الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استحقاق الدولة الفلسطينية00 معركتنا السياسية و الوطنية

جمال ابو لاشين
(Jamal Ahmed Abo Lasheen)

2011 / 7 / 2
القضية الفلسطينية


استحقاق الدولة الفلسطينية00 معركتنا السياسية و الوطنية
بقلم /جمال ابو لاشين
مدير الدراسات بالمركز القومي
فلسطين/قطاع غزة
في يونيو من العام 1974عقد المجلس الوطني دورته الثانية عشر بالقاهرة وقد غلب على هذه الدورة الصراع مابين برنامجين ، برنامج التسوية السياسية وبرنامج الرافضين لتلك التسوية ،وانتهى هذا الجدل بإقرار برنامج العمل الوطني المرحلي ، وأطلق عليه برنامج (النقاط العشر) وأصبح من أشهر البرامج في م.ت.ف كونه كرس مفهوم التسوية السياسية للقضية الفلسطينية ، وحلا مرحليا يعيد الضفة والقطاع واقتنع الرافضون وقتها بان السلطة التي ستقام على أي جزء من فلسطين ستكون منطلقا لتحرير باقي الأرض الفلسطينية .

لم يكن ذلك الوقت من خيار أمام الفلسطينيين إلا محاولة مجاراة مصر بعد نصر أكتوبر 1973 في توظيف حالة النزاع العسكري مع إسرائيل ، وترجمتها إلى مفاوضات سياسية ،لذلك في أكتوبر1974 تبنى مؤتمر القمة العربي المنعقد في الرباط مشروع عربي للتسوية مع إسرائيل تم فيه التأكيد على حق الشعب العربي الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولة مستقلة وبذلك سقط الاعتراضان السوري والأردني على الاستقلالية الفلسطينية وتكرس حق م.ت.ف في تمثيل شعبها .

ولم ينقضي شهر إلا وكان أبو عمار رحمه الله أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك ونالت م.ت.ف اعتراف الأمم المتحدة بها ممثلة لشعب فلسطين بصفة عضو مراقب في هيئة الأمم .

هذا الحراك السياسي بعد عام من أكتوبر يبين بلا شك أهمية الحروب في تحريك الأمم المتحدة ، فالسلم العالمي من أهم القضايا التي تثير الدول وتدفعها للنظر في كل القضايا الساخنة التي أمامها وهذا ما جنيناه من تفاعلات حرب أكتوبر .
فهل هذا أعفى أبو عمار والتيار المراهن على التسوية من الاتهامات بكل ألوانها ، بالطبع تعرض لشتى أنواع الشتم والاتهام وكل من عاصر ذلك الوقت يعلم أنه يوم ذهاب أبو عمار للأمم المتحدة كانت جبهة الرفض تجهز المخيمات الفلسطينية في لبنان للتظاهر ضده ، ونعته بأنه ذاهب للمنظمة الدولية للاستسلام ، ولكن آراؤهم تبدلت بعد رؤيته بالكوفية الفلسطينية واقفا بشموخ أمام أعضاء الجمعية العامة أولئك الذين صفقوا له طول الخطاب ، وبدلا من التظاهر ضده في المخيمات الفلسطينية نظمت حلقات الدبكة وأطلقت الزغاريد والهتافات المؤيدة ، فبهذا الاستقبال الحافل لابو عمار في الأمم المتحدة ، وبكم ممثلو دول العالم المستقبلين له شعر الفلسطينيون بكل مكان الرافض منهم والقابل بالزهو والافتخار ، وأحس الشعب الفلسطيني رغم تشرده ، والظلم الواقع عليه بأن قضيته لن تموت وان عنوانه منظمة التحرير الفلسطينية هي البيت الذى سيظلله 0

لقد حضرتني ذاكرة الذهاب تلك للأمم المتحدة لأقول لكل من يقللوا من شأن الذهاب للأمم المتحدة 0 إن الانتصار حتى لو كان معنويا فهو جهد يضاف لكل الجهود الفلسطينية لنيل الحق الفلسطيني ، ورغم علمي أن قيادتنا أجلت موضوع هذا الاستحقاق مرتين قبل ذلك عامي 1999و2000 إلا انه لايعنى الرضوخ للواقع المرير وأي اختراق يمكن للفلسطيني تحقيقه هو في صالح القضية الفلسطينية ، والشعب الفلسطيني الذى عانى كل هذه الويلات يعلم جيدا أن الدولة ليست في جيوب أعضاء الأمم المتحدة ، ولن يهجم حلف الناتو على إسرائيل لرسم حدود دولتنا ، كما هي رسالة لكل من ينال من همتنا من الرافضين والمتشككين أقول لهم إن عليكم رؤية المعاني وراء الذهاب للأمم المتحدة سواء طالبنا برفع عضوية منظمة التحرير من عضو مراقب إلى دولة كعضو مراقب ، أو طالبنا بدولة على حدود العام 1967.
ومن هذه المعاني التي قد لاتراها مكتوبة إلا أنها تستنتج وكلها تصب في صالح القضية الفلسطينية والمفاوضات استطيع سرد التالي :
- إن الدول لاتقاس بحجمها أو مساحتها بل بمدى علاقتها مع الدول الأخرى ، وهذه ميزة تتمتع بها قضيتا بحيث باتت الدول تسعى إلينا لتأخذ دورا تبرز من خلاله على الساحة الدولية وما حجم الدول التي صارت على استعداد للاعتراف بفلسطين إلا تعبيرا عن قوة دبلوماسيتنا ، وسيرنا في الاتجاه الصحيح بقوة تلك العلاقات حتى ولو كان الفيتو الامريكى حاضرا ، إذا هو استثمار في العلاقات الدولية يبنى عليه مستقبلا .
- هناك دول بقيت خارج الأمم المتحدة لسنوات وهى دول كبيرة اقتصاديا ، وسكانيا وصناعيا فألمانيا الشرقية ، والصين دخلت الأمم المتحدة بعد العام 1970 وسويسرا تلك الدولة التي تحوى الكثير من المؤسسات الدولية ، وتحوى الكثير من الاتفاقات التي جرت على أرضها . ظلت دولة بصفة عضو مراقب حتى العام 2002 حين رفعت عضويتها ذلك العام وهذا لم ينقص من سيادة اى منهم شيء ،لذلك وجب أن نعدل مفهومنا في الذهاب للأمم المتحدة بحيث أن مجرد إرجاع الملف الفلسطيني لمجلس الأمن والجمعية العمومية سيحركه على مستوى الرأي العام الدولي ، وسيعزز علاقتنا بالعديد من دول العالم كراغبين في السلام ، وهذا اختراق واضح للإعلام الغربي حيث شوهت إسرائيل لعقود صورتنا لديه ، وتحريك للجمود الحاصل في القضية الفلسطينية .
- أن نذهب للأمم المتحدة يعنى أن كل الديمقراطيات في العالم المساندة للثورات العربية ستنكشف أمام هذا الاستحقاق ، وان العدل والمساواة والسلم العالمي الذى يرددونه سيصبح وهم ، وهذا ما لاترغبه التحالفات الدولية المؤيدة للتغييرات، والوقت اليوم مناسب أكثر للحصول على تنازلات دولية .
- لو حصل اعتراف دولي بفلسطين على حدود العام 1967فهذا كاف مرحليا ليصبح مرجعية واضحة للتفاوض مما يحشر إسرائيل في الزاوية الم تقام دولة إسرائيل التي نراها اليوم "بوعد بلفور " ، وبقرار التقسيم 181 00 ألا يثبت ذلك أن الشعب الفلسطيني الذى قيل عنه بعد مؤتمر الكبار في يالطا بعد الحرب العالمية الثانية " انه ضاع بين أقدام الفيلة" انه لازال موجودا ويناضل لنيل حقوقه وان " الأبناء الذين سينسون " يكافحون بشراسة .
- ولان القرارات الدولية لاتسقط بالتقادم فالقرار 194 القاضي بالعودة والتعويض سيبقى وهذا لايضع الدولة في تصادم مع باقي الحقوق الفلسطينية وما ينسحب على اللاجئين ينسحب على القدس والمياه وغيرها من القضايا .
- إذا كان الذهاب للأمم المتحدة وطلب عضوية كاملة أو اعتراف بدولة على حدود عام 67 بما فيها القدس الشرقية يتطلب تشكيل حكومة كأحد مقومات تلك الدولة ألا يؤسس ذلك لحكومة فلسطينية مقبولة دوليا تستطيع مواجهة ماهو قادم ، ولهذا على المصالحة الفلسطينية أن تترجم واقعا ملموسا لمجابهة هذا الاستحقاق .

وعليه إذا كنا نرى الذهاب للأمم المتحدة من هذه الزاوية المتفائلة وجب على الجميع التوحد خلف هذا الهدف دون تشكيك ، وعلى القيادة الفلسطينية الاستعداد الجدي لهذا الاستحقاق ، والإلمام بكل ما من شأنه تعطيل هذا الهدف وهى كثيرة ويعلمها كل من عمل في أروقة الامم المتحدة، ولتكن رؤيتنا واضحة بلا اى التباس ولنعكس صدقنا في النزوع نحو السلام وإزالة الاحتلال .
وهنا استحضر موقفا لشهيدنا المناضل ناجى العلى ، وكان من المشككين في الذهاب إلى تسوية سياسية وفى ذهاب ابو عمار للأمم المتحدة العام 1974 ، وحال رؤيته الزعيم الفلسطيني بهذا الحضور في الامم المتحدة والفرحة التي عمت المخيمات الفلسطينية مزق كاريكاتيرا كان قد رسمه لهذه المناسبة ، وأبدع كاريكاتيرا آخر عكس فيه مدى سعادته بهذا الانجاز، وأجاب ردا على من سأله لماذا غير موقفه بقوله " أنا ثابت على موقفى إلا اننى إنسانا " وبذلك لخص مسيرة النضال الفلسطيني بأن " الاختلاف في الموقف السياسي لايعنى الصدام مع أصحاب المواقف الأخرى ، وأن الوطني فينا دائما ينتصر ، وان الموقف السياسي البعيد عن المناكفات يصبح التراجع عنه ليس انهزاما بل موقف وطني خالص يستحق الاحترام " .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا تنظر في حصانة ترامب الرئاسية في مواجهة التهم


.. مطالب دولية لإسرائيل بتقديم توضيحات بشأن المقابر الجماعية ال




.. تصعيد كبير ونوعي في العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل|


.. الولايات المتحدة تدعو إسرائيل لتقديم معلومات بشأن المقابر ال




.. صحيفة الإندبندنت: تحذيرات من استخدام إسرائيل للرصيف العائم س