الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الانظمة الدكتاتورية تصنع أحزابها المعارضة !!
حسين محيي الدين
2011 / 7 / 10اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
قبل أكثر من ثلاث عقود التقيت بأحد المسئولين الأمنيين ممن عرف عنه البطش والقتل بقوى اليسار العراقي , وكان يومها لاجئا سياسيا في جمهورية مصر العربية وكنت أتردد عليه باستمرار بحكم مهنتي وإقامتي في هذا البلد الشقيق وكان كثيرا ما يدور بيننا حوار حول فترة وجوده في السلطة , وفي أحد الأيام طرحت عليه السؤال التالي . لماذا قتلتم هذا العدد الكبير من المواطنين العراقيين الأبرياء أو المغرر بهم ؟ أما كان بالإمكان الاكتفاء بسجن أو حتى قتل قياداتهم وترك الأمور كما هي عليه ؟ فأجابني بدهاء ومكر . أيعقل أن نقتلع شجرة من جذورها وهي مصدرنا الوحيد لاصطياد العصافير ! فأجبته يعني أنكم تعتاشون على قتل الأبرياء ! فأجابني لا يا ولدي . لو قتلنا هذه القيادة التي تتكلم عنها , أي لو اقتلعنا هذه الشجرة فسوف تجد هذه العصافير شجرتا أخرى لا نعرفها وليس لنا تعامل معها وبالتالي سوف نفاجئ بحادث أو ثورة ما لا يعرف خطورتها إلا الله . وأطلعني الرجل على أسماء بعض الشخصيات التي كنا نعتقد أنها وطنية وأتضح فيما بعد أنها لم تكن سوى عملاء للأنظمة . ومنذ ذلك الحين وأنا أكثر حبا وتقديرا للشباب الذين يمتلكون الحس الوطني ويضحون بأنفسهم من أجل مبادئهم , ولا أميل كثيرا لقيادات تلك الأحزاب أو لبعضها كوني أشك في حقيقة نواياها وارتباطاتها . قد يكون جانبني الصواب في الكثير من تقدير هذه الشخصيات ولكن هذه الحالة تعمقت في ضميري وأصبحت واحدة من الحقائق التي لا تقبل الشك . ومع مرور الزمن تأكد لي صدق نظرية هذا المسئول ودناءة تفكيره .
صدقه لأن الحكومات في معظم البلدان العربية تترك قيادات الأحزاب المعارضة أو بعضها طليقا بل تحافظ عليه وعلى سلامته الشخصية وتقتص من القيادات الوسطية والشابة فتنهي حياتهم أو تحولها إلى جحيم ليس أعظم منه الموت .
أم دناءة تفكيره وعمله هو إنهاء حياة إنسان همه الوحيد هو حب وطنه والذود عن كرامته . وبناء بلده والانتقال إلى مرحلة جديدة من التقدم والازدهار .
السؤال الذي أطرحه دائما على نفسي هو. لماذا س من الناس يعمل في هذا الحزب المحظور لعقود من الزمن ولم يتعرض لأي محاولة اغتيال أو قتل بينما ص من الناس يصفى لمجرد انتمائه لهذا الحزب أو ذاك . لاشك لدي بأن هنالك قيادات تاريخية وطنية كثيرة ولديها حس أمني عالي المستوى تمكنت من أن تحافظ على حياتها ونشاطها لفترة طويلة من الزمن . لكن هذه الشخصيات الاستثنائية كانت أكثر ما تخشاه هو من بمستواها القيادي . أكثر من أعوان النظام المعروفين . ألسؤال الذي يطرح نفسه وبإلحاح لماذا فوجئت الحكومات العربية وأحزابها السياسية التي في السلطة وخارجها أي أحزاب المعارضة بنسيم الربيع العربي وما هو الخطأ التي ارتكبته في تكتيكاتها . الجواب في تقديري هو أن عصافير أو شباب العلم العربي عرف بأن الشجرة التي كانت ترعاها تلك الأنظمة ما هي إلا مصيدة لها فعزفت عنها وخلقت قياداتها من بينها وتمكنت من مفاجئة عدوها اللدود وضربه في مقتل . ليعذرني كل قادة الأحزاب السياسية في عالمنا العربي خصوصا أولائك الذين تقمصوا دور المناوئ للحكم الدكتاتوري وهم يعرفون أنفسهم طبعا لأقول لهم ما زال دوركم محفوظ إن وفقتم في الالتفاف على الثورات العربية وسحب البساط من تحت أقدامهم . فلا تزال بقايا الحكم البائد بحاجة إليكم
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - مصائد للمخلصين
علي الشمري
(
2011 / 7 / 10 - 05:13
)
الاخ الغالي حسين محي الدين المحترم
أن الحكومات العربية عندما تحافظ على القيادات السياسية المعارضة ,لغرضين,الاول كونها تريد تجميل وجهها بصبغة ولو قليلا من اصباغ الديمقراطية الموهومة,والثاني الايقاع بالوطنيين والشرفاء المحبين لوطنهم وقتل الروح الوطنية عندهم وعند الاخرين الذين يحاولون اىلسير على نفس الطريق,...
ومكافأة لتلك القيادات التي أطالت من عمر الانظمة الديكتاتورية ,تبقى طليقة وترسل الى دول اخرى بحجة المعارضة,انها تحف تاريخية تستحق ان يكون لها مكان في المتحف الوطني العراقي.
تقبل تحياتي
2 - ثورات العالم العربي ومحاولة التخريب
حسين محيي الدين
(
2011 / 7 / 10 - 12:47
)
اصبح الان دور الاحزاب العربية الكلاسيكية هو التوفيق بين الثورات والانظمة الدكتاتورية لكن الثوار باصرارهم على عدم التفاوض مع الانظمة افقدوالدور المرتقب لا حزاب المعارضة العربية . شكرا على مرورك اخي الكريم
3 - الاخ الدكتور حسين محى الدين المحترم
علي عجيل منهل
(
2011 / 7 / 10 - 17:08
)
اتفق معك فى هذا التحليل وفى العراق حصل الامر عام 1978 بعد سقوط الجبهة الوطنية -وفى عام - 1963
تصفية القيادات الشيوعية الشيعية وترك السنية
4 - رد
حسين محيي الدين
(
2011 / 7 / 11 - 04:19
)
عزيزي علي عجيل منهل الامثلة كثيرة والمسألة لا تقتصر على الشيوعيين فقط با كل الاحزاب السياسية الهدف من كتابة المقالة هو أن عالمنا العربي وخصوصا تلك الدول الذي سقطت انظمتها أو على وشك السقوط سوف تنتج احزاب سياسية معارضة حقيقية وان الاحزاب الكلاسيكية تتحول الى احزاب مكتبية وتموت في النهاية لأنها لا يمكن ان تعيش في ظل انظمة ديمقراطية وشكرا على مرورك الكريم
.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهداف مناطق عدة في قطاع غزة
.. ما الاستراتيجية التي استخدمتها القسام في استهداف سلاح الهندس
.. استشهاد الصحفي في إذاعة القدس محمد أبو سخيل برصاص قوات الاحت
.. كباشي: الجيش في طريقه لحسم الحرب وبعدها يبدأ المسار السياسي
.. بوليتيكو تكشف: واشنطن تدرس تمويل قوة متعددة الجنسيات لإدارة