الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عصابات الأسد بين إعتقال الأطفال الرضع واغتصاب الحرائر

سعاد جبر

2011 / 7 / 6
حقوق الانسان


تتعالى أنفاس الإصلاح والتغيير الموهومة في سوريا تحت مظلة عصابات الأسد الدكتاتورية ، وتتصدرها أبواق تغرد لنظام موهوم قد سقطت شرعيته من أول يوم أطلق فيه رصاصة على شعبه الأعزل ، في محاولات يائسة لتجميل وجه بشع قبيح ، يرتكب كل يوم جرائم وانتهاكات لا يمكن السكوت عنها ضد الإنسانية، ولقد بلغت جرائم الحرب التي يمارسها عصابات الأسد التي يقودها ماهر الأسد والشبيحة حداً في انتهاكات حقوق الإنسان لا يمكن تمريره دون تسليط الضوء الإعلامي بكافة وسائلة للتشهير به ، ألا وهو اعتقال طفل يبلغ من العمر ثلاثون يوماً في حماة وكذلك في دوما ، وأخذه عنوة من أهله ، كإحدى أوراق الضغط على المواطن السوري الحر حتى لا يخرج في التظاهرات السلمية المطالبة بالحرية والكرامة .

فكيف للعقل أن يستسيغ اعتقال طفل رضيع في المراكز الأمنية اللااخلاقية ، والحال ذاته يقال بشأن كافة أشكال الشذوذ السلوكي التي تمارسها هذه العصابات الهمجية في جرائم الاغتصاب ضد حرائر سوريا ، والسؤال المطروح هنا هل بلغ حد الإفلاس لدى تلك العصابات المجرمة إلى هذا الحد ، الذي يستخدم فيه الأطفال الرضع ورقة للضغوط على المتظاهرين السوريين ، حتى يلزم بيته ولا يطالب بالحرية ، ويرضى بحكم النازيين الجدد ، وهل بلغ حد الإفلاس أيضاً لديهم إلى ارتكاب جرائم الاغتصاب ضد حرائر سوريا بوحشية واستعداء للشعب السوري كله الحر الأبي ، حتى يترك حق التظاهر ويرضى بدكتاتورية بشار الأسد وأزلامه.

وانطلاقا مما سبق ، فإلى أين يسير مركب السلوكيات السادية الشاذة لدى تلك العصابات المنحرفة سياسيا وأخلاقياً سواء المحلية أو المستوردة من إيران ولبنان والعراق - لأن الكثير من شهود العيان يؤكدون أن الكثير ممن يمارس هذه الجرائم لا يتكلم العربية البتة - و السؤال هنا ما هي الجرائم الشاذة القادمة ؛ عقوبة لنطق كلمة الحرية ، لان اللازم عند هذه العصابات الدموية أن يكون الشعب السوري الحر عبداً لها، في عنفوان ربيع الحرية العربي ، وكلماتي هنا صرخة مدوية لكل منظمات حقوق الإنسان الدولية للوقوف وقفة جادة حاسمة للتشهير بجرائم هذا العصابات المجرمة على كافة المستويات ، وبكافة الوسائل المتاحة ، حتى يحاسب كل مجرم على أفعاله الشنيعة في العنف غير المبرر ضد الطفل السوري الذي يقتل ويمثل بجثته ويعتقل ويعذب حتى الرضع منهم ؛ وكذلك المرأة السورية التي تتعرض لجرائم الاغتصاب يوميا ، من قبل عصابات الأسد والشبيحة ، دونما رحمة ، وصرخاتها لا يسمعها احد ، والساديون يتلذذون بالضحية ، وارتكاب جرائمهم البشعة دونما رقيب ، كأننا في غابة حيوانات مفترسة ؛ فهذه الهمجية اللاانسانية جعلت الشعب السوري الحر يلعن هؤلاء كل صباح ومساء ، ويعلى صيحاته بوحدة الشعب السورية وحريته عبر المظاهرات السلمية ورفضه لهذا النظام السادي ، الذي يرقص ويتلذذ على جراح شعبه ، ويؤلف مسرحيات الإصلاح كل يوم ، في حلل جديدة ، لتضليل الرأي العام العالمي ، في محاولات بائسة فاشلة ، رغم التلميع الإعلامي لها ، مع إنها في جوهرها مهازل سياسية لا تستحق الذكر أو التعليق عليها .

والمتتبع للتقارير الصادرة من الأرض السورية الحرة ، يستخلص حالة الهستيريا التي بلغها إفلاس هذه العصابات المتوحشة ، من خلال ارتكاب جرائم عنف ضد الأطفال ، وتوسيع رقعة اغتصاب النساء بهمجية شنيعة ، لا يمكن لكل ناشط حقوقي أن يسكت عنها ، ودونما يشهر بهذه الجرائم الوحشية ، التي تنم عن سيكولوجية عنف مرضية سادية ، تفرغ حقد هذه العصابات ونفسياتها المرضية الغير سوية ، في سلوكيات منحرفة شاذة بشعة تتسم بالوحشية والدموية ، وتشكل انتهاكات صارخة ضد الإنسانية ، في ظل حكم عصابات مفلسة سياسيا ونفسيا ، قد اسقط الشعب شرعيتها من الرأس حتى القدم ، من القمة حتى القاع ، ولذلك فإن مداد الثورة السورية يغلي ، وتلك الجرائم البشعة ستزيد من عنفوان الثورة ، لكي يقتص لهؤلاء الأبرياء الذين انتهكت حقوقهم في وضح النهار ، من خلال دولة القانون والقضاء النزيه في سوريا ما بعد الثورة.

وختاما فإن الثورة السورية نالت إعجاب العالم المتحضر بسلميتها ، في الوقت الذي تستخدم فيها عصابات الأسد والشبيحة كافة أشكال العنف اللامعقول واللاانساني والبشع والوحشي ضد الشعب السوري الأعزل ، وبالأخص تجاه أطفال وحرائر سوريا ،في ظل صمت عالمي مخجل ، فهل يعقل لهذا العالم المتحضر أن يقبل اعتقال الأطفال الرضع، واغتصاب النساء بهستيريا سادية بشعة ، والى متى هذا الصمت الدولي ، وعلى من تعود مصلحة هذا الصمت الدولي ، وقد تمادى هذا النظام بغطرسته ودكتاتوريته ، وما زالت بحار الدم تنزف دونما توقف ، دونما تفريق بين ادمي أو حتى الحيوان ، فضلا عن حرق المحاصيل ، وهدم البيوت على أهلها ، وشنق الأحرار علنا ، وتعليق جماجهم على الأخشاب ، فبأي ذنب قتل هؤلاء ، وما هي جريمتهم ، وهل نحن في عصر التحضر واحترام الحريات وحقوق الإنسان ، أما إننا في عصور بائدة متحجرة تنخر جاهلية ونازية ، والى أي نهاية تريد أن توصلنا إياها تلك العصابات الدموية الخارجة عن القانون والإنسانية ، وهل يقف المثقف العربي الحر صامتاً أمامها ، دونما مبادرة منه للتشهير بتلك الجرائم الوحشية ، ودعمه للثورة السورية ، بكافة السبل المتاحة له ثقافيا وإعلامياً ، تلك هي صرختي عبر هذه الكلمات الجريحة من دماء الشعب السوري الحر الأبي ، لعلها تجد اذاناً صاغية وقلوبا عاقلة ، وهمم عاليه تعلي أنفاس الثورة السورية ، ومصداقيتها ، وعدالة مطالبها ، وحقها في التعبير عن ذاتها ، والدفاع عن كرامتها ومطالبها في دولة مدنية ديمقراطية عادلة ، ولعل تلك الكلمات تجد من يتحسس معاناة حرائر سوريا اللواتي يراد لهن التغييب عن المشهد السوري الثوري بمواجهتهن بكافة أساليب القمع والشذوذ السلوكي ، ولكن حرائر سوريا سيبقين لغة الضوء الخالدة الملونة من الشمس بألوانها السبع ، ولن تختفي ،إنها لغة الضوء الملون من درعا وحماة وحمص وجسر الشغور وتلكلخ ودوما وبانياس واللاذقية وحلب ودير الزور ، وكل الثرى السوري ،هذه الأشعة السرمدية الملونة الجميلة ستخرج لتلك العصابات الشاذة من السماء والأرض وكل اتجاه ، تنادي بالحرية ، ولن تملك وحشيتكم إزالتها من الكون فالخلود لها والفناء لكم يا خفافيش الظلام ، وستبقى كلمة أطفال سوريا الكلمة الحرة الخالدة ، ويعليها كل سوري ثائر على الظلم والدكتاتوريات ، وكل مثقف عربي حر ، ليدافع عن الطفل السوري وما يعانيه من خوف وألم ، وتعذيب وقتل يومي ، واعتقالات همجية ، وكما يقول الشاعر محمود درويش إنه :

يُعَشِّشُ في حِضنِ والدهِ طائراً خائفاً

مِنْ جحيمِ السماءِ: احمني يا أبي

مِنْ الطَيرانِ إلى فوق! إنَّ جناحي

صغيرٌ على الريحِ... والضوءُ أسْوَدْ

يُواجهُ جيشاً، بلا حَجرٍ أو شظايا

كواكب، لم يَنتبه للجدارِ ليكتُبَ:

"حُريتي لن تموت".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. برنامج الأغذية العالمي: معايير المجاعة الثلاثة ستتحقق خلال 6


.. اعتقال طلاب مؤيدين لفلسطين تظاهروا في جامعة جنوب كاليفورنيا




.. -الأونروا- بالتعاون مع -اليونسيف- تعلن إيصال مساعدات إلى مخي


.. عنف خلال اعتقال الشرطة الأميركية لطلاب الجامعة في تكساس




.. تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني