الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مقبرة الكتب المدرسية
احمد مكطوف الوادي
2011 / 7 / 1مواضيع وابحاث سياسية
للكتاب أهمية كبيرة في حياة الشعوب ووجودها الإنساني والتاريخي والديني والمعرفي والأخلاقي والجمالي ، وقد اكتسب اهميته وقدسيته واحترامه لتلك الابعاد و بما يحتويه من تلك المكنونات والرمزيات والإيحاءات ولما يمثله في ذاته كذلك باعتباره مصدرا أساسيا ومهما في التشريعات و نشر العلوم والمعارف والثقافات وبابا للحضارات وعاملا للتقارب بين المجتمعات والمناطق المختلفة في اللغة والثقافة والسلوك والأديان .
والكتاب المدرسي لا يمكن أن يخلو من هذه الثيمات والرمزيات والتي يضاف إليها قدسيته المستمدة من محراب الحياة وصناعتها واقصد بها (المدرسة) لما تلعبه من دور جوهري وكبير في صناعة الإنسان و تنوير مسيرته وإعداده وحقنه بالعلم وتجهيزه معرفيا ونفسيا وأخلاقيا .
وأنا أشاهد عملية تسليم الكتب المدرسية إلى إدارات المدارس بعد نهاية عام حافل ، أثار انتباهي منظر الكتب الممزقة ، تلك الكتب التي تطبع في خارج الوطن وتكلف الدولة ملايين الدولارات ، منظرها الجميل وألوانها الزاهية تحولت في فترة قصيرة إلى أوراق موحشة وميته و لا يمكن أن تنفع ثانية أبدا ، كتب توزع في سنتها الأولى وتتلف بشكل رهيب من قبل الطالب؟!
هل يمثل هذا الإتلاف لملايين النسخ نوعا من الإهمال والفساد الإداري ؟
فساد يشترك في المسؤولية عنه إدارات المدارس وكوادرها ووزارة التربية بشكل عام وكذلك الطلبة وأولياء أمورهم بالدرجة الأولى .
إن ثقافة اللامبالاة وهدر الأموال العامة وإهمال الأشياء العينية التي تكلف الكثير وفي هذا الوقت العصيب يجب إن تنتهي، هذه الثقافة البائسة والمدمرة يجب أن تنتهي وتموت ، نحن بحاجة لثقافة ووعي وإدراك جديد ، إدراك نشعر فيه بوطننا وأملاكنا وأموالناويجب علينا ان نعيد التفكير بثقافاتنا وفهمنا للحياة !
كيف نعلم الطالب ان يعشق الكتاب ويحب المعرفة ونحن لا نحرك ساكنا امام تمزيقه للكتاب !!! ملايين النسخ الممزقة تملأ مدارسنا !!!
كيف نعلم الطالب ان يحافظ على المال العام وننمي فيه ثقافة التعاون وحب الخير للأخرين ، كيف ؟
ونحن نتهاون في استلام كتبه الممزقة التي سيستلمها عراقي اخر وربما لا يمكنه الاستفادة منها كما الطالب الأول ؟
كيف نشيع ثقافة القراءة واحترام المعرفة وقدسية الكتاب والقلم ونحن نشترك في اغتيالها جميعا ؟
اليس في ذلك تحقيرا للعلم وللمدرسة وللكتاب والقلم؟
أليس في الحفاظ على الكتاب وتجليده ومتابعة الطالب من قبل الأهل والمدرسة خدمة وطنية جليلة وواجب أخلاقي لما سيوفره من أموال طائلة تقدر بملايين الدولارات ؟
لماذا نتكلم عن الفساد ونذمه ونحن نشترك فيه جميعا على اختلاف أنواعه وأحجامه وخطورته ؟
كم من الكتب المعادة لهذا العام تصلح في أن تكون جاهزة في العام القادم ؟
في منهج اللغة الانجليزية 2008-2009 تم إلغاء الطبعة وبشكل مفاجئ والتي مازال معظمها في المخازن والسبب في ذلك من اجل تبديل بعض الصور لفتيات بدون الحجاب الكامل ، كم تكلمت الأوساط التربوية والشعبية عن هذا الهدر المالي الكبير وسخرت منه ونحن كذلك ، ولكن هل انتبه هؤلاء الساخرون لإتلاف وتمزيق الكتب بشكل دوري ومزمن بسبب تهاونهم وبسبب اولادهم وبسببهم هم بشكل مباشر او غير مباشر ؟
إن الطالب الذي يمزق كتابه يتحمل وأسرته ومرشد صفه والإدارة والمشرف التربوي ووزارة التربية مسؤولية كبيرة عن هذا الهدر المالي الكبير ، دعوة صادقة إلى أن ننتبه لهذه الثقافة العمياء وان نشعر بأهمية الكتاب أولا ومهما كان نوعه وكيفية المحافظة عليه وإعطاء الكتاب المدرسي اهتماما واسعا و إعطائه قيمة حقيقية واثر كبير في نفوس التلاميذ والكادر التربوي ، والتأكيد على الاهتمام بالكتاب وربما وضع مبالغ مالية كغرامات على تمزيق الكتب للحد من تفشي هذه الظاهرة .
لنعلم الطالب ونجبره على الاهتمام بكتابه ، وفي حالة ان مواردنا تكفي لتكون كل الكتب جديدة دائما ، فلنترك الكتاب عند الطالب لما يمثله ذلك من ذكرى طيبة لديه وعامل اضافي يستدرجة للابداع والتعلم .
دعوة للاهتمام بالقطاع التربوي والتعليمي لما يلعبه من دور كبير وخطير في بناء المجتمعات والأوطان .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تمييز وعنصرية...هل تتحول ألمانيا لبلد طارد للكفاءات الأجنبية
.. غزة - مصر: ما تداعيات -استبدال- معبر رفح على النفوذ المصري؟
.. الرئيس الأوكراني يطالب حلفاءه بتسريع تسليم بلاده مقاتلات إف-
.. انتخابات بلدية في تركيا.. لماذا قد يغير الناخب خياراته؟
.. النيجر تؤكد أن الولايات المتحدة ستقدم -مشروعا- بشأن -ترتيب ا