الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا سفير ولا سياسي شلون أحطك على راسي

كامل حسن الدليمي

2011 / 6 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


كامل حسن الدليمي
قد يرى بعض من سمتهم الحكومات سفراء أن مهنة السفير استجمام واسترخاء واستعلاء وليالي حمراء وصفراء وتجارة في كل الأشياء ،وقد تكون الأساليب الحداثوية قد عرّفت هذه المهنة بهذا الوصف ولم يعمم التعريف على الخلق سهوا من الإعلام الحر والمقيد وهنا نسوق حادثة طريفة حصلت لوفد جامعي عراقي خلال زيارته العلمية لإحدى جامعات الجوار الشرقي :
ان الجامعات في اي بلد من البلدان هي عصب العملية العلمية وخلية الأفكار النشيطة والمتجددة التي غالبا ما تنتج زياراتها تعاونا مثمرا وتقود الى التفاهمات الفكرية اذا ما تم الاتفاق على تبادل الخبرات العلمية والتعاون المثمر بما يعزز من ضمان سير العمليات التعليمية وتطوير المناهج وتنقيح الأفكار والإفادة من التجارب ومن الممارسات التي عملت عليها الجامعات العراقية ان تتبادل الزيارات على مستوى الكوادر التدريسية بينها وبين جامعات دول الجوار وكل حال فان ذلك أمر يبعث على الاطمئنان ويشير الى ان النهج الذي تتخذه دور العلم العراقية هو النهج الذي يجب ان تكون عليه كل الجامعيات بغية الوصول لأهدافها لكن الملفت للنظر ماحصل لوفد جامعي شد الرحال إلى الجامعات الإيرانية وهو يتكون من أساتذة اجلاء هدفهم اكتساب واكساب الخبرات والتعرف على المناهج والعمليات التعليمية في الجامعات الايرانية من خلال جولة يقوم بها ثلة من الاساتذة ليس كما يفعله الساسة في زياراتهم البروتوكولية المليئة بالمجاملات العقيمة فكم من زيارة لوفود سياسية لم تأتي بخطوة واحدة الى الامام ،ومن المفترض ان هناك فصل بين الوفد السياسي والوفد العلمي باعتبار ان لكل هدفه ولكل منهجه وليس من الواجب ان يجتمع الساسة بقادة العملية العلمية في أي بلد من البلدان فهذا يعد تدخلا سافرا لا مبرر له ولا محل له من الإعراب على الإطلاق خصوصا في ظل الانظمة الديمقراطية ، والذي حصل مع هذا الوفد العلمي يبعث على الفرح من خلال مشهد وعلى السخرية و الحزن في مشهد آخر :
روى لي احد الأصدقاء من أعضاء الوفد أن سفيرنا في الإمارات العربية المتحدة كان قد استقبل الوفد العلمي بكل حفاوة وتكريم واهتمام ورعاية ورافقهم من المطار الى المطار ثانية وهو يعرض لكل عضو من أعضاء الوفد خدماته ويسائلهم عن حاجاتهم واحتياجاتهم وهمه الوحيد هو ان تنجح الزيارة ويسعد أعضاء الوفد من خلال تأمينه لأسباب نجاح المهمة هكذا هو السفير فهو ممثلا للحكومة في أي بلد كان وان الروح الوطنية التي يتمتع بها هذا السفير هي هويته التي خرج بها سفيرا لهذا البلد العظيم وممثلا لكل أطيافه ومراعيا لكل ما من شأنه ان يعزز من سمعة ومكانة الوطن . شكرا لهذا السفير وطوبا له في ما يعمل فانه قد فعل ما يجب ان يفعل من سفير البلاد ووفقه الله في عمله مصفقين له من القلوب .
لكن الصورة انعكست في طهران ورغم وجود الوفد العلمي بضعة أيام متنقلا بين الجامعات ودور العلم الا ان السفير الموقر هناك اختفى وتوارى عن الانظار منشغلا بادارة أزمة دارفور ومشرفا على حملات الأطلسي ضد (معمر زنكه) ولديه اجتماع مع (الوسيم ابو زلف )في اليمن السعيد ، فما يعني السفير مع وفد علمي يمثل لبنة العقل العراقي وهم جمع من أساتذة لولاهم لما كان قد استدل على بوابة الكرسي الدوار اعتقد انهم في نظره ليسوا الا أساتذة في حمايته منهم العشرات ،ياسيدي هؤلاء ينحني العالم لعلميتهم ويقبل أيديهم وجباههم كل طلبة العلم معترفين بفضلهم على كل البلاد فما يقدمه الأستاذ الجامعي من جهد استثنائي بصرف النظر عن بعض الحالات الشاذة يعد جهدا لا يضاهيه أي جهد على الأرض ، وان صلاح العملية التعليمية هو صلاح للمجتمع ومن لا ينحني لاستاذه الذي لقنه العلم حرفا حرفا ؟ولا حاجة للاستدلال فأدبيات الإسلام مليئة بالاعتراف بفضل هذه الشريحة المهمة ومن يكون السفير حتى يترفع عن وفد علمي فلا يرافقه ولا يحضر نشاطاته ولا يرافقه ولا يستفهم عن أحواله واحتياجاته الا اللهم اذا كان السفير قد عجز عن فهم واجباته فلم يكن في حساباته ان من واجبه ان عكس صورة الحكومة التي من المفترض ان يمثلها خير تمثيل في أي نشاط يجريه مواطنيه في البلاد التي هو فيها بيد أن الوفد قد فعل حسنا بعدم اكتراثه بتقصير السفير ومحاولته لقاء الوفد في اللحظات الاخيرة قبل العودة إلى البلاد .
ان الوفد العلمي الذي زار طهران كان قد سجل بعض ملاحظاته الغريبة على بعض الساسة الذين وجدهم بانتظار الوفد لا للترحيب به وأعضائه بل للتقرب زلفى من الحكومة الإيرانية من خلال طلب احد الساسة عن أمنياته بضم العراق إلى إيران ولا يعجب احد من القراء من هذا السياسي فهو قد سبق تكرار الطلب في بلدان اخرى وكأنه حمل العراق في جيبه دولارا أمريكيا أو شيقل صهيونيا يبتاع به ما يشاء ويسترضي به من يرغب ولو كان كل سياسي يزور بلد بهذه المراهقة السياسية لما بقي من العراق شبر واحد ولا غرابة فالدباغ بالامس بارك للكويت مينائهم القاطع لرزق العراقيين وسياسي أخر تمنى ضم العراق إلى إيران ولا اعتقد انه قصد كل العراق بل قصد اقليما او اقليمين ليتمكن هو في نهاية الأمر أن يصبح رئيس لهذا الجزء ويعين أي عدد من أقربائه بين نائب ومستشار وحاشية وخدم وخادمات وجواري وقيان وهكذا .
ان السياسة بهذا المفهوم تعني ان العراق لا زال وسط نفق مظلم فطلبات ساسته التبرع بقطعة من جسده لهذا وقطعة لذاك الهبات والعطايا والتبرعات قد تحولت من كابونات البترول الى قطع أراضي لاسكان شعب جار تمنى وعبر عقود مس التراب العراقي حصل هذا وسط استغراب الوفد فصفق الحاضرون من الايرانيين مستهزئين في دواخلهم وكأني بهم يقولون وهل ننتظر من جنابك ان تصرح لنا ضم العراق ونحن من وضع الخطة الخمسينية لاحتوائه وهل انت بهذه السذاجة ام اننا لم ندرك مقاصدك ولم نمنحك فرصة ان تصبح حاجبا أو وزيرا لدينا فيما بعد هكذا كان يقول الإيرانيين في أنفسهم وقد ظن هذا السياسي او مراهق السياسة ان بقولته هذه قد كسب ودهم وآمن جانبهم وهم لا يعرفون ان قولته هذه قد قالها في الف مكان بيد انه لم يقابل بتصفيق حار مثلما صفق له الفرس .
ان شر البلية ما يضحك فلو كان كل وفد علمي يرافقه ثلة من مراهقي السياسة فلا حاجة بنا للخروج من أسوار جامعاتنا والحكمة كل الحكمة أن نغلق الحدود علينا حتى يأذن الله لنا بالخلاص من هذه الأشكال المقرفة وهذه الأفكار التآمرية على البلاد والعباد وليعلم كل من تسول له نفسه بان العراق لقمة سائغة أن ذلك بعيد عن انفه ففي العراق قيم عليا وفي العراق عمق عروبي وفي العراق مشاعل الفكر للعالم ولا يمكن له ان يكون تابعا للأعاجم وان بقي فيه عراقي شريف واحد ولا حول ولا قوة الا بالله وقبح الله وجوه من تخيلوا أن البلاد إرثا آل لهم من أسيادهم .
وشكرا لمن همس في أذني من اعضاء الوفد وانا الذي لا اقوى على لجم لساني ان تعلق الامر براس مالنا الوحيد عراق الطهر والنقاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهاجمة وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير وانقاذه بأعجوبة


.. باريس سان جيرمان على بعد خطوة من إحرازه لقب الدوري الفرنسي ل




.. الدوري الإنكليزي: آمال ليفربول باللقب تصاب بنكسة بعد خسارته


.. شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال




.. مظاهرة أمام شركة أسلحة في السويد تصدر معدات لإسرائيل