الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العدالة الخاطئة، إرهاب

ابتسام يوسف الطاهر

2011 / 6 / 29
الارهاب, الحرب والسلام


في كل مرة اسمع خبر عن إطلاق سراح سجناء من المتهمين بالإرهاب، أضع يدي على قلبي (الله يستر)! بدلا من الفرح بان العدالة تأخذ مجراها وان السجناء الأبرياء لن يُنتَسوا في زوايا الزنازين، كما كان يحصل سابقا في المرحلة التي كان فيها الداخل للسجون لا يخرج منها! بل تختفي أخباره وينكرون وجوده كما لو انه لم يكن! فقد كان شعارهم (ﮔص راس وضيع خبر)! حتى سُلٌط عليهم من قطع رؤوسهم.
لكن، لماذا الخوف والقلق من إطلاق سراح بعض السجناء! السبب بات واضحا ولابد أن الأغلبية قد لاحظ ما لاحظت وعشت، أنه في كل مرة يعلن عن إطلاق سراح سجناء من هؤلاء، او هروب مجموعة أخرى، تتوالى في اليوم التالي سلسلة تفجيرات من عبوات ناسفة وسيارات مفخخة وصواريخ وغيرها، تقتل الأبرياء من الناس المتعبين، أو من قوات الأمن المساكين من الذين للان لم يستوعبوا عمق أهمية الالتزام والصرامة التي يتطلبها عملهم! ولم يتقنوا العمل في الجهاز العسكري والأمني الذي يتطلب الحذر الكلي وعدم التساهل والتمهل أو الانشغال بأي شكل من الأشكال. حتى الرد على الموبايل ممنوع، بل عادة يزودون بأجهزة اتصال خاصة ولا سلكيات تعلق بالكتف، بحيث لا يشغلون أيديهم بحملها، ليكونوا على أهبة الاستعداد في أي لحظة تتطلب تدخلهم.
ولكن الواقع العراقي الذي مازالت الفوضى تسوده، يرينا أن الجيش بدلا من ان يكون سور للوطن وفي خدمة الشعب، كان من قبل سورا للعائلة الحاكمة، ينفذ إرادة تلك العائلة فقط، بترويع وإذلال عموم الشعب. واليوم نراهم يعيدون ذلك الماضي ولكن بصيغة أخرى لا تختلف كثيرا عن الأولى.. فكل فئة منهم سورا لتلك الطائفة أو الكتلة ولذلك التيار أو ذلك الحزب من الأحزاب الحاكمة، فمنهم من رأيتهم تاركين سياراتهم العسكرية او سيارات الشرطة، مفتوحة ومجتمعين في ركن قريب يدخنون ويستمعون لقراءة المقتل خلال الاحتفالات بعاشوراء! لو انتقدتهم على ترك مواقعهم، وحثثتهم على الانتباه الكلي لواجبهم لأتهموك بالكفر لأنك تنتقدهم على المشاركة بعاشوراء! بينما مهمتهم هي حماية الناس الذي يحيون تلك الشعائر; مهمتهم هي الوعي الكلي والانتباه المركز لأي شاردة أو واردة ..ففي تلك الساعة كان بإمكان أي عنصر إرهابي متمرس على السرقة أن يأخذ السيارة ويرتكب أبشع الجرائم لتلصق في الجيش وعناصر الأمن، كما حصل عدة مرات.
المشكلة الأخرى هي باعتقادي في قرارات الإفراج التي تبدو وكأنها تتم أما بشكل عشوائي وفوضوي، أو بناءا على ضغط من الحلفاء المشاركين بالعملية السياسية من الكتل والتيارات المشاركة بالسلطة! والتي تواصل بنفس الوقت، الدفاع عن بعض السجناء المنتمين لها! وقد واكبنا الأحداث التي أشارت الى محاولات البعض من البرلمانيين، بالمساهمة الفعلية بالعمليات الإرهابية أو دعمها ماديا! التي تهدد الحكومة ذاتها والشعب بلبسها أكثر من قناع، واحد للجهاد وآخر للمقاومة وكلاهما بعيدان تماما عن تلك المعاني، وموجهة ضد الشعب العراقي. وقناع آخر يضمنوا فيه مناصب برلمانية ووزارية ليضمنوا حصتهم من الكنز الطائفي السلطوي!. فماذا حل بالدايني الذي ثبتت التهم ضده وهرب امام اعين وانف المسئولين!؟ وغيره الكثيرون من الذين تشبعوا بتعاليم البعث المقبور، ولن يقبلوا باي تغيير.
لذلك لم يمر زمن على قلقي حتى توالت أخبار التفجيرات والمفخخات والقتل والسرقات وغيرها من الجرائم التي لم تتوقف لكنها ازدادت ضراوة وعددا!؟
فلا ادري من الذي يتخذ القرارات بالعفو عن سجناء من هذا النوع؟ ولم نعرف ما الذي حصل لقوات الأمن وشرطة السجون الذين تلقوا الرشاوى لتهريب سجناء خطرين؟ وكيف يسمح بالهرب من بعض السجون بكل بساطة ويعرضون الناس للمزيد من القتل العشوائي والمزيد من التخريب!؟ من المسئول؟
ولماذا هذا التلكؤ والمماطلة بتعين وزير للداخلية كفوء!؟ ينتمي للعراق بعيدا عن الحزبية والطائفية..؟ ان دماء الضحايا تلطخ أيادي كل من يماطل ومن لا يحسب حساب سلامة الشعب ومصلحته من مسئولين ووزراء وبرلمانيين من كل الكتل والاحزاب المشاركة بالحكم، الغير مسئولين ولا يعملون بضمير، فهم يشاركون في تلك الجرائم ماداموا لا يعملون واجبهم، لا يلتزمون بقانون ولا بمسئولية إزاء الناس الذين تجشموا العناء لينتخبوهم وليتهم ما فعلوا..
وهذا بما لا يقبل الشك هو نوع من أنواع الإرهاب، بل هو اخطر انواع الإرهاب.. كذلك البطء والتقصير بالعدالة هو إرهاب، والمماطلة بالعمل أو عدم الإسراع بإيجاد الحلول هو الإرهاب بعينه. فهذا يفتح الطرق أمام الإرهابيين ويسهل مهمتهم. والتقصير بتوفير الخدمات للشعب هو إرهاب كذلك. سرقة أموال الشعب بدون وجه حق وبدون انجاز العمل على وجه كامل هو إرهاب أيضا.
وقبل ان ينشر هذا المقال توالت أخبار جزار العرس احد أعضاء قائمة العراقية! والذي ارتكب أبشع جريمة لا تختلف ببشاعتها عما ارتكبه الزرقاوي أو غيره من المجرمين أعداء الشعب العراقي، أعداء الحياة ممن لا يقيمون حرمة للموت او لبراءة الإنسان باستغلالهم تجمع الناس في المآتم والأعراس ليقتلوا اكبر عدد من الضحايا!.
يتساءل الكثيرون أين أصحاب الفتاوى!؟ أين السيستاني واليعقوبي وغيره من المفتين! ما بالهم لا يفتون بالحق ويحرّمون على كل وزير وبرلماني، راتبه وسفراته وإجازاته اذا لم يقوموا بعملهم بأكمل وجه وبما يرضي الناس، ومادام التقصير يركبهم من أخمص القدم حتى قمة رأسهم؟.
فكيف يسكت الشعب العراقي على كل أنواع الإرهاب تلك، بل ويدفع لهم الثمن غاليا من ماله وقوت أبناءه وبالملايين! من اجل أن يواصلوا إرهابه وسرقة أمواله وأحلامه وآماله وحريته بل وحياته وأمنه !؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤتمر باريس حول السودان: ماكرون يعلن تعهد المانحين بتوفير مس


.. آلاف المستوطنين يعتدون على قرى فلسطينية في محافظتي رام الله




.. مطالبات بوقف إطلاق النار بغزة في منتدى الشباب الأوروبي


.. رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: هجوم إيران خلق فرص تعاون جديدة




.. وزارة الصحة في غزة: ارتفاع عدد الضحايا في قطاع غزة إلى 33757