الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما سر التواطؤ الدولي مع النظام السوري؟ إنه العار

غسان المفلح

2011 / 6 / 29
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


كلما كتبت أنا أو غيري عن هذا الموضوع، نجد أننا لا نغطي كل جوانب الإجابة عن سؤال" ما سر هذا التواطؤ الدولي مع نظام يقتل شعبه؟" ولزاما علينا أن نكتب في هذا الموضوع لكي نحاول على الأقل تفكيك هذه البنية التواطئية مع هذا النظام؟ إن هذه البنية المساندة لاستمرار هكذا نظام نحتاج جميعا لمعرفة عناصرها، ولأنها تمس المستوى الأخلاقي للبشرية كلها، تحت ذرائع شتى، وقبل أن أبدأ بالمقال، أسأل المجتمع الدولي وقواه ومنظماته الحقوقية الدولية والمحلية وقوى الرأي العام، سؤالا" في حال أصلح النظام نفسه على طريقتكم وعلى طريقة مطالباتكم له، من سيحاسب المجرمين الذين قتلوا واغتصبوا ونهبوا وشردوا؟ لو قام النظام الآن بالحوار مع المعارضة التي تتحدثون عنها، وقام بإجراءات إصلاحية، هل تنتهي الجريمة؟ وإن انتهت الجريمة في ملفات مصالحكم، فهل ستنتهي من ذاكرة الشعب السوري؟
وأية سورية هذه التي سيتحول فيها المجرم إلى مصلح؟ وهذا القول أقوله حزينا للأصدقاء في السميراميس. ومنهم الصديق المناضل الدكتور منذر خدام- حيث كان حضوره فاعلا جدا في اللقاء- الذي حوصر منزله بعد اللقاء التشاوري هذا بيوم واحد، من قبل 150 من شبيحة النظام، من أجل الاعتداء عليه لكنه كان خارج المنزل، وهم يهتفون ضد الحرية ومع بشار الأسد! هذا اللقاء الذي ساهم في استفادة بعض القوى المتخاذلة في المجتمع الدولي، أن تقول أنها خطوة جيدة من النظام، رغم أنهم يدركون جيدا هم ومن كانوا في اللقاء أنه لولا دماء شباب الثورة ما كان يمكن أن يعقد مثل هذا اللقاء، الفضل للدم الذي ضحى، لكن قانونيا وأدبيا نحن هنا أمام حالة إمكانية تبرئة الجاني بصفته مجرم عن سبق الاصرار والترصد. وهذا الأمر هو ما يلتقي مع هذه البنية التواطئية للمجتمع الدولي. لكن أبدا هذا لا يعني أننا نخون أحدا وكل ما نقوله نقدا صداقيا يمكن أن يكون خاطئا ويكون الأصدقاء أكثر قربا من الموضوع.
التواطؤ الدولي وخاصة العربي، مع النظام السوري الذي لم يعد نظاما عاديا بل بات نظاما مجرما، بأجهزته السلطوية باعتبارها هيئات اعتبارية وبشخوصهم، نحن هنا لم يعد باستطاعتنا التحدث عن دولة، إنك تتحدث عن عصابة، عصابة نتيجة التواطؤ الدولي هذا تشعر أنها ترهب العالم كله بما فيها النظم العربية، وحتى قوى المجتمعات الأهلية العربية، استطاعت نظمها أن تمارس عليها هذا التضليل وباتت هي متواطئة أيضا.
الرأي العام الغربي أيضا، لم يشارك في تظاهرات منددة بالنظام وجرائمه، هل نعتقد فعلا أن الشعب السوري" له الله فقط" أما ما هي الحكاية؟ تتحدث هذه البنية التواطئية عن عدم وجود بديل، فكان من الثورة أن أنتجت بدائل وليس بديلا واحدا، أقصد بكل تياراتها وانشغالاتها بتقديم بديل عن هذا النظام.
قالوا أنهم يخافون من الإسلاميين المتشددين، أثبتت الثورة انها ثورة تتبنى الطرح المدني الديمقراطي والليبرالي حتى بشعاراتها وسلوكها وممارساتها، فأية حجة بقيت؟ فخرجت علينا إسرائيل بحجة جديدة، أنها تخاف في حال سقط النظام: ان تصل أسلحة التدمير الشامل التي يمتلكها لحركة حماس وحزب الله، لهذا هي طلبت رسميا تخفيف الضغوط الدولية عنه، وأية حجة هذه؟
محوران هامان في الواقع هما خلف هذا التواطؤ الدولي والعربي:
المحور الأول- يتعلق بإسرائيل وأمنها ورؤيتها ووضعها الجيوبولتيكي، وصولا إلى نظرتها العنصرية لشعوب المنطقة، هذه كلها تجعل من تواطؤ المجتمع الدولي ومنه النظم العربية مفسرا، لكنه أبدا لم يكن ولن يكون مبررا. سبق وكتبت كثيرا وبالتفصيل كغيري من الكتاب والمهتمين عن هذا المحور..
المحور الثاني- وهو يتعلق بالوضع الديمغرافي الأثني الطوائفي لسورية وجيرانها، خاصة أننا نعلم أن هنالك دوما خيار التهديد بحرب أهلية يشنها عسكر السلطة في حال تم الضغط على النظام أكثر من ذلك، فالنظام هو الطرف الوحيد المؤهل تاريخيا لامتلاك ورقة التهديد بحرب أهلية وتنفيذها وهو ينفذها الآن، نعم النظام الآن يقوم بحرب أهلية، ولكن الفارق بين حربه الأهلية التي يقوم بها، والتي يحاول أعطاءها بعدا طائفيا، عن بقية الحروب الأهلية الأخرى التي شهدها العالم: أن الطرف الثاني وهو الشعب السوري أعزل ويقاوم سلميا.
هذه معادلات يعرفها القاصي والداني بالمجتمع الدولي، إذا لماذا هذا التواطؤ؟
شعبنا يذبح على مرأى العالم...
حجم هذا العار الذي يتراكم تواطؤا بشكل يومي على دماء شبابنا واهلنا في سورية يحتاج أن نجيب عن سؤاله هذا؟
في هذا السياق يمكنني أن أقول أن بعض اللوبيات الأقلاوية الشرق أوسطية في دول العالم الغربي وروسيا تحاول أن تدعم النظام أقله سرا...ومنهم من يحاول ترتيب خروج آل مخلوف الآن من سورية، كاقتراح يساعد النظام، لا بل هنالك من يتحدث عن ترتيب خروج ماهر الأسد مع أمواله من سورية تاركا عناصر وضباط فرقته الرابعة خلفه...وهذا مطروح كحل للنظام كي يستمر!! أتمنى أن تكون هذه المعلومات خاطئة!!
لكن الحرية سورية لن تعود للخلف...هذا ما يجب أن يعلمه العالم..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بدك فت خبز كتير يا منظر كبير
مؤمن ديركي ( 2011 / 6 / 29 - 11:23 )
عمو ما في تواظؤ انتو بدكم فت خبز ولساتكم ما بتعرفوا شي كل مرة امريكا تستخدمكم لعبة ضد النظاام وبعدين بتتفاوض معو من وراكم. فهمت شو القصة يا شاظر. روح زمة


