الأستاذ الجامعي بشير مرتضى الى ان سكان المحافظات الجنوبية عاشوا لسنوات بين أكوام الخردة المعدنية وتحت الأنقاض التي خلفتها الحرب، حيث حملت الرياح غبارها وما تحتويه من سموم وتلوثات إلى بيوت العراقيين، يتنفسون من خلالها ويأكلون طعامهم الملوث بها. ويؤكد مرتضى أن وزارة البيئة أشارت إلى وجود أكثر من 200 كيلومتر مربع من الأراضي الجنوبية تكسوها مخلفات الحروب، والبعض منها ملوث باليورانيوم .لافتاً إلى أنه من غير الممكن، معرفة كمية اليورانيوم والفوسفور الابيض المستخدم من قبل القوات الأمريكية خلال عملياته القتالية.
وأكد الدكتور مهدي عبد الله السراج المسؤول في مستشفى الإشعاع الذري في بغداد ان دراسات عدة أجريت وأثبتت حدوث زيادة بنسبة كبيرة جدا في أمراض السرطان وخصوصا لدى الأطفال والنساء لاسيما في المناطق الجنوبية، ومنها الناصرية والبصرة، وأيضا في كردستان العراق،وقد تعرضت مناطق كثيرة في العراق إلى تلوث إشعاعي، والكثير مصابون بالسرطان ("المستقبل العراقي"،2/5/2011).

وحملت محافظة البصرة القوات الأمريكية مسؤولية إنتشار الأمراض الخطيرة في المحافظة والناجمة عن الأشعاعات النووية الناتجة عن مخلفاتها الحربية (وكالات: " طريق الشعب"، 5/4/2011). وإشتكت المحافظة من عدم الأهتمام الجدي بمرضى السرطان من قبل وزارة الصحة.
وكانت دراسة طبية أجراها فريق بحثي بصراوي في عام 2009 وجدت ان الأصابات السرطانية في المحافظة قد إرتفعت الى 148.6 حالة لكل 100 ألف نسمة.

في ميسان أكد رئيس لجنة الصحة والبيئة في مجلس المحافظة وجود تزايد خطير في الأصابات السرطانية، وان أغلب أسبابها هي الأسلحة والمواد المشعة ("صوت العراق"، 7/2/2011).
وكانت مصادر في صحة ميسان قد أكدت ازدياد حالات الإصابة بالأمراض، ومنها السرطان ، خصوصا لدى النساء، حيث تم تسجيل حالات عديدة من الإصابة بمرض سرطان الثدي(" شبكة النبأ" ،10/9/2009).

في ذي قار أكدت بيانات مديرية الصحة بان السرطان قتل 1458 شخصاً، وثمة 2245 إصابة حصلت خلال الفترة 2005- 2010، وهذه الأعداد قابلة للزيادة لأن الكثير من المرضى راجعوا بغداد والمحافظات الأخرى للمعالجة ("المواطن"، 1/3/2011).وثمة المئات من المصابين غير مسجلين.
وكان نائب رئيس لجنة الصحة في المحافظة قد كشف عن إرتفاع نسبة الأمراض السرطانية وعدم إهتمام وزارة الصحة وسط غياب المؤسسات الصحية وقلة الأطباء("أور نيوز"،5/9/2010).
ومؤخراً أعلنت شرطة محافظة ذي قار إنها اضطرت إلى إخلاء احد مقرات الأفواج لديها ، بعد ارتفاع نسب الإصابة بين منتسبيه بالأمراض التنفسية والسرطانية.وأكد مصدر مسؤول في الشرطة بإن أوامر صدرت تقضي بإخلاء مقر الفوج الأول الذي يضم أكثر من 750 عنصرا امنيا ، على أن يستخدموا المخيمات كمقر بديل .وأضاف ، إن مقر الفوج يقع على مسافة 10 كم إلى الجنوب من مدينة الناصرية ، وتم افتتاحه قبل عام من الآن إلا انه ظهرت فيه مؤخرا عدة إصابات بالأمراض السرطانية .مرجحا ، إن هذه الأمراض جاءت نتيجة قرب المركز من منطقة الطمر الصحي ، والتي غالبا ما تشهد مخالفات بيئية وصحية .
ويعتقد أحد المواطنين بأن المصابين دخلوا منطقة الخميسية جنوب الناصرية للبحث عن الاسلحة والاعتدة علما ان هذه المنطقة محرمة بسبب قصف قوات التحالف ابان النظام البائد بالاسلحة المنضبة لكن المسؤولين من الشرطة اخذوا يبحثون عن تلك الاسلحة لكي يسجل لهم نشاط ، وقد كتب محذراً من خطورة ذلك لكنه لم يجد إذناً صاغية.وتساءل مواطن اَخر:كيف يتم انشاء مقر فوج بالقرب من منضومة الصرف الصحي وماهو دور وزارة البيئة في هذا الامر هل كان لديها علم بذلك..مطالباً بطرح هذه التساؤلات على المسؤولين في وزارة البيئة ومديرية مجاري ذي قار("شبكة اخبار الناصرية"، 3/5/2011).

في الديوانية دعا أطباء أخصائيون في اَيار الماضي الى دراسة أسباب زيادة الإصابة بالأمراض السرطانية بأعمار مبكرة خلال السنوات العشر الأخيرة في البلاد، وشددوا على أهمية التوعية بالكشف الطبي المبكر وبزيادة عدد العيادات الخاصة بتشخيص المرض في الأقضية والمناطق البعيدة عن مراكز المحافظات.
من جهتها، طالبت محافظة الديوانية، بإنشاء مركز تخصصي لتشخيص وعلاج أمراض السرطان في المحافظة، مؤكدة أنها تعد من المحافظات الفقيرة التي لا يستطيع فيها المواطن تحمل تكاليف السفر لعلاج هذه الأمراض(الديوانية- وكالات: "طريق الشعب"،31/5/2011).

في كربلاء ارتفعـت معـدلات الاصـابة بالسرطان بين الاطفال منذ العام 2007 لاسيما بين العوائل المهجرة التي وفدت الى المحافظة- بحسب رئيسة لجنة حقوق الإنسان في الادارة المحلية. وقالت بشرى حسن عاشور إن معدلات الإصابة بالسرطان بين الأطفال ارتفعت بعد عام 2007 نتيجة تعرضهم إلى مخلفات الأسلحة المشعة التي تم استخدامها من قبل القوات الأميركية. وأوضحت بأن وزارة الصحة رفضت عام 2007 تأسيس مركز في كربلاء خاص لعلاج حالات السرطان بسبب قلة عدد المصابين آنذاك، إلا أن الحالة أخذت بالتزايد لاسيما بين العوائل المهجرة التي وفدت الى كربلاء بعد هذا العام.
وأشارت عاشور إلى أن مطالباتها في المحافل الدولية التي عقدت حول معالجة حالات الاصابة بالسرطان “لم تفلح في الحصول على مساعدات للمصابين”. وأضافت أن “العلاج تتكفل به بعض المنظمات الخيرية والمؤسسات الدينية وهي لا تكاد تكفي إلا لنسبة قليلة من المصابين.
وكان وزير الصحة السابق الدكتور صالح الحسناوي قد اعلن للصحفيين “ان موازنة علاج مرضى السرطان بالعراق تبلغ 400 مليون دولار سنويا” وان وزارته فتحت 5 مراكز في العراق لعلاج امراض السرطان اضافة الى مراكز متطورة في عدد من المستشفيات ومنها مستشفى كربلاء الكبير(كربلاء - "العالم"، 22/5/2010)..الوزير لم يعلن أين أفتتحت المراكز الخمسة..ولم نقرأ أو نسمع عن إفتتاح مثل هذه المراكز، وحتى مستشفى الأطفال للسرطان في البصرة، الذي بني بتبرعات لورا بوش لم يعالج لليوم ولا طفل واحد من مرضى السرطان..

في بابل تم تسجيل 7982 إصابة سرطانية جديدة ("المدى"، 28/8/2010).

في ديالى كشفت لجنة الصحة عن أرتفاع أعداد المصابين بأمراض السرطان خلال السنوات الماضية وعلاقته بإستخدام القوات الأمريكية لأسلحة محرمة دولياً ("ميسان أونلاين"،3/4/2011).وكان مصدر حكومي مسؤول في المحافظة قد حذر من ازدياد عدد الاصابات السرطانية بين النساء خلال الاشهر الاخيرة، خاصة في قضاء بعقوبة.واوضح المصدرعلى هامش ندوة علمية نظمتها وحدة التعليم الطبي بالتعاون مع كلية الطب في جامعة ديالى، ان نسبة النساء المصابات بالسرطان بلغت 64 بالمئة من المجموع الكلي للاصابات المسجلة خلال العام 2010.وبين خلال الندوة التي تضمنت عرض الحالات السرطانية المسجلة لدى دائرة صحة ديالى والتلوث البيئي، ان عدد الاصابات السرطانية التي سجلتها صحة المحافظة خلال العام 2009 توزعت بنسبة 55 بالمئة اصابة بين النساء و45 بالمئة للرجال من المجموع الكلي للاصابات السرطانية.واوضح المصدر ان نسبة كبيرة من النساء في ديالى مصابات بسرطان الثدي.واشار الى ان ان قضاء بعقوبة تصدر اقضية المحافظة في عدد المصابين، يليه قضاء المقدادية ثم الخالص ثالثا وبلدروز رابعا وخانقين خامسا، مشيرا الى ان 40 بالمئة من المصابين لم يقدموا اية بيانات دقيقة عن مناطق سكناهم.وطالب المصدر بالزام المؤسسات الحكومية بالابلاغ عن الاصابات السرطانية المسجلة لديها (الصباح"،31/3/2011).

في نينوى سجل مستشفى الأمراض السرطانية والطب الذري في الموصل 4564 حالة سرطانية خلال عام 2010 وحده، وكان معظم المصابين من الأطفال والنساء ("اكانيوز"، 15/2/2011).

في دهوك أظهرت دراسة أجراها مركز الأمراض السرطانية في مستشفى أزادي مؤخراً أن من بين كل 100 ألف شخص يتم تسجيل 95 مصاباً بمرض السرطان، بينما بلغت النسبة في محافظة أربيل 81 مريضاً و67 في السليمانية.وأوضحت الدراسة أن الإصابة بسرطان الدم هي الأكثر انتشارا بين الرجال، فيما يحل سرطان الثدي في المرتبة الأولى بين النساء.
يذكر أن وزارة الصحة في إقليم كردستان أعلنت خلال العام 2010، أن مرض السرطان يشكل خطرا جديا على حياة المواطنين بسبب الأوضاع البيئية المتردية، والتي يرجع أخصائيون أسبابها إلى عدم وجود رقابة صحية جدية على المواد الغذائية، فضلا عن الحروب التي خلفت ملوثات سامة أضرت كثيرا بصحة المواطنين آنذاك وظهرت مخلفاتها بعد سنوات ("السومرية نيوز"،8/6/2011 ).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت