الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعجوبة العجائب ..

عبد العظيم فنجان

2011 / 7 / 1
الادب والفن


ملاحظة : للقصيدة عنوان آخر هو " شوكاليتودا " :
و شوكاليتودا : البستاني ، في الاسطورة السومرية ، الذي يضاجع إينانا / عشتار ، آلهة الحب والحرب ، وهي ترقد نائمة قريبا من بستانه ، ثم يفر هاربا ، قبل أن تستيقظ ، ويختفي بين المدن لئلا يصله عقابها .. /

القصيدة من مجموعة :" الحب ، حسب التوقيت السومري " التي ستصدر قريبا من دار الجمل .


..................................................................

كانت إينانا عارية مثل ينبوع ، وامرأة ٌ اخرى تسيلُ مثل ينبوع من عريها ، و كان الذئبٌ يأتي من صحرائي ، يخترقني ثم يقفزُ من خلف أسواري الداخلية : يقفزُ إليها ، فأقطعُ عليه الطريق .

أقطعُ عليه أن يتزوّد من رعشتي ، ومن ارتجافي : أقطعُ عليه أن يَرِدَ حوضَ أمراضي الكثيرة : أمنعُه عن الركض في برية هواجسي ، كمن يهشّ نفسه عن نفسه ، لكن جسدها كان يخترقُ دفاعاتي ، ويأتي طواعية .

يأتي ليضرب في أضعف نقطة : يأتي نزقا ، متهوّرا ، ويذهبُ ليأتي بغيره ، وغيره هذا يزحفُ ، وهي نائمة : عارية كينبوع ، وينتصبُ واقفا ، شبقا ، حارا وقويا : يتراقصُ خفيفا ، ثقيلا ، هادئا وصاخبا بين نظري : يتملقني ، يتفرّسُ بي ، ثم يحفرُ نفقا يلجُ منه إلى غريزتي : يحفرها بحثا عن نطفة الظل ، بحثا عن ظل النطفة ، فالشمس حارقة وقوية ، حارقة وقوية جدا ، والغليان على أتمّه .
كنتُ وحيدا، أرعى قطيع خرافي ، وكانت وحيدة يسرحُ النومُ بعريها :

لمّا وثب الذئبُ ، أخيرا ، كان جسدُها قد أنغرسَ في لعابي ، فسال مع دموعي ، وأشعل بَِِشَرتي وثيابي ، وعندما امتزجا الواحد بالثاني : عندما تدافعا بالأعضاء وبالهواجس ، باللوعة وبالرغبة وبالصراخ ، عندما صارا كائنا آخر ، ليس انسا أو ملاكا أو شيطانا ، فتحتُ باب فضولي فرأيتُ اعجوبة العجائب :

كان الذئبُ يحرسُ جسدها بوداعة ، فيما كنتُ أنهشُ لحم قطيعي .

ولّيتُ هاربا ، لكن هربي كان برقا : كان برقا ودخانا ، فشاهدني الجميعُ أدخلُ غيمة جسدي ، وأمطرُ بلورا وبياضا ، حتى أن عَدوى حسراتي انتقلتْ إليهم :

شاهدوا ، في أحلامهم ، امرأة عارية كينبوع ، وإينانا تسيل كينبوع من عريها .

شاهدوا الذئبَ قادما من الصحراء ، ثم أتمّوا قراءة هذه القصيدة ، حتى شاهدوا اعجوبة العجائب ، فصاحوا :

ماذا فعلتَ ، يا عبد العظيم ، حتى حلّتْ بنا هذه اللعنة ؟!

لم أفعل سوى أن رفعتُ شأن المهمل من حاجياتي : كسرتُ خوفي بخوفٍ أشد ، ثم زحفتُ على جمر خواطري ، حتى الذروة من جبل حجَّ إليه الكلُّ ، لكنني لم أصعد بهاويتي لأرمي جمرة : رميتُ عزلتي من هناك و هبطتُ ، فوجدتني مطلوبا بثأر يلاحق إسمي أين ما حللتُ ، أنا الذي فعلتُ ما فعلتُ كي اعانقَ ضعفي بحرارة ، ولأفرَّ من قوتي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غيرته الفكرية عرضته لعقوبات صارمة


.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية




.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر


.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة




.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي