الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تاريخ الاهواز- عربستان- منذ عصر الافشار حتى الوقت الراهن ، الفصل العاشر الحلقة الثانية

جابر احمد

2011 / 7 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


تاريخ الاهواز- عربستان- منذ عصر الافشار حتى الوقت الراهن
الفصل العاشر – الحلقة الثانية
بريطانيا تعيد النظر في سياساتها :
لقد استطاعت بريطانيا ان تعيد النظر في تحالفاتها السابقة مع امراء الخليج العربي و كذلك سلطان مسقط ، كما انها اعترفت اعترافا كاملا باستقلال المملكة العربية السعودية بقيادة " الملك عبد العزيز بن سعود " وفي حدوها السياسية و الجغرافية المحددة ، وفيما يتعلق به " الشريف حسين " فقد اعطته وعودا كثيرة من بينها الخلافة الدينية على العرب ، في حين كان " الشريف " على دراية كاملة بالسياسة البريطانية في المنطقة ، وكان كل هدف السياسة البريطانية ومناورتها تجاه العرب هو الانتصار في الحرب على اعدائها المتمثلين بالمانيا و الامبراطورية العثمانية ، ولم تولي اي جهدا لعواقب تعهداتها تجاه الامراء العرب ، وكانت تعتقد ان هذه التعهدات سوف يمكن تداركها وحلها عبر حنكة المسؤولين البريطانيين ، وحتى بوسع بريطانيا ان تتنصل عن هذه التعهدات بكل سهولة .
بعد ان تلقى الجيش البريطاني ابان الحرب العالمية ضربة قوية من القوات العثمانية في منطقة "سلمان باك " بالقرب من بغداد ، تراجع هذه الجيش حتى استقر به الامر في الكويت وفي ظل هذه الاوضاع تداعى رجال السياسية البريطانية الى عقد اجتماع طاريء فيما بينهم وفكروا اذا سارت الحرب على ها المنوال فان بريطانيا لا تستطيع ان تفي بتعهداتها تجاه الامراء العرب في المنطقة وعندها سوف يثورون ضد بريطانيا مما يعتبر خطرا كبيرا عليها ، من هنا فقد عمد البريطانيون مرة ثانية الى احياء مباحثاتهم مع " الشريف حسين " واوعدته انه سوف تدعمه بالمال والسلاح اذا ما اعلن الثورة الشعبية ضد العثمانيينو من اجل الاستقلال و الوصول الى اهدافه السياسية و العسكرية .
رغم الوعود التي اعطتها بريطانيا " للشريف حسين " الا انه في البداية لم يصدقها ، كما انه لا يطمئن و يبدو مخاوف من ا الامراء العرب وخاصة الملك عبد العزيز بن سعود ، الا ان بريطانيا تعهدت له بالدعم وحمايته في جميع المجالات السياسية و العسكرية ، وانطلاقا من هذه السياسة دعت بريطانيا الحكام والامراء العرب في المنطقة الى مؤتمر يتم عقده في الكويت ليتم الاعلان من خلاله التأييد الكامل " للشريف حسين " ودفعه للقيام بثورته ضد الامبراطورية العثمانية .
وهنا لابد من الاشارة لو ان الحكام المحليين العرب في المنطقة لم يلبوا دعوة بريطانيا و يعطوها جوابا سلبيا ووقفوا الى جانب المانيا و النمسا و الامبرطورية العثمانية ضد الحلفاء " بريطانيا روسيا و فرنسا " فان التاريخ لم يغفر لهم على الاطلاق ، و لربما لبقوا حتى اليوم تحت سلطة اكبر امبراطورية تقليدية رجعية " العثمانية الانكشارية " و لم يصلوا الى الاستقلال الذي يتمتعوا به اليوم . الا ان الفهم السياسي للحكام العرب في تلك الظروف الحساسة و المصيرية و التاريخية كان فهما صحيحا للغاية . اذ ليس من وسيلة هناك من وسيلة للتحرر الا بالاحتماء بالبريطانيين ومحاربة العثمانيين . وذلك من اجل الوصول الى الاستقلال . وقد ادت هذه السياسة الى فرط عقد اكبر امبراطورية رجعية في قارات العالم الثلاث ، " اسيا و افريقيا واروبا " تلك الامبراطورية التي كانت تستغل الكثير من الشعوب والقوميات و تخدعها باسم " الخلافة الاسلامية " و تسثمرها ابشع انواع الاستثمار ، وبعبارة اخرى كانت الحرب العالمية بمثابة معجزة من اجل تحرير الكثير من الشعوب في منطقة الشرق الاوسط و شمال افريقيا و شبه جزيرة البلقان و في مقدمتها الامراء العرب الذين كان واقعين تحت سيطرة العثمانيين .
وفي ظل هذه الظروف المعقدة والحرجة و المتئزمة كتب " قيليب اريوز " حول وضع الشيخ خزعل مايلي : " ان الدولة المركزية في تلك المرحلة لم يكن لها اي سلطة تذكر على اقليم عربستان وقد اوكلت زمام الامور في هذه المقاطعة الواسعة والغنية الى الشيخ خزعل نفسه حيث لا احد ينازعه عليها ، كما انه كان ينفذ سياسته وفقا لما تمليه عليه ارادته ، و كان الشيخ خزعل مقيما في قصر في الفيلية ، كما ان حكام المدن في اقليم عربستان كانوا ينصبون و يعزلون مباشرة من قبله ، بالاضافة الى ذلك كان يوجه الدعوات لاستضافة امراء العرب في الخليج و الزعماء الاجانب دون ان يطلب اذن من قبل الدولة المركزية ، بالاضافة الى ذلك كان يعقد المعاهدات مع قناصل بريطانيا و مسؤولي شركة النفط الايرانية البريطانية و لم يولي أي اهتمام يذكر لا لأحمد شاه و لا حكومته في طهران " .
و بعد انعقاد مؤتمر الكويت في سبتامبر من عام 1916 ارسل الملك عبد العزيز بن سعود برقية الى المفوض البريطاني السامي في الخليج المستر " كوكس " يطلب فيها لقائه ، وقد جدد هذا الطلب مرة ثانية في اكتوبر من نفس العام ، و قد قبل الطلب ، واثناءها اظهر ابن اسعود عن رغبته ان يلتقي كوكوس الشيخ جابر الصباح ايضا وقد وافق على هذا الطلب واعرب لجلالة الملك انه ينوي ا ن يسلمه امر حاكم الامبراطورية البريطانية في الهند و ذلك في اجتماع يضم رؤساء القبائل العربية كما يقلد الشيخ جابر امير الكويت في ذلك الاجتماع وسام النجمة الهندية ، هذا ومن الجدير بالذكر ان هذا الاجتماع ضم بالاضافة الى جلالة الملك عبد العزيز بن سعود والشيخ جابر الصباح ، الشيخ خزعل امير عربستان ايضا وفي نهاية الاجتماع اقسم الزعماء الثلاث قسم الوفاء للامبراطورية العظمى البريطانية .
وبعد ان انفض هذا الاجتماع وجه الشيخ خزعل دعوة الى جلالة الملك عبد العزيز لزيارة المحمرة و قد اقام الشيخ مأدبة عظيمة على شرفه تبادل خلالها الجانبين الكلمات الودية وتبادل الهدايا .
هذا ومن الجدير بالذكر ان البريطانيين كانو قد منحوا الشيخ خزعل قبل عام من الاجتماع وسام رفيع المستوى وعلى اثرها اخذوا يذكرونه في مراسلاتهم ووثائقهم " بالسير خزعل " .
انتهت الحلقة الثانية - الفصل العاشر من كتاب تاريخ الاهواز- عربستان- منذ عصر الافشار حتى الوقت الراهن ، تأليف موسى سيادة – عرض وترجمة : جابر احمد وتليها الحلقة الثالثة
تاريخ الاهواز- عربستان- منذ عصر الافشار حتى الوقت الراهن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بشكل طريف فهد يفشل في معرفة مثل مصري ????


.. إسرائيل وإيران.. الضربات كشفت حقيقة قدرات الجيشين




.. سيناريو يوم القيامة النووي.. بين إيران وإسرائيل | #ملف_اليوم


.. المدفعية الإسرائيلية تطلق قذائف من الجليل الأعلى على محيط بل




.. كتائب القسام تستهدف جرافة عسكرية بقذيفة -الياسين 105- وسط قط