2 - نيتو
محمود جندي ( 2011 / 6 / 29 - 12:35 )
هذا السؤال ممكن الاجابة عنه بالاتي :لما النيتو قرر شن الحرب على ليبيا؟


3 - السيد غسان المفلح المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2011 / 6 / 29 - 17:03 )
تحيه
قلت تواطيء الدول العربيه وشعوبها ومنظماتها الأهليه وقلت تواطيء العالم الغربي وشعوب الغرب ولم تترك شعب او دوله ولم تتهمها بالتواطيء
الم تجد في ذلك تزكيه للنظام..يعني طل العالم متأمر على الثوار في سوريا..ماذا يعني هذا الم يعني انك من حيث لا تدري تقف مع النظام لتخبرنا ان العالم كله مع النظام والثوار وحدهم
تتسشائل من يحاسب المجرمين الذين غصبوا وقتلوا ونهبوا وسرقوا...أعتقد من طرحك سوف لن يكون غير النظام الذي سيحاسبهم وبذلك فأنت تبريء النظام من اي اعتداء على الشعب
ثم تقول:لو قام النظام بأجراء ت اصلاحيه هل تنتهي الجريمه...؟
اقول هل الأصلاحات سوف لا تنتج قضاء يستطيع محاسبة المجرمين الذين قتلوا بالسلاح والقلم والأعلام
يعني مما تقول انك مع استمرار حمام الدم والقتل وترفض حتى لو قام النظام بأصلاح نفسه لربما انك تتلذذ بمشاهد الدمار والسبب يا غسان انك بعيد وسوف كما هوبين لن تخسر شيء فالذي بمثل حماستك يذهب الى هناك ليقدم نفسه انه من المضحين ويقدم روحه قبل الغير أما ان يبقى هنا ففي ذلك من الخيانه للثوره والثوار وانت تعلم ان الحدود السوريه مع تركيا ولبنان مفتوحه وتستطيع الدخول الى درعا من الأردن


4 - حتمية المتشابه
صلاح علي ( 2011 / 6 / 29 - 22:03 )
ياأخي شو هالجدل .أطمئن سيد غسان سيسقط النظام في سوريا حتما سيسقط فنم قرير العين.لكن مااود ان اقوله ان شكل السقوط سيكون مدويا ويجرف معه بناء الدولة باكمله الجيش - المحابرات -الامن اي ان الدولة ستتفكك بالكامل هذه حتمية لامفر منها الدولة هي دولة النظام وبسقوطه سيسقط كل شي وسيشتعل كل ماخفي-الاحقاد الثأرات القديمة -الطائفيات - الصراع على الهوية الجديدة للدولة - كن مطمنا ان الدولة ستتمزق بالكامل -هذه الحقائق حتمية لامفر منها حتى وان بادر النظام الى الاصلاح-فلن يجدي اي شي لوقف حتمية لامفر منها -بعد عشرة سنوات من التهشم والانهيار والاقتال الطائفي ربما يتفق السوريين على شكل ومضمون الدولة الجديدة التي ستكون قشة في مهب الريح- سوريا لاتشبه لا العراق ولبنان هذه حتمية-النظام لن يصمد والدولة تنهار بانهياره.


5 - السيد جاسم
Ghassan Almufleh ( 2011 / 6 / 30 - 09:08 )
اعتذر عن نشر أي تعليق لا يتعلق بالمادة المكتوية...وبلغة معروفة للجميع وبعيدة عن التناول الشخصي...وسانشر كل تعليقاتك لكن دون ان أرد عليها إلا إذا كانت تحاور المادة المكتوبة...لكي لا تتعب نفسك كثيرا..


6 - الى غسان المفلح
عبد الرضا حمد جاسم ( 2011 / 6 / 30 - 10:57 )
لقد تم نشر التعليقات 4و5و6 وقراتها وانت قرأتها اما الهروب عن الأجابه فهذا شأنك وكنت اتمنى ان تجيب على ما ورد فيها

اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا


.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي




.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا


.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024




.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال