الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف ينظر السيد مسعود بارزاني إلى شيوعي مناضل وإنتهازي متملق

أحمد رجب

2011 / 7 / 1
كتابات ساخرة



كيف ينظر السيد مسعود بارزاني إلى شيوعي مناضل وإنتهازي متملق

أحمد رجب
سلسلة مقالات (ذاتيات ولكن حقيقة وحقائق)
{{ - 1 - }}

يجري اليوم في اقليم كوردستان الحديث عن إعداد خطة شاملة وطويلة الأمد بإسم (إستراتيجية الإصلاحات) لمجابهة الفساد وإحداث تغييرات جذرية في مختلف المجالات بعلم وإشراف السيد مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستان الذي أصدرفي 14/6/2011 بياناً حول المرحلة الأولى من برنامجه بخصوص عملية الإصلاحات في الإقليم التي تتطلب إلى دعم وهمة الجميع في سبيل إغنائها وإنجاحها.
الفساد ينخر بجسد المجتمع الكوردستاني في المجال المالي والإداري نتيجة السرقة والرشوة وعدم وجود الشفافية في التعامل وغياب المساءلة للمقصرين وغياب سلطة القانون، إذن الفساد مرض معدي يفسد الإخلاق قبل كل شيء، والشخص المفسد يستغل وظيفته الرسمية للكسب بطريقة غير مشروعة، والفاسد إن كان رئيساً يكون متساهلاً ومتراخياً في تطبيق النظم والقوانين على غيره من العاملين معه، ويكون عادة محاطاً ببطانة فاسدة مثله، والفساد يبدأ من المحاباة في التعيين وتقديم الأقارب والموالين والمناصرين على ذوي الكفاءة ممّا يوّدي لتكوين شبكة ذات مصالح خاصة ومتشابكة.
الفساد آفة إجتماعية اساسه سياسي، ففي الأنظمة التي تنعدم فيها الديموقراطية والشفافية وحكم القانون، يلجأ السياسيون إلى طرق قذرة، وذلك بشراء الذمم وبذل العطايا وتبادل المنافع الشخصية حتى يتسنى لهم جمع أكبر عدد من المؤيدين المنتفعين، وتؤدي أعمال هؤلاء الفاسدين بلاشك إلى تشويه الحكومة والمجتمع.
ان الوقت يسير بسرعة فائقة، فما على الحكومة أن تسرع هي الأخرى بتبني مبدأ العدالة والنزاهة في التعينات بعيداً عن التزكية السيئة الصيت، والعمل السريع على تغيير الوجوه الإدارية الفاسدة التي غدت شبه أبدية وملازمة لكراسي الوظائف التي يحتلونها، والإسراع في توزيع الثروات، وعدم الإعتماد على جوقة الإعلام الحزبية والسلطوية التي تطبل ليل نهار لتجميل وجوه الفساد الكالحة وإخفاء العيوب، والإقدام على محاربة الفساد والرشوة والمحسوبية والمنسوبية.
كلنا نعلم بأن السيد مسعود بارزاني هو رئيس الحزب الديموقراطي الكوردستاني, وهو (حزب كبير) يتواجد على الساحة الكوردستانية وله فروع ومقرات في كل مدن كوردستان، كما أن للسيد مسعود بارزاني إضافة لحزبه وأعضائه علاقات مع عناصر ووجوه أخرى في مناطق كوردستان المختلفة ومنهم شخصيات ورؤساء عشائر، ولكن من المؤسف أن نرى إلى جانب هؤلاء بعض الوجوه المنبوذة في المجتمع، وهؤلاء يستلمون رواتب عالية ولكل واحد منهم عدد من الاشخاص كحماية بشرط ان لا يقل عن (4) كما ذكر لي صديقي الإنتهازي المتملق نفسه.
لا تتعجبوا فالذي أطلقت عليه اسم (إنتهازي متملق) كان ولا يزال صديقي بالرغم من بقائي ولحد الآن ملتصقاً بحزبي الشيوعي، بعكس الصديق الإنتهازي المتملق الذي جرّب أكثرية الأحزاب الرئيسية العراقية والكوردستانية (الأصيلة والكارتونية بما فيها حزب البعث العربي، حزب الدكتاتورية الشمولية).
كنا (أنا و صديقي الإنتهازي المتملق) صديقين منذ الصبا، وقد تزوج على الطريقة العشائرية التي إبتلى بها المجتمع الكوردستاني منذ الأزل، وهو غير بالغ في بداية الستينات من القرن الماضي، وقد إنتمى للحزب الشيوعي العراقي، وشاءت الصدفة أن نعمل{ضمن تنظيم حزبي واحد }، وكان في أكثر الأوقات مترددا لا يلتزم بقواعد الحزب الداخلية الصارمة في ظروف سرية عصيبة، ويعزو ذلك إلى ظروفه العائلية، ونظرا لظروفه الخاصة قررت المنظمة الحزبية التي كنت سكرتيرها آنئذ تجميده وفقاً للنظام الداخلي لحزبنا الشيوعي العراقي.
في منتصف الستينات من القرن الماضي في {7/8/1965} القي القبض عليّ من قبل آمر الكتيبة (32) المقدم كمال احمد الراوي الذي اعدم فيما بعد من قبل النظام الدكتاتوري بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، وعند صدور بيان (اللامركزية) من قبل رئيس الوزراء العراقي عبدالرحمن البزاز عام 1966 حول بعض الحقوق للحركة الكوردية المسلحة بقيادة القائد الكوردي الاسطورة مصطفى بارزاني تمّ إطلاق سراحي في خريف نفس العام.
بعد خروجي من السجن إستمريت على الدراسة في ثانوية الشعب المسائية في باب الشيخ ببغداد، وبعد إنشقاق السيد عزيز الحاج من الحزب في 17/9/1967 توجهت إلى الكوفة، وأصبحت عضواً في لجنة مدينة النجف وتحملت مسؤولية المنظمة الحزبية في الكوفة، وقد تعرضت إلى مشاكل عديدة من قبل حزب البعث العربي، وأستطعنا في تلك الظروف القاسية القيام بإضراب عمالي في مشروع ماء النجف في الكوفة والذي تكلّل بالنجاح وتحقيق الأهداف العمالية، وأشارت إليها جريدة طريق الشعب {الجريدة المركزية للحزب الشيوعي العراقي}، وبمناسبة يوم النكسة لحرب الأيام الستة (5 حزيران 1967) قاد الحزب الشيوعي العراقي في عام 1969 مظاهرة كبيرة من علوة المخضر في النجف إلى الصحن ومن ثم ساحة الصادق، وكانت التعليمات الحزبية أن أسير إلى جانب المظاهرة وعدم الدخول فيها، ولكن عندما إستطاع أزلام البعث إبعاد الرفيق شريف قائد المظاهرة وأعتقاله، دخلت المظاهرة مردداً شعارات الحزب، وعند الوصول إلى الصحن إقترب مني رفيق ,أبلغني بقرار الرفيق المشرف على المظاهرة {عدنان عباس – أبو فارس} للخروج فوراً من المظاهرة، لأن البعثيين يريدون إعتقالي، فخرجت حالاً، ولكن البعث العربي لم (يكتفي) بذلك ، الأمر الذي أدّى بالحزب إلى نقلي، إلى منظمة كربلاء، وأصبحت مسؤولا عن الخط الطلابي، وعند إقتراب الإنتخابات الطلابية إجتمعت بعدد كبير من رفاقنا الطلبة في بستان من بساتين كربلاء، وقد أدى هذا التصرف الفردي، أي بدون {قرار من الحزب} إلى الملاحقة من قبل عناصر الامن، وفي بداية عام 1970 أخبرني الحزب بوجود (مفاوضات بين الحكومة والحركة الكوردية) ومن الأفضل العودة الى كوردستان.
في شباط 1970 عدت إلى السليمانية وأخبرت محلية السليمانية، واستلمت رداً سريعاً بالعودة إلى مدينة دربندخان وإستلام المنطمة الحزبية.
يوم 11/3/1970 استمعنا إلى بيان 11 آذار بين الحركة الكوردية وحزب البعث العربي، ورأسا أخرجنا مظاهرة كبيرة لإبداء التأييد والفرح، وطافت المظاهرة وبمشاركة السيارات كافة أرجاء المدينة.
في اليوم الثاني للبيان {أي في 12آذار 1970} نظمنا حفلاً في الحي السفلى على (ساحة التنس) لقراءة كلمة قصيرة، وقراءة أشعار وقصائد، وغناء ودبكات، وأعطينا لمنظمتنا دفعاً كبيرا إلى الأمام، ولم يكن للحزب الديموقراطي الكوردستاني (البارتي) تنظيم حزبي بالرغم من وجود عدد كبير من أنصاره، وقد ساعدناهم في تشكيل منظمة حزبية (هذا الأمر يحتاج إلى مقال خاص).
ظروف الفرح والمسرة التي رافقت الإحتفالات بصدور بيان 11 آذار، وبروز دور الشيوعيين في المدينة دفعت بالعديد من الشباب للإنتماء، وعودة من ترك الحزب لظروفهم الخاصة ومنهم صديقي الإنتهازي المتملق، وفي التحضير علنا للإحتفال بعيد نوروز القومي، أي بعد (10) أيام من صدور البيان، إستلمنا تهديدا قبل يوم للإحتفال من الإستخبارات العسكرية عن طريق (الملازم سعيد والملازم صلاح) بضرورة عدم الإحتفال، وقد ذهبنا {أنا والرفيق ملاحسن نورولى) عضو المنظمة إلى معسكر الفوج وفي الباب النظامي واجهنا رئيس عرفاء منشد زامل جلوب، وأخبرناه باننا من الحزب الشيوعي العراقي نريد مقابلة المقدم خالد مسؤول الإستخبارات، وقد تعجّب وأمعن النظر فينا قائلاً: شيوعيون تريدون مقابلة المقدم خالد؟.
ضحكت وقلت له: نعم، وأسرع إلى المقدم وعاد قائلا: تفضلوا.
رحّب المقدم بنا، وأشعل سيكارة على طريقة زمرة الإستخبارات وقال بإندهاش: من أنتم؟، ماذا تريدون؟.
اخبرناه باننا من منظمة الحزب الشيوعي العراقي في دربندخان، وقد استلمنا عن طريق ضباطكم تهديدا ومنعنا من إقامة الإحتفال بعيدنا القومي {نوروز}، وجئنا لإبلاغكم رسمياً وأخذ موافقتكم.
وبعد لف ودوران واسماعنا كلمات التهديد والوعيد وانكم من حزب محظور، وبعد مناقشات معه وإصرارانا وافق، ورجا أن نحاول قدر الإمكان المحافظة على الأمن وإستقرار المدينة.
لم نصل إلى البيت وأستلمنا تهديداً نارياً من الأخ (احمد كلاري – قائد عسكري ميداني) من الجماعة المنشقة من الحزب الديموقراطي الكوردستاني بقيادة الأستاذ ابراهيم احمد، والمتعاونة مع الحكومة العراقية.
كتب الأخ احمد كلاري: سمعنا بأن الحزب الشيوعي العراقي يريد الإخلال بأمن وإستقرار المدينة بإقامة إحتفال بمناسبة عيد نوروز، وأن أحداً منهم سيقرأ كلمة، وفي هذه الحالة لا نوافق القيام بالإحتفال، وسوف نقتل الشخص الذي يقرأ كلمة الحزب، وختم رسالته بعبارة: (أعذر من أنذر)!!!.
وأخبرت (المبلغ) بأن الرفيق أحمد رجب يلقي كلمة الحزب الشيوعي العراقي، ونرجو من أخينا كلاري أن يعمل على تهدئة الوضع، ونبذ القتل.
كتبنا رسائل مستعجلة إلى مكتب محلية السليمانية، والرفيق المسؤول لمنظمتنا {المناضل المعروف عبدالله القره داغي – ملا علي}، وكان ملا علي آمراً للسرية العاشرة الباسلة ضمن تشكيلات الحركة التحررية الكوردية، وشرحنا وضعنا وقلنا: الكل بخير، وهذا لغز مفهوم لدى رفاقنا بأننا {منظمة حزبنا في المدينة} بخير وعلى الإستعداد التام.
لم نرتاح أبداً في الليلة التي سبقت الإحتفال، عقدنا عدة إجتماعات حزبية، كانت الأكثرية مع إقامة الإحتفال، ولكن فرسان الأقلية ومن ضمنهم رفيقي الإنتهازي المتملق كانوا ضدنا.
اليوم، هو يوم العيد القومي لشعبنا، عيد نوروز، في الصباح الباكر قام الشباب المتحمس من رفاقنا في دربندخان وزاله ناو وبانيخيلان وكانى سارد والقرى الأخرى بجمع الكراسي من البيوت ونقلها إلى ساحة الإحتفال في الحي السفلى للضيوف.
وقبل الإحتفال بساعتين أخذت كل مجموعة مكانها حسب القرارات للحفاظ على الأمن والإستقرار وحماية المحتفلين، وكانت القرارات صارمة وتقضي بحمل المسدسات وعدم الإختلاط بالجماهير مع المراقبة الشديدة للعناصر الغريبة والغير معروفة، وإذا حدث صدام تبقى المجموعة في مكانها ولا تتحرك إلا بأمر من قائدها.
بدأ الإحتفال بالنشيد القومي: ئه ى ره قيب، ووسط التصفيق الحار والهتافات بحياة الحزب الشيوعي العراقي والحركة التحررية الكوردية تقدّم الرفيق {أحمد رجب} إلى المنصة لإلقاء كلمة الحزب متحديا الموت، وكان قرارنا إبتعاد كل الرفاق من المنصة، وكان شعارنا: لتكن خسارتنا أقل، إلتزم الرفاق بالقرار، وفي الأثناء تقدم الشيوعي الاول وأقدمهم في دربندخان الرفيق المناضل {غفور كويخا علي} وأستلم اللاقطة وقربها مني قائلاً: أموت معك وأتحدى الموت ووسط الإندهاش والتصفيق ألقيت كلمة الحزب الشيوعي العراقي، ومن ثم ألقى مسؤول منظمة الحزب الديموقراطي الكوردستاني كلمته.
كان الإحتفال منظماً بشكل جيد، وسارت الأمور بشكل جيد، ولكن عند الختام بدأ إخوتنا الأعداء بالسب والشتم والتهجم على الحزب الشيوعي العراقي والحزب الديموقراطي الكوردستاني، الأمر الذي أدى إلى تدخل الجيش والشرطة وأستدعائنا إلى الحضور في مقر اللواء، وهناك قام اللواء الركن (نصيف جاسم السامرائي – أصبح فيما بعد المستشار العسكري لصدام حسين) بإلقاء كلمة وتقديم نصائح على اننا اخوة، وعلينا حل مشاكلنا والمصالحة، وهنا قلت للأخ المناضل احمد كلاري باللغة الكوردية، وهو يدري بانني صديق لأخوانه حسن وحسين، وأحترمه شخصياً: جيد آمر لواء ينصحنا بأن نتصالح، وحال سماعه كلماتي تقدم وأعتذر لما جرى، وتبادلنا القبل الأخوية.
إثر هذه الأوضاع تقدم رفيقي الإنتهازي المتملق بطلب تجميده من عضوية الحزب متشبثاً بعدم الأخذ بأفكاره، لكن الخوف كان أساس المشكلة.
تمت الموافقة على طلبه فوراً، ولكن بإعفائه من عضوية الحزب.
بعد بيان 11 آذار تحسّن الوضع السياسي، وقلت الملاحقات والإعتقالات، وفي هذه الأجواء تقدم رفيقي الإنتهازي المتملق بطلب العودة للحزب، وعند الإجتماع الأول من ورود الطلب، درست المنظمة الحزبية الجوانب الإيجابية لعودته وسد الطريق أمامه للإنضمام إلى الجهات الأخرى، وقررت المنظمة إحتضانه وفسح المجال أمامه، وقد كتبنا رسالة توضيحية إلى رفاقنا في القيادة {محلية السليمانية} حول ظروف رفيقنا الإنتهازي المتملق، واستلمنا بعد عدة أيام رسالة بالموافقة على عودته للمرة الأخيرة.
كانت منظمتنا قوية، بل الأقوى في محافظة السليمانية عددياً وتنظيمياً ونشاطاً، وأستطاعت التغلغل في صفوف الشباب عن طريق الرياضة وفريق كرة قدم، وتنظيم المرأة في حلقة مرتبطة مباشرة بالتنظيم النسائي في المحافظة، وكان الأعداء يحسبون ألف حساب لهذه المنظمة المقدامة.
في نيسان بدأت الإستعدادات للإحتفال بالذكرى المئوية لميلاد معلم البشرية التقدمية فلاديمير إيليتج أوليانوف {لينين} في 20 نيسان، ولينين هو القائد العظيم لثورة أكتوبر الإشتراكية في روسيا فقررت المنظمة الحزبية كتابة شعارات الحزب الشيوعي العراقي بهذه المناسبة الجليلة، وكلّفت المنظمة الرفاق الشباب للقيام بالمهمة بإشراف الرفيق نجيب الشيخ محمد {كوران} الذي استشهد مع الشهيد فاضل احمد كاني ساردي بايادي آثمة جبانة عام 1983، ففي ليلة 19/4/1970 قامت اللجان والخلايا الحزبية في الحارة السفلى والحارة العليا (الحارة عند العراقيين المحلة او الحي)، وعند ساعات الصباح الأولى يوم 20/4/1970 بدأت الأمن والإستخبارات العسكرية وجماعات أخرى (سنشير لها في كتابة خاصة) بإزالة الشعارات ورفعها أو رش الصبغ عليها حتى لا يتمكن المرء من قراءة الشعارات، وفي المساء وبينما كان الرفيق نجيب الشيخ محمد جالساً في مقهى الحي السفلى وبطريقة جبانة ومن الخلف اقدم المدعو نصرالدين علي معاون شرطة دربندخان ووكيل معاون الأمن وكالةً بضربه بعجل (الراشدي بالعامية العراقية)، وبعد ذلك حدثت مشادة بين الطرفين، ولكن رواد المقهى إستطاعوا حل المشكلة مؤقتاً.
عند سماعنا الخبر عن طريق الرفيق نجيب إجتمعت منظمتنا لدراسة الموضوع، وقررت مواجهة المعاون نصرالدين علي مباشرة، وتم تكليفي لاداء المهمة، وفي المساء جاء كعادته إلى الحي السفلي حيث بيت أخته (الأخت خانم زوجة الأخ السيد عمر سريع) إقترب مني وأمام الملأ (رواد المقهى) إعتذر لما حصل وقال: أرجو أن لا تعتبروا ما حدث إهانة لكم ولحزبكم، وطلبنا منه أن يعتذر لرواد المقهى، ففعل.
عند سماع المدعو (ع. ك) بالحادثة أبدى فرحته، وسبّ حزبنا حسب رسالة صديقنا الإنتهازي المتملق إلينا، وقد كرر (ع. ك) شتائمه وأمام صديقنا الإنتهازي المتملق الذي لم يرد على الشتائم، وقررت المنظمة الحزبية القيام بتأديبه، ومن أجل ذلك تبرع الرفيق {ج. ك}ورفيق آخر إختاره بنفسه القيام بتأديب صاحب الشتائم، وفي اليوم التالي فجراً قام الرفيق {ج . ك) ورفيقه بضرب (ع .ك) في زقاق من أزقة المدينة، وأخذ تعهد شفهي منه بأن لا يكرر حماقاته.
سمع الصديق الإنتهازي المتملق بضرب (ع .ك) وأرسل في الصباح الباكر أحد إخوته إلى أحمد رجب، وهو يحمل خبراً مفاده: لقد تم ضرب (ع .ك) وأن أخي أرسلني ويطلب مساعدتكم، وماذا يترتب عليه أن يفعله؟؟ وأخبرته بأن يقول لأخيه: إجلس في البيت، لأنك بعيد جداً عما حدث، وأن الشخص الذي ضرب صاحب الشتائم من منظمة أخرى، ولا يمت بأي صلة مع أخيكم.
في التحضير لإنتخابات نقابة المعلمين عاد الجبن إلى صديقي الإنتهازي المتملق، وطلب مساعدتنا له وإعفائه من مهامه، فقررت منظمة المدينة طرده من صفوف الحزب وعدم عودته مرة أخرى لأنه يزرع الجبن داخل تنظيمات الحزب، وبعد أيام حصلنا على موافقة اللجان القيادية على طرده، وتم إبلاغه بالقرار.
شهر آيار أخذ يزاحمنا ويقترب والنشاط الفعال يدب في اللجان والخلايا الحزبية لإحياء ذكرى عيد العمال العالمي، وإثر هذه النشاطات لرفاق الحزب تسربت أخبارها إلى الأمن والإستخبارات العسكرية وجهات أخرى (سنشير لها في كتابة خاصة) فبدأت أجهزتها بالمراقبة الشديدة وإعتقال بعض الرفاق الشباب، وللوقوف بوجه هذه الهجمة الشرسة قررت منظمة المدينة تشكيل وفد من الرفيقين أحمد رجب وملا حسن عامل دائرة ري دربندخان لمعرفة غاياتتهم وتوجهاتهم، وزار الوفد المقدم خالد مسؤول الإستخبارات، وبعد الترحيب بنا قال لنا نحن قررنا إطلاق سراح رفاقكم، ولكننا لا نسمح لكم إقامة إحتفال بعيد العمال، وشكرناه على حفاوة الترحيب وإطلاق سراح رفاقنا وأخبرناه بأننا سنقيم الإحتفال ونود أن تكونوا من ضيوفه، وبعد كلام متعدد الجوانب حول الوضع في المدينة والمنطقة وافق على إقامة الإحتفال ووعد أن يحضر، وعند العودة زرنا معاونية أمن دربندخان وأخبرناهم بموافقة الإستخبارات العسكرية على الإحتفال بعيد العمال العالمي وأخذنا وعدا من المقدم خالد بحضوره الإحتفال، والدعوة موجهة لكم أيضا ووافق السيد معاون الأمن بالحضور.
في الأول من آيار عام 1970 أقامت منظمة حزبنا {الحزب الشيوعي العراقي} إحتفالا بهيجاً يليق بعيد العمال العالمي، وأشرنا في كلمة المنظمة بأن رفاقنا الشيوعيين كانوا في المقدمة لتأسيس أكبر نقابة عمالية في العراق، وهي نقابة عمال سد دربندخان {نقابة البناء والمشاريع}، وضمت في صفوفها أكثر من {4500} عضو، وقد برز من النقابيين: إبراهيم كريم {أبو خليل – أبو ثورة}رئيس النقابة، دنخا {أبو باز – أبو يعقوب} وعمر رشيد و ميخائيل شعيا و سيادور {سأكتب بإسهاب حول هؤلاء النقابيين القدوة}، وكانت هناك نقابة الري التي ضمت: المناضل الشيوعي نجم الدين كاكه سعيد من حلبجة، قادر احمد، حسين فتاح، إبراهيم النجار وعمر سريع.
وألقى ممثل الحزب الديموقراطي كلمة بالمناسبة، وكانت للأغاني والدبكات وقراءة القصائد قسطاً كبيراً...
في عام 1971 وبقرار خاص من الحزب تم سحبي إلى مهمة خاصة، وعند كبس بيت حزبي تمّ إعتقالي، وعند إطلاق سراحي عملت في المنظمة العمالية لمدينة السليمانية، وبعد فتح مقر الحزب عملت في اللجنة الحزبية في الإدارة والمكتب الصحفي في السليمانية ومصاك {المكتب الصحفي لاقليم كوردستان}.
في أواخر عام 1978 وبعد إشتداد هجوم البعث العربي الجنوني على الحزب الشيوعي العراقي، تركت عائلتي {زوجة و5 أطفال والتحقت بقوات البيشمه ركة الأنصار للحزب الشيوعي العراقي} وخضت مع رفاقي في الحزب والحركة التحررية الكوردستانية غمار هذه التجربة الجديدة، وخلال هذا الحدث الجلل ألتقيت بالعديد من قادة وكوادر الحزبين (الديموقراطي الكوردستاني والوطني الكوردستاني) وقد تبوأت مناصب سياسية و وعسكرية ككادر متقدم ،وبعد (15) سنة وعند إندلاع الإنتفاضة الجماهيرية في كوردستان عدت إلى عئلتي وأهلي، واليوم أفتخر بحزبي الشيوعي العراقي والكوردستاني، ومستعد دائما أن أكون العضو الحزبي الامين دفاعاً عن الحزب والحركة الوطنية العراقية والكوردستانية.
أمّا صديقي الإنتهازي المتملق إنتمى إلى ""الحزب الديموقراطي الكوردستاني – حزب عزيز عقراوي وهاشم حسن عقراوي – الحزب الكارتوني"" من صنع حزب البعث العربي، وبعد فترة التقيت معه في بغداد وعن طريق الصدفة سألته عن حياته الحزبية، ورد علي قائلاً: تركت الحزب الديموقراطي الكوردستاني، والآن أعمل مع حزب الملا اسماعيل (ملا ماطور) وجماعة عبدالستار طاهر شريف.
بعد أن إستشرس حزب البعث العربي ونظام صدام حسين الدكتاتوري وإشعال الحرب العراقية الإيرانية إنتمى صاحبي الإنتهازي المتملق إلى حزب البعث العربي، وقد سمعت مرة من المرات بأن البعث يريد تعينه مديرا للناحية، ولكن سقط البعث العربي قبل أن يتسلق صديقي الإنتهازي المتملق لجني الثمار,
هذا الشخص تعلم أن يخوض نضالا منقطع النظير، وأن لا يبقى بدون إنتماء، وبعد إنتفاضة شعبنا الكوردستاني المباركة في التسعينات من القرن الماضي إنتمى إلى الحزب الديموقراطي الكوردستاني، وعند الحرب الطاحنة بين الإتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديموقراطي الكوردستاني رأى بأن كفة الميزان في هذه الحرب المدمرة تسير نحوإنتصار الإتحاد الوطني الكوردستاني، ترك حزبه الأول، وإنتمى إلى الحزب الثاني (الإتحاد)، وبعد تدخل وزيرة الخارجية الأمريكية (مادلين أولبرايت) والمصالحة بين الحزبين عاد صديقي الإنتهازي المتملق إلى الحزب الديموقراطي الكوردستاني.
ملخص هذه القصة: ذاتيات ولكنها حقيقة وحقائق، لأن أكثر من عشت معهم يعيشون الآن، هذا من جانب، ومن الجانب الآخر إنتهازية متملقة ومتسلقة، ولا يخجل عندما تواجهه ويقول بكل صلافة: ماذا فعلتم؟ تركتم العائلة والأهل، وحاليا لا تملكون شيئاً، لا تملكون قطعة أرض، بالعكس مني، وأنا حالياً ممثل السيد مسعود بارزاني رئيس اقليم كوردستان وأستلم راتباً جيداً، ولدي حماية وعددهم (4) ثلاثة منهم بالأسم فقط وراتبهم إلى جيبي.
لا أدري من أي ميزانية يدفع السيد مسعود بارزاني رئيس أقليم كوردستان لمثل هؤلاء النماذج، وحسب علمي يوجد في الحزب الديموقراطي الكوردستاني كوادر من ذوي الماضي النزيه والنظيف.
هذا النموذج:
فساد من نوع آخر.
فماذا يقول السيد مسعود بارزاني رئيس اقليم كوردستان؟؟؟
أحمد رجب:
سجين سياسي، وعضو السجناء السياسيين
عضو إتحاد الأدباء الكورد
عضو نقابة الصحفيين الكوردستانيين (العراقيين) سابقاً
عضو النقابة العالمية للصحفيين
عضو جمعية البيشمةركة القدامى (پێشمه‌رگه‌ دێرینه‌كان).
30/6/2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كاكة احمد رجب سوباس بو قسه ى جوان
وليد حنا بيداويد ( 2011 / 6 / 30 - 23:17 )
تحية للكتاب احمد رجب، بلا شك ان الفساد ينخر جسد الحكومة الكوردستانية وكذلك الرشوة التى صارت عنوانا لتمشية اية معاملة رسمية يوقع عليها اى مسؤؤل هناك ولابد القول ان رئيس الديوان السابق لحكومة كوردستان اكل الاخضر اليابس واستولى هذا الشخص بحكم مسؤوليته الوظيفية على العشرات من الاراضى فى ناحية عنكاوا ووقام بشراء مجموعة من بالااضافة الى الارصدة الشخصية التى يجب الكشف عنها لربما تكون مسجلة باسماء الاخرين من عائلته تهربا من الحساب والعقوبات ، فيا حبذا للسيد رئيس اقليم كوردستان ان يقلع جذور هكذا اشخاص ليكونوا عبرة لغيرهم فان المرض مستشرى بين كبار مسؤؤلى الحكومة والمسؤؤلين قبل غيرهم من الموظفين هناك
فالاجدر استئصال الجراثيم الكبيرة المؤثرة على الجسد الكوردستانى قبل التحرك على امور قد تكون هامشية غير مؤثرة على الرغم من عدم حضارية الفساد والرشوة وسرقة اموال المواطنين والاستيلاء على اراضيهم مثلما هو الحال الان
مع الود


2 - تحيةً وتقديراً للكاكا المناضل أحمد رجب
حميد خنجي ( 2011 / 7 / 1 - 00:54 )
حقا انني تمتعتُ بمقالك أخي الكريم - الحقائق الذاتية- أيّما متعة، لصدقه وبساطته ولغته النضالية


3 - تصحيح لما ورد
وليد حنا بيداويد ( 2011 / 7 / 1 - 08:10 )
تحية

بما ان المقال يتطرق الى التاريخ النضالى لكاكة احمد رجب وكان فى ذات الوقت
قد تطرق الى الحملة التصحيحية التى بداها السيد مسعود البرزانى فى اجتثاث الرشوة والفساد هناك رحت انا معلقا على نموذجا من تلك النماذج المنتشرة فى كوردستان وهى على سبيل المثال وليس الحصر وكان اسم رئيس الديوان السابق قد ورد فى ذكر المقال وهناك اخرون وهم بالعشرات يجب ان تطالهم الاجتثاث والمحاسبة وهم فى تغطية هذا وهذلك من المسؤلين وارصدتهم وعقاراتهم مسجلة باسماء اقاربهم
انا اقول يجب اقتلاع جذور هؤلاء اصحاب الرشى والتحقيق معهم فورا وانزال القصاص العادل بهم وفق القوانين والعدالة اذا مااراد السيد مسعود البرزانى تنظيف كوردستان من هذا البكتريا القاتل الذى وينخر الجسد الكوردستانى
تحية اخرى


4 - من تحمل المسؤولية
علي فهد ياسين ( 2011 / 7 / 1 - 12:08 )
بقدر مايقدم هذا المقال صورة واضحة عن النضال المشرف للحزب الشيوعي العراقي ولكاتبه الرفيق احمد رجب طوال عقود من التاريخ الوطني النزيه فانه يشير كذلك الى خطأ جسيم يتمثل في السماح لنموذج انتهازي واضح بالانتساب للحزب او تركه كيفما يشاء ووفق مصالحه الشخصية ولاكثر من مرة وكأن الحزب شركة يحدد هذا الانتهازي متى يشتري أو يبيع سنداتها في البورصة وهكذا حال يتحمل فيه من سمحوا له بذلك مسؤولية الخطأ الذي ارتكبوه مهما كانت مواقعهم القيادية
فكم من امثال هذا الانتهازي المتملق واكبوا الحزب طوال تاريخه وهل جرى كشف حساب لذلك وهل تحمل القادة الذين سمحوا لهؤلاء بتنفيذ توقيتات الانتماء والانسحاب حسب مصالحهم مسؤولية الاضرار الفا=حة في بعض الاحيان التي تسبب فيها هؤلاء الانتهازيين


5 - سنة الله
محمد جعفر ( 2011 / 7 / 1 - 14:00 )
تحية الى الانسان الطيب والمناضل الكبير واقول له تلك هي سنة الله في خلقه فالايام يتداولها الانتهازيون من التجار والبرجوازيين الذين يدركون اللعبة ويحرصون على ان تكون الكرة اما بحيازة رجل الامن او وكيل الامن


6 - انها ظاهرة
فرات علي ( 2011 / 7 / 1 - 15:52 )
يؤسفني ان ما يتناوله المناضل احمد رجب اصبح ظاهرة واضحة، ليس بالنسبة للمجتمع الكردستاني وسلطاته، بل انه السرطان الاكثر خطورة الذي ينهش بجسد الدولة العراقية. وربما كان ذلك احد الاسباب في تعثر التجربة العراقية الجديدة ونكوصها الواضح. وليس ادل على ذلك من هذا الكم الهائل من الوزراء والمدراء والدبلوماسيين الذين اقل ما يقال عنهم انهم اميون.. انه زمنهم مع الاسف.


7 - تحية نجفية شيوعية
ذياب آل غلآم ( 2011 / 7 / 1 - 17:51 )
رفيقي المناضل احمد لك من النجف وفي تلك المظاهرة كنا في صفوف الطلبة ولقد شاركنا هذه التظاهرة وذكرت الرفيق عدنان عباس ابو فارس هل تقصد نفس عدنان ابو نادية ابو تانيا المناضل الصلد والذي تعرفه ويعرفه الرفاق وحتى في الانصار انا اتذكر هكذا فلك الجميل بهذه الذاتيات لكنها دروس وعبر لكل الرفاق وليحذو حذوك ممن يريد ان يعلم الاجيال الجديدة للحزب ان الشيوعي شيوعي باخلاص واما الانتهازيين والمتملقين لا بد وان ينكشف غطائهم ويبان معدنهم الردي لك الشكر ونحن نتابع دروسك في النضال وهي ليس شخصية بل عامة للتعلم والاستفادة ونقول لك بعد الشكر هل من مزيدا ...نتظر

اخر الافلام

.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي


.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع




.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج