الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشـبـــاب العربي وتكنولوجيا المعلوماتية

ساسي سفيان

2004 / 11 / 15
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تمر المجتمعات العربية في الوقت الحاضر بفترة تحول سوف تعيد ترتيب سياسات واقتصاديات القرن الواحد والعشرين فلن يكون هناك منتجات قومية أو تكنولوجيات معلوماتية ولا شركات الاتصال و الإعلام، فالقرن الحادي والعشرين هو بداية لظهور تكنولوجيا المعلومات ليرسم صورة جديدة تعكس بوضوح أكثر حقائق المعرفة العلمية في العالم الذي بدأ في الظهور والمجتمعات التي تتشكل تبعا لذلك تطورها في هذا البحث تجد بأن هناك توافقا عميقا بين التحولات التكنولوجية والتحولات المعرفية وكما هو معلوم فان الاقتصاد عصب الحياة وأساس التطور الحضاري والعلمي في هذا القرن، وتطور أي شيء في هذا العالم يتأثر بصورة كبيرة بالتطور الاقتصادي، وتزامن ظهور الثقافة التكنولوجية العالمية مع تطور الإعلام العالمي والشبكة العالمية للمعلومات " الإنترنت " ومنظمة الثقافة
والعلوم العالمية واحدة وهي يسيران باتجاه نقطة العالمية
دليل على إن التكنولوجيا و المعرفة و التي لا يمكننا تحديدها إلى في ضوء ما يراه بعض علماء الاجتماع فهل سبق أن سألت نفسك عن مدى أهمية التكنولوجيا في حياتنا اليومية ؟ هل تساءلت عن تأثير التقدم التكنولوجي من حولك عليك ؟ هل ما زلت تصدق انك لا تحتاج إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في حياتك ؟ وانك بعيد عن هذا المجال؟ دعني إذا أذكرك بهذه المواقف .هل أعجبك مشهد من أحد الأفلام و تعجبت من الخدع السينمائية المستخدمة فيه ؟ آلم تتساءل كيف يتم عمل هذه الأشياء ؟
إن منظمة الثقافة والعلوم العالمية UNESCO ( اليونسكو) والشبكة الدولية العامة للمعـلومات ( الإنترنت ) فضلا عن شبكات الأخبار والإعلام الدولية المختلفة هي الأسس الأولية لولادة هذه المنظومة والتي ستخلق الحاجة إليها في ظل عصر التطورات السريعة الذي نشهده انبثاق نظام خاص بها من شانه إن يكون إطارا معرفيا عاما للجنس البشري بأسره.
قد يحسب هذا التوقع تنبؤا ، لكن في الوقت نفسه يمكن تسميته اقتراحا على المدى البعيد لإنشاء مثل هذه المنظومة والتي قد يلاحظ أي باحث في التطورات الدولية حتمية انبثاقها في ظل التطورات السياسية والاقتصادية التي يشهدها القرن الحادي والعشرين .
إن هذه المنظومة من شانها برمجة المعلومات التاريخية والعلمية وغيرها من مصادر مختلفة بحيث تظهر في صورة جديدة تكون بها هذه المنظومة مصدرا جديدا ومعتمدا وشاملا للمعلومات المطلوبة من قبل أي فرد في هذا العالم خصوصا إذا ما بوبت هذه المعلومات في برامج دولية متفق عليها من قبل الباحثين والمختصين في العالم عبر الشبكة الدولية العامة للمعلومات ( الإنترنت )، قد يؤدي حدوث ذلك إلى تعميم المعرفة وتوحيدها لتصبح في متناول الجميع.
إن انبثاق نظام معرفي عالمي يستند إلى المصادر المعرفية الأصيلة من شانه تثبيت هوية جديدة للمعرفة وذلك بالتأكيد سيضيف هوية جديدة للفرد يعتز بها بالإضافة إلى انتماءاته السابقة التي تكون قريبة إلى نفسه بالتدرج الآتي :
هل تدرك كمية المعلومات والأخبار التي من الممكن أن تصل إلينا في لحظات من جميع أنحاء العالم من خلال وسائل الإعلام و الإنترنت عن طريق الأقمار الصناعية
هل تذكر عندما احتجت إلى بعض المعلومات في مجالك الدراسي أو العملي وتوقفت عند حقيقة انك لا تعرف كيف يستخدم الإنترنت بشكل جيد
الحقيقة هي أن معظم الشباب العربي يعاني من أحد المشاكل الأساسية في المجتمع العربي والجزائري خاصة هو عدم الاهتمام بالجانب الثقافي في أنظمة التعليم، والمشكلة تزداد سوءاً في التعليم الجامعي حيث يصبح تركيز الطالب منحصر على تخصصه ، مهملاً الناحية الثقافية وغير مهتم بالبحث عن منابع أخرى للمعرفة . وذلك يرجع إلى عدم تشجيع وتنمية الرغبة في المعرفة لديهم منذ مرحلة الطفولة أو ضمن مؤسسات التعليم ، التربية و التثقيف في المراحل العمرية الأولى ،
وهذه المشكلة تتفاقم مع التطور السريع للأجهزة و الوسائل التكنولوجية الذي يعد سمة من سمات هذا العصر وخاصةً تطور تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات الذي جعلها وسيلة لا يمكن الاستغناء عنها في كل مجالات الحياة، فأصبحت المشكلة ليست مجرد حاجة إلى تنمية ثقافية ولكن هي مشكلة أمية وجهل تام بلغة هذا العصر ..عصر المعلومات.
في الثمانينات قام “ Alvin Toffler ” بتأليف كتاب اسمه “ the third wave ” أو الموجة الثالثة" قسم هذا الكاتب في كتابه مراحل التطور إلى ثلاث موجات من التغيير كانت الأولى بالثورة الزراعية الذي أدى إلى الانتقال من الصيد إلى حياة أكثر استقرارا، والموجة الثانية من التغيير جاءت عن طريق الثورة الصناعية وقد تنبأ الكاتب بالموجة الثالثة وهي التي نعيشها حالياً وهي موجة المعلومات والإعلام والاقتصاد .
ولهذا أصبح لدى الشعوب ثلاثة اختيارات ، إما تجاهل هذا التطور الذي يدور حولها أو مواكبة هذا التطور و تغيير الأنظمة الحالية ، أو المواكبة وأيضا التطوير والتنمية و تنبؤ ما سيحدث حتى يكون لها الأسبقية في التطور وبناءً على ما سبق ذكره يجب علينا أن نلقي الضوء على هذه المشكلة وذلك عن طريق الاهتمام بتطوير نظام التعليم ليكون مواكباً لهذه الصحوة التكنولوجية مع الاهتمام بالجانب الثقافي وتنمية الرغبة على البحث والمعرفة لدى الطلاب منذ الصغر ، وتشجيعهم على الاهتمام بالحصول على المعلومات من كل الوسائل المتاحة ، وطبعاً لن يكون الاعتماد كلياً على الهيئات التعليمية ولكن على كل فرد أن يبدأ في تثقيف نفسه وإدراك أهمية التكنولوجيا في حياته و أن يكون نشر أيضا له دور في الوعي التكنولوجي في المجتمع ، وهناك دائما فرصة للتعلم مهما تأخر الوقت أو تقدم العمر .
دعوني الآن القي الأضواء على مشكلة أكثر أهمية ، فأنا كنت أخص في كلامي السابق المجتمعات التي لا تواكب التطور العلمي ولا تدرك حجم أهمية الثقافة التقنية في حياة أفرادها ، أما الآن فأنا أوجه كلامي إلى من هم يعملون في هذا المجال في مصر والبلاد العربية . فإذا القينا نظرة على المواقع العربية و اقصد المواقع المكتوبة باللغة العربية سنجد إنها تتسم بالسطحية و يقع الاهتمام الأكبر فيها على الخدمات الترفيهية كالدردشة والألعاب والترفيه بينما نفتقر المواقع الجادة التي يمكن من خلالها الحصول على المعلومات، وحتى المواقع الإخبارية فمعظمها تكون مترجمة من مواقع غربية تحمل فكراً لثقافات ومجتمعات أخرى .
لقد غاب عن البعض أن التكنولوجيا ليست مجرد هدف نريد الوصول إليه ، بل هي وسيلة نستطيع من خلالها الوصول إلى أهداف أخرى، وللأسف فإن قلة من الشباب يدركون هذا ، فانهم دائما ما يصطدمون بالمحتوى العربي على الإنترنت، ويتجهون إلى مواقع أخرى غربية للحصول على المعلومات العلمية أو الأدبية أو الفنية وخلافه ، بل أنهم يبحثون في هذه المواقع عن معلومات تخص مجتمعاتنا العربية بل والدينية أيضا.
وقد تسبب ذلك في عدة مشاكل واجهتها الثقافة العربية في ظل هذه العولمة ، و التي يمكن اعتبار أن من أهمها :
أولاً : ضياع وطغيان المصطلحات الأجنبية على كل ما يتعلق بالتكنولوجيا
ثانيا :اتجاه الشباب للحصول على المعلومات من المواقع الغربية والتي يكون بعضها لا يناسب مجتمعاتنا العربية
ثالثا : تردد بعض الشباب على استخدام الكمبيوتر و الإنترنت لضعفهم أمام ما يقدماه من كم معلوماتي هائل و باعتبار الإنترنت فضاء واسع للاتصال.
رابعا: إعطاء الفرصة للجهات الغربية بمخاطبة عقول الشباب العربي وخاصة أن فئة كبيرة من مستخدمي الإنترنت هم الشباب صغير السن الذين ليس عندهم المعلومات الكافية التي تمكنهم من إدراك المعلومات الخاطئة ،فقد ظهرت مؤخرا مواقع باللغة العربية تتحدث عن الإسلام وتحمل معلومات خاطئة بل وآيات قرآنية مؤلفة تنفر من العرب والمسلمين تحديدا
خامساً : اقتصار فئة كبيرة من الشباب استخدام الإنترنت على الدردشة والترفيه و أصبح لا يمثل لهم أي قيمة علمية وذلك يجعلنا ننحرف عن المسار الصحيح بعد أن انتهينا من أولى الخطوات . دون أن ندرك أننا بذلك نستخدم الحد الآخر للتكنولوجيا.
وأخيراً أوجه دعوة لجميع الشباب العربي أن يدركوا أهمية التكنولوجيا في حياتنا ، أنها وسيلة لكل هدف نسعى إليه . وأننا لن نستطيع أن نجعل صوتنا مسموعا إلا إذا تفوقنا علميا على المجتمعات الأخرى . لذلك أدعوكم أيها الشباب أن تهتموا بالجانب الثقافي في حياتكم فنحن كما ذكرت في عصر الموجة الثالثة عصر المعلومات
ودعوة أخرى للهيئات التعليمية والحكومات و كبار الشركات بالاهتمام بالشباب وإعطائهم الفرصة لتنمية أنفسهم ويكون لهم دورا في المجتمع . لأنهم سريعاً ما سيستلموا الرايات من الأجيال السابقة . فالشباب هم المستقبل و بأيديكم استغلالهم من اجل مستقبل أفضل .
ساسي سفيان
[email protected] البريد الإلكتروني :








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قبل عمليتها البرية المحتملة في رفح: إسرائيل تحشد وحدتين إضاف


.. -بيتزا المنسف- تثير سجالا بين الأردنيين




.. أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط


.. سفينة التجسس بهشاد كلمة السر لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر




.. صراع شامل بين إسرائيل وحزب الله على الأبواب.. من يملك مفاتيح