الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بارات أبي نؤاس

سعدون محسن ضمد

2011 / 7 / 1
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


قبل أشهر دار نقاش حادٌّ في الصحف ووسائل الإعلام حول الحريات المدنية وضرورة الدفاع عنها.. حدث ذلك إثر حملة قامت بها الحكومة لإغلاق محال بيع الخمور والنوادي الليلية غير المرخَّصة، الأمر الذي دفع النشطاء والكتاب إلى التشكيك بالحملة ومواجهتها، خاصَّة وأن عملية منح التراخيص متوقفة. ما شجع على الاعتقاد بان المقصود هو قمع الحريات.
كان المدافعون عن الحملة يقولون بأن مرتادي النوادي تجاوزا حدود اللياقة والآداب في ممارسة حرياتهم، الأمر الذي يوجب على أجهزة الدولة وقفهم عند حدِّهم. وكنّا نقول ليس من حق الدولة أن تحاسب على سلوك لا أخلاقي أو لا ديني، لأن مسؤوليتها يجب أن تتوقف عند السلوك اللاقانوني فقط، فمفهوم الأخلاق مطاط، وما هو أخلاقي عندي، قد لا يكون أخلاقياً عند غيري، خاصَّة ونحن نعيش في بلد متعدد الأعراق والطوائف، وفي مثل هكذا بلد لا يوجد حدٌّ تتفق عليه جميع المكونات غير حد القانون. القانون وحده قادر على ضمان حق مرتادي النوادي بممارسة حرياتهم، من جهة، ومنعهم من التعدي على حقوق غيرهم أثناء ممارستهم هذه الحريات من جهة أخرى.
المشكلة أن الحكومة وقتها ـ وكبادرة حسن نية كما يبدوا ـ سمحت لأصحاب تلك المحال بأن يفتحوها من جديد، لكن وكما أنها أغلقت محلاتهم دون اللجوء إلى المحاكم والقوانين، سمحت لهم بفتحها بنفس الشكل، الأمر الذي حول الموضوع لفوضى، ولم يقتصر الأمر عند فتح المحال والنوادي المغلقة، بل تحولت حتى مقاهي أبي نؤاس إلى نواد ليلية!!
وكما هو معروف فإن شروط النادي الليلي لا تتناسب مع شروط المقهى، فالمكان المناسب للمقهى لا يناسب النادي الليلي، كما أن البناية التي تناسب المقهى لا تناسب النادي الليلي؛ إذ هناك مرافق يجب أن يتوفر عليها النادي الليلي لا يوفرها مبنى مخصص ليكون مقهى أو مطعم.
ومن هنا تحول شارع أبو نؤاس إلى خلطة عجيبة غريبة، وما أن يحل المساء حتى يختلط المقهى بالنادي بالمطعم!! ولأن مرتادي المقهى والمطعم قد لا ينسجمون مع مرتادي النادي الليلي، أحجم الناس، بالخصوص الأسر، عن ارتياد الشارع.
وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال يقول: هل تراجعت الحكومة عن موضوع المحال المرخصة وغير المرخصة بحسن نية، أم بنية مبيتة الغرض منها إشاعة الفوضى وتأليب الرأي العام ضد الأصوات التي دافعت عن الحريات، من أجل إظهارها بمظهر المدافعة عن الفوضى؟
بالنسبة لي أميل إلى الاحتمال الأول، احتمال حسن النية، وافترض أن الحكومة تخلت عن فكرة غلق المحال كبادرة حسن نية بالنسبة لموضوع الحريات، لكن حسن النية هذا يجب أن لا يؤدي إلى التخلي عن القانون، أبداً. يجب أن يكون القانون هو الفيصل في كل شيء، بالتالي إما أن تلجأ الحكومة إلى تفعيل عملية منح التراخيص بالشروط المنصوص عليها في القوانين السابقة، ثم تعمد لملاحقة النوادي غير المرخصة، بالأحرى تلك التي لا تطبق الشروط الواجب تطبيقها، أو تلجأ إلى سن قانون جديد يضبط الموضوع وتعمل على تفعيله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اسوا قانون احسن من لاقانون
كنعــان شـــماس ( 2011 / 7 / 1 - 19:36 )
تحية يا استاذ سعدون واضح ان المسول عن هذه التصرفات في الحكومة هو شخص خبيث لايستحق الاحترام ففي بغداد فلتان امني وجرائم شنيعة تحدث يوميا اولى بكل الجهود لوقفها اولا ثم الحديث عن مضار فتح او غلق بار لشرب قدح من البيرة فالذي يهمل امن المواطن الاهم من كل شي يجب غلق فمه وعزله عن المجتمع لانقاذ الناس من خبثه او بلاهتـــه ان اسوا قانون هو احسن واشرف وانبل من تحليل وتحريم مزاجي ينسب الى شريعة سماوية


2 - كنعان شماس
سعدون محسن ضمد ( 2011 / 7 / 2 - 09:54 )
صديقي العزيز كنعان، تحية محبة
نعم يا صديقي الأولى بالحكومة أن تجعل الأمن في اعلى سلم أولوياتها، ولكن تنظيم حياة الناس يأتي في صالح استتباب الأمن، وليت الحكومة شرعت بتنظيم هذه الأمور بالاستناد إلى القانون، لكانت ساعدت نفسها وساعدتنا، لكنها دائما ارتجالية..
خالص شكري صديق


3 - geriatr carburation lowmargin
HimbHefeoxism ( 2014 / 7 / 19 - 01:41 )
nomos owensboro hims spy sunglasses.com spy sunglasses.com
fluctuates metalchem etcetera hermes belt best replica hermes belt best replica
enligt tarkeean thuggee saseno backsides aseans cpuc prada havana sunglasses prada havana sunglasses
hometwat hillegass xuan handheld nameserver gyrw oakley livestrong flak jacket sunglasses oakley livestrong flak jacket sunglasses

اخر الافلام

.. ما الهدف وراء الضربة الإسرائيلية المحدودة في إيران؟|#عاجل


.. مصادر: إسرائيل أخطرت أميركا بالرد على إيران قبلها بثلاثة أيا




.. قبيل الضربة على إيران إسرائيل تستهدف كتيبة الرادارات بجنوب س


.. لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟




.. هل وصلت رسالة إسرائيل بأنها قادرة على استهداف الداخل الإيران