الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزلام عدي

طارق الحارس

2011 / 7 / 11
المجتمع المدني


بعد قتل المجرم ( عدي ) عاهدت نفسي على أن لا أكتب عن حقبته المظلمة في تاريخ الرياضة العراقية ، لاسيما وأنني كتبت ضده العديد من المقالات في صحف المعارضة السابقة قبل سقوط النظام وبعد سقوطه أيضا ، إذ كنت أعتقد أن العراق الجديد سيركل جميع فايروسات هذه الحقبة ، لكنني وبعد مدة وجيزة اكتشفت أن بعض الفايروسات ظلت في مواقعها سواء في الأندية ، أو الاتحادات الرياضية ، لذا وجدت نفسي مضطرا الى العودة بين حين وآخر للكتابة عن هذه الفايروسات محاولا تسليط الضوء عليها لتطهير هذا القطاع الحيوي المهم منها فنحن على يقين تام من أن هذه الفايروسات تحاول جاهدة الوقوف ضد تطلعات الرياضيين في بناء نفسها في العراق الجديد بعد الخراب الذي تسبب به ليس المقبور ( عدي ) حسب ، بل هم ، نعني تلك الفايروسات .
لم نتفاجأ من الأخبار التي تحدثت عن تشكيل هيئة ادارية مؤقتة لنادي الشرطة ، إذ أن ذلك من أبجديات الديمقراطية ، لكننا تفاجئنا من أمرين أولهما يخص عدم القناعة بالأسباب الموجبة لاتخاذ قرار يحل هيئة ادارية يقودها الكابتن القدير رعد حمودي بذلت ومازالت تبذل جهدا كبيرا ونتائجها واضحة للعيان في العديد من الألعاب التي تمارس في النادي ، ذلك القرار الذي قيل أن أطرافا في وزارة الداخلية تقف خلفه .
نحن نفهم أن حل أي هيئة ادارية منتخبة لا يمكن أن يتم الا وفق مبررات معينة يقف في مقدمتها اخفاق الهيئة الادارية في ادارة شؤون النادي اداريا ، أو وماليا ، أو فنيا ، أو بتوافر مخالفات قانونية ، لكن الحال في نادي الشرطة يشير الى غير ذلك فحمودي وهيئته الادارية عملوا على انقاذ النادي ماديا وحتى نكون أكثر تحديدا نقول أن حمودي أنفق من جيبه الخاص أموالا طائلة ، لاسيما بعد سقوط النظام ، أما اداريا وفنيا فقد أثبتت ادارة النادي حسن ادارتها ويتجسد ذلك من خلال نتائج فرقها في العديد من الألعاب الرياضية ، لكنها ظلت تعاني من مشكلة نتائج فريقها الكروي وهي مشكلة ليست جديدة مطلقا ، إذ يشير تاريخ أزمتها الى مدة طويلة ومراجعة بسيطة الى أرشيف الدوري العراقي في اتحاد كرة القدم تؤكد ذلك .
أما الأمر الثاني الذي فاجأنا ، بل هزنا فهو الذي يعود بنا الى بداية مقالتنا التي تحدثنا فيها عن اضطرارنا الى العودة للكتابة عن فايروسات المقبور ( عدي ) بين حين وآخر ، إذ أشارت الأخبار الى أن الهيئة المؤقتة التي قيل أنها تشكلت سيرأسها أصيل طبرة نائب المجرم المقبور ( عدي ) في لجنته الأولمبية قبل سقوط النظام الصدامي .
بعد قراءتي الاسم ، أعني اسم أصيل طبرة وضعت عدة أسئلة منها : هل هناك أي مجال للمقارنة ، رياضيا على أقل تقدير ، بين رعد حمودي وأصيل طبرة ؟ من المؤكد أن الاجابة تأتي بسرعة فشتان ما بين نجم كبير خدم الرياضة العراقية لاعبا بارزا ومن ثم اداريا ناجحا وآخر لم يمارس الرياضة في حياته ، فضلا عن الطامة الكبرى في حياته المتمثلة بكونه من ذيول العهد البائد حيث عمله الاداري مع المقبور ( عدي ) ، ذلك العمل الذي يعلم الجميع أنه لا يتعدى سوى تنفيذ أوامر عقوبات المقبور ضد الرياضيين العراقيين والاشراف المباشر عليها في معتقلي الرضوانية واللجنة الأولمبية .
نعم ، لا يمكن المقارنة بين الثرى والثريا ، بين شخص ضحى بحياته وأمواله من أجل بناء العراق الجديد وآخر خدم النظام الصدامي المجرم . نعم ، لا يمكن المقارنة بين رعد حمودي وأصيل طبرة .
لقد نفت وزارة الشباب خبر تشكيل هذه الهيئة ومثلها فعلت الأمانة العامة لمجلس الوزراء حيث نفت خبر تعيين طبرة كمستشار رياضي لدولة رئيس الوزراء وهو الأمر الذي أثلج صدورنا ، إذ ليس من المعقول بعد ثمانية أعوام على سقوط النظام أن يعود أزلام ( عدي ) لقيادة الرياضة العراقية مرة أخرى .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الرياضة العراقية
رعد الحافظ ( 2011 / 7 / 11 - 14:17 )
نعم أزلام النظام الصدامي الفاشي وإبنهِ المجنون عدي مازالوا يسرحون ويمرحون في مجالات عدّة سياسياً وإدارياً في العراق ومنها حقل الرياضة بالطبع
يساعدهم في ذلك كميّة الفساد الذي تأصّل في النفس العراقية عموماً زمن الطاغية صدام
*********
ماذا ينتظر مسؤولي الرياضة مع هذه الميزانية الضخمة للعراق للبدء في حملة وطنية رياضية تعيد الرياضة في العراق الى مستواه السابق على الاقل إن لم نطمح بالأفضل ؟
كنّا أبطال آسيا بالساحة والميدان بفروع عديدة منها في سبعينات القرن الماضي
حتى في السلّة والقدم والملاكمة وفروع أخرى كنّا نتسيّد آسيا
أليس هو طريق سهل وواضح ينتشل الشباب من فراغهم وفقرهم الذي يرميهم في أحضان البهائم الإنتحارية مقابل 50 دولار لزرع عبوة ناسفة كما هو شائع في عراق اليوم؟
متى سيعمل من يدعي إمتلاكه روحاً رياضية بأبسط تلك الأخلاق ؟
آهٍ علينا ... كم نحنُ بحاجة لمخلصين كأمثال الأستاذ مؤيد البدري ليرتقوا بنا الى مانستحق فعلاً , حتى المواهب غابت وإختفت في ظلّ الفساد
كرة القدم مثلاً فلسفة حياة , تراجعها اليوم في العراق عنوان لتراجع التطوّر في العراق
سحقاً للأحزاب الدينية والفاسدين , تحياتي ل

اخر الافلام

.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل


.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون




.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة


.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟




.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